ملاحظة حول هجمة المستشرقين على حديث السحر.

إنضم
15/01/2015
المشاركات
55
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الجزائر
بسم الله الرحمن الرحيم
للمهتمين المتخصصين
هل المستشرقون يعمدون إلى تبرئة اليهود من جهة رد محاولات قتلهم نبينا صلى الله عليه وسلم عموما وسحره خصوصا فقط لبناء نظريتهم حول يهودية دعوة الإسلام وأنه حركتهم الإصلاحية في جزيرة العرب؟
أم أن المستشرقين متضاربو الرأي في هذا وذاك ؟؟
وبطرح آخر هل يمكن أن يكون هناك تخطيط فكري ومؤامرة تُلحظ فوق بثهم لزندقة عرض الوحي على عقولهم القاصرة ؟؟
 
لم أهل الإستشراق؟ من المسلمين من ناقش حديث السحر رواية ودراية. لكن إثبات يهودية دعوة الإسلام بتلك الطريقة سيؤدي إلى الطعن في كثير من الآيات والروايات التي نفهم منها عداء يهود يثرب للدعوة المحمدية.

أما التخطيط الفكري فموجود عند الدارسين المغرضين، أما الدارس بنية البحث العلمي فلا يمكن أن نتوقع منه تقديم النقل على العقل، فسؤالك "عرض الوحي على العقل" غير مفهوم. والمناقشة أو المجادلة في القضايا القرآنية مع من لا يؤمن بالقرآن يكون بالعقل أيضا، لكن العقل مستويات وأنواع، فالعقل التجويزي مثلا غير العقل الحتمي المادي، والعقل الأسطوري غير العقل التاريخي، والعقل التجريبي غير العقل العقلاني، وكما كتب محمد عابد الجابري في التمييز بين اللامعقول العقلي والمعقول الديني، والأمثلة كثيرة. وفي القرآن الكريم أيضا تتعدد تصاريف العقل فالخطاب الموجه في الرد على العقل التقليدي/السلفي (هكذا وجدنا آباءنا) غير الخطاب الموجه في الرد على العقل الطبعاني (كيف إحياء العظام وهي رميم؟) فمرة نجد الخطاب فيه دعوة إلى إعمال العقل الفطري، ومرة العقل النظري، ومرة العقل الكسبي .. فالمجادلة مردها إلى إختلاط وخلط في الإستدلال والنظر، والذي يعمل العقل التجريبي فيما هو ليس للتجربة نقول له هذه الأمور للنظر لا للتجريب، أو نقول: هذه الأمور لا سبيل للعقل إليها ولابد من خبر أو التوقف. وهذا معلوم، لذلك نجد الحداثوي محمد أركون يعلم عن سبق إصرار وترصد أنه خاسر لا محالة في أي مناظرة مع المسلم لأن المسلم يتفكر بالعقل الشرعي أو العقل الإسلامي، فراح ينتقد هذا العقل بسفسطته المعروفة...
 
رواية سحر النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة ، والمنكرون لها " رواية " كناطح صخرة ولايعتد برأيه.

=======
وهنا مسألة أريد التعليق عليها :
أن الكثير من الاعتراضات التي أتت من قبل المسلمين على بعض الروايات هي فقط لإرضاء ( اعتراض الخصم) .
فهم بفعلهم هذا قرروا سلفاً (مشروعية وسلامة ) اعتراض الخصم ، وهذا غير صحيح .
وكان الأجدر رد (اعتراض الخصم رأساً ) وعدم الإقرار به بدءاً. وليس رؤية الهرم بالمقلوب. وخصوصاً إذا خالف ذاك الاعتراض أمراً ثابتاً في الشرع.
وهذاالأخير أسلوب قرآني صرف .
فقد رد القرآن ( اعتراض المشركين ) بضرورة كون النبي ملكاً من السماء .
ورد القرآن ( اعتراض المشركين ) بأن ذاك الرسول لايجدر به أن يمشي في الأسواق.
========
النصارى مثلاً يؤمنون أنه في كتابهم المقدس سليمان عليه السلام ( ابن الله ) اتخذه ولداً ، وهذا من أعلى الألقاب التي يمكن أن تعطى لنبي . ولديهم كتب مقدسة منسوبة لذلك النبي . كالأمثال والأناشيد ويأخذونها على أنها كلمة الله .
وبالرغم من ذلك فقد مات سليمان عليه السلام في نظرهم ضالاً منحرفاً وهو يعبد الأصنام ! .
والأدهى من ذلك أن إلههم الذي يعبدونه
( عيسى عليه السلام ) جلس ٤٠ ليلة في البرية مع الشيطان محاولاً إغواءه ! حتى جاء الروح القدس وأنقذه من ذلك الموقف .

فمن كانت هذه (معاييره ) في الأنبياء ! فلا وجه لاعتراضهم بسحر النبي صلى الله عليه وسلم .
 
الأستاذ الكريم لم يفرق بين تصدير دعوة عقلانية البحث وبين البحث بعقلانية
فالأولى هي الزندقة لأنها قائمة على تشكيك الناس في أصل دينهم ثم لهم الخيار في قبوله أو رده..
وفي ذلك تصادم مع منهجية الإسلام في تقرير الإيمان وإقراره
"أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا...فإن فعلوا ذلك عَصموا مني.."
وقد اتخذ هذا المنهج رسما جديدا واصطلاحات متعددة حادثة لكن مضمونه لا يخرج عن مضمون ما عابه الأوائل من السلف والأئمة على المتكلمين من منهج بناء العقائد على اليقين بحيث لا بد من نفي جميع الاحتمالات وهو المنهج الكلامي و ضللوا رؤوسه الحيارى المتهوكين كالجهمية والمعتزلة بل كفروهم زندقوهم..
وهذا بخلاف الباحث منهم بنزعة عقلانية فذلك إن تجرد وأنصف, فالحق في مطالب التوحيد والنبوة والمعاد كالشمس في رائعة النهار...
ولي عودة قريبة إن شاء الله على موضوع العقل على أن ما تفضلت به من تفصيل بخصوصه فجيد وقد استفدت منه فجزاك الله خيرا
 
عودة
أعلى