مناقشة حول " لطيفة للقرطبي" مبشرة ...ولكن ....

أنين الحق

New member
إنضم
27/12/2009
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
في تفسير القرطبي لقوله تعالى:
{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (النساء 54)
قال:" أم يحسدون محمداً على ما أحل الله له من النساء فيكون المُلك العظيم على هذا أنّه أحل لداود تسعا وتسعين امرأة ولسليمان أكثر من ذلك.

واختار الطبري أن يكون المراد ما أوتيه سليمان من الملك وتحليل النساء.

والمراد تكذيب اليهود والرد عليهم في قولهم: لو كان نبيا ما رغب في كثرة النساء ولشغلته النبوة عن ذلك، فأخبر الله ـ تعالى ـ بما كان لداود وسليمان يوبخهم، فأقرت اليهود أنه اجتمع عند سليمان ألف امرأة... وعند داود مئة امرأة....وكان له يومئذ ـ صلى الله عليه وسلم ـ تسع نسوة.

ثم قال القرطبي : إن سليمان ـ عليه السلام ـ كان أكثر الأنبياء نساء.
والفائدة في كثرة تزوجه أنه كان له قوة أربعين نبيا، وكل من كان أقوى فهو أكثر نكاحا.

وفرَّع القرطبي على ذلك لطيفة هي:

"أن كل من كان أتقى فشهوته أشد، لأن الذي لا يكون تقيا فإنما ينفرج بالنظر والمس، ألا ترى ما روى في الخبر:(العينان تزنيان واليدان تزنيان) رواه مسلم .

فإذا كان في النظر والمس نوع من قضاء الشهوة قلَّ الجماع، والمتقي لا ينظر ولا يمس فتكون الشهوة مجتمعة في نفسه فيكون أكثر جماعا.

وقال أبو بكر الوراق:كل شهوة تقسي القلب إلا الجماع فإنه يصفي القلب، ولهذا كان الأنبياء يفعلون ذلك."

المناقشة :أولا: هل مثل هذه اللطائف تخدش الحياء ؟

ثانيا: لو كانت تخدش الحياء فلم قيدها الإمام القرطبي وهو من هو ؟

ثالثا: هل هذه يطلق عليها المقوله المشهورة:" ليس كل ما يقرأ يقال" ولماذا؟

رابعا: ما رأيكم في الربط بين اللطيفة والحديث الصحيح؟

رابعا: هل نستطيع فهم هذه اللطيفة على أنها تحمل بشارة للمتدينين أو الملتزمين في شبابهم وحياتهم الغريزية وفي نفس الوقت يستفيق بها الشباب الضائع ويستفيد منها؟

خامسا: إذا كانت هذه حقيقة لها ما بعدها فهل نستطيع نشر مثل هذه اللطائف دعويا ؟

سادسا : ما النتائج المترتبة على نشر مثل هذه الفوائد في مجتمعاتنا المحافظة وانعكاسها على تاليها ؟

من خلال هذا الطرح يدور النقاش فمرحبا ألف
 
المناقشة : أولا: هل مثل هذه اللطائف تخدش الحياء ؟
هذه المسائل تصلح للنقاش بين بعض الفئات دون بعض ، ومثلها كثير في كتب أهل العلم في الفقه والحديث والتفسير وغيرها من فنون العلم الشرعي . والمنهج منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى جواز نقاش مثل هذه المسائل في حدود الأدب واللياقة وحسن اختيار المكان والمخاطب المناسب . وتدوينها في كتب العلم حرصاً على توثيقها جعلها تقع في يد كل أحد كما تفضلتم . ويبقى دور المعلم والمربي قائماً بحسن التوجيه والبيان لمثل هذه اللطائف وموضعها من العلم . حيث إنها مما يدخل تحت عموم فضل الله الذي آتاه الله آل إبراهيم عليهم الصلاة والسلام .
ثم إن عبارة (تخدش الحياء) عبارة هلامية، فما يخدش حياء بعضهم قد لا يخدش حياء الآخر بحسب تربيته التي نشأ عليها في بيئته ، ولا شك أن كمال الحياء ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد كان أشد حياء من العذراء في خدرها ، وهو القدوة عليه الصلاة والسلام .

ثانيا: لو كانت تخدش الحياء فلم قيدها الإمام القرطبي وهو من هو ؟
لو كان يرى أنها مما لا ينبغي ذكره لما قيدها، لكن العلماء استجازوا مثل ذلك في كثير من المسائل ولولا تقييدهم لها لذهب العلم بها ، وهي مسألة علمية صحيحة لا مطعن فيها من حيث العلم والتجربة تؤيد ذلك غالباً . ويبقى موضوع إثارتها محل اجتهاد ونقاش . ولا يزال الرجال يتفاخرون بقدرتهم في هذه الأمور ويتندرون فيما بينهم بها، وفعل النبي صلى الله عليه وسلم محل قدوة في ذلك لمن وفقه الله لحسن الاقتداء والعدل.

ثالثا: هل هذه يطلق عليها المقوله المشهورة:" ليس كل ما يقرأ يقال" ولماذا؟
أوافقك على أن هذه المقولة تنطبق على هذه المسألة ، في بعض المواقف . لكن لا بأس بها في موقف علمي مناسب يتدارس فيه ما تدل عليه هذه الآية، وكلام هؤلاء العلماء الأكابر كافٍ للدلالة على قبولها ، وهم أكثر ورعاً وأدباً منا .

رابعا: ما رأيكم في الربط بين اللطيفة والحديث الصحيح؟
ربطٌ موفق ، فكثرة الإمساس تقل الإحساس . ومن أدمن النظر إلى الحرام قل استمتاعه بالحلال ، والكلام في هذا طويل مبسوط في مواضع متفرقة من الكتب ، والقصص .

رابعا: هل نستطيع فهم هذه اللطيفة على أنها تحمل بشارة للمتدينين أو الملتزمين في شبابهم وحياتهم الغريزية وفي نفس الوقت يستفيق بها الشباب الضائع ويستفيد منها؟
ألق نظرة على بعض الاستشارات الطبية في عدد من المواقع المتخصصة لترى صدق هذا الفهم، فمن حفظ الله في جوارحه حفظه الله في صحته وشبابه، ومن أرخى العنان لشهواته فقدها حيث يحتاجها، والجزاء من جنس العمل .

خامسا: إذا كانت هذه حقيقة لها ما بعدها فهل نستطيع نشر مثل هذه اللطائف دعويا ؟
الحكيم يعرف متى ينتفع بمثل هذه الفوائد ، فليست مما يأخذ طابع النشر العام فيما يظهر، وإن كان اطلاع القراء عليها ينفعهم ويذكرهم بأمور لا تنفك حاجتهم إليها، ولن يتوقف عندها إلا القلة .

سادسا : ما النتائج المترتبة على نشر مثل هذه الفوائد في مجتمعاتنا المحافظة وانعكاسها على تاليها ؟
من خلال هذا الطرح يدور النقاش فمرحبا ألف
هذه تحتاج أن تقوم بتوزيع استبانات تستطلع من خلالها رأي الجمهور وتخرج بعدها بنتائج علمية عن الأثر المترتب بعد أخذها حظها من الوقت . وهذه مسألة تربوية لها أهلها المعنيون بها .
ونحن نقول مرحباً بك ألف ، وجزاك الله خيراً على حسن عرضك لنقاشك، ولعله هو الذي دفعني للمشاركة .
 
"أن كل من كان أتقى فشهوته أشد،
ليست قاعدة تنطبق على كل الناس ولا على أغلبهم ، وقد خلق الله ُ الناسَ متفاوتين في مقدار شهواتهم ، و التقوى توجه الإنسان إلى قضاء الشهوة بالحلال.

فإذا كان في النظر والمس نوع من قضاء الشهوة قلَّ الجماع، والمتقي لا ينظر ولا يمس فتكون الشهوة مجتمعة في نفسه فيكون أكثر جماعا.
النظر واللمس والكلمة المسموعة بل وحتى المقروءة كلها قد تثير الشهوة ، ومن الناس من لا تنقضي شهوته إلا بالجماع ، ومنهم من تنقضي شهوته بمقدماته.
والنظرة والفكرة هي التي تثير الشهوة، فلو كان التقي مثلاً يقرأ القرآن بتدبر وكل عقله وروحه مع القرآن لما فكر بالجماع، إنما الذي يحرض على ذلك النظرة أو الفكرة.


المناقشة :أولا: هل مثل هذه اللطائف تخدش الحياء ؟
ثانيا: لو كانت تخدش الحياء فلم قيدها الإمام القرطبي وهو من هو ؟
إن جُعلت هي الموضوع الأصلي ومحل التفصيل فهي تخدش الحياء ، أما الإمام القرطبي فقد ذكرها ضمن مواضيع كثيرة ولطائف عديدة، ولم يصنف فيها كتابًا ! ولا حتى رسالة ، وفي هذا فرق ؛ فتأمل.


خامسا: إذا كانت هذه حقيقة لها ما بعدها فهل نستطيع نشر مثل هذه اللطائف دعويا ؟
سبحان الله ، وهل هذا مما تحتاجه الأمة الآن ، تأمل في حالنا رحمك الله ستجد آلافًا وآلافًا من المواضيع التي هي أحق بالنشر، ولكل حال مقال !
 
الأخوة الكرام،

"أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ".

1. لو صدر هذا التفسير عن معاصر لاشتد عليه النكير.
2. من أين لهم رحمهم الله أن الحسد كان في هذه المسألة. وأي تقزيم لمعنى الفضل والملك العظيم مثل هذا؟!
3. الخلل أخي الكريم ليس في الاستنتاج الذي سميته لطيفة ولكن في المقدمة التي تم البناء عليها.
 
في تفسير القرطبي لقوله تعالى:
{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (النساء 54)
قال:" أم يحسدون محمداً على ما أحل الله له من النساء فيكون المُلك العظيم على هذا أنّه أحل لداود تسعا وتسعين امرأة ولسليمان أكثر من ذلك.

واختار الطبري أن يكون المراد ما أوتيه سليمان من الملك وتحليل النساء.

يا أنين الحق ليس هذا اختيار الطبري

الطبري اختياراته في الآية هو ما يلي:

قال أبو جعفر: وأولى التأويلين في ذلك بالصواب، قولُ قتادة وابن جريج الذي ذكرناه قبل: أن معنى"الفضل" في هذا الموضع: النبوّة التي فضل الله بها محمدًا، وشرّف بها العرب، إذ آتاها رجلا منهم دون غيرهم لما ذكرنا من أن دلالة ظاهر هذه الآية، تدلّ على أنها تقريظٌ للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رحمة الله عليهم، على ما قد بينا قبل. وليس النكاح وتزويجُ النساء = وإن كان من فضْل الله جل ثناؤهُ الذي آتاه عباده = بتقريظ لهم ومدح.


لقول في تأويل قوله : { فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) }
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: أم يحسد هؤلاء اليهود = الذين وصف صفتهم في هذه الآيات = الناسَ على ما آتاهم الله من فضله، من أجل أنهم ليسوا منهم؟ فكيف لا يحسدون آل إبراهيم، فقد آتيناهم الكتاب = ويعني بقوله:"فقد آتينا آل إبراهيم"، فقد أعطينا آل إبراهيم، يعني: أهله وأتباعه على دينه "الكتاب"، يعني كتاب الله الذي أوحاه إليهم، وذلك كصحف إبراهيم وموسى والزّبور، وسائر ما آتاهم من الكتب.

قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية = وهي قوله:"وآتيناهم ملكًا عظيمًا" = القولُ الذي رُوي عن ابن عباس أنه قال:"يعني ملك سليمان". لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب، دون الذي قال إنه ملك النبوّة، ودون قول من قال: إنه تحليلُ النساء والملك عليهن. لأن كلام الله الذي خوطب به العرب، غيرُ جائز توجيهه إلا إلى المعروف المستعمل فيهم من معانيه، إلا أن تأتي دلالةٌ أو تقوم حُجة على أن ذلك بخلاف ذلك، يجبُ التسليم لها."

المصدر: تفسير الطبري
 
.
أشكركم يا أهل التفسير جميعا على المرور وأقول زادكم ربي من فضله وأخص فضيلة المشرف العام بمزيد تقدير لترحيبه .

أما عن الأمه الإسلامية وكونها ليست في حاجة لمثل هذا كما قال{ الأخ أو الأخت } فداء فلست معها من قبيل ولا دبير لأنه ـ أو لأنها ـ لا تعلم أن في مصر مثلا كل أربع وعشرين ساعة يتم طلاق وانفضاض ثمان أسر لأسباب من أهمها :
عدم معرفة الواجبات الملقاة على عاتق الرجل والتي من أجلها غادرت السيدة المصونة والجوهرة المكنونة ـ الزوجة ـ بيت أبيها ومن ألطف هذه الواجبات التي ليست عند الأب ولا الأخ ولا العم ولا الخال ولا....ولا ... العفة واللقاء الحلال الذي أصبح لأسباب من أهمها :

النت الإباحي المفرغ للشهوات الساكب لرجولة الرجال ، والفضائيات المجرمة الفاضحة تغادر المرأة بيت الزوجية وعندما تسأل عن سبب المغادرة لا تجد جوابا مطلقا ثم يظهر في النهاية أنه فشل اللقاء الجنسي .

ومن هنا فالأمة تنهار بانهيار بيوتها وطلاق نسائها وفساد رجالها والعدو خلف العقارات المنشطة التي أضاعت القوى الحسية للرجولة والرجال .
فعندما نقول لا تنظر إلى الحرام لتجد المتعة في الحلال كما قال أهل التفسير أهل القرآن أهل الله وخاصة ومنهم القرطبي ـ إن شاء الله ـ نكون قد أصبنا وأثمرنا ـ إن شاء الله تعالى ـ .

وبعد هذا لا ترى يا أخ " فداء " صدارة هذه اللطيفة التي يشم من كلام أبي عمرو البيراوي عدم تصديقه بأنها لطيفة ؟؟؟

ثم إن الأخ أو الأخت فداء تعترض على كلام القرطبي : أن كل من كان أتقى فشهوته أشد فتقول:" ليست قاعدة تنطبق على كل الناس ولا على أغلبهم "
فعلى من إذن تنطبق؟ هذه واحدة

أما الثانية: من أين لك هذا الاستقراء والقول به من الصعوبة بمكان على الرجال والنساء بل هو مستحيل كما لا يخفى على لبيب مثلكم . هلا اطلعتنا على مصدر هذه المعلومة ؟؟؟

أما كون هذا ليس اختيارا للطبري فلعل الأخ صاحب الهوى الحجازي ـ حفظه الله ـ محقا ولكن العذر لأنيني
كون القرطبي ـ عينه ذاته ـ حكي ذلك الاختيار وراجع نص القرطبي تجد ما نصصت عليه فيه.

وأهلا بكم من جديد.
 
.
أما كون هذا ليس اختيارا للطبري فلعل الأخ صاحب الهوى الحجازي ـ حفظه الله ـ محقا ولكن العذر لأنيني
كون القرطبي ـ عينه ذاته ـ حكي ذلك الاختيار وراجع نص القرطبي تجد ما نصصت عليه فيه.

وأهلا بكم من جديد.

شكر الله لك وموضوعك موضوع جيد وممكن أن يستفاد منه تربويا.
وما ذكرت عن القرطبي فهو صحيح وقد اطلعت عليه.
وفقك الله لكل خير.
 
مناقشات مثالية

مناقشات مثالية

أحيي الإخوة جميعا بداية من صاحب الموضوع" اللطيفة " مرورها بالدكتور عبد الرحمن وفداء وأبي عمرو وانتهاء بحجازي الهوى وأقول:

لعل القول المطروح على بساط النقاش يظهر ثقافة اجتماعية جنسية أسرية متعقلة متعففة متداولة على ألسنة العلماء الربانيين ، بل يفتح بابا من الأبواب الموصدة في دنيا العلماء التقليديين وذلك بعد أن طرق هذا الباب من لا خلاق لهم فضلوا عن سواء السبيل وأضلوا ، وكأن صاحب هذا الموضوع يدق ناقوسا ينبه من خلاله كل ذي شهوة أن يضعها دون نقص في موضعها الذي أراده ربه إذ اللذة في الإسلام حق والهوى حق والشهوة حق والملاعبة حق واللهو البريء حق ، هذا الحق هو من مسوغات دخول الجنة بل إصابة الفردوس الأعلى منها ، أليس مولانا عز وجل يقول: [ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)]

عندما نجد امرأة تسأل نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن احتلام المرأة في زمن الطهر والعفاف وتستغرب السيدة أم سلمة منها هذا الاستفهام ويرد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون أدنى مواربة وفي أعالى درجات الأدب غير مسفه ولا مبدع ولا ......ولا...
عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ:
جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ ـ تَعْنِي وَجْهَهَا ـ وَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ قَالَ: نَعَمْ تَرِبَتْ يَمِينُكِ فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا. رواه البخاري ومسلم.

فإن هذا يجرنا إلى فتح هذه الأبواب الموصدة أمام من لا يعرفها ـ كما فعل صاحب المشاركة الأم الذي أحييه .

والفقير يوافق على الكتابة والخطابة والجهر بالحق من خلال تقليب قضايانا ولكن في ثوبها الائق بها الذي لا يخرج عن أدب القرآن في حديثه . ولعل هذا رأي من سبقني بالتعليق على هذا الموضوع.
وفق الله الجميع لما يحبه ربي ويرضاه .
 
دكتور عبد الفتاح

يمشي الهوينا ويجي في الأول

سلام الله عليك وعلى قلمك المسدد
 
يقول عبد الحليم ابو شقة مؤلف "موسوعة تحرير المرأة في عصر الرسالة"
ينبغي أن نكون على ذكر من أن الله سبحانه وتعالى، قد أنزل في كتابة الكريم من أمور الجنس شيئا كثيرًا، وفيه شواهد تطبيقية على أن ذكر الأمور الجنسية في مناسبتها لا يتعارض مع الحياء بوجه من الوجوه، وقد أنزل الله كتابه نورًا لعباده، ويسره لهم ليتلوه جميعا ويتدبره الرجل والمرأة والشاب والشيخ، فقال تعالى: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" (سورة القمر الآية: 40) كما ينبغي أن نكون على ذكر أيضا من أنه ورد في السنة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها". رواه البخاري ومسلم.
ولم يمنع هذا الحياء الجم- بل البالغ أقصى درجات الكمال، لم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يعلم الناس أمور الجنس، ويستمع إلى أسئلتهم وشكاواهم المتعلقة بالجنس في سماحة ويسر، حتى وإن كانت بعض تلك الأسئلة والشكاوي صارخة التعبير.
ونؤكد أنه ينبغي أن تكون لنا القدوة الحسنة في آيات كتاب الله العزيز وفي سنة رسوله الأمين فنتعلم منهما النهج السوي في الحديث عن أمور الجنس نهجًا يتسم بسمو في التعبير -مما يتوافق مع الحياء السوي، كاستعمال الكناية والمجاز، حيث يغنيان عن الحقيقة، والإشارة حيث تغني عن العبارة، والتلميح حيث يغني عن التصريح، والإجمال حيث يغني عن التفصيل، على أن الحياء السوي لا يتعارض مع نوع من التصريح أحيانا، أو مع شيء من التفصيل أحيانا، حتى يكون البيان أكمل بيان.
وسنعرض هنا مجموعة شواهد تبين كيف عالج القرآن الكريم في أدب كثيرًا من القضايا التي لها علاقة بالأعضاء التناسلية أو بالمتعة الجنسية، فقدم بذلك للمؤمنين والمؤمنات ثقافة جنسية رصينة، ثم نعرض شواهد أخرى تبين كي تأسَّى رسولنا صلى الله عليه وسلم بالقرآن العظيم، وكذلك صحابته الكرام ثم بعده، فعالجوا جميع تلك القضايا في وضوح، وهو على أتم الحياء وأكمله في الوقت نفسه، فبدافع من الحياء كانوا يقفون من الحديث عند قدر الحاجة لا يتجاوزونها، وكانوا يتحرون الجد ويجتنبون الهزل وكانوا يقصدون المصلحة لا المفسدة، رائدهم دائما العفاف والطهر لا المجون ولا الفجور0000 ثم يقول :
لا حرج في ذكر المحيض والطهر وفي ذكر الرفث إلى النساء ومس النساء، ما دامت المناسبة مشروعة، والأسلوب راقيًا، والهدف هو مصلحة المؤمنين والمؤمنات في دينهم ودنياهم 0
 
فوائد قيمة شكر اللهُ لمن دوَّنها وأثارها ، والنقاش العلمي الهادف يزيد في العلم والعقل.
والإمام القرطبي رحمه الله بحسب تجربتي مع هذا الكتاب النفيس يَهِمُ كثيراً في نسبة الأقوال إلى العلماء من أهل التفسير والنحو وغيرها . فوهمه في نسبة الاختيار للطبري لعله من هذا الجانب، ولعل هذا الاستدراك من أخي حجازي الهوى تفيدني وغيري في ضرورة مراجعة كلام العالم في موضعه الأصلي أولاً للتثبت من صحته، ثم النقاش بعد ذلك ، وأنا تسرعتُ في التعليق ثقةً بما نقله أخي أنين الحق غفر الله لي وله ولكم، حيث إن سوقه للكلام يدل على علمه وفطنته، فلم أر حاجة للمراجعة، ولكنَّ التثبت خُلُقٌ علميٌّ عريق لا يُنقصُ مِن قَدْرِ الناقل .
 
ولعل هذا الاستدراك من أخي حجازي الهوى تفيدني وغيري في ضرورة مراجعة كلام العالم في موضعه الأصلي أولاً للتثبت من صحته، ثم النقاش بعد ذلك

صدقتم ومحضتم النصح جزاكم الله خير الجزاء .

وأنا تسرعتُ في التعليق ثقةً بما نقله أخي أنين الحق غفر الله لي وله ولكم،

اللهم آمين

حيث إن سوقه للكلام يدل على علمه وفطنته، فلم أر حاجة للمراجعة، ولكنَّ التثبت خُلُقٌ علميٌّ عريق لا يُنقصُ مِن قَدْرِ الناقل .

الحقيقة أن ما تفضلتم به سعادة مشرفنا ومشرَّفنا هو عين النصفة وهو موضع الاهتمام ـ إن شاء الله تعالى ـ فالتثبت العلمي واجب بلا منازع .

لكن عذري أن بيت القصيد ومعقد الفائدة ليس في اختيار أحد على الإطلاق ، إذ سوق عبارة " وهو اختيار الطبري " ليس غاية أو مقصد بتاتا لذا لم أجنح إلى الرجوع إلى صاحب هذا الاختيار.
وبيت القصيد هو قول القرطبي ـ مناط النقاش وما من أجله سيق الكلام ـ بغض النظر عن أن يكون هذا اختياره أو اختيار غيره .
وما تفضلتم به مكانه السويداء من القلب.
 
لا حرج في ذكر المحيض والطهر وفي ذكر الرفث إلى النساء ومس النساء، ما دامت المناسبة مشروعة، والأسلوب راقيًا، والهدف هو مصلحة المؤمنين والمؤمنات في دينهم ودنياهم 0

بارك الله فيكم يا دكتور يسري وحفظك في حلك وترحالك .
 
جزاكم الله خيراً ووفقكم .
وعذرك مقبول أخي أنين الحق قبل أن تعتذر حيث إن ما وقع فيه الخطأ ليس موضع النقاش حقاً، ولكننا نذكر هذا للفائدة لنا وللقارئ بارك الله فيكم .

للفائدة
عثرت في مكتبتي على كتاب بعنوان :
(منهج القرآن في تهذيب الغريزة الجنسية وتحريم الخمر والمخدرات) للدكتور شحات حسيب الفيومي ، طبع الطبعة الأولى عام 1414هـ
 
عثرت في مكتبتي على كتاب بعنوان(منهج القرآن في تهذيب الغريزة الجنسية وتحريم الخمر والمخدرات) للدكتور شحات حسيب الفيومي ، طبع الطبعة الأولى عام 1414هـ

ما شاء الله كتاب يظهر نفعه من عنوانه ولعلى أفيد منه عندما تتم اللقية بيني وبين فضيلتة فهو عميد كليتنا الحالي ولعلكم يا أبا عبد الله قد عاصرتموه في شريعة أبها.
وفقه الله وإياكم لما يحبه ربي ويرضاه.
 
عودة
أعلى