الدكتور امجد الجنابي
New member
ملخص بحث
(الرسول صلى الله عليه وسلم) في كتابات باريت
(محمد والقرآن) نموذجا
دراسة تحليلية
د.أمجد يونس عبد مرزوك
مقدمة
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان الا على الظالمين ، والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان وسار على هديهم الى يوم الدين وبعد:
دأب المستشرقون على الخوض في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وعلاقتها بالقرآن الكريم ، وزعم الكثير منهم أن القرآن كتاب أملاه محمد ]صلى الله عليه وسلم[ على أصحابه مقتبسا معانيه مما سبق من كتب سماوية ولا سيما كتاب التورانجيل - وهو ما يطلق عليه خطأ بـ (الكتاب المقدس) لما ناله من تحريف- ،وكان في مقدمة من قال بهذا الأمر في النصف الثاني من القرن الماضي المستشرق الألماني رودي باريت في كتاباته ، وهو يعد من أعمدة المستشرقين وما تزال أفكاره متبناة من قبل من جاء بعده من الغربيين المشتغلين بالدراسات القرآنية ؛ وسعى باريت الى تشكيل صورة مشوهة مرتبكة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال كتابه (محمد والقرآن) ؛ وكنت في دراسة سابقة قد أفردت الحديث عن مفهوم القرآن لدى باريت في هذا الكتاب ، أما هنا فقد تناولت الجانب الآخر المكمل للرؤية وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ وبذلت وسعي في تسليط الضوء على الشبهات التي أوردها باريت في كتابه عاملا على الرد عليها وتفنيدها من خلال هذا البحث والذي حمل عنوان :
((الرسول صلى الله عليه وسلم) في كتابات باريت ، (محمد والقرآن) نموذجا ، دراسة تحليلية).
اتبعت في هذه الدراسة المنهج التحليلي النقدي ؛ وذلك بانتقاء نماذج متنوعة من طروحات باريت حول شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم الرد عليها ردا عقليا موضوعيا مع شواهد من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية ، وقد اقتضت منهجية الدراسة أن تكون على تمهيد وستة مطالب وكما يأتي :
التمهيد وفيه :
أولا : من هو رودي باريت؟
ثانيا : كتاب (محمد والقرآن)
المطالب :
المطلب الأول : الرسول صلى الله عليه وسلم وقصة ثمود.
المطلب الثاني : اليوم الآخر ليس نتيجة لتفكر النبي صلى الله عليه وسلم.
المطلب الثالث : ما تعرض له صلى الله عليه وسلم من أذى.
المطلب الرابع : الرسول صلى الله عليه وسلم والتعامل مع يهود المدينة.
المطلب الخامس : عدل الرسول صلى الله عليه وسلم في معاقبته يهود المدينة.
المطلب السادس : محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله وليس صائغا لأفكار من سبقه.
ثم كانت الخاتمة والنتائج ؛ فما كان من صواب في هذه الدراسة فهو من الله تعالى بفضله ومنه وكرمه وما كان من زلل وخطأ فمني ومن الشيطان وأسأله تعالى المغفرة والصفح انه ولي ذلك والقادر عليه.
الباحث
تمهيد
قبل الشروع بتسليط الضوء على الأفكار التي أثارها المستشرق الألماني رودي باريت في كتابه (محمد والقرآن) كان لزاما على الدراسة أن تعرف بالكاتب والكتاب وهذا ما سنتناوله في هذا التمهيد بشكل مجمل تاركين للقاريء أن يكون صورته الذهنية الأولى عن الخلفية التي انطلقت منها هذه الأفكار وكما يأتي:
أولا : من هو رودي باريت (Rudi Paret )؟:
ولد باريت عام 1901م في الغابة السوداء جنوبي ألمانيا من أسرة يكثر فيها القساوسة المسيحيون ، دخل جامعة توبنكن (Tübingen)، وتتلمذ على يد المستشرق إِينُّو ليتمان (Litmann Enno) فحصل منها على الدكتوراة الأولى عام 1924م ، ثم على دكتوراة التأهيل للتدريس في الجامعة عام 1926م ، وعلى اثر ذلك عين مدرسا مساعدا في قسم الدراسات الشرقية في جامعة توبنكن ، ثم انتقل إلى بون عام 1941م ليشغل فيها كرسي علوم الإسلام والساميات ثم انخرط في خدمة الجيش وعمل في جيش رومل في ليبيا ، وأُسِرَ عام 1942م وظل حتى 1946م ، وعين أستاذاً للساميات والإسلاميات في جامعة توبنكن من 1951م حتى تقاعده عام 1968م ،ارتبط اسم رودي باريت بعمل أساسي في حياته وهو ترجمة القرآن إلى اللغة الألمانية ، توفي رودي باريت عام 1983م اثر مرض لمدة قصيرة .
ترك باريت آثارا كثيرة منها:
1) ترجمة القرآن إلى الألمانية بعنوان (القرآن) (Der Koran ) وطبع أول مرة في شتوغارت (Stuttgart) عام 1966م ثم تبعتها عدة طبعات.
2) كتاب (القرآن ؛ تعليق وفهرسة) (Der Koran, Kommentar und Konkordanz ) وطبع في شتوغارت عام 1971م .
3) كتاب ( القرآن ؛ مترجم ، تعليقات وشروحات ) (Der Koran, Übersetzt, kommentiert und eingeleitet ) .
4) كتاب ( محمد والقرآن ) ( Mohammed und der Koran ) وطبع أول مرة في شتوغارت عام 1957م .
5) كتاب (العالم الاسلامي و الوجود) (Die Welt des Islam und die Gegenwart ) وقد طبع أول مرة في شتوغارت 1961م.
6) كتاب (الدراسات العربية والاسلامية في الجامعات الألمانية ؛ المستشرقون الألمان منذ تيودور نولدكه) (The Study of Arabic and Islam at German Universities. German Orientalists since Theodor Nöldeke ) ومن طبعاته الأولى عام 1968م ، وقد ترجمه د.مصطفى ماهر الى اللغة العربية.
ثانيا : كتاب (محمد والقرآن):
صدر الكتاب بعدة طبعات كانت الأولى كما أسلفت عام 1957م ، ومنها طبعته عام 2001 م بالألمانية تحت عنوان (Mohammed und der Koran ) وقد ذيلها باريت بعبارة ( Geschichte und Verkundigung des Arabischen propheten) ومعناها (التاريخ وإعلان النبي العربي ) في إشارة منه إلى المضمون الأساس للكتاب ، وقد خلا من الكلمات العربية سوى ما وضعه المؤلف بأحرف لاتينية لبعض الكلمات والمصطلحات .
أما ترجمته إلى العربية فقد قام بها رضوان السيد وقد بلغت 289 صفحة من القطع المتوسط واشتملت على اثني عشر فصلا كانت عناوينها كالآتي:
1- تمهيد : البيئة والمحيط .
2- محمد : حقبة الحياة الأولى.
3- تجربة الرسالة والدعوة.
4- محمد [صلى الله عليه وسلم] ووعي الرسالة.
5- مضامين الوحي المبكر.
6- الإيمان بالإله الخالق القادر.
7- التاريخ المبكر لدعوة الهداية والخلاص.
8- كفر أهل مكة.
9- النزاع مع اليهود بالمدينة.
10- الحرب مع المكيين.
11- سنوات الاكتمال.
12- شخصية النبي.
الخاتمة
بعد هذه الجولة في كتابات المستشرق الالماني رودي باريت نخلص الى الآتي :
1- يجاهر باريت برفضه رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بعدها رسالة سماوية، بل يعلن بصراحة وفي أكثر من موضع أن القرآن الكريم كتاب من تأليف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وليس كتابا سماويا.
2- يتوسل باريت بأساليب كثيرة لاثبات أن الاحداث التاريخية قد انعكست بشكل أو بآخر في القرآن ، وذلك بصياغة النبي صلى الله عليه وسلم لها بما يتوافق وتحقيق أهدافه.
3- يدعي باريت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعرض للاذى الجسدي بسبب مكانة عشيرته في قريش ودفاعهم عنه ، وهو كلام لا يصح على اطلاقه وقد اجمع اهل السير على انه قد تعرض لكل انواع الاذى بما فيها البدني، ودافع عنه بعض اصحابه ومنهم ابو بكر رضي الله عنه.
4- يزعم ان اليهود قد عوملوا بطريقة استباقية خوفا من اتحادهم على رفض الدعوة ومعاونة المشركين، ويزعم ايضا ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد طمع في كلمة منهم تؤيد دعوته حتى ولو لم يدخلوا فيها ، وهو كلام عار عن الصحة كما اثبتناه في البحث.
5- يدعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعامل بقسوة مع اليهود بعد أن رفضوا الاستجابة لدعوته، وأنه كان يجدهم مثار تحفز شديد لديه ، مع أن الاحداث التاريخية تثبت عكس ذلك تماما .
6- يقارن باريت بين تجربة النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن وما استقاه من القصص التورانجيلي ويخلص الى أن التفاصيل التي ذكرت في الثانية تفاصيل كثيرة وليست مجتزءة كما في القرآن وبالتالي فهو يستنتج أن التورانجيل كتاب سماوي والقرآن ليس كذلك بل هو نسخة عن الاول ولا زيادة فيها ، وهو كلام يخرج عن سياق الموضوعية لاسباب ذكرناها في ثنايا البحث.
7- اسلوب باريت في الكتابة قد يخدع بعض القرآء ممن ليس لديهم خلفية فكرية وعقدية سليمة ، فهو قد يدلس في موضع ويشكك في آخر وينغز من طرف خفي في موضع ثالث وبالتالي فهو من هذه الناحية مستشرق متمرس واحتل مكانة بارزة بين اقرانه ومن جاء بعده، ومن امثلة ما طرحه هذا المستشرق قضية صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكيف ينظر الى نفسه؟ فأتى بكلام ظاهره المدح ولكن عند التدقيق نجده قدحا ذميما.
8- خلفية باريت بعده سليل اسرة اشتغلت بالكتابات اللاهوتية وكان منهم قساوسة كانت وراء افكاره التشكيكية حول القرآن ورسول الاسلام صلى الله عليه وسلم فهو من هذه الناحية (مؤدلج) مسبقا لاصدار احكامه التعسفية ضد الاسلام.
وختاما اسال الله تعالى ان يتقبل مني هذا العمل واستغفره من الزلل.
(الرسول صلى الله عليه وسلم) في كتابات باريت
(محمد والقرآن) نموذجا
دراسة تحليلية
د.أمجد يونس عبد مرزوك
مقدمة
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان الا على الظالمين ، والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان وسار على هديهم الى يوم الدين وبعد:
دأب المستشرقون على الخوض في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وعلاقتها بالقرآن الكريم ، وزعم الكثير منهم أن القرآن كتاب أملاه محمد ]صلى الله عليه وسلم[ على أصحابه مقتبسا معانيه مما سبق من كتب سماوية ولا سيما كتاب التورانجيل - وهو ما يطلق عليه خطأ بـ (الكتاب المقدس) لما ناله من تحريف- ،وكان في مقدمة من قال بهذا الأمر في النصف الثاني من القرن الماضي المستشرق الألماني رودي باريت في كتاباته ، وهو يعد من أعمدة المستشرقين وما تزال أفكاره متبناة من قبل من جاء بعده من الغربيين المشتغلين بالدراسات القرآنية ؛ وسعى باريت الى تشكيل صورة مشوهة مرتبكة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال كتابه (محمد والقرآن) ؛ وكنت في دراسة سابقة قد أفردت الحديث عن مفهوم القرآن لدى باريت في هذا الكتاب ، أما هنا فقد تناولت الجانب الآخر المكمل للرؤية وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ وبذلت وسعي في تسليط الضوء على الشبهات التي أوردها باريت في كتابه عاملا على الرد عليها وتفنيدها من خلال هذا البحث والذي حمل عنوان :
((الرسول صلى الله عليه وسلم) في كتابات باريت ، (محمد والقرآن) نموذجا ، دراسة تحليلية).
اتبعت في هذه الدراسة المنهج التحليلي النقدي ؛ وذلك بانتقاء نماذج متنوعة من طروحات باريت حول شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم الرد عليها ردا عقليا موضوعيا مع شواهد من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية ، وقد اقتضت منهجية الدراسة أن تكون على تمهيد وستة مطالب وكما يأتي :
التمهيد وفيه :
أولا : من هو رودي باريت؟
ثانيا : كتاب (محمد والقرآن)
المطالب :
المطلب الأول : الرسول صلى الله عليه وسلم وقصة ثمود.
المطلب الثاني : اليوم الآخر ليس نتيجة لتفكر النبي صلى الله عليه وسلم.
المطلب الثالث : ما تعرض له صلى الله عليه وسلم من أذى.
المطلب الرابع : الرسول صلى الله عليه وسلم والتعامل مع يهود المدينة.
المطلب الخامس : عدل الرسول صلى الله عليه وسلم في معاقبته يهود المدينة.
المطلب السادس : محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله وليس صائغا لأفكار من سبقه.
ثم كانت الخاتمة والنتائج ؛ فما كان من صواب في هذه الدراسة فهو من الله تعالى بفضله ومنه وكرمه وما كان من زلل وخطأ فمني ومن الشيطان وأسأله تعالى المغفرة والصفح انه ولي ذلك والقادر عليه.
الباحث
تمهيد
قبل الشروع بتسليط الضوء على الأفكار التي أثارها المستشرق الألماني رودي باريت في كتابه (محمد والقرآن) كان لزاما على الدراسة أن تعرف بالكاتب والكتاب وهذا ما سنتناوله في هذا التمهيد بشكل مجمل تاركين للقاريء أن يكون صورته الذهنية الأولى عن الخلفية التي انطلقت منها هذه الأفكار وكما يأتي:
أولا : من هو رودي باريت (Rudi Paret )؟:
ولد باريت عام 1901م في الغابة السوداء جنوبي ألمانيا من أسرة يكثر فيها القساوسة المسيحيون ، دخل جامعة توبنكن (Tübingen)، وتتلمذ على يد المستشرق إِينُّو ليتمان (Litmann Enno) فحصل منها على الدكتوراة الأولى عام 1924م ، ثم على دكتوراة التأهيل للتدريس في الجامعة عام 1926م ، وعلى اثر ذلك عين مدرسا مساعدا في قسم الدراسات الشرقية في جامعة توبنكن ، ثم انتقل إلى بون عام 1941م ليشغل فيها كرسي علوم الإسلام والساميات ثم انخرط في خدمة الجيش وعمل في جيش رومل في ليبيا ، وأُسِرَ عام 1942م وظل حتى 1946م ، وعين أستاذاً للساميات والإسلاميات في جامعة توبنكن من 1951م حتى تقاعده عام 1968م ،ارتبط اسم رودي باريت بعمل أساسي في حياته وهو ترجمة القرآن إلى اللغة الألمانية ، توفي رودي باريت عام 1983م اثر مرض لمدة قصيرة .
ترك باريت آثارا كثيرة منها:
1) ترجمة القرآن إلى الألمانية بعنوان (القرآن) (Der Koran ) وطبع أول مرة في شتوغارت (Stuttgart) عام 1966م ثم تبعتها عدة طبعات.
2) كتاب (القرآن ؛ تعليق وفهرسة) (Der Koran, Kommentar und Konkordanz ) وطبع في شتوغارت عام 1971م .
3) كتاب ( القرآن ؛ مترجم ، تعليقات وشروحات ) (Der Koran, Übersetzt, kommentiert und eingeleitet ) .
4) كتاب ( محمد والقرآن ) ( Mohammed und der Koran ) وطبع أول مرة في شتوغارت عام 1957م .
5) كتاب (العالم الاسلامي و الوجود) (Die Welt des Islam und die Gegenwart ) وقد طبع أول مرة في شتوغارت 1961م.
6) كتاب (الدراسات العربية والاسلامية في الجامعات الألمانية ؛ المستشرقون الألمان منذ تيودور نولدكه) (The Study of Arabic and Islam at German Universities. German Orientalists since Theodor Nöldeke ) ومن طبعاته الأولى عام 1968م ، وقد ترجمه د.مصطفى ماهر الى اللغة العربية.
ثانيا : كتاب (محمد والقرآن):
صدر الكتاب بعدة طبعات كانت الأولى كما أسلفت عام 1957م ، ومنها طبعته عام 2001 م بالألمانية تحت عنوان (Mohammed und der Koran ) وقد ذيلها باريت بعبارة ( Geschichte und Verkundigung des Arabischen propheten) ومعناها (التاريخ وإعلان النبي العربي ) في إشارة منه إلى المضمون الأساس للكتاب ، وقد خلا من الكلمات العربية سوى ما وضعه المؤلف بأحرف لاتينية لبعض الكلمات والمصطلحات .
أما ترجمته إلى العربية فقد قام بها رضوان السيد وقد بلغت 289 صفحة من القطع المتوسط واشتملت على اثني عشر فصلا كانت عناوينها كالآتي:
1- تمهيد : البيئة والمحيط .
2- محمد : حقبة الحياة الأولى.
3- تجربة الرسالة والدعوة.
4- محمد [صلى الله عليه وسلم] ووعي الرسالة.
5- مضامين الوحي المبكر.
6- الإيمان بالإله الخالق القادر.
7- التاريخ المبكر لدعوة الهداية والخلاص.
8- كفر أهل مكة.
9- النزاع مع اليهود بالمدينة.
10- الحرب مع المكيين.
11- سنوات الاكتمال.
12- شخصية النبي.
الخاتمة
بعد هذه الجولة في كتابات المستشرق الالماني رودي باريت نخلص الى الآتي :
1- يجاهر باريت برفضه رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بعدها رسالة سماوية، بل يعلن بصراحة وفي أكثر من موضع أن القرآن الكريم كتاب من تأليف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وليس كتابا سماويا.
2- يتوسل باريت بأساليب كثيرة لاثبات أن الاحداث التاريخية قد انعكست بشكل أو بآخر في القرآن ، وذلك بصياغة النبي صلى الله عليه وسلم لها بما يتوافق وتحقيق أهدافه.
3- يدعي باريت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعرض للاذى الجسدي بسبب مكانة عشيرته في قريش ودفاعهم عنه ، وهو كلام لا يصح على اطلاقه وقد اجمع اهل السير على انه قد تعرض لكل انواع الاذى بما فيها البدني، ودافع عنه بعض اصحابه ومنهم ابو بكر رضي الله عنه.
4- يزعم ان اليهود قد عوملوا بطريقة استباقية خوفا من اتحادهم على رفض الدعوة ومعاونة المشركين، ويزعم ايضا ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد طمع في كلمة منهم تؤيد دعوته حتى ولو لم يدخلوا فيها ، وهو كلام عار عن الصحة كما اثبتناه في البحث.
5- يدعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعامل بقسوة مع اليهود بعد أن رفضوا الاستجابة لدعوته، وأنه كان يجدهم مثار تحفز شديد لديه ، مع أن الاحداث التاريخية تثبت عكس ذلك تماما .
6- يقارن باريت بين تجربة النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن وما استقاه من القصص التورانجيلي ويخلص الى أن التفاصيل التي ذكرت في الثانية تفاصيل كثيرة وليست مجتزءة كما في القرآن وبالتالي فهو يستنتج أن التورانجيل كتاب سماوي والقرآن ليس كذلك بل هو نسخة عن الاول ولا زيادة فيها ، وهو كلام يخرج عن سياق الموضوعية لاسباب ذكرناها في ثنايا البحث.
7- اسلوب باريت في الكتابة قد يخدع بعض القرآء ممن ليس لديهم خلفية فكرية وعقدية سليمة ، فهو قد يدلس في موضع ويشكك في آخر وينغز من طرف خفي في موضع ثالث وبالتالي فهو من هذه الناحية مستشرق متمرس واحتل مكانة بارزة بين اقرانه ومن جاء بعده، ومن امثلة ما طرحه هذا المستشرق قضية صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكيف ينظر الى نفسه؟ فأتى بكلام ظاهره المدح ولكن عند التدقيق نجده قدحا ذميما.
8- خلفية باريت بعده سليل اسرة اشتغلت بالكتابات اللاهوتية وكان منهم قساوسة كانت وراء افكاره التشكيكية حول القرآن ورسول الاسلام صلى الله عليه وسلم فهو من هذه الناحية (مؤدلج) مسبقا لاصدار احكامه التعسفية ضد الاسلام.
وختاما اسال الله تعالى ان يتقبل مني هذا العمل واستغفره من الزلل.