ملتقى وطني بوزاره الشوون الدينيه والاوقاف بالجزاير

إنضم
02/02/2013
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الجزائر
الأسبوع الوطني للقرآن الكريم



ديباجة الملتقى ومحاوره

قيمة الحياة في القُرآن الكَريم

إن الحياة نبْضُ الوجود في الإسلام، فقدذُكر العمل الصّالح في مُحكم التنزيل مقترنًا بالإيمان فيما يزيد على ثمانين مرّة في آياته، ويقصد بالعمل الصالح العمل المُنتج الذي يُفيد صاحبه، ويفيد الآخرين. قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ (الآية 25 البقرة)، وسورة "العصر" بالغة الدّلالة في استثناء مطلق للمؤمنين العاملين لصالح الإنسانية من الخاسرين، ومنذ البداية المكّية قبل الهجرة ونزول الآيات القرآنية التنظيمية للشؤون المدنية كان الوحي يَقرن العقيدة بالأخلاق، فهما كُلّ لا يتجزأ، فالتخويف من العذاب والنّار هو إشعار للمؤمنين أن الإيمان وحْدَه لا يكفي بل التّقوى والعمل الصالح الشّرط الأساسي، ولذا قال بعضُ المفسّرين أن "التّقوى" لله و"البرّ" للجار والأخ وذوي الحاجة والمساكين والآخر والطريق والوطن....إلخ، قال تعالى: ﴿وإنّ كَثيراً من الخُلَطاء لَيبْغي بَعضُهم على بعضٍ إلاّ الذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحَات، وقَليلٌ مَا هُمْ﴾(الآية 24 سورة ص)

وقد أدرك فقهاؤنا ذلك مقصديا فتحدّثوا عن الضرورات الخمس: "حفظ النفس، والعقل، والدين، والعِرض أو الكرامة، والمِلْك". وبذلك يكون الدّينُ في بُعده التواصلي دعوةً للصَوْن الجامع والمُشترك لهذه المصالح الخمس الكبرى، ومنْع تجاوُزها أو الاعتداء عليها.

فخير الإنسانية وصلاحها لن يتمّ إلا بامتزاج أحوال الدّين والدّنيا، وذلك وفقًا للأثر:«اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا».

فالحياة بهذا المعنى جِسْر للآخرة، والاستعداد لها شرطها الثاني بعد الإيمان "العمل الصالح" أي الإقبال على الحياة بمعنى تحيق المحبّة والخير، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: " إنْ قامَت عَلَى أحَدِكُمُ القِيَامَة، وفي يَدِه فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرسها"، وحتى الجهاد في سبيل الله هو إقبال على حياة كريمة وحرّة وشهادة سمّاها الله سبحانه كذلك "حياة"، ﴿ولا تَحْسَبَنَّ الّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللَّهِ أمْوَاتاً بلْ أحْيَاءٌ عِنْدَ ربِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (الآية 169 سورة آل عمران)، وارتبط ذلك في زمن المقاومة والثورة التحريرية المباركة عندنا على أساس تحرير الإنسان والأرض التي أحْيَاها الإسلام وأعطى لها معنًى وهو العيْش بأمن وأمان، فالأمن كذلك حياة وإيمان وعمل صالح وتشارك وتعارف وحسّ مدني والتزام بالمواطنة وأداء الحقوق والواجبات واحترام الآخر ﴿فَليَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ الذِي أطْعَمَهُمْ من جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْف﴾ (الآية 3 سورة قريش).

لقد ظهر أثَرُ هذه المعاني في الحضارة الإسلامية أيضاً في جغرافية المُدن من حيث تجاوُر المسجد مع السّكان وفي وسط الأحياء والأسواق وحياة الناس اليومية، وكذلك وجُود المؤسسات الوقفية الاجتماعية الخيرية والحمامات ومجالس القضاء ورَدّ المظالم، وكذلك ما تميّزت به العمارة الإسلامية في المشرق والغرب الإسلامي من نُقوش وأشكال هندسية وزخرفة تحْمل قِيَم الحياة.

هذا التأثير القرآني يَجعَل من قتل النّفس جرماً إنسانياً كبيراً، ومن العنف والانتحار والاحتراق والإرهاب والتخويف والفساد هلاكاً للبشرية وانسحاباً من الحياة التي استخلفنا فيها الله سبحانه وتعالى وأمر الملائكة الأطهار بالسّجود لهذه الروح التي أرادها أن تُعَمّر الكون.
ما أحوجنا اليوم نحن المسلمين والإنسانية جمعاء إلى نشّر قِيَم الحياة وثقافة احترامها وصوْنها دينياً وأخلاقياً وثقافياً وقانونياً واقتصادياً وجمالياً وذلك باجتثاث العنف والإرهاب ونبذ الكراهية والعنصرية والاحتلال، ومقاومة التطرف مهما كانت طبيعته الدينية والثقافية والسياسية، وكذا التجارب العلمية التي لا تراعي قيمة الحياة والكرامة الإنسانية في مجال علم الجينوم، والإبقاء على شعوب فقيرة تعوزها الحاجة للاسترقاق والتبعية.

نحو هذا المضمون تسعى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى تنظيم ملتقى وطني في "أسبوعها القرآني الوطني" وفي شهر نصرة نبينا محمد عليه الصلاة والسّلام، عنوان اللقاء:

"قيمة الحياة في القرآن الكريم"أيام13، 14 و15جانفي2015بـولاية وهران

ونرجو من المشاركين في هذا الملتقى الاستئناس بالمحاور التالية، على أن يصلنا ملخص المداخلة قبل 02 جانفي 2015.

ـ معنى ومفهوم "الحياة" في القرآن الكريم.

ـ مفهوم "الحياة" في الثقافة اليونانية والديانات الإبراهيمية.

ـ مفهوم "الحياة" في الفكر الغربي والعالمي المعاصرين.

ـ احترام الحياة وقيمتها في التشريعات القانونية ولوائح الهيئات الدولية.

ـ قيمة "الحياة" في الإسلام.

ـ العَمل الصّالح "الحياة" شرط الإيمان والجنّة.

ـ قيمة الحياة في سيرة المصطفى عليه السّلام والصّحابة والتابعين.

ـ الحياة ومقاصد الشريعة الإسلامية.

ـ الحياة والاجتهاد في قضايا الإنسان عند الفقهاء.

ـ الحياة ومسّألتي السّعادة والمدن الفاضلة في خطاب المُتصوفة ومفكّري الإسلام.

ـ الإسلام والدّعوة إلى الحياة باجتثاث العنف ونبذ الكراهية والانتحار والمخدرات وذمّ الانسحاب من الحياة.

ـ تربية القرآن الكريم على قيَم المحبّة والعيش المُشترك والتّعارف والتفاهم واحترام الآخر.

ترسل الملخّصات إلى العنوان التالي:[email protected]

أو عن طريق الناسوخ (الفاكس):021.60.22.87

ملاحظة:لا يتجاوز الملخص صفحة واحدة، وينبغي أن يتضمّن اسم المشارك وصفته وعنوان الاتصال به إلكترونيا وهاتفيا.

وبالله التوفيق ومنه السداد
 
عودة
أعلى