عبير الأحمري
New member
ملامح في فن تحقيق المخطوطات
د. محمد حسان الطيان
هذه ملامحُ عامةٌ في فن تحقيق المخطوطات، يحتاج إليها كلُّ من أراد معرفةَ شيء عن هذا الفن، أو العمل به.
• تمهيد:
التحقيق في اللغة: العلم بالشيء، ومعرفة حقيقته على وجه اليقين.
هذه ملامحُ عامةٌ في فن تحقيق المخطوطات، يحتاج إليها كلُّ من أراد معرفةَ شيء عن هذا الفن، أو العمل به.
• تمهيد:
التحقيق في اللغة: العلم بالشيء، ومعرفة حقيقته على وجه اليقين.
والكلام المحقَّق: المُحكَم الصَّنعة الرصين.
والتحقيق في الاصطلاح: هو الفحص العلمي للنصوص، من حيث مصدرُها، وصحة نصها، وإنشاؤها، وصفاتها، وتاريخها، وبعبارة أخرى: "أن يؤدَّى الكتاب أداءً صادقًا كما وضَعَه مؤلِّفُه كمًّا وكيفًا بقدر الإمكان".
أما موضوعه، فهو المخطوطات العربية القديمة، على اختلاف علومها وفنونها، وهي التي تشكل تراثَنا العربي، وهدفُه الوصول إلى الكتاب المحقق، وهو الكتاب الذي صحَّ عنوانُه، واسمُ مؤلِّفِه، ونسبةُ الكتاب إليه، وكان متنُه أقربَ ما يكون إلى الصورة التي ترَكَها مؤلفُه.
فكيف يمكننا الوصولُ إلى هذا الكتاب؟ وما المنهجية التي وضعها أرباب هذا العلم؟ هذا ما سنحاول إيجازه في الملامح الآتية:
• صفات المحقق وشروط التحقيق:
ليس التحقيق أمرًا هينًا، فيغدو نُهْزَةَ المختلِس، إنه عند المكابدة والمعاناة أشدُّ على النفس من تصنيف كتاب جديد، وهذا ما فَرَضَ على المشتغل فيه شروطًا لا بد من توافرها فيه؛ ليستقيم له عملُه، كما اقتضى منه أخلاقًا لا بد من التحلِّي بها؛ كيما يؤتي عملُه أُكُلَه على خير وجه، ولا شك أن الجانب الخُلقي لازمٌ قبل كل شيء؛ لأن العمل العلمي في جوهره عملٌ أخلاقي.
• صفات المحقق وشروط التحقيق:
ليس التحقيق أمرًا هينًا، فيغدو نُهْزَةَ المختلِس، إنه عند المكابدة والمعاناة أشدُّ على النفس من تصنيف كتاب جديد، وهذا ما فَرَضَ على المشتغل فيه شروطًا لا بد من توافرها فيه؛ ليستقيم له عملُه، كما اقتضى منه أخلاقًا لا بد من التحلِّي بها؛ كيما يؤتي عملُه أُكُلَه على خير وجه، ولا شك أن الجانب الخُلقي لازمٌ قبل كل شيء؛ لأن العمل العلمي في جوهره عملٌ أخلاقي.
أما أبرز تلك السجايا التي ينبغي أن يتحلَّى بها المحقِّقُ، فهي الأمانة والصبر، إن الأمانة في أداء النص صحيحًا بلا تزيد أو نقصان - تقتضي من المحقق سخاءً بالجهد والوقت، وصبرًا على العمل بلا حساب.
وأما الشروط والمؤهلات العلمية، فهي تقسم إلى قسمين: عامة وخاصة.
• المؤهلات العامة:
1- أن يكون عارفًا باللُّغة العربية - ألفاظها وأساليبها - معرفةً وافية.
2- أن يكون ذا ثقافةٍ عامة.
3- أن يكون على عِلم بأنواع الخطوط العربية، وأطوارها التاريخية.
4- أن يكون على دراية كافية بالمراجع والمصادر العربية (ببليوغرافيا)، وفهارس الكتب العربية.
5- أن يكون عارفًا بقواعد تحقيق المخطوطات، وأصول نشر الكتب.
• المؤهلات الخاصة:
على أن موضوع الكتاب المحقَّق يفترض على المحقِّق - بالإضافة إلى ما سلف - أن يكون متخصصًا به، عارفًا بأصوله، فمن أراد تحقيق مخطوطٍ في النحو، فعليه أن يكون نحْويًّا ذا دراية بتاريخ النحو والنحاة ومدارسهم، ومن أراد التحقيق في الرياضيات، فعليه أن يكون رياضيًّا ذا دراية بتاريخ العلوم عند العرب... وهكذا.
المصدر :الألوكة الثقافية