محمد أمين المشرفي
New member
ملخص وجوه التفسير الصحيح لفواتح سورة الإسراء
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد: ....
من يثبت أن وصف الرب لنبيه صلى الله عليه وسلم بالعبودية المضافة إليه انها للتشريف لا يمكنه أن يقول أن قوله تعالى بعدها "عبادا لنا " هو بختنصر أو جالوت أو ملك من ملوك الفرس أو غيرهم فالتشريف لازم فيها وقد سيقت له فيهم ولا يمكن أن يكونوا إلا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الجوس خلال الديار هو الفتح بلا حرب وليس فيه سوء الوجوه وما كان ذلك لسوى المسلمين فوعد أولاها لا يصدق إلا على فتح عمر وجميع غزوات الملوك لبيت المقدس قبله كانت بحروب معهم وسوء الوجوه وفي الدخولين عليهم في بيت المقدس مفارقة بسوء الوجوه وتتبير العلو بين الأولى والثانية وقد صح ان حرب الآخرة معهم سيكون بهزم بني إسرائيل وفتح الروم وقتل اليهود وذلك هو حقيقة التتبير للعلو وسوء الوجوه.
الإفساد في الأرض والعلو الكبير مرتان وليس ثلاث فيكون ما وقع لبني إسرائيل قبل الفتح الإسلامي في بيت المقدس من عقوبات آتٍ من علوهم وإفسادهم الجاري على غير صفة المرتين فقصر الكتاب لإفساد بني إسرائيل بالمرتين مع قوله تعالى فإن " عدتم عدنا" ودلالة الواقع على وقوع التسلط عليهم مرارا لدليل أن المرتين على صفة قصوى بأمرين:
أن تكون في الأرض وأن تكون علوا كبيرا وهذا لم يتحقق من قبل إلا في زمن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم واليوم
اما اليوم فظاهر أنه اكبر الإفساد والعلو
وأما الأول في زمن البعثة فردهم لكتاب رسول الله وكفرهم به صلى الله عليه وسلم
والاستمرار على تحريف كتابهم بعد قيام الحجة عليهم حقق صفة أكبر الإفساد والعلو
فالإفساد في الأرض كان في الدين والأخلاق والعلو الكبير يكون في السياسة وطلب الملك والسلطان
ولذلك جاءت بعد آيات الوعد فيها قوله تعالى:
" وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا".
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حق به عذابهم وقامت به الحجة عليهم ولم يكن لهم هذا من قبل
فبني إسرائيل بعد موسى عليه السلام آمنت بأنبيائها إلا اليهود ولما جاء عيسى عليه السلام اتبعوه إلا اليهود
فكان أكبر وأول إفسادهم وعتوهم هو كفرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم
وعلاقته بإفساد الأرض فلكونهم محل قدوة الأمم وأهل الكتاب فيهم وقد تمكنوا من أكثر أقطارها
وأيضا فقوله تعالى" عبادا لنا أولي بأس شديد" فيه بيان لدافع خضوعهم وعدم مقاومة المسلمين فحصل الجوس خلال الديار والجوس الاكتساح والاحتلال دون استحلال البيضة وهو ما كان في أرض الشام دون غيرها فقد فرضت عليهم الجزية وسيطر المسلمون على ديارهم وجاسوا خلالها كما انه لا يمكن للكتاب أن يشيد بمثل هذه الصفات لأقوام مشركين ولا من شأنه ان ينوه بهم في مثل هذا المحل كما ان عقوبتهم كانت حاصلة بطغيانهم وعصيانهم فلم يكن ذلك متعلقا بصفة المرتين كما نبهت من قبل.
قوله تعالى: "وكان وعدا مفعولا " سياقها يؤيد عدم الوقوع حين الإنزال فالوعد المقضي في الكتاب كان غائبا عن بني إسرائيل لكونها لم تخسر قدرها ولا شرفها الديني والقومي في حروبها الماضية فظنوا انها قد حدثت وعليه اعتمد كثير ممن فسر الآيات بالإسرائيليات فاخبر الرب تعالى أن وعد أولاهما قد حان بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأن الوعد كان مفعولا أي متحققا وفيه إشارة إلى قربه
فهنا تسلسل في الأحداث
الأول القضاء بالوعد في الكتاب
الثاني عدد وصفة القضاء
الثالث وجود موعد محدد يبعث فيه من تحصل العقوبة وإيقاف الفساد بهم
ومن هنا سمي وعدا
فعندنا قضاء وهو قدر نبيء عنه بني إسرائيل بفسادهم
ووعد يكون فيه بعث من يرث تلك الأرض من صالحي عباد الله تعالى وهذا كقوله تعالى " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" فالأرض هنا في الزبور هي بيت المقدس والشام ويرثها عبادي الصالحون هم محمد وأصحابه صلى الله عليه وسلم ورضي عهم أجمعين وقد تحقق توريث الأرض لهم
فالوعد ببعث من يملأ الأرض ويكتسحها لا بد أن يكون صالحا في شرط تلك الأرض ويوضحه ما جاء بعدها:
قال تعالى: "ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا" وهو واقع بني إسرائيل الآن وإلا فاليهود لا يبلغون ربع سكان القاهرة فتحصل أن بني إسرائيل المقصودون بالأكثر هم النصارى وهم من أعادوا اليهود إخوانهم إلى بيت المقدس
وقد جاء في صحيح مسلم أنه لا تقوم الساعة إلا والروم أكثر الناس فالكرة كانت علينا واستعمروا بلادنا وما خرجوا إلا بفرض نظامهم ولا زالوا على ذلك ومستمرين في الإفساد والعلو في الشرق الأوسط بعد تحقيقه في المغرب العربي وكثير من بلاد الإسلام فمن علم بُعد الدمقراطية فهم أنها هي فلسفة النصرانية التي لعنوا لأجلها وهو موضوع آخر
والمقصود أن قوله تعالى: " فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا مع علوا تتبيرا" يقضي على أي تفسير مخالف لما ورد هنا ويؤكد جميع ما فات
فالآية الكريمة هنا لم تحدد للداخلين آي صفة بل هي ترمي بفحوى السياق إلى نفس القوم الذين دخلوا بصفاتهم تلك فظاهر الآية أن الدخول الثاني سيكون فيه سوء الوجوه من نفس الطائفة وتؤكده الآية صريحا بكون الدخول الثاني هو بنفس الدخول الأول أي بالتكبير والتعظيم ولم يحصل لقوم قبل المسلمين دخولان لبيت المقدس على طريقة واحدة كما لم يحصل لهم سوء الوجوه وتتبير العلو في المرة الأولى وسيكون في الثانية بعد الملحمة الكبرى الثابتة في صحيح الأحاديث إلى فتحهم رومية وهي عاصمة إيطاليا في عمق القارة الرومانية..
وأخيرا: من منع إجراء الآية على أن الوعد هنا متعلق بنهاية بني إسرائيل على أيدي المسلمين ـ وقد أشعر به إقامة الصفة مقام الموصوف في قوله تعالى " وعد الآخرة" أأي المرة الآخرة من المرتين وهي نكتة بلاغية ويؤيدها كون سقوطهم في الملحمة الكبرى بداية أشراط الساعة الكبرى ـ أقول: فليفسر معنى قوله تعالى :" كما دخلوه أول مرة"
الضمير يعود على من ؟
ومن في التاريخ دخلوا بيت المقدس مرتين ؟
وكيف كان اليهود أكثر نفيرا وأموالا وأولادا منهم؟!!
كما لا أنسى أن أضيف أن المضارع في قوله تعالى : "ليسوؤوا "على الاستقبال لوجود لام كي وهي تفيد التعليل في الأصل والتنفيس بالمستقبل والغاية والعاقبة مضمنة فيها ومثلها "وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة" "وليتبروا ما علوا تتبيرا" فاللامات هنا ثلاث تؤكد التنفيس مع الاستمرار في صيغة المضارع
ومثلها في المضارعة المشربة الاستقبال قوله تعالى بعدها : "عسى ربكم أن يرحمكم".
كما أن عسى لا تخدم التحقق الماضوي
فالآية بسياقها تأبى أن تكون خطابا متحققا قبل الإنزال فليتأمل هذا المعنى جيدا.
هذا بعجالة واختصار يسر الله تعالى البحث كاملا
والله أعلم
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد
والحمد لله أولا وآخرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد: ....
من يثبت أن وصف الرب لنبيه صلى الله عليه وسلم بالعبودية المضافة إليه انها للتشريف لا يمكنه أن يقول أن قوله تعالى بعدها "عبادا لنا " هو بختنصر أو جالوت أو ملك من ملوك الفرس أو غيرهم فالتشريف لازم فيها وقد سيقت له فيهم ولا يمكن أن يكونوا إلا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الجوس خلال الديار هو الفتح بلا حرب وليس فيه سوء الوجوه وما كان ذلك لسوى المسلمين فوعد أولاها لا يصدق إلا على فتح عمر وجميع غزوات الملوك لبيت المقدس قبله كانت بحروب معهم وسوء الوجوه وفي الدخولين عليهم في بيت المقدس مفارقة بسوء الوجوه وتتبير العلو بين الأولى والثانية وقد صح ان حرب الآخرة معهم سيكون بهزم بني إسرائيل وفتح الروم وقتل اليهود وذلك هو حقيقة التتبير للعلو وسوء الوجوه.
الإفساد في الأرض والعلو الكبير مرتان وليس ثلاث فيكون ما وقع لبني إسرائيل قبل الفتح الإسلامي في بيت المقدس من عقوبات آتٍ من علوهم وإفسادهم الجاري على غير صفة المرتين فقصر الكتاب لإفساد بني إسرائيل بالمرتين مع قوله تعالى فإن " عدتم عدنا" ودلالة الواقع على وقوع التسلط عليهم مرارا لدليل أن المرتين على صفة قصوى بأمرين:
أن تكون في الأرض وأن تكون علوا كبيرا وهذا لم يتحقق من قبل إلا في زمن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم واليوم
اما اليوم فظاهر أنه اكبر الإفساد والعلو
وأما الأول في زمن البعثة فردهم لكتاب رسول الله وكفرهم به صلى الله عليه وسلم
والاستمرار على تحريف كتابهم بعد قيام الحجة عليهم حقق صفة أكبر الإفساد والعلو
فالإفساد في الأرض كان في الدين والأخلاق والعلو الكبير يكون في السياسة وطلب الملك والسلطان
ولذلك جاءت بعد آيات الوعد فيها قوله تعالى:
" وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا".
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حق به عذابهم وقامت به الحجة عليهم ولم يكن لهم هذا من قبل
فبني إسرائيل بعد موسى عليه السلام آمنت بأنبيائها إلا اليهود ولما جاء عيسى عليه السلام اتبعوه إلا اليهود
فكان أكبر وأول إفسادهم وعتوهم هو كفرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم
وعلاقته بإفساد الأرض فلكونهم محل قدوة الأمم وأهل الكتاب فيهم وقد تمكنوا من أكثر أقطارها
وأيضا فقوله تعالى" عبادا لنا أولي بأس شديد" فيه بيان لدافع خضوعهم وعدم مقاومة المسلمين فحصل الجوس خلال الديار والجوس الاكتساح والاحتلال دون استحلال البيضة وهو ما كان في أرض الشام دون غيرها فقد فرضت عليهم الجزية وسيطر المسلمون على ديارهم وجاسوا خلالها كما انه لا يمكن للكتاب أن يشيد بمثل هذه الصفات لأقوام مشركين ولا من شأنه ان ينوه بهم في مثل هذا المحل كما ان عقوبتهم كانت حاصلة بطغيانهم وعصيانهم فلم يكن ذلك متعلقا بصفة المرتين كما نبهت من قبل.
قوله تعالى: "وكان وعدا مفعولا " سياقها يؤيد عدم الوقوع حين الإنزال فالوعد المقضي في الكتاب كان غائبا عن بني إسرائيل لكونها لم تخسر قدرها ولا شرفها الديني والقومي في حروبها الماضية فظنوا انها قد حدثت وعليه اعتمد كثير ممن فسر الآيات بالإسرائيليات فاخبر الرب تعالى أن وعد أولاهما قد حان بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأن الوعد كان مفعولا أي متحققا وفيه إشارة إلى قربه
فهنا تسلسل في الأحداث
الأول القضاء بالوعد في الكتاب
الثاني عدد وصفة القضاء
الثالث وجود موعد محدد يبعث فيه من تحصل العقوبة وإيقاف الفساد بهم
ومن هنا سمي وعدا
فعندنا قضاء وهو قدر نبيء عنه بني إسرائيل بفسادهم
ووعد يكون فيه بعث من يرث تلك الأرض من صالحي عباد الله تعالى وهذا كقوله تعالى " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" فالأرض هنا في الزبور هي بيت المقدس والشام ويرثها عبادي الصالحون هم محمد وأصحابه صلى الله عليه وسلم ورضي عهم أجمعين وقد تحقق توريث الأرض لهم
فالوعد ببعث من يملأ الأرض ويكتسحها لا بد أن يكون صالحا في شرط تلك الأرض ويوضحه ما جاء بعدها:
قال تعالى: "ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا" وهو واقع بني إسرائيل الآن وإلا فاليهود لا يبلغون ربع سكان القاهرة فتحصل أن بني إسرائيل المقصودون بالأكثر هم النصارى وهم من أعادوا اليهود إخوانهم إلى بيت المقدس
وقد جاء في صحيح مسلم أنه لا تقوم الساعة إلا والروم أكثر الناس فالكرة كانت علينا واستعمروا بلادنا وما خرجوا إلا بفرض نظامهم ولا زالوا على ذلك ومستمرين في الإفساد والعلو في الشرق الأوسط بعد تحقيقه في المغرب العربي وكثير من بلاد الإسلام فمن علم بُعد الدمقراطية فهم أنها هي فلسفة النصرانية التي لعنوا لأجلها وهو موضوع آخر
والمقصود أن قوله تعالى: " فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا مع علوا تتبيرا" يقضي على أي تفسير مخالف لما ورد هنا ويؤكد جميع ما فات
فالآية الكريمة هنا لم تحدد للداخلين آي صفة بل هي ترمي بفحوى السياق إلى نفس القوم الذين دخلوا بصفاتهم تلك فظاهر الآية أن الدخول الثاني سيكون فيه سوء الوجوه من نفس الطائفة وتؤكده الآية صريحا بكون الدخول الثاني هو بنفس الدخول الأول أي بالتكبير والتعظيم ولم يحصل لقوم قبل المسلمين دخولان لبيت المقدس على طريقة واحدة كما لم يحصل لهم سوء الوجوه وتتبير العلو في المرة الأولى وسيكون في الثانية بعد الملحمة الكبرى الثابتة في صحيح الأحاديث إلى فتحهم رومية وهي عاصمة إيطاليا في عمق القارة الرومانية..
وأخيرا: من منع إجراء الآية على أن الوعد هنا متعلق بنهاية بني إسرائيل على أيدي المسلمين ـ وقد أشعر به إقامة الصفة مقام الموصوف في قوله تعالى " وعد الآخرة" أأي المرة الآخرة من المرتين وهي نكتة بلاغية ويؤيدها كون سقوطهم في الملحمة الكبرى بداية أشراط الساعة الكبرى ـ أقول: فليفسر معنى قوله تعالى :" كما دخلوه أول مرة"
الضمير يعود على من ؟
ومن في التاريخ دخلوا بيت المقدس مرتين ؟
وكيف كان اليهود أكثر نفيرا وأموالا وأولادا منهم؟!!
كما لا أنسى أن أضيف أن المضارع في قوله تعالى : "ليسوؤوا "على الاستقبال لوجود لام كي وهي تفيد التعليل في الأصل والتنفيس بالمستقبل والغاية والعاقبة مضمنة فيها ومثلها "وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة" "وليتبروا ما علوا تتبيرا" فاللامات هنا ثلاث تؤكد التنفيس مع الاستمرار في صيغة المضارع
ومثلها في المضارعة المشربة الاستقبال قوله تعالى بعدها : "عسى ربكم أن يرحمكم".
كما أن عسى لا تخدم التحقق الماضوي
فالآية بسياقها تأبى أن تكون خطابا متحققا قبل الإنزال فليتأمل هذا المعنى جيدا.
هذا بعجالة واختصار يسر الله تعالى البحث كاملا
والله أعلم
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد
والحمد لله أولا وآخرا.