ملامح عامة من ( درة النَّاظم في رواية حفص عن عاصم ) للزبيدي

إنضم
11/03/2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
القارئ والمطالع لهذا "درة الناظم في رواية حفص عن عاصم" للإمام عثمان بن عمر الناشري الزبيدي -شارح الدُّرَّة- الذي ما يزال مخطوطاً، -وأخبرني بعضهم أنه يطبع حالياً بمصر، ولم يخرج بعدُ- يجد فيه بعض الملامح التي تلفت النظر، مما تحفِّز لقراءة الكتاب، أو لعلَّ قارئاً يفيدنا فنستفيد، ويمكن أن أدرج هذه الملامح في الآتي:
1) تعريف بعض المصطلحات التجويدية: اعتنى الإمام النَّاشري بتعريف بعض المصطلحات، ومنها:
- ضابط الإشباع –في هاء الضمير المكسور-، قال: والمراد بالإشباع أن يلحق الهاء ياءً في اللفظ« ([1]).
- تعريف الغنة، قال: «والغنَّة عبارة عن صوت يخرج من الخياشيم تابعاً لصوت النون والتنوين، وهي في النُّون أقوى وأبين، وإذا أمسك القارئ على أنفه إذا إرادة النُّطق بها لم يتمكن منها« ([2]).
- تعريف الاختلاس، قال: «وهو عبارة عن الإسراع بالحركة« ([3]).
- ضابط الإشمام –في كلمة ﴿ تَأْمَنَّا ﴾ بسورة يوسف-، قال: «وهو عبارة عن تسكين النُّون الأولى وإدغامها في الثَّانية، والإشارة إلى حركتها بالشَّفتين« ([4]).
2) إحالته على بعض كتبه: هذه الرِّسالة مختصرة، فإذا وجدت مسألة تحتاج إلى بسط أو لها تعلُّق بقراءة أخرى أحال النَّاشري إلى بسطها في بعض كتبه، ومن ذلك:
- قال –في حديثه عن الهمزات-: «الثامن: مضمومة ومكسورة نحو ﴿ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيْم ﴾ و﴿ الشُّهَدَاءُ إِذَا ﴾ و﴿ نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيْمُ ﴾ وقراءة الدُّوري في جميع ذلك معروفة، وقد بينَّتُ ذلك أتمَّ بيان في "الهداية"« ([5]).
- قال: «ولم يمل حفص شيئاً من القرآن سوى ﴿ مَجْريـهَا ﴾ في سورة هود، أمالها إمالة محضة، وسيأتي في السورة إن شاء الله تعالى أنَّه يفتح الميم، وأمَّا الدُّوري فإمالته مطردة، وقد استوعبتها في "الهداية"، وبيَّنتُ طريق المغاربة والعراقيين من القُرَّاء واختلافهم« ([6]).
- قال: «وأمَّا ما كتبت في المصحف العثماني بالهاء فاتفق الكلُّ على الوقف بالهاء كالرَّسم، وهذا باب واسعٌ لا أطمع الآن في حصره، وقد أتيتُ منه على نفائس في "انفرادة قالون والدُّوري" لا غنى لك عنها فراجعها« ([7]).
3) بيان جمعه بين الرِّواية والدِّارية: كان الإمام النَّاشري ممن جمع بين الرِّواية والدِّراية، فنجده أحياناً يعقب الدِّراية بالرِّواية، ومن ذلك:
- قال: «تنبيه: القصر لحفص في المنفصل قرأنا به ورويناه عن مشايخنا، وقد ذكره أبو علي البغدادي، وابن فارس في جامعه، وصاحب المستنير، وأبو العز، وقد اشتهر عند العراقيين من طريق الفيل« ([8]).
- قال: «واتفقا([9]) على إظهار ﴿ يَسَ وَالْقُرْآنِ ﴾ و﴿ ن وَالْقَلَمِ ﴾، وقد قرأنا لحفصٍ فيهما من غير طريق الشَّاطبية بالإدغام« ([10]).
- قال –في حديثه عن ﴿ يَنْصُرُكُم ﴾و﴿ بَارِئِكُم ﴾ وغيرهما-: «والدُّوري في الهمزة والرَّاء وجهان: السُّكون والاختلاس، وهو عبارة عن الإسراع بالحركة، وقد قرأنا له بالإشباع أيضاً« ([11]).
ملاحظة: مشى المؤلِّف في رسالته هذه على طريقة الشاطبي وغيره، حيث بدأ بالأصول، ويقارن بها رواية الدُّوري، ثم أتى بفرش الحروف لرواية حفص.

([1]) ينظر: در النَّاظم في رواية حفص عن عاصم صـ8.
([2]) ينظر: در النَّاظم في رواية حفص عن عاصم صـ18-19.
([3]) ينظر: در النَّاظم في رواية حفص عن عاصم صـ32 .
([4]) ينظر: در النَّاظم في رواية حفص عن عاصم صـ46 .
([5]) ينظر: در النَّاظم في رواية حفص عن عاصم صـ14 .
([6]) ينظر: در النَّاظم في رواية حفص عن عاصم صـ19 .
([7]) ينظر: در النَّاظم في رواية حفص عن عاصم صـ25 .
([8]) ينظر: در النَّاظم في رواية حفص عن عاصم صـ10-11.
([9]) أي: حفص والدُّوري.
([10]) ينظر: در النَّاظم في رواية حفص عن عاصم صـ17.
([11]) ينظر: در النَّاظم في رواية حفص عن عاصم صـ32.
 
عودة
أعلى