ملخص تفسير سورة النبأ من تفسير ابن كثير رحمه الله

إنضم
30/04/2003
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الموقع الالكتروني
www.ahlalhdeeth.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله ‏وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين اللهم أمين. ‏

بداية الفوائد من تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى من جزء عمّ التي لخصتها فاحببت أن انقلها لكم من باب الفائدة وأسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح اللهم أمين.

بداية الدرس في تاريخ 7/7/1423هـ بعد صلاة الفجر أسأل الله التوفيق والسداد‏
قوله تعالى {النبأ العظيم} قال قتادة وابن زيد البعث بعد الموت، وقال ابن كثير رحمه الله ‏وهو الأظهر.‏
المعصرات: قيل الرياح، وقيل السحاب، وقيل السماوات وقال الحافظ: وهذا قول غريب ‏ورجح السحاب كما قال تعالى {الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف ‏يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله} أي من بينه.‏

وقوله تعالى: {ماءً ثجاجاً} قال مجاهد منصباً، وقال الثوري: متتابعاً وقال ابن زيد: كثيراً، ‏وقال ابن جرير: ولا يعرف في كلام العرب في صفة الكثرة الثج، وإنما الثج الصب المتتابع ‏وفيه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أفضل الحج العج والثج) يعني الصب دماء البدن ‏وهكذا قال. قلت: وفي حديث المستحاضة حين قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ‏‏(أنعت لك الكرفس) يعني أن تحتشي بالقطن فقالت يا رسول هو أكبر من ذلك إنما أثج ثجاً) * ‏وهذا فيه دلالة على استعمال الثج في الصب المتتابع الكثير والله أعلم.‏

وقوله تعالى(لابثين فيها أحقاباً) أي ما كثين فيها أحقاباً وهي جمع حقب وهو المدة من الزمان ‏وقد اختلفوا في مقداره (1) ثمانين سنة قاله علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لهلال الهجري ‏‏(2) سبعون سنة عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وابن عباس رضي الله عنهم وغيرهم (3) ‏أربعون سنة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما (4) ثلاث مائة سنة عن بشير بن كعب ‏‏(5) ذكر أنه شهر وهو مروي في حديث منكر جداً رواه ابن أبي حاتم، وقال الحافظ: والقاسم ‏وجعفر بن الزبير كلاهما متروك.‏
وروي حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ولا يخرج ‏من النار أحد حتى يمكث فيها أحقاباً قال والحقب بضع وثمانون سنة... ثم قال: سليمان بن ‏مسلم البصري مشهور {أي البزار صاحب المسند}.‏
وقد قال مقاتل بن حيان: إن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى:{فذوقوا فلن تزيدكم إلا ‏عذاباً} وقال خالد بن معدان: هذه الآية وقوله تعالى{إلا ما شاء ربك} في أهل التوحيد ‏رواهما بن جرير، ثم قال ويحتمل أن يكون قوله تعالى {لابثين فيها أحقاباً} متعلقاً بقوله تعالى ‏‏{لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً} ثم يحدث الله لهم بعد ذلك عذاباً من شكل أخر ونوع أخر، ‏ثم قال: والصحيح أنها لا انقضاء لها كما قال قتادة والربيع بن أنس ... عن زهير عن سالم ‏سمعت الحسن يسأل عن قوله تعالى {لابثين فيها أحقاباً} قال: أما الأحقاب فليس لها عدة إلا ‏الخلود في النار، ولكن ذكروا أن الحقب سبعون سنة. وقال قتادة: وهو ما لا انقطاع له وكلما ‏مضى حقب جاء بعده. وقال الربيع بن أنس: لا يعلم عدة هذه الأحقاب إلا الله عز وجل، وذكر ‏لنا أن الحقب الواحد ثمانون سنة.‏

وقوله تعالى: {لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً} أي لا يجدون في جهنم برداً لقلوبهم ولا ‏شراباً يتغذون به، ولهذا قال تعالى{إلا حميماً وغساقاً} قال أبو العالية: استثني من البرد ‏الحميم ومن الشراب الغساق، وكذا قال الربيع بن أنس: فأما الحميم فهو الحار الذي قد انتهى ‏حره وحموّه، والغساق هو ما اجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم فهو ‏بارد لا يستطاع من برده ولا يواجه من نتنه. أجارنا الله من ذلك بمنه وكرمه. {لا يذوقون ‏فيها برداً ولا شراباً} قال ابن جرير: يعني النوم، هكذا ذكره ولم يعزه إلى أحد، وقد رواه ابن ‏أبي حاتم من طريق السدي عن مرة الطيب، ونقله عن مجاهد أيضاً وحكاه البغوي عن أبي ‏عبيدة والكسائي أيضاً. ‏

وقوله تعالى: {فلن نزيد كم إلا عذاباً} قال عبد الله بن عمرو: لم ينزل على أهل النار آية ‏أشد من هذه الآية... قال: فهم في مزيد من العذاب أبداً. وعن الحسن قال: سألت أبا برزة ‏الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ‏وسلم قرأ {فذوقوا فلن نزيد كم إلا عذاباً} قال: (هلك القوم بمعاصيهم الله عز وجل) جسر بن ‏فرقد ضعيف الحديث بالكلية * رواه ابن أبي حاتم.‏

وقوله تعالى: {إن للمتقين مفازاً} قال ابن عباس: والضحاك متنزهاً. وقال مجاهد وقتادة: ‏فازوا فنجوا من النار، والأظهر ههنا قول ابن عباس لأنه قال بعده {حدائق} والحدائق ‏والبساتين من النخيل وغيرها. ‏

وقوله تعالى: {وكواعب أتراباً} فقال ابن عباس ومجاهد وغير واحد {كواعب} أي نواهد ‏يعنون أن ثديهن نواهد لم يتدلين لأنهن أبكاراً {عرب} أي في سن واحد.‏
وقوله تعالى: {كأساً دهاقاً} قال ابن عباس مملوءة متتابعة، وقال عكرمة: صافية.‏

وقوله تعالى: {لا يسمعون فيها لغولاً ولا كذاباً} كقوله {لا لغو فيها ولا تأثيم} أي ليس ‏فيها كلام لاغ عارٍ عن الفائدة، ولا إثم كذب بل دار السلام وكل ما فيها سالم من النقص.‏

وقوله تعالى: {جزاءً من ربك عطاءً حساباً} أي هذا الذي ذكرناه جازاهم الله به ‏وأعطاهموه بفضله ومنّه وإحسانه ورحمته، عطاءً حساباً أي كافياً وافياً سالماً تقول العرب ‏أعطاني فاحسبني أي كفاني، وفيه حسبي الله أي الله كافيّ.‏

وقوله تعالى {لا يملكون منه خطاباً} أي لا يقدر أحد على ابتداء مخاطبته إلا بإذنه كقوله ‏تعالى {من ذا الذي يشفع عند إلا بإذنه} وكقوله تعالى {يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه}.‏

وقوله تعالى {يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون} أختلف المفسرون في المراد ‏بالروح ههنا ما هو؟ على أقوال (أحدها) ما رواه العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنهم ‏أرواح بني آدم (الثاني) هم بنو آدم قاله الحسن وقتادة، وقال قتادة هذا مما كان ابن عباس ‏يكتمه (الثالث) أنهم خلق من خلق الله على صورة بني آدم وليسوا ملائكة ولا بشر وهم يأكلون ‏ويشربون، قاله ابن عباس ومجاهد وغيرهم، (الرابع) هو جبريل عليه السلام، وليشهد لهذا ‏القول بقوله عز وجل {نزل به الروح الأمين*على قلبك لتكون من المنذرين}. وقال مقاتل بن ‏حيان الروح هو أشرف الملائكة وأقرب إلى الرب عز وجل وهو صاحب الوحي. (الخامس) ‏أنه القرآن قاله ابن زيد كقوله تعالى {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا} الآية (السادس) أنه ‏ملك من الملائكة بقدر جميع المخلوقات قاله علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله ‏عنهما... وتوقف ابن جرير فلم يقطع بواحد من هذه الأقوال كلها والأشبه عندي والله أعلم ‏أنهم بنو آدم.‏

وقوله تعالى {فمن شاء اتخذا إلى ربه مآباً} أي مرجعاً وطريقاً يهتدي إليه ومنهجاً يمر به ‏عليه ‏
‏ ‏
وقوله تعالى {إنا أنذرناكم عذاباً قريباً} يعني يوم القيامة لتأكيد وقوعه صار قريباً لأن ‏كل ما هو آت آت. ‏

وقوله تعالى {ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً} أي يود الكافر يومئذ أنه في الدار الدنيا ‏تراباً ولم يكن خلق ولا خرج إلى الوجود، وذلك حين عاين عذاب الله ونظر إلى أعماله ‏الفاسدة قد سطرت عليه بأيدي الملائكة السفرة الكرام البررة. وقيل إنما يود ذلك حين يحكم الله ‏بين الحيوانات التي كانت في الدنيا فيفصل بينها بحكمه العدل لا يجور... فإذا فرغ من الحكم ‏بينها قال لها كوني تراباً فتصير تراباً، فعند ذلك يقول الكافر {يا ليتني كنت تراباً} أي كنت ‏حيواناً فأرجع إلى التراب. أخر تفسير سورة النبأ مختصراً، اللهم إن أسألك علماً نافعاً ورزقاً ‏طيباً والله أعلم وأحكم. ‏

‏ ‏

مشاركة من أخوكم/ أبو معاذ
 
عودة
أعلى