ممكن فتوى منكم ؟

إنضم
09/02/2004
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد تحية الإسلام ..
.. عندي سؤال والموضوع طويل لذلك أحببت التنويه بذلك مقدماً ..
.. طرح أمس موضوع بمنتدى أنا مشترك فيه وقد طرحت أحد الأخوات ..
.. هذا الكلام ومع العلم أنه مسلمة لكن هالكلام هو تعمق ..
.. في أمور تجهلنا لذلك فضلت أعرضه عليكم لعلي أجد جواب كافي وشافي ..
.. لهذا الموضوع ..
.. فهل من مجيب أو عالم يفتينا بمثل هذه الأمور ..
.. رجاء خاص من يفتي بأمر هذا السؤال فسوف يتم نقله للمنتدى وعلى ذمته ..
,, اللبيب يتوقف حتى يرى ويبصر ,,
,, ويترقب ويتأمل ,,
,, ويعيد النظر ويقرأ الكلمة ,,
,, ويقدر الخطوة ويبرم الرأي ,,
نص موضوع الأخت مع العلم بأنها نقلته من منتدى أخر (منتدى تغاريد)
.. إخوتي وأخواتي ..
؟؟ لماذا خلقنا ؟؟
.. سؤال يتبارد إلى ذهن كل مخلوق في الأرض ..
.. والإجابة سلسة ومعروفة ..
:: حيث يجيبنا رب العزه ::
[( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )]
[ الذاريات:56 ]
.. كنت أحاول التوسع في البحث عن إجابه لهذا التساؤل ..
>> أي انني أتسأل <<
؟؟ هل يوجد سبب أخر لخلقنا سوى أن نعبد الله ؟؟
!! وأثناء بحثي وجدت رؤية غريبه في إحدى المواقع الإسلامية عن هذا !!
؟؟ التساؤل لماذا خلقنا ؟؟
.. أردت أن أعرضها هنا لأنها قد أخذت مساحة من تفكيري ..
.. فأردت أن أشارككم أياها وإذا كانت لكم أراء بخصوصها ..
.. أرجو عرضها لتعم الفائدة على الجميع ..
.. أتمنى أن لا أكون قد أثقلت عليكم بمقدمتي ..

؟؟ لماذا خُلِقنا ؟؟
.. نحن نوجد في هذا العالم بسبب إرتكابنا جريمة رهيبة عندما كنا في الملأ الأعلى ..
.. وهذه الحياة هي فرصتنا لكي نعتق أنفسنا و نكفر عن جريمتنا ..
>> ونلتحق بملك الله سبحانه وتعالى <<
.. لقد بدأ الأمر منذ بضعة بلايين السنين ..
.. عندما نشأ نزاع في الملأ الأعلى ( 38:69 ) عندما أعتقد أحد المخلوقات العالية المكانة ..
.. إبليس أعتقد بغروره أن القوة التي أعطاها الله له تؤهله بأن يصبح إله بجانب الله ..
.. وبذلك تحدى سلطة الله المطلقة ولم تكن فكرة الشيطان هذه كفراً فحسب بل كانت خطأ أيضاً ..
.. فالله وحده ولا أحد سواه يملك القدرة والصلاحيات ليكون إله ورب العالمين ..
.. ونتيجة لكفر الشيطان حدث نزاع وإنقسام في الملأ الأعلى ..
:: وأنقسمت كل مخلوقات الله الى أربعة فئات ::
(( ملائكة ))
.. وهي المخلوقات التي أيدت سلطة الله المطلقة ..
(( حيوانات ))
. مخلوقات تمردت في البداية ثم قبلت دعوة الله للتوبة ..
(( جن ))
.. مخلوقات أيدت إبليس بأنه قادر على أن يكون إله ..
(( بشر ))
.. مخلوقات لم تحدد موقفها وفشلوا في إتخاذ موقف حازم مع سلطة الله المطلقة ..

.. لقد توقعت الملائكة أن يعاقب الله المخلوقات التي لم تخضع لسلطته المطلقة ..
.. ولكن الله أرحم الراحمين قرر أن يمنحنا فرصة لكي نكفر عن خطئنا ..
.. وأخبر الملائكة بأنه يعلم ما لا يعلمون فالله يعلم أن بعض المخلوقات ..
.. يستحقون فرصة أخرى لكي يتوبوا ...
.. فلو أنك إدعيت القدرة على أن تحلق طائرة في الهواء ..
>> فأفضل وسيلة لإختبار إدعائك أن نعطيك طائرة ونطلب منك أن تجعلها تطير ..
.. هذا بالتحديد ما قرر أن يقوم به الله رداً على إدعاء إبليس ..
>> بأنه يمكنه أن يكون إله بجانب الله <<

.. خلق الله 7 أكوان واسعة ..
.. ثم أخبر الملائكة بأنه سيعين إبليس خليفة ..
( إله)
..على مكان مثل ذرة غبار صغيرة في الكون تسمى الأرض ..
.. والحسابات القرآنية المعنية بتعيين إبليس خليفة ..
.. إله مؤقت على الأرض تؤيد ما سبق ..
.. وإستدعت خطة الله خلق الموت والحياة ..
.. ثم إحضار البشر والجن الى هذا العالم ليبدأو حياة جديدة ..
.. وبذلك يبدأون الحياة بدون أي تحيزات وبحرية تامة ..
>> لكي يختاروا بين التسليم بسلطة الله المطلقة <<
>> أو التسليم بنظرية الشيطان بأنه إله آخر <<
.. ولإتخاذ مثل هذا القرار الهام فإن كل إنسان يتلقي رسالة من الله تؤيد سلطة الله المطلقة ..
.. وبالمثل يتلقي رسالة من الشيطان تدعوه إلى الشرك بالله ..
.. ولكي يعطينا الله بداية حسنة فأن أرحم الراحمين حشد البشر كلهم أمامه ..
.. إستعداداً لكي يرسلنا إلى هذا العالم ..
:: وأشهدنا أنه هو الله الواحد الأحد وبالتالي ::
>> التسليم و الإمتثال لسلطة الله المطلقة هي غريزة فطرية وجزء مكمل لكل إنسان <<
.. وبعد أن تم الحكم بالموت على المتمردين من المخلوقات ..
(البشر والجن)
.. وضعت أرواح البشر والجن في مكان خاص ..
.. ثم خلق الله الأجساد الملائمة لكي يسكن فيها أرواح الجن والبشر خلال فترة الإختبار ..
.. وقد صنع أول جسم للجن من النار ..
.. وتم وضع إبليس في هذا الجسد وصنع أول جسد بشري من مادة أرضية ..
وهي الطين ( 15:26 ) ووضع الله أول روح بشرية في هذا الجسد ..
.. وإستدعت الخطة الإلهية أن يخدم الملائكة البشر على الأرض ..
>> يحرسوهم ويسوقوا الرياح والمطر إليهم ، ويدبروا مؤنهم ... الخ <<
:: هذه الحقيقة منصوصة في القرآن بإستعارة مكنية ::
[( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَفِرِينَ )]
.. وبالطبع رفض إبليس أن يقوم بعمل أي شئ لخدمة الجنس البشري ..
.. وبينما ظل جسد آدم على الأرض ..
.. أستقرت روحه في الجنة في أبعد الأكوان ..
.. وقد أعطى الله لآدم أوامر معينة متمثلة في الشجرة المحرمة ..
.. وعيّن إبليس كقرين لآدم لكي يوصل له رسالته الشيطانية ..
.. أما الباقي فهو تاريخ ..
.. وفي كل مرة يولد إنسان على الأرض ..
.. تخصص روح للمولود الجديد من مستودع الأرواح ..
.. ويخصص الله الأرواح وفقاً لعلمه فكل روح تستحق أن تخصص لجسد معين ..
:: وتعيش تحت ظروف معينة والله وحده يعلم ::
>> أي الأرواح تكون طيبة <<
>> وأي الأرواح تكون شريرة <<
.. فأطفالنا مخصصون لبيوتنا حسب خطة الله ..
.. وبالمثل هناك روح جن مستقلة تخصص للمولود البشري الجديد ..
.. لكي تمثل وجهة نظر إبليس ..
.. وبينما جسد أي جن هو خلفة من أبويه الجان فإن روحه تكون فردية مستقلة ..
.. والجان ينحدر أصله من إبليس والجن القرين يظل ملازماً للإنسان منذ ولادته و حتى موته ..
.. ويخدم كشاهد أساسي في يوم القيامة ويظل الجدال مستمراً في رؤوسنا ..
.. بين الروح الإنسانية والروح الجنية حتى يقتنعا بوجهة نظر واحدة ...

(( الخطيئة الأولي الأصلية ))
.. بخلاف الإعتقاد السائد لم تكن الخطيئة الأصلية هي مخالفة آدم لأمر الله عندما أكل من ..
>> الشجرة المحرمة <<
.. لكن الخطيئة الأصلية كانت فشلنا للإمتثال لسلطة الله المطلقة خلال الخصام العظيم ..
.. في الملأ الأعلى فإذا إستطاع الشخص البشري أن يُقنع قرينه أو قرينته من الجن بالتوبة ..
.. من هذه الخطيئة وأن يمتثل لسلطة الله المطلقة فإن كلا المخلوقين سينعموا ..
>> برحمة الله الخالدة يوم القيامة <<
.. أما اذا أقنع القرين الجني رفيقه الإنسي بالإمتثال لوجهة نظر الشيطان الوثنية ..
>> فكلا المخلوقان سيُنفوا الى الأبد من مملكة الله إلى جهنم خالدين فيها <<
.. ولكي ينشر إبليس وأتباعه وجهة نظرهم فقد أيدوا تأليه مخلوقات ..
>> لا حول لها ولا قوة مثل محمد وعيسى ومريم والقديسين <<
.. وحيث أننا هنا بسبب نزعتنا للشرك ولتعدد الآلهة فمعظمنا يقع فريسة سهلة لإبليس ..
.. أما عدم كفاءة وفشل إبليس كإله فقد تم إثباتها بالفعل من خلال الفوضى الشائعة ..
.. فى الأرض والمرض والحوادث والبؤس والحرب من خلال سلطته على الأرض ..
.. وأما البشر الذين يتركون إبليس ويمتثلوا لسلطة الله المطلقة ..
.. ويحجموا عن تأليه المخلوقات الضعيفة و الميتة ..
.. مثل محمد وعيسى فسيرجعوا الى حماية الله وسيتمتعوا بحياة مثالية في هذا العالم وإلى الأبد ..
.. ولأن حياتنا في هذا العالم عبارة عن سلسلة من الإختبارات مصممة لكي تظهر موقفنا ..
>> من الشرك و تعدد الآلهة فإن الشرك هو الإثم الوحيد الذي لا يغتفر <<
.. ولقد صمم هذا العالم تصميماً إلهياً خاصاً لكي يظهر بوضوح قرارنا ..
.. بإتباع سلطة الله المطلقة أو وجهة النظر الوثنية لإبليس ..
.. فالليل والنهار على سبيل المثال يتغيران بإستمرار لإختبار إرادتنا لطاعة اوامر الله ..
.. مثل القيام بصلاة الفجر أو الصوم في أكثر الأيام حرارة أوأطولها ..
.. وسوف يكافئ الله فقط هؤلاء المقتنعين تماماً بسلطته المطلقة ..
:: المصدر ::
=-=> الاسلام علي الصراط المستقيم <=-=
؟؟؟ ما رأيكم ؟؟؟
.. إلى هنا أنتهى كلام الأخت أفيدونا جزاكم الله خيراً ..
.. والدال على الخير كفاعله ..
.. أخوكم في الله خالد ..
 
حياك الله أخي الحبيب خالد
وأشكرك على حسن ظنك بإخوانك في ملتقى التفسير. وأبشر بإذن الله ، فسوف تجد الجواب الشافي ، ولكن نرجو منحنا بعض الوقت للإجابة ، وإنما أحببت أن أشكرك على عجل ، وللحديث بقية ، وأرجو من الإخوة المشاركة وفقهم الله.
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تسلم اخوي عبدالرحمن ومتاسف اذا سببت نوع من الاحراج او الازعاج
ومع اني ما اعرف من اين نقلته الاخت
وزي ما تفضلت وقال معدل الموضوع انه من منتدى تغاريد مع اني ما ذكرت هالامر
ولا علم لي هل هو منتدى تغاريد ام لا
علىالعموم انا ما يهمني التغيير اللي حصل بمالوضوع بقدر ما تهمني الاجابة
وجزاك الله الف خير وثبتك بطاعته واسكنك فسيح جناته اللهم أمين
 
معذرة أخي خالد على التأخر في الجواب لضيق الوقت
وقد طلبت من أحد الإخوة الباحثين في الموقع أن يتكرم بتفصيل الجواب ، فلعله يفعل ذلك إن شاء الله.
 ولكنني أحببت - ريثما ينتهي - أن أذكر لك بعض النقاط التي أراها مهمة في توضيح الصورة في الموضوع على هيئة نقاط ليسهل فهمها علينا جميعاً :

أولاً : الجواب الذي ذكرته الأخت عن الحكمة من خلق الجن والإنس واضح وصريح ، وهو كلام الله :(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). فالحمد لله على هذا الوضوح في ديننا وفي عقيدتنا. وقد ذكرت الأخت أن هذا الجواب هو الجواب المعروف ، وإنما بحثت فوجدت ما نقلت لنا من الكلام الذي سيأتي الحديث عنه. وأؤكد هنا على أن الوحي هو المصدر الذي نتلقى منه هذه الحقائق الراسخة في ديننا ، والوحي هو القرآن والسنة فقط. وما سواها كالعقل فيحاكم إليها وليس العكس.
 
ثانياً : أن الكلام المنقول فيه حق وفيه باطل ، فما فيه من الحق ، هو ما ذكره من خلق آدم وعدم استجابة إبليس لأمر الله بالسجود ، وقوله :(وأخبر الملائكة بأنه يعلم ما لا يعلمون) ونحو ذلك مما هو مذكور ومكرر في القرآن الكريم ولله الحمد ، وهذه مسألة واضحة كل الوضوح فلا نطيل.
وفيه كلام باطل لا دليل عليه ،  مثل قوله
(نحن نوجد في هذا العالم بسبب إرتكابنا جريمة رهيبة عندما كنا في الملأ الأعلى ..)
ومثل قوله : (وأنقسمت كل مخلوقات الله الى أربعة فئات:
( ملائكة ) .. وهي المخلوقات التي أيدت سلطة الله المطلقة ..
( حيوانات ) . مخلوقات تمردت في البداية ثم قبلت دعوة الله للتوبة ..
( جن ) .. مخلوقات أيدت إبليس بأنه قادر على أن يكون إله ..
( بشر ) .. مخلوقات لم تحدد موقفها وفشلوا في إتخاذ موقف حازم مع سلطة الله المطلقة ..).
وغير ذلك من العبارات التي لا دليل عليها ، وفيها جرأة مذمومة.
 
ثالثاً : يبدو لي أخي الكريم أن الذي كتب هذا الكلام ليس بمسلم ، أو أنه مسلم لم ينل حظاً من العلم ، فعباراته تذكرني بكتابات النصارى ، وأسلوبهم في مناقشة كتابهم المقدس ، وإشارتهم دائماً لآيات القرآن برقم السورة ورقم الآية هكذا (134:2) أي سورة البقرة الآية 134 مثلاً وقد لاحظت هذا في الكلام المنقول .
كذلك استخدام عبارات غير مألوفة في التعبير عن قدرة الله سبحانه وتفرده بالملك سبحانه مثل قوله :(فالله وحده ولا أحد سواه يملك القدرة والصلاحيات ليكون إله ورب العالمين ..). وكأنه يتكلم عن مدير فرع مؤسسة زراعية !
كذلك قوله :(فأطفالنا مخصصون لبيوتنا حسب خطة الله ). وقوله :(تخصص روح للمولود الجديد من مستودع الأرواح) وقوله :(هذا بالتحديد ما قرر أن يقوم به الله رداً على إدعاء إبليس ) وقوله :(ولأن حياتنا في هذا العالم عبارة عن سلسلة من الإختبارات مصممة لكي تظهر موقفنا ..) كل هذه العبارات توحي لك بأن الذي كتب الكلام إما أنه متعود على كتابة التقارير الإدارية (حسب خطة الله) (مصممة) (قرر) (مستودع) !! كل هذه العبارات لم تمر علي إلا في تقارير تسليم العهد في الدوائر الحكومية ، فربما يكون الكاتب أمين مستودع !

رابعاً : ما معنى قوله :(خلق الله 7 أكوان واسعة ) ؟ هل يقصد السموات السبع ؟ أم الأرضين السبع ؟ لا أدري

خامساً : ما الدليل على قوله :(ثم أخبر الملائكة بأنه سيعين إبليس خليفة .. ( إله) ..على مكان مثل ذرة غبار صغيرة في الكون تسمى الأرض .. .. والحسابات القرآنية المعنية بتعيين إبليس خليفة .. .. إله مؤقت على الأرض تؤيد ما سبق .. .. وإستدعت خطة الله خلق الموت والحياة .. ) ؟
هذا كلام غريب ولا دليل عليه ، وهو يتكلم كأنه في مشهد درامي تمثيلي ولا يتكلم عن الله وخلقه لآدم عليه السلام.
 
سادساً وأخيراً أخي خالد : إن موضوع الدين والعقيدة موضوع جد خطير ، ومهما كان الإنسان لاعباً أو هازلاً بشيء فلا يكن ذلك دينه وعقيدته وربه ، وتأمل أخي الحبيب قول الأخت في أول كلامها (أردت أن أعرضها هنا لأنها قد أخذت مساحة من تفكيري ..). مما يدل على تأثرها بما وجدت ، ولو كانت وفقها الله تنبهت لكون مثل هذا الكلام ينبغي تركه والبعد عنه لما نقلته لكم هناك ثم نقلته أنت لنا هنا.
فهذا الكلام المنحرف الغامض المليء بالعبارات المضحكة التي تدل على جهل بالله وبحقه وقدره سبحانه وتعالى ، كما قال الله سبحانه وتعالى :(وما قدروا الله حق قدره..). ولا أخفيك أنني لم أقرأ هذا الكلام إلا رغبة في إجابتك ، وإلا فإني لا أتوقف عند مثل هذا الكلام كثيراً ، لسقوطه وتهافته.
ولذلك فإنني أنصح نفسي وأنصك أخي الحبيب الموفق أن لا تقرأ مثل هذا الكلام الذي يدخل عليك الشك في دينك ، ولا يعطيك إلا الوهم والكذب .
وقد لاحظت أن الشبكة العنكبوتية أصبحت مرتعاً خصباً لكل أحد أن يكتب ، فوجد أهل الكتاب من النصارى واليهود ومن سار بسيرهم مجال القول واسعاً فيها ، فبدأوا يشككون المسلمين في دينهم ، ويوردون عليهم الشبهات تلو الشبهات ، ويستدلون بآيات القرآن على غير وجهها ، ويحرفون الكلم عن مواضعه ، ويأتون بحقيقة واحدة ومعها عشر كذبات فتختلط هذه بتلك مع قلة العلم ، وغلبة الجهل على أكثر أبناء المسلمين من البنين والبنات ، فيقع هذا الكلام موقعه في القلوب ، والله أعلم ماذا تكون العاقبة .
فالمقصود هو البعد عن هذه المواقع ، وعدم نقل شيء منها ، ولعلك لاحظت أخي الحبيب أنني استبعدت الروابط التي وضعتها في موضوعك خشية أن تقود أحداً إلى تلك المواقع ، ثم تقع في قلبه شبهة يصعب عليه بعد ذلك التخلص منها.
ولذلك كان سلفنا رحمهم الله يحذرون من أهل البدع والشبهات ، ويهربون منهم ، ويقولون لهم : ليس لدينا شك في ديننا ، فاذهبوا إلى من يشك مثلكم فحدثوه !
وقد رأيت كثيراً من طلاب العلم في زماننا هذا قد استهان بهذا ، وهون من شأنه ، حتى تخلى كثير منهم عن كثير من مبادئه بحجة الحوار ، واستماع الرأي الآخر أياً كان هذا الرأي الآخر ، وكل ذلك فراراً من تهمة التطرف والإرهاب التي أصبحت كالعصا السحرية التي يستخدمها أعداء ديننا ضدنا ، ويستخدمها بعض أبناء المسلمين ضد بعضهم . ولا يزال الحبل على الجرار ، وفي كل يوم تظهر لنا فتنة ترقق التي قبلها ، والله المستعان.
فالمقصود أن السلامة في الدين لا يعدلها شيء ! وقد يقول لك قائل عندما تقول مثل هذا الكلام : أنت جبان تخاف من الحوار والنقاش ! لماذا لا تقرأ ثم ترد إذا كان عندك رد ؟! وغير ذلك من العبارات الاستفزازية.
غير أن السلامة لا يعدلها شيء ، ودعهم يقولون ذلك ، فماذا كان ؟ فر بدينك من أهل الشبهات ، فإن النجاة غير مضمونة ، والقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء ، فاسأل الله الثبات ، وكن شحيحاً جداً بدينك على كل أحد وفقك الله.
هذه بعض النقاط السريعة المشتتة ، لضيق الوقت ، ولعل الإخوة الكرام يصوبون ما فيها من خطأ ، ويضيفون ما يتم به الكلام وفق الله الجميع لكل خير.
 
 
الأخ الكريم (خالد)، شيخنا الكريم (عبد الرحمن الشهري)، إخواني الكرام في "ملتق أهل التفسير" –وفقهم الله تعالى-
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد؛
فلقد كتبتُ جوابًا على سؤال أخي (خالد)، وبينما أنا أجهزه لنقله إلى المُلتقى، وجدت شيخنا المفضال (أبا عبد الله = عبد الرحمن الشهري) -جزاه الله خيرًا- قد تكرم بكتابة جوابه النافع المُفيد، فرأيت إتمامًا للفائدة أن أنقل جوابي كما هو، والله المُستعان، فأقول:
-------------------------------------------------------

لا يشك مُسلِمٌ منصِفٌ أننا في زَمَن قد أحاطت به الفِتَن والشُّبُهات مِن كل حَدب وصَوب، وقد أخبرنا النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) بهذا؛ فقال: (فإنه مَن يعش مِنكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تَمَسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجِذ، وإياكم ومُحدَثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) [رواه أبو داود]. وقد أبى أعداءُ الإسلام في كل مكان وزمان إلا الطَّعن في الكتاب والسُّنَّة، ومحاولة النيل مِنهما بشتى الوسائِل ومُختلف الأساليب؛ فكذبوا على الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، وصَحفوا وحرَّفوا وبَدَّلُوا، وألقوا بالشُّبهات والأباطيل في قُلوب المُسلمين؛ لعلها تجد آذانًا صاغية وقلوبًا مريضة؛ لزعزعتهم عَن دينِهم، وتَشكيكهم في وَحيهم وما أنزل اللهُ عليهم؛ ليرتدوا عن الدِّين، ويَتَّبِعُوا غير سَبيل المؤمِنين؛ لِيقينهم –أي: أعداء الإسلام- بقوَّة الإسلام وغَلَبَتِه، وأنَّ به من صلاحية زعامة الأرض وتَحريرها من الكُفر والشِّرك ما لا يوجد في غَيره من الشرائِع والمناهج. ولكن أبى الله إلا أن يكونَ الدِّينُ إلا له، وأبي أن يكون النصر إلا لعباده المؤمِنين، قال الله –تعالى-: (يُريدون ليُطفِئوا نُورَ الله بأفواههم والله مُتِمُّ نُورِه ولو كره الكافِرون) [الصف: 8]، وقال: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافِظون) [الحِجر: 9]، وقال: (هُوَ الذي أرسل رَسُولَه بالهُدى ودينِ الحَقِّ ليُظهِرَه على الدِّينِ كُلِّه ولو كَرِه المُشرِكون) [الصف: 9]. وقد قيض الله لهذه الأمة علماءَ يذبوا عَن الدِّين، ويَنفوا عَنه تحريف الغالين وانتحال المُبطلين وتأويل الجاهِلين، هذا مَع أن الإنسان مَجبولٌ بفطرته على هذا الدين؛ فقد قال الله –تعالى- (فأقِم وجهك للدين حنيفًا فطرت اللهِ التي فَطَرَ النَّاسَ عليها لا تبديلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلك الدِّينُ القَيِّمُ ولكنَّ أكثرَ الناس لا يَعلمون) [الروم: 30]. ولله –سبحانه وتعالى- سُنَنٌ كونيَّة (طبيعيَّة) وسُنَن شَرعيَّةٌ لا تَتَبَدَّل ولا تُحابي أحدًا من المَخلوقين مهما كان شأنُه؛ قال الله –تعالى-: (فلن تَجِدَ لِسُنَّتَ الله تَبديلا ولَن تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَحويلا) [فاطر: 33] ، وَمِن تِلك السُّنَن "الكونيَّة": سُنَّة الصِّراع الدائِم بين الإسلام وأعدائِه؛ قال الله –تعالى-: (بعضكم لبعض عدو) [طه: 123]، وقال –تعالى-: (ولا يزالون يُقاتِلونكم حتى يردوكم عَن دينكم إن استطاعوا) [البقرة: 217]، وقال –تعالى-: (وَدُّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءً) [النساء: 89]. ومِن سُنَن الله "الشَّرعيَّة" أنَّ مَن نَصر الله ودينَه وحِزبَه فإن الله ينصُره؛ قال –تعالى- (يا أيها الذين آمنوا إن تَنصروا اللهَ ينصُرْكم ويُثَبِّتْ أقْدامَكم) [محمد: 7]، وغيرها مِن الآيات.

[هذه مقدمة رأيتُ أنه من اللازم أن أصَدِّر بها الجواب عَن سؤال الأخ (خالد) –وفقه الله-.]

ولي في الجواب عن السؤال عدة وقفات:

الوقفة الأولى:
اعلم –أخي الكريم- أن هذا المَوقِع الذي نُقِل مِنه هذا المقال؛ وهو "الاسلام علي الصراط المستقيم"، هو مِن المواقِع الهدَّامَة المُعادية للإسلام وأهلِه، المُحارِبَة لله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، المُشَكِّكَة في مَصادِر الشَّريعَة وما أنزله الله على رسوله (صلى الله عليه وسلم)، الطاعِنَةِ في دين الله –عز وجل- والمُستهْزئَةِ به بكل ما أوتيت مِن قُوَّة. وإن كان الظَّاهِر من اسمه غيرَ ذلك، وقد تفننوا في الخَديعة والمَكر بأهل الإسلام؛ لينخَدِع زوار المَوقِع بما فيه، ويحسبون أنه مُنشأ للدفاع عَن الإسلام، وهم إنما أرادوا أن يُنشئون على أنقاضِ الإسلام، وأنَّىَ لهم هذا؟! وهيهات!
ولا يفوتني أن أنبِّه على أن الموقع اسمه submission وهذه الكلمة معناها: "إخضاع أو إذعان أو استكانة أو انصياع أو انقياد أو خضوع أو رضوخ أو طاعة".
وكُتِب على صفحته الرئيسية ما نصه:
Welcome to Submission
Your best source for ISLAM (SUBMISSION) on the Internet
فماذا يعنون بقولهم: ISLAM (SUBMISSION ؟ إخضاع الإسلام، استكانة الإسلام، انقياد الإسلام ؟!!!!!! وأترك الجواب للقارىء اللبيب.
ولعل مما يستنفر الهمم للدفاع عن دين الإسلام وعَن كتاب رب العالمين وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) أنَّ مثل هذه المواقع يرتادها عشرات الآلاف من الزوار، فيُضَلُّون ويتشككون في دينهم، بل إن الموقع صُمِمَ بأربع لُغات: "عربية وإردو وفارسية وإنجليزية"
وخُذ البُرهان على ما قلتُ: سأعرِضُ لكم الآن عناوين بعض المقالات التي حواها هذا المَوقِع –زلزل الله كيانَه، آمين- ومِنها يُستَدَلُّ على هذا المقال الذي نقله الأخ (خالد)، وهو أحد المقالات المُثبتة على الصفحة الرئيسية للموقع المُشار إليه:

1- التلاعب بكلمة الله: الآيتان المُزيفتان في آخر سورة "براءة" (سورة التوبة):
وفيه ينتهي الكاتب –شَلَّ اللهُ يَدَه- إلى أن آخر آيتين من سورة "التوبة" (128، 129) "مُزيفتان"!!! وقال ما نصه –ومنه أنقل-: "وكما يتضح لنا الآن فإن محاولة التلاعب في القرآن بإضافة الآيتين 128 و 129 من سورة التوبة ( سورة براءه) أدت إلي ..." وقال: "ولو فحصنا المراجع الإسلامية القديمة لاكتشفنا أن الآيتين المشكوك فيهما من سورة براءة ( سورة التوبة) رقم 128، 129 كانتا دائما محل شك وريبه"، وقال: "وبالرغم من هذه التناقضات وغيرها الكثير والتي تحيط بالآيات 128 و 129 من سورة التوبة فإنه لم يجرؤ أحد طوال هذه السنين أن يناقش صحة وأصالة هاتين الآيتين"، ولا تنسَ أن عنوان مقاله: التلاعب بكلمة الله: الآيتان المُزيفتان في آخر سورة "براءة" (سورة التوبة)" فأين أنت يا أمير المؤمنين (عمر)، فما أحوجنا إلى دِرَّتِك؟!".
وللفائدة أقول: إن من كَذَّب حرفًا في القرآن فقد كَفَر بإجماع الأمَّة، ونَقْلُ القرآن على ما هو عَليه الآن مِن المَعلوم مِن الدِّين بالضرورة، وهو أكبر أنواع التَّواتُر (تواتر الجيل عن الجيل).

2- البسملة الناقصة:
زَعَم فيها صاحب المقال أن سورة "التوبة" قد حُرِّفَت؛ فقال ما نَصُّه: "... أن سورة رقم "9" –يعني سورة "التوبة"- قد حرفت ويجب تطهيرها". وقال: "... تثبت صحة وأصالة البسملة الناقصة، وكذلك عدد آيات سورة "9" ( حيث تم إدخال آيتين مزيفتين )" !!!! وهو يَعني –عامله الله بما يستحق- أن البسملة يجب أن تُعاد إلى سورة "براءة"؛ لأنها ناقصة !!!

3- مَن هو إلهك الحقيقي
يسخر الكتاب –بوضوح- من القرآن ومِن رَبِّ العالمين –سبحانه وتعالى-؛ قال ما نصه: "والعجيب أن أغلب هؤلاء الناس سوف يصدمون عندما يكتشفون أن إدعائهم بأن ربهم هو خالق السموات والأرض ليس إلا إفتراء يفترونه بشفاههم ولا تؤمن به قلوبهم ولذلك ستكون نهايتهم فى نار جهنم كما يعلمنا القرآن في سورة يوسف الآيه 106. ولو فهمنا القرآن كما يعلمه الرحمن سبحانه وتعالى لعرفنا معرفة اليقين أن إلهنا هو أي شئ يشغل عقلنا وقلبنا وفكرنا معظم الوقت" !!! وأسلوب المقال كله سخرية واستهزاء من القرآن؛ فتجده يقول: "وهذا أمر مباشر من الله لا نقاش فيه"! ويقول –ساخِرًا- : "وفى الواقع يجب علينا أن ننتهز كل فرصه أو نخلق كل مناسبه لنذكر الله ونسبحه".
فاللهم لا تؤاخِذنا بما فعل السُّفهاءُ مِنَّا، آمين.

4- زي المرأة في الإسلام:
وفيه ينتهي الكاتب –عامله الله بما يستحق- أن الحِجاب أو الخِمار "ليسا من القرآن في شئ، بل هما من البدع والخرافات ونشئا من الجهل بتعاليم القرآن وأصول الدين, فالحجاب أو الخمار يعودان الي العبادات والتقاليد المتوارثة من المجتمعات القديمة والتي كانت موجودة قبل نزول القرآن سواء المجتمعات المتدينة أو المجتمعات الكافرة" –هكذا يزعم هذا المُبطِل المُتَعَدي. وقال: "ولكن المرأة التي تلبس الحجاب وتدعوا اليه معتقدة أن الله أمر به إنما ترتكب ذنبا لا يغفر لأنها أشركت في حكم الله أناسا فرضوا قوانين لم يأت بها الله ولا رسوله الكريم وضللت من رسالة القرآن وطريقه المستقيم". وقال: "لم يأمر اللهُ في القرآن بأن ترتدى المرأة لحجاب أو الخمار الذي توارثه الناس من قبل القرآن وعلى هؤلاء الذين يرتدونه أن يعرفون أنه من عادات قومهم وليس من الدين في شئ".
وللفائدة أقول: راجع الكُتب التالية للرَّد على هذه الشُّبُهات:
(1) «الرَّد العِلمي على كِتاب "تذكر الأصحاب بتحريم النقاب"»/ لفضيلة الشيخ (محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم) –حفظه الله تعالى-، طـ دار العقيدة بالإسكندرية ومصر.
(2) «عودة الحجاب»: الجزء الثالث "الأدِلَّة"/ لفضيلة الشيخ (محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم) –حفظه الله تعالى-، طـ دار طيبة بالسعودية، ودار الصفوة ودار العقيدة بمصر.
(3) «الشُّهُب والحِراب على مَن حَرَّم النِّقاب»/ لفضيلة الشيخ (عادل بن يوسف العزازي) –حفظه الله تعالى-، طـ مكتبة التوعية الإسلامية بمصر.

5- الأحاديث النبوية: حقيقة أم افتراء:
وفيه يُكَذِّب كاتبُ المقال –شَلَّ اللهُ يَدَه- بعض الأحاديث (روى كثيرًا منها الإمامُ البخاري –رحمه الله- في "صحيحه"). صَدَّر مقاله بقوله: "هذا المقال ليست إلا دعوة لمن يقرأها ليجيب على عدة أسئله: هل تعتقد أن رسول الله قد قال هذا الكلام؟ هل تعتقد أن هذا هو دين الله؟ هل تعتقد أن هذه الأحاديث تطابق القرآن؟ وأخيرا هل عندك إستعداد لتعرف الحق وتتبعه؟ اقرأ معى هذه الأحاديث والتى تعتبر عينة مبسطه مما تحتويه كتب الأحاديث، وحاول أن تجيب على الأسئلة السابقه ..." !!! وسأعرض عليك بعض العناوية التي ترجم بها لهذه الأحاديث التي كذَّبها:
(1) "منتهي السخريه من الله عز وجل سبحانه وتعالي عما يصفون": يسخر من حَديث: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ"، ومن حديث: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ..."، ومن حديث: "يكشف رَبُّنا عن ساقه" [وثلاثتهم رواهم الإمام (البخاري) –رحمه الله- في "صحيحه"]، ويسخر من حديث: "أنا الدهر أقلب الليل ونهاره ..." [رواه الإمام (مسلم) –رحمه الله- في "صحيحه"].
(2) "هل لله أصابع؟" يسخر من حديث: "جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأحبار إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالأرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ وَسَائِرَ الخلائِق عَلَى إِصْبَعٍ فَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ ...". [رواه البخاري].
(3) "هل لله سبحانه قدم؟" يسخر من حديث: "... حَتَّى يَضَعَ فِيهَا –أي النار- قَدَمَهُ .." رواه البخاري].

6- الحديث والسُّنَّة من اختراعات الشياطين:
والعنوان واضِح ولا يحتاج إلى مَزيد تَعليق؛ غير أني أنقل قوله: "فالحديث والسنه اُخترعوا واُدعوا على النبي ادعاءا كاذبا، فهناك العديد من الأدلة على أن الحديث والسنه من اختراعات الشيطان ..."!!!
فاللهم رحماك.

الوقفة الثانية:
أقول لأخي الكريم: لعلك الآن تعلم عِلمًا يقينًا أن المقال -الذي نقلته من موقع "تغاريد" والذي نقله من هذا الموقع المذكور- يَهدِف إلى التشكيك في دين الله –عز وجل- والنيل منه، وإظهار أن الله –سبحانه وتعالى- قد ظلمنا، وأننا نؤاخذ بفعل أجدادنا الأوائِل، هذا مع ما فيه من سوء الأدب مع الله –سبحانه وتعالى- والقول على الله بلا عِلم، والتَّكذيب لصريح القرآن، ومُحاولَة زعزعة أصول الدين، والتَّشويش على عَقائِدِهم.
وأنصحك –أخي الحبيب- بأن تُعرِضَ عن هذه الفلسفات العقليَّة السقيمة، التى تأباها الفِطرة السليمة، والعقول السَّديدة، وأن تُشغِل قلبك بتدبُّر كَلام الله –عز وجل-؛ ففيه الكفاية والرَّد الشافي الكافي على هذا الكلام المُتهالِك الباطِل، والإفك المُفترَى المُتلاطِم، وتُقبِلَ على طاعَة الله –سبحانه- وتقواه، بتنفيذ أوامره، والاجتناب عما نهى عنه –سبحانه وتعالى-، وأن تُشغِل أوقاتَك بالمُفيد النَّافِع، فالواجبات أكثر من الأوقات، ولو شغلنا أوقاتنا بما ينفع لا تتسع لذلك، فكيف بما لا ينفع؟ فكيف بما يَضُرُّ؟ وهذه تذكرى لنفسي أولا ولإخواني ثانيًا، عسى الله –سبحانه- أن ينفعَني بها وإياكم، آمين.

وسأعرض الآن بعض العبارات في المقال، وأُتبعها بالدليل على أنها كَذِبٌ مُختلَق، والله المُستعان وعليه التّكلان:

1- قولها: " كنت أحاول التوسع في البحث عن إجابه لهذا التساؤل ... هل يوجد سبب أخر لخلقنا سوى أن نعبد الله ؟؟ وأثناء بحثي ..."اهـ.

أقول: لماذا تبحث الأخت المذكورة عَن إيجاد سبب آخر لخلقنا، وتحاول التَّوَسُّع في ذلك، وقد قال الله –سبحانه وتعالى- : (وما خلقتُ الجِنَّ والإنسَ إلا ليعبدون) [الذاريات: 56]، وأي بيانٍ بعد بيان الله؟ وعُلماء اللغة يقولون أن هذا الأسلوب يفيد القصر والتخصيص والتأكيد؛ لأن الجملة وقعت بين نفي واستثناء: "ما ... إلا"؛ أي: لم أخلقهم إلا لهذه الغاية. فلماذا يُضَيِّع الإنسان أوقاتَه وقد هداه الله رَبُّ العالمين في كِتابٍ (لا يأتيه الباطِلُ من بين يديه ولا مِن خَلفِه تنزيل من حكيم حميد) [فصلت: 42] ؟!

2- قوله: "نحن نوجد في هذا العالم بسبب ارتكابنا جريمة رهيبة عندما كنا في الملأ الأعلى، وهذه الحياة هي فرصتنا لكي نعتق أنفسنا و نكفر عن جريمتنا"اهـ.

- قوله: (نحن نوجد في هذه العالم بسبب ارتكابنا جريمة رهيمة ... وهذه الحياة هي فرصتنا لكي نعتق أنفسنا و نكفر عن جريمتنا).
هذا الكلام كَذِب باطِل، وهاك الدليل: (وما خلقتُ الجِنَّ والإنسَ إلا ليعبدون) [الذاريات: 56]، فنحن ما خُلِقنا إلا لعبادة الله وحدَه لا شريك له، والخَلق إنما يكون لشىء مَعدوم، لا لشىء كان موجودًا قبل ذلك، وارتكب جريمة رهيبة –كما يزعم كاتب المقال الأصلي-.
فهذا القول يُشير أن الإنسان كان حَيًّا قبل إيجاده على الأرض، وهذا كَذِبٌ؛ فالله يقول: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم إليه تُرجَعون) [البقرة: 28]، فالإنسان قبل خَلقِه كان عَدَمًا، وهو مَخلوقٌ مِن العَدَم.

- قوله: "عندما كنا في الملأ الأعلى".
قال الله –تعالى-: "منها خلقناكم وفيها نُعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى" [طه: 55]، أي أن الإنسان إنما وُجِدَ مِن الأرض بعد نزول أبيه (آدم) وأمه (حواء) -عليه السلام- إليها، ولم نَكُن –نحن البشر- في الملأ الأعلى، بل في ظُهور آبائِنا في عالَم لا يَعلمُه إلا الله –سبحانه وتعالى-.

- وأما قوله (بسبب ارتكابنا جريمة رهيبة)، فقد فسرها في ثنايا المقال بقوله عَن "البَشَر" بأنهم "مخلوقات لم تحدد موقفها وفشلوا في اتخاذ موقف حازم مع سلطة الله المطلقة" اهـ.
وهو يعني بذلك أنهم تشككوا في ألوهية الله –سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون عُلُوًّا كبيرًا-.
وهذا كَذِبٌ مُفترى؛ قال الله –سبحانه وتعالى-: (وإذ أخذ ربُّك مِن بَني آدمَ من ظهورهم ذُرِّيَّتَهم وأشْهَدَهُم على أنفُسِهم ألستُ بِرَبِّكم قالو بلَى شَهِدْنا ...) [الأعراف: 172]. وفي هذه الآية "يخبر –تعالى- أنه استخرج ذريةَ بني آدم، من أصلابهم، شاهدين على أنفسهم أن اللهَ ربُّهم ومَليكهم، وأنه لا إله إلا هو، كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه ..." –كما يقول الحافظ (ابن كثير) -رحمه الله تعالى- في "تفسيره"-.
فأين –إذن- تلك الجريمة الرهيبة التي ارتكبها البشر، وخُلِقوا مِن أجل أن يكفروا عَنها –كما يزعُم هذا الكاتب- ؟!

3- قوله: "عندما نشأ نزاع في الملأ الأعلى (38 : 69) عندما أعتقد أحد المخلوقات العالية المكانة" اهـ.
وهو هنا يشير إلى قوله تعالى (ما كان لي من عِلم بالملأ الأعلى إذ يختصمون) [ص: 69]، فظَنّ بجهله وكَذِبِه أن الاختصام المذكور هو اعتقاد (إبليس) "أن القوة التي أعطاها الله له تؤهله بأن يصبح إله بجانب الله"، ولو كَلَّف نَفسَه وراجع كَلامَ المُفسرين لتَبيَّن له الحَقُّ مِن الباطِل؛ فاختصام الملأ الأعلى –وهم الملائِكَة (على خِلاف) معناه: يعني اختلافهم "في شأن (آدم) عليه السلام، وامتناع إبليس من السجود له، ومحاجته ربه في تفضيله عليه، وغير ذلك‏"، ولذلك أتبع اللهُ –سبحانه وتعالى- هذه الآية بقصة (آدم) –عليه السلام-، والله أعْلَم.

4- قوله: "إبليس اعتقد بغروره أن القوة التي أعطاها الله له تؤهله بأن يصبح إله بجانب الله ... وبذلك تحدى سلطة الله المطلقة" اهـ.

هذا كذب؛ قال الله تعالى: "وإذا قُلنا للمائكة اسجُدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه"، وهذا الفِسق والعِصيان لله حَدَثَ بعد خلق (آدم) –عليه السلام-، فمفهوم الآية أن (إبليس) كان مُطيعًا لله قبل خَلق (آدم) –عليه السلام- وإلا لَمَا أُمِر بالسجود مع الملائِكَة. وقد يقول قائل أن الكاتب يعني أن (إبليس) اعتقد هذا الاعتقاد بعد خلق (آدم) –عليه السلام-، فالجواب من وَجهين:
الأول: كلا؛ الكاتب لا يَعني هذا؛ لأنه قال بعد هذا: "ونتيجة لكفر الشيطان حدث نزاع وانقسام في الملأ الأعلى، وانقسمت كل مخلوقات الله إلى أربعة (كذا؛ والصواب: أربع) فئات: ملائكة ... حيوانات ... جن ... بشر". فهو حكم بكفر إبليس قبل خَلق (آدم)، وهذا تكذيبٌ لصريح القرآن.
الثاني: حتى وإن قَصَد الكاتِبُ هذا، فهذا كلامٌ مُختلِقٌ أيضًا؛ لأن (إبليس) –لعنه الله- لم يعتقد أن "القوة التي أعطاها الله له تؤهله بأن يصبح إلهًا بجانب الله" ولم يتحدى "سلطة الله المطلقة" –كما يزعُم الكاتِب-. بُرهان ذلك قول الله –تعالى- عَن إبليس: (قال فَبِعِزَّتِك لأغوينَّهم أجمَعين * إلا عبادك مِنهم المُخلَصين) [ص: 82، 83]، فانظر كيف أقسم (إبليس) بعزة الله، واستثنى عباد الله المُخلصين مِن الغواية، شاهِدًا أنه لا يستطيع غوايتَهم، فكيف يتحدى –بعد ذلك، كما يزعم الكاتب- سلطة الله المُطلَقَة؟! بل قال الله –سبحانه- قبل هاتين الآيتين بثلاث آيات عَن إبليس (قال رَبِّ فأنظِرني إلى يوم يُبْعَثون) [ص: 79]، فكيف يتحدى سُلطَة الله المُطلقَة –عليه وعلى غيره- ثم يطلُب منه أن يُنظِرَه إلى يوم يُبْعَثون، إلا إذا كان مُتيَقِّنًا أنَّ اللهَ له (مُلك السَّموات والأرض، وهو رَبُّ العالمين، الصَّمد، وهو على كل شَىءٍ قَدير؟! بل نَقَل الله –سبحانه وتعالى- لنا في القُرآن اعترافَ (إبليس) بقولِه (وما كان لي عليكم مِن سُلطانٍ إلا أن دعوتُكم فاستَجَبْتُم لي) [إبراهيم 22]، فهل لا زال الكاتِبُ مُصِرًّا على افتراءاتِه وكَذِبِه بعد ذلك؟!
وعندما علَلَّ الله –سبحانه وتعالى- كُفْر (إبليس)، قال: (فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان مِن الكافِرين) [البقرة: 37]، وقال: (ففسق عَن أمر رَبِّه) [الكهف: 50]، وقال (فسجدوا إلا إبليس أبى) [116]، وقال (قال فاهْبِطْ مِنها فما يكون لك أن تَتَتكَبَّر فيها فاخْرُجْ فإنك مِن الصَّاغِرين) [الأعراف: 13]، ولم يَقُل –سبحانه- في آيةٍ واحِدَةٍ أن سَبَبَ كُفر (إبليس) أنه "اعتقد أن القوة التي أعطاها الله له تؤهله بأن يصبح إلهًا بجانب الله" –كما يَزعُم الكاتِب-؛ فقد قال بَعدها: "ولم تكن فكرة الشيطان هذه كفرًا فحسب بل كانت خطأ أيضًا".
فأين في القُرآن أو في السُّنَّة أن إبليس ادَّعَى "بأنه يمكنه أن يكون إلهًا بجانب الله" –كما يَزعُم الكاتِب- ؟!

5- قوله: "ثم أخبر الملائكة بأنه سيعين إبليس خليفة (إله) على مكان مثل ذرة غبار صغيرة في الكون تسمى الأرض ... والحسابات القرآنية المعنية بتعيين إبليس خليفة إله مؤقت على الأرض تؤيد ما سبق" اهـ.
سبحانك هذا بُهتانٌ عَظيمٌ؛ قال تعالى (وإذا قال رَبُّك للملائكة إني جاعِل في الأرض خليفة ... وعلم آدم الأسماء كُلَّها) [البقرة: 30، 31]، فانظُر كيف أخبر الله –سبحانه وتعالى- أنَّه جاعِلٌ نَبيَّه (آدم) -عليه السلام- خليفة في الأرض، وجعَلَ الكاتِبُ (إبليس) هو الخليفة ؟! بل ولم يَكتَفِ بذلك بل قال بأنَّ الله –سبحانه وتعالى- "عَيَّنَه" (إلهًا)، و"الإله" هو "المَعبود"، ولا إله إلا الله وحدَه لا شَريك له. والله –سبحانه وتعالى- يَقول: (لو كان فيهما ءالهةٌ إلا اللهُ لفسدتا فسبحن الله رب العرش عما يصفون) [الأنبياء: 21، 22]. وقد نَزَّه اللهُ –سبحانه وتعالى- نفسَه عَن الأمر بالفَحشاء؛ فقال –جل شأنُه- (قل إن الله لا يأمُر بالفَحشاء أتقولون على الله ما لاتَعلَمون) [الأعراف: 28]، فهل يأمُر الله –سبحانه وتعالى- (إبليسًا) أن يكون إلهًا على الأرض وهو –سبحانه وتعالى- لا يأمُر بالفحشاء التي هي أقَلُ مِن ذَلِك بكثير؟! وهو الحَكيم العَليم الحَميد –سبحانه وتعالى عما يقولون الظَّالِمون عُلُوًّا كبيرًا. والله –سبحانه وتعالى- يقول: (إن تكفروا فإن الله غَنيٌّ عَنكم ولا يرضى لعباده الكُفر وإن تَشكروا يرضَهُ لكم) [الزمر: 7]، فهل يليق أن يأمُر بالكفر وهو لا يرضاه –سبحانه وتعالى- ؟!

6- قوله: "ثم إحضار البشر والجن الى هذا العالم ليبدأوا حياة جديدة ... وبذلك يبدأون الحياة بدون أي تحيزات وبحرية تامة ... لكي يختاروا بين التسليم بسلطة الله المطلقة ... أو التسليم بنظرية الشيطان بأنه إله آخر" اهـ.

أقول: هذا كلامٌ كَذِبٌ؛ قال تعالى (وما خَلقتُ الجِنَّ والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات: 56]، وما خَلقهم –سبحانه وتعالى- ليختاروا إلهًا مِن إلَهين –كما يزعُم الكاتِب-. وقال –عَزَّ وَجَلّ- (وإذ أخذ ربُّك مِن بَني آدمَ من ظهورهم ذُرِّيَّتَهم وأشْهَدَهُم على أنفُسِهم ألستُ بِرَبِّكم قالو بلَى شَهِدْنا ...) [الأعراف: 172]؛ فهم قد شَهِدوا أن الله سبحانه وتعالى هو إلههم ومَليكهم، سبحانه وتعالى. ولم ينُكِر أحَدٌ قط "ربوبية" الله –سبحانه وتعالى- على مَر العُصور، إلا (فرعون) –كما قال شيخُ الإسلام (ابن تيمية) -رحمه الله تعالى-، وقد أنكرها بلسانه ولم تتجاوَز ذلك، فهو يُقِرُّ في نَفسِه أنه مَخلوق، وهل له إلا ذلك؟
ولقد قال اللهُ –سبحانه وتعالى- في كتابه: (كانَ النَّاسُ أمَّةً واحِدَةً فبعث الله النَّبِيِّين مُبشرين ومُنذرين ...) [البقرة: 213]؛ قال الإمامُ (ابن جرير) -رحمه الله تعالى-‏:‏ "عن (ابن عباس) –رضي الله عنهما- قال‏:‏ كان بين نوح وآدم عشرة قرون، كلهم على شريعة من الحق، فاختلفوا فبعث اللّه النبيين مبشرين ومنذرين ..."؛ فانظر كيف كان الناس يُفرِدون الله –سبحانه وتعالى- بالعبادة، ولم يختلفوا –وذلك بعبادة الأصنام- إلا بعد عشرة قرون، لا أنهم خُلِقوا لاختيار إله مِن إلَهين –كما يَزعُم الكاتِب (عامله الله بما يستحق)-.

7- قوله: "بخلاف الاعتقاد السائد لم تكن الخطيئة الأصلية هي مخالفة آدم لأمر الله عندما أكل من الشجرة المحرمة، لكن الخطيئة الأصلية كانت فشلنا للامتثال لسلطة الله المطلقة خلال الخصام العظيم في الملأ الأعلى" اهـ

هذا كلام كَذِبٌ، أجبنا عنه تحت رقم (2)، فانظره هناك.

8- قوله: "أما عدم كفاءة وفشل إبليس كإله فقد تم إثباتها بالفعل من خلال الفوضى الشائعة في الأرض والمرض والحوادث والبؤس والحرب من خلال سلطته على الأرض" اهـ.

أقول: هذا كلامٌ خَطيرٌ فاسِدٌ، يُنَبىء عن اعتقاد صاحِبه الفاسِد؛ فهو ينسب الأمراض والحوادِث والحُروب- التي هي مِن تَقديرات الله عَزَّ وَجَلَّ بإجماع المُسلمين- ينسبها إلى (إبليس) وفَشلِه في ألوهيته للأرض!!!
قال الله –تعالى-: (وإن تُصِبهم حسنةٌ يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كلٌ من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حَديثًا) [النساء: 78]، وقال تعالى (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) [البقرة: 102]، وقال تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وُزلزِلوا ...) [البقرة: 214]، وقال تعالى (وأما إذا ما ابتله فَقَدَر عليه رِزْقَه فيقولُ رَبي أهانَن) [الفجر: 16]، وغيرها من الآيات. وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "مَن يُرِد الله به خيرًا يُصِبْ مِنه" [رواه البخاريُّ]. ومن أسمائه الحُسنَى –سبحانه وتعالى-: "الضَّار النَّافِع".
والأمراض والحروب والحوادِث مِن سُنَن الله الكونية (الطبيعية) التي لا تتغير ولا تتبَدَّل، ولا يُنكرِها إلا مَن زال عَقلُه!

وفي هذا القَدر الكِفاية؛ فإلى هُنا قد كُسِرَ القَلَمُ ....

وفي الختام: أقول لشيخنا الحبيب (أبي عبد الله = عبد الرحمن الشهري): لقد صدقت فراستك حينما قلتَ: "يبدو لي -أخي الكريم- أن الذي كتب هذا الكلام ليس بمسلم، أو أنه مسلم لم ينل حظاً من العلم"، فلله درك من فاضل مُنصِف كريم، فلعلك قد تيقنت من ذلك الآن!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
أخي الكريم الشيخ محمد بن يوسف حفظه الله ، وزاده هدى وعلماً وبصيرة .
أسأل الله أن يرزقك الجنة بما كتبت ووضحت وأفدت ، وقد خشيت عدم وصول رسالتي ، فدفعني حبي لأخي خالد الشمري وأمثاله من أهل الحرص على دينهم ، والغيرة على نبيهم صلى الله عليه وسلم ، الذين يقرأون مثل هذا الكلام إلى كتابة ما كتبته بشكل مختصر مخل ، خوفاً من أن يظن أخي خالد أننا قد تركنا سؤاله ، وأعرضنا عنه ، وإنما هو ضيق الوقت ، وإلا فما تصدينا للكتابة هنا إلا من أجل نفع إخواننا المسلمين كافة ، ولو تيقنت من وصول رسالتي إليك ما تقدمت بين يديك ، فجزاك الله خيراً فقد وضحت لنا مدى حرص الأعداء على النيل من ديننا ، ولكن هيهات هيهات ! لا بد من ظهور هذا الدين ! فاللهم لك الحمد على نعمة الإيمان ، ونسأل الله أن يستعملنا في طاعته ، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوي عبدالرحمن الشهري
وأخوي محمد بن يوسف
ماذا عساني أن أقول بعد هذا الكلام العطر
والرد الشافي والوافي القاطع للشك والجالب لليقين
الله يوفقكم ويرزقكم الرزق الحلال
ويثبتنا ويثبتكم على طاعته وإتباع سنة رسولنا الكريم
محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين
ويكتب لكم الفردوس الأعلى
شاكرين لكم سرعة تجاوبكم وأخذ الكثير من وقتكم وجهدكم
الله يجعلكم ذخر للإسلام والمسلمين
 
حياك الله أخي الكريم خالد الشمري ومرحباً بك وبأسئلتك دائماً. ونرجو أن لا تحرمنا من فوائدك وفقك الله.
 
عودة
أعلى