سمير القدوري
New member
نص مداخلة سمير القدوري
مساء يوم الجمعة 14 أكتوبر 2011
أثناء
مناقشة كتاب "مريم المسلمة"
Marie la musulmane
للكاتب الفرنسي
Michel Dousse
ميشيل دوس
المنشور عام 2005م
محاور مداخلتي
المحور الأول في الكلام على مصادر الكتاب
المحور الثاني في الكلام على مسائل الكتاب جملة وبيان سياقها التاريخي والأدبي
المحور الثالث في الكلام على الكيفية التي تعامل بها الكتاب مع تلك المسائل
المحور الأول في الكلام على مصادر الكتاب
مساء يوم الجمعة 14 أكتوبر 2011
أثناء
مناقشة كتاب "مريم المسلمة"
Marie la musulmane
للكاتب الفرنسي
Michel Dousse
ميشيل دوس
المنشور عام 2005م
محاور مداخلتي
المحور الأول في الكلام على مصادر الكتاب
المحور الثاني في الكلام على مسائل الكتاب جملة وبيان سياقها التاريخي والأدبي
المحور الثالث في الكلام على الكيفية التي تعامل بها الكتاب مع تلك المسائل
المحور الأول في الكلام على مصادر الكتاب
• 12 كتابا جلها دراسات معاصرة بالفرنسية تاريخ طبعها بين 1959م - 1994م.
• 5 مقالات ظهرت بين 1961 – 2001م.
• ثمان ترجمات فرنسية: أربع للقرآن وأربع للكتاب المقدس.
• ويلاحظ أنه ليس في تلك اللائحة كتاب عربي غير القرآن وحده, وخمسة كتب عربية ذكرها عرضا ونقل عنها بواسطة المراجع الفرنسية التي بين يديه فقط ولم يقف عليها مباشرة.
• أما نقول المؤلف من الكتاب المقدس فقد وصل عددها إلى 192 اقتباسا 133 منها منقول من 19 سفرا من كتب العهد القديم, و 59 منها منقول 10 أسفار من كتب العهد الجديد.
• يضاف لذلك سيطرة مطلقة لمصطلحات ومفاهيم اللاهوت المسيحي والكريستولوجيا .
• بينما نجد على سبيل المقارنة أن في رسالة دكتوراه بشأن مريم في القرآن الكريم (300ص) قدمت في جامعة تورونتو بكندا تطلب الأمر من صاحبة الرسالة الرجوع إلى 192 مصدرا ومرجعا بين كتاب ومقال بمختلف اللغات الحية: العربية والإنجليزية والألمانية جلها له صلة مباشرة بمسائل كتاب مريم المسلمة وقسط وافر منها صدر قبل 2005 أني قبل طبع كتاب مريم المسلمة.
• هذا أمر يستدعي حقا الغرابة والدهشة, فكأن الكتاب الذي بين أيدينا كتب بمعزل عما يدور في عالم البحث العلمي.
المحور الثاني: مسائل الكتاب وبيان سياقها التاريخي والأدبي
• يعتبر شخص مريم أم المسيح وما يتصل بها من مسائل فرعية من صميم القضايا التي لاكتها الأقلام والألسن في حلبة الجدال والمناظرة بين المسلمين والنصارى منذ العهد النبوي وإلى يوم الناس هذا.
• فمسألة هل ظن القرآن أن مريم أم المسيح هي نفسها مريم أخت موسى. التي نجدها حاضرة بكثرة في كتاب ميشيل دوس, قد وقفت عليها في عدة مصادر عربية منها
• مقامع هامات الصلبان ومراتع روضات الإيمان لأحمد بن عبد الصمد بن عبد الحقالخزرجي القرطبي(582هـ/ 1186م) [تحقيق: عبد المجيد الشرفي لكتاب مقامع الصلبان, طبع تونس, سنة 1975م, ص 36.] نجدها في رسالة أرسلها قس قوطي من طليطلة إلى الخزرجي سنة 542هـ / 1147م نقرأ ما نصه:
• "والعجب أيضا من قوله عن مريم أم المسيح: ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا﴾ [سورة التحريم، الآية:12]. وقال عنها في موضع آخر: ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّا.) [سورة مريم، الآية: 28] وليست أم المسيح بأخت لهارون، ولا بابنة لعمران، وإنما اسم أبيها يعقيم، فتوهمتم أنها ابنة عمران، التي كانت أخت لموسى وهارون."
• مسألة عيسى روح الله وكلمته التي عالجها كتاب ميشيل دوس في الفصل السادس من كتابه نجد لها أيضا صدى في ص 31 من كتاب الخزرجي وفي رسالة بولس الأنطاكي الراهب أسقف صيدا التي أجاب عنها أحمد بن عبد الحليم بن تيمية في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح.
• مسألة الربط بين قصة الإفك الم\كورة في سورة النور وقصة براءة مريم من الزنا في سورة المائدة حاضرة أيضا في المناظرات التي قيل أنها جرت بين القاضي أبي الطيب الباقلاني (ت. 403هـ /) وبعض القساوسة في قصر ملك الروم
• مسألة النبي إبراهيم وثنائية البركة والبكورية بين اسحاق ابن السيدة سارة وإسماعيل ابن الأمة هاجر, التي ناقشها كتاب ميشيل دوس في الفصل الثاني من كتابه, لها حضور قوي في كتاب أفرده أبو بكر بن العربي المعافري (ت.553هـ / 1148م) لمناقشة تلك المسألة وفي كتاب ابن تيمية المذكور وفي كتاب تأييد الملة لأحد المسلمين من وشقة عاش في القرن الثامن هـ/ الرابع عشر الميلادي.
• إلى غير ذلك مما سأبينه بتفصيل في بحث لي سينشر مستقبلا.
• فكل ذلك يبين السياق التاريخي البعيد الجذور لكثير من المسائل التي عالجها كتاب مشيل دوس وانتمائها إلى مجال الجدل الديني بين أصحاب الديانات الإبراهيمية وتنازعهم بشأن تأويل النصوص المقدسة المثارة في معمعة المساجلات. فأرى أن الإحاطة بهذه الحقيقة أمر مهم جدا لا يجوز إغفاله لمن يتصدى لمجال المقارنة بين الديانات الإبراهيمية.
المحور الثالث بيان الكيفية التي تعامل بها الكتاب مع تلك المسائل
• لكن ما هي السمة الغالبة على الكتاب الذي بين أيديناتغليب هل هي الموازنة بين عرض ومناقشة وجهة النظر المسيحية وجهة النظر الإسلامية والنظر في دلائل الطرفين نظرا مستويا.
• لاحظنا فرقا بين الدقة المتناهية التي تعامل بها الكتاب أثناء نقله لنصوص الكتاب المقدس والتساهل في النقل عن القرآن وفي ترجمة معانيه:
• 1- في صفحات 160 من النص الفرنسي للكتاب يميل الكتاب إلى أن لفظ ”صِدِّيق“ لها معنى مضمر في القرآن يكاد يقارب معنى النبوة ليرفع من قدر مريم الصديقةفي القرآن. وهذا مخالف للمعنى المشروح في القرآن في سورة الحديد الآية 19: ”والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون“.
• 2- في ص 162 قال الكاتب بأن يحيى هو الشخص الوحيد الذي قيل عنه في القرأن أنه ”سيد“ وأن اللفظ لا يرد إلا في موضع ثان بصيغة الجمع ”وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا“ الأحزاب 67. ثم استنتج أن ”سيد“ تعني شريفا من شرفاء الصحراء « un noble du désert » والحقيقة أن اللفظة وردت في موضع ثالث بصيغة المفرد في سورة يوسف الآية 25 وأطلقت على عزيز مصر. ”وألفيا سيدها لدى الباب“.
• 3- في ص 100 من النص الفرنسي ترجم المؤلف لفظ ”وجيها“ الذي جاء في وصف المسيح من الآية 45 من سورة آل عمران تبعا لجاك بيرك ب: prodigieux يعني خارق للعادة . مع أن بلاشير ترجمه ب: illustre ونفس اللفظ ورد في حق موسى في الآية 69 من سورة الأحزاب: ”وكان عند الله وجيها“ فترجمه بلاشير il fut en honneur auprès de Dieu وفي ترجمة مركز الملك فهد ترجم: il était honorable auprès de Dieu ومعنى الوجاهة: الرفعة والمكانة عند ربه وله جاه عنده أي أنه مستجاب الدعوة. فنلاحظ تضخيم المعنى ليناسب الاعتقاد المسيحي في شخص عيسى.
• 4 – في ص 110 و ص 190 يقارب المؤلف بين النخلة المذكورة في قصة مريم في القرآن وبين الشجرة التي حرم الله الأكل منها وأكلت منها حواء حسب سفر التكوين. وهذا يذكرني بتأويل أحد آباء الكنيسة القدماء وهو يوحنا فم الذهب (ت, 407م) حيث علق على نص سفر التكوين بقوله أن الشجرة المحرمة هي نفسها شجرة التين التي لعنها المسيح حين جاء ليأكل منها فوجدها بلا ثمار لأن الوقت لم يحن بعد فلعنها لأجل ذلك .
• وقد سجلت اختلالات كثيرة في ترجمة المؤلف لآيات القرآن منها : البقرة 87 [ص 253 تعليق 8] + اختلال واضح في النص العربي للآية 101 من سورة يوسف [الكتاب الفرنسي ص 254 تعليق 13] إلخ.......
• ومن العجيب أيضا أن يأتي المؤلف بجملة من سفر الخروج ويحشرها في نص الآية 20 من سورة طه ثم فعل ذلك مرة ثانية حين يذكر معنى الآيات 3- 17 من سورة القصص [ص 47].
• 5ـ أن مسألة اتهام القرآن بالخلط بين مريم أم عيسى ومريم أخت موسى التي سلمها المؤلف بلا دليل ليست محل إجماع بين المستشرقين لأن أحدهم وهو Adrien Rolandأدريان رولان(ت. 1719م)الهولندي قد صنف تلك المسألة ضمن الأحكام المسبقة التي لدى الكنيسة عن الإسلام.
• والثاني وهو تفنيد جورج سيل لتلك التهمة في مقدمة ترجمته الإنجليزية للقرآن, ثم قد قلنا بأنها مسألة خلافية قديمة بين النصارى والمسلمين فيجب لا التسليم بها كما فعل المؤلف تقليدا منه لما جاء في كتاب روجي أرناديز عيسى نبي الإسلام“.