مقدمة رسالتي لنيل درجة الماجستير في بلاغة الحجاج والإقناع

إنضم
21/02/2013
المشاركات
48
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
42
الإقامة
المملكة العربية
[align=justify] بسم1
الحمد لله معلم البيان ، ومنزل القرآن ، رب الإنس والجان ، والصلاة والسلام علي أفضل مخلوق وأعظم إنسان ، وبعد؛
فعلم البلاغة من أعلى العلوم قدراً ، وأرفعها منزلة وشرفاً ، هو علم نضج ولم يحترق قال عنه حازم القرطاجني في منهاج البلغاء: "وكيف يظن إنسان أن صناعة البلاغة يتاتي تحصيلها في الزمن القريب، وهي البحر الذي لم يصل أحد إلى نهايته مع استنفاد الأعمار".
لذا فقد وجدت فى نفسى رغبة في أن أنال شرف الدراسة فيه ؛ لأجلس على موائد العلماء ، وأرتع فى حدائق ورياض أساتذتى ؛ لأقطف من ثمارهم الدانية ، وأنهل من معينهم الفياض ، وأسهم ـ ولو بقطرة ـ فى هذا البحرِ الزاخرِ باللآلئ الغاليةِ ، والجواهرِ الثمينةِ 0
فمصطلح بلاغة يتأرجح بين معنيين متعارضين، يدل أولهما على الخطاب الذي يستهدف الإقناع وتغيير الأحوال والمقامات اعتمادا على الملكة الخطابية ، ويدل ثانيهما على الخطاب الذي يتنصل من مهمة الإقناع ؛ لكي يصبح هو في ذاته هدفا وغاية ، أي لكي يصبح خطابا جماليا ، ففي الحالة الأولى يدور الحديث حول "بلاغة الحجاج ، وهي موضوع هذه الدراسة ، وفي الثانية يدور الحديث حول "بلاغة التخييل والتحسين"، فهذه دراسة بعنوان " الحجاج في الخطابة والرسائل في مصر زمن الحروب الصليبية " وهذه الدراسة تمثل اهتماما بجانب من جوانب البلاغة ربما يكون غائبا ـ إلى حد كبير ـ عن الدرس البلاغي ، فقد كانت بلاغة التخييل أكثر حضورا في الدراسات البلاغية العربية في العصر الحديث ، فلم يلق اهتماما مناسبا يليق بأهميته - أعني جانب الإقناع والحجاج – فكل خطاب يهدف إلى الإقناع بقضية معينة يحاول المتحدث فيها إيصال معنى إلى مخاطبيه مستخدما كل وسيلة ممكنة في إقناعهم ، وتأتي الصياغة اللغوية البلاغية لتساعد علي الإقناع والإمتاع ،فالبلاغة استعمال خاص للغة ،وقد وضح ذلك أرسطو فقال : لا يكفي أن نعرف ماذا نقول بل لابد أن نعرف كيف نقوله ببيان بليغ ؛ حتى نؤثر في عواطف السامعين .
وقد دفعني لدراسة هذا الموضوع عدة أسباب :
الأول :خلو المكتبة البلاغية من مثل هذه الدراسة المتخصصة فأغلب الدراسات التي تناولت موضوع الحجاج تناولته دون تمييز بين آليات النص النثري والنص الشعري0 كما سيأتي ذكر ذلك في الدراسات السابقة 0
الثاني :حاجتنا إلى معرفة وسائل الإقناع، فقد أضحى الحِجاج مطلباً أساسياً في كلِّ عمليّة اتّصالية تستدعي الإفهام والإقناع فالمجتمع يتّجه يوماً بعد يوم نحو علوم التحريض والدعاية.
الثالث : معايشة النصوص التراثية في الحروب الصليبية فالتراث العربي مملوء بالجواهر واللآليء الغالية القيمة التي تتطلب من الباحثين جهدا جهيدا للوقوف علي ما فيها من أسباب نهضتنا ورقي أمتنا 0
الرابع:اهتمام معظم البلاغيين بالجانب الشكلي للبلاغة دون البحث عن جوهر البلاغة ، فالبلاغة تعني التوصيل والإفهام والإبانة0
الخامس: الخلط في إجراءات التحليل البلاغي للنصوص (الشعرية أو النثرية) دون مراعاة للفروق والخصائص النوعية لأنواع الخطاب المختلفة.
الدراسات السابقة للموضوع
تجدر الإشارة إلي أن فترة الحروب الصليبية لم تدرس دراسة بلاغية حجاجية فيما أعلم ، أما موضوع الحجاج باعتباره نظرية ،درس عدة دراسات اتخذتها وسيلة لبناء بحثي الماثل بين أيديكم ؛لأنني أعلم أن أي بحث علمي لابد وأن يكون حلقة في سلسلة متصلة لا يزعم صاحبه أنه الأصل أو المنتهى فليس سوى فكرة مزجت بملايين الأفكار 0
ومن هذه الدراسات :
1. "في بلاغة الخطاب الإقناعي ( مدخل نظري وتطبيقي لدراسة الخطابة العربية الخطابة في القرن الأول نموذجا ) 1986م 0
2. البلاغة الجديدة بين التخييل والتداول للدكتور محمد العمري ، ط1دار أفريقيا الشرق الدار البيضاء 2005م.
3. بين بلاغتين: د.مصطفى ناصف ، ضمن أعمال ندوة "قراءة جديدة لثراتنا النقدي" ، كتاب النادي الأدبي الثقافي، جدة 1990.
4. " بلاغة الخطاب وعلم النص" للدكتور صلاح فضل (1992)
5. أهم نظريات الحجاج في التقاليد الغربية من أرسطو إلى اليوم: للمجموعة من الباحثين بإشراف الدكتور حمادي صمود.
6. مفهوم الحجاج عند بيرلمان وتطوره في البلاغة المعاصرة ، للباحث :محمد سالم ولد محمد الأمين، بمجلة عالم الفكر ،والتي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، المجلد(الثامن والعشرون) ، العدد (الثالث)"،يناير / مارس 2000.
7. " البلاغة والاتصال " للدكتور جميل عبد المجيد (2000)
8. "الحجاج والاستدلال الحجاجي" للباحث حبيب أعراب بحث منشور بمجلة عالم الفكر(2001)
9. " الحجاج في القرآن الكريم من خلال أهم خصائصه الأسلوبية": للدكتور عبد الله صولة (2001)
10. النظرية الحجاجية من خلال الدراسات البلاغية والمنطقية واللسانية :للدكتور محمد طروس(2005) 0
11. " الحجاج وظواهره البلاغية بين الخطابة والرسائل في العصر العباسي الأول "دراسة تطبيقية في الجمهرتين" رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الإسكندرية (2006)، للباحث :سامح سمير شاهين بإشراف أستاذي الأستاذ الدكتور عيد بلبع.
12. الحجاج في هاشميات الكميت: للباحثة:سامية الدريدي، بحث بمجلة : حوليات الجامعة التونسية
13. بلاغة الحجاج في الشعر العربي"شعر ابن الرومي نموذجا" للدكتور : إبراهيم عبد المنعم إبراهيم" (2007)
14. الحجاج في الامتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي: "للباحث حسين بوبلوطة ، رسالة علمية غير منشورة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ، جامعة الحاج لخضر – الجزائر ، بإشراف د.إسماعيل زردومي .
15. الحجاج في الخطابة الأموية دراسة بلاغية لوسائل الإقناع " للباحث د.عصام أحمد أبوالسعود بحيري ، رسالة دكتوراة غير منشورة ، كلية الآداب جامعة المنوفية ، بإشراف الأستاذ الدكتور عيد بلبع(2010)
صعوبات البحث:
وأما عن الصعوبات والعقبات التى صادفتنى فى البحث فما من باحث قد مرّ بهذا الطّور من الدراسة إلا ولقي الكثير من عنت البحث ، متمثلاً فى مشقة الحصول على المصادر و المراجـع العلميــة ، وقد كان الحصول على مصادر ومراجع هذا البحث شاقا ومرهقا ،سواء أكانت في موضوع الحجاج نفسه أو في فترة الحروب الصليبية ،فالمراجع التي تناولت نظرية الحجاج في الأغلب لم تكن تطبيقية بقدر ما كانت تنظيرية ، فلم نجد فيما أعلم إلا دراستين تطبيقيتين حقيقيتين، الأولى بعنوان" الحجاج في القرآن الكريم من خلال أهم خصائصه الأسلوبية" للدكتور عبد الله صولة (2001) رحمه الله تعالى رحمة واسعة ، حيث تناول هذا البحث حجاجية القرآن الكريم من الناحية الأسلوبية من خلال حجاجية الكلمة وحجاجية الصورة .
والأخرى بعنوان" بلاغة الحجاج في الشعر العربي"شعر ابن الرومي نموذجا" للدكتور : إبراهيم عبد المنعم إبراهيم" (2007)حيث حاول الباحث تطبيق نظرية الحجاج على شعر ابن الرومي.
وحينما حصلت على هذا الكتاب من معرض الكتاب ظننت أني وجدت ضالتي التي بحثت عنها طويلا ، فقد كنت كالظمآنِ أحرقَ كبدَه العطشُ حتى لاح له من بعيدٍ ماءٌ لكنه لمَّا اقترب منه لم يجده شيئا ، فلم أر فيه إلا تكرارا للتحليل الشعري التخييلي المعهود .
أما بخصوص الفترةِ التاريخيةِ فترةِ الحروبِ الصليبيةِ فمصادرُها وإن كانت كثيرةً إلا أن الرسائلَ فيها قليلةٌ ومبعثرةٌ بين ثنايا الكتب ، وقد كان جمعُها وتتبعُها عملا شاقا ، وقد كان جَهْدُ الدكتورِ محمد ماهر حماده مشكورا في كتابه "وثائق الحروب الصليبية والغزو المغولي" إلا إنه جمع قليلا من كثير ، وإن كان أدرك شيئا فقد غابت عنه أشياء .وقد اعتمدت على كتابه هذا وكتب ومخطوطات أخرى أشرت إليها داخل البحث ، .
وقد تمثلت خلال سنوات البحث الطوال قول القائل :
نفس المحب على الآلام صابرةً لعل مسقمَها يومــــــــــا يداويها
وبخصوص منهج البحث:
فقد اعتمد البحث على التحليل البلاغي لوسائل الإقناع ، حيث تتبع كيفية صياغة الأساليب التي تهيء جمهور المتلقين للدفاع عن فكرة ما ، أو للقدوم على أمر ما ، حيث استعمل الخطباء والكتاب أساليبَ معينة حسب ما يقتضيه المقامُ لإقناع المتلقي ، وهذه الأساليبُ هي التي تألفت منها مادةُ الدراسة، وتحدد منهج الدراسة بتصنيفها وتحليلها، واقتضى هذا المنهج المتبع أن يقسم البحث على النحو التالي:
المقدمـة:
وقد عرض الباحث فيها الصعوبات التي واجهته خلال البحث ، وذكر الدراسات السابقة في بلاغة الحجاج، وبين منهجه في الدراسة .
التمهيد:
وقد عالج الباحث في التمهيد معنى الحجاج، وعلاقة البلاغة بالإقناع، والفرق بين بلاغة الشعر وبلاغة الحجاج، أو بلاغة الحقيقة وبلاغة التخييل.
الفصــل الأول :وعنوانه "حجاجية الكلمة" وعالج فيه الباحث المواضع الحجاجية بتعبير أرسطو ، فالكلمة تحمل شحنة حجاجية إقناعية خلال السباق الذي وردت فيه.
الفصل الثاني :"الحجة في رسائل الحروب الصليبية"وقد أتى مُحدداً في العنصر اللغوي لا من حيث الأسلوب وما يشتمل عليه من الظواهر البلاغية ولكن من كون اللغة حاملة للحجج والبراهين العقلية، فإن الإقناع يحدث عن الكلام نفسه إذا أثبتنا حقيقة أو شبه حقيقة بواسطة حجج مقنعة مناسبة للحالة المطلوبة .وجاء في مبحثين:
المبحث الأول: "الحجة النقلية" فبلاغة الحقيقة تقوم على حجج تدعمها وتزيد المتلقي قناعة بما يتلقاه ، فيقدم على الأمر أو يحجم عنه بناء على ما يُعرض عبيه من حجج نقلية (قرآن أوحديث نبوي أو شعر أو شاهد أومثل ..الخ.
المبحث الثاني: "الحجة العقلية" فالكلام سلسلة من العلاقات، تؤدي كل واحدة إلى الأخرى ، ولذا فإن المتكلم يعتمد لإقناع عقل المتلقي على حجج عقلية من مقابلات وأقيسة وسلالم حجاجية .
الفصل الثالث:"الطاقة الحجاجية للأساليب البيانية" لا تحتل الظواهر البلاغية والأسلوبية المكانة الأولى في بلاغة الحجاج في السياق الغربي قديماً وحديثاً، وهي ربما تختلف في هذا المنحى عن السياق العربي، وقد جاء هذا الفصل في ثلاثة مباحث:
المبحث الأول:الطاقة الحجاجية للتشبيه.
المبحث الثاني : الطاقة الحجاجية للاستعارة.
المبحث الثالث: الطاقة الحجاجية للكناية.
الفصل الرابع: "حجاجية التراكيب الأسلوبية" وتناول الباحث فيه الأساليب الإنشائية (أمر ونهي واستفهام وقسم ونداء..الخ) وبين ما تحمله من طاقة إقناعية حجاجية .
الخاتمة: وتضمنت أهم النتائج التي توصل إليها الباحث خلال الدراسة، ويمكن أن نجمل أهم النتائج التي توصل إليها البحث خلال هذه الدراسة فيما يلي:
يمكن أن نجمل أهم النتائج التي توصل إليها البحث خلال هذه الدراسة فيما يلي:
1. مصطلح بلاغة يتأرجح بين معنيين متعارضين ، يدل أولهما على الخطاب الذي يستهدف الإقناع وتغيير الأحوال والمقامات اعتمادا على الكلمة الخطابية ، ويدل ثانيهما على الخطاب الذي يتنصل من مهمة الإقناع ؛ لكي يصبح هو في ذاته هدفا وغاية ، أي لكي يصبح خطابا جماليا .
2. البلاغة وثيقة الصلة بالإقناع ،فوظيفة البلاغة هي وصف الطرق الخاصة في استعمال اللغة وتصنيف الأساليب بحسب تمكنها في التعبير عن الغرض تعبيرا يتجاوز الإبلاغ إلى التأثير في المتكلم أو إقناعه بما نقول أو إشراكه في ما نحس به ، وغايتها مد المستعمل بما تعتبره أنجع طريقة في بلوغ المقاصد.
3. مصطلح البلاغة عند اليونان البلاغة Rhetoric مأخوذ من القول الإغريقي " فن القول " Techen Rhetorike وهو فن استعمال الخطابة بوصفها وسيلة للإقناع .
4. إن البلاغة العربية القديمة لم تراع الفروق بين أنواع الخطاب فى التنظيرالبلاغى ، ومن ثم لم تأخذ نفسها بوضع أسس نظرية ينطلق منها البحث البلاغي ، أو التحليل البلاغي مراعياً الخصائص النوعية لأنواع الخطاب على تباينها وتفاوتها.
5. امتزاج عنصر الإقناع بالتأثير في رسائل الحروب الصليبية في مصر ،فالأديب حينما يعبر عن حقيقة يحاول أن يؤثر في نفس المخاطب لتقبل هذه الحقيقة أو التمكين لها ، فالتأثير غايته تحقيق التعاطف ؛لكسب موقف المخاطب ، فهو نوع من الاستمالة العاطفية الخالصة ، يكون المخاطب مستهدفا بها."فهذا التأثير ذو الطابع العاطفلي الوجداني إنما هو السبيل الممهدة إلى الاقتناع الذي هو ذو طابع عقلي.
6. بلاغة الحقيقة يمكن أن تؤدي دورا حجاجيا دون اعتماد على التخييل أو التأثير الموسيقي الصوتي ، فتكون الحقيقة مقنعة بنفسها، ويمكن أن نمكن لهذه الحقيقة بإجراءات بلاغية أسلوبية تقوم بدور حجاجي دون النظر إلى البعد الجمالي فليس مقصودا لذاته ، وإنما هو وسيلة لتمكين المحتوى .
7. المتكلم قد يشحن الكلمة شحنة إقناعية عاطفية؛ فتكون الكلمة ترهيبية أو ترغيبية ، فتتحول الكلمة عندئذ إلى إشارة لا لتدل على معنى فقط وإنما لتثير أيضا في الذهن إشارات أخرى ، وتجلب إلى داخلها صورا لا يمكن حصرها فتثير في المتلقي شعور الرغبة أو الرهبة تمهيدا لحمله على إتيان عمل ما أو سلوك ما.
8. يستعمل القرآن الكريم حجة غير صناعية ،لما له من مكانته في أذهان وقلوب المتلقين ، فهو الأساس الأول للشريعة الإسلامية ؛ فالحديث النبوي الشريف يمارس به الأديب حجة السلطة ؛ لأنه يستشهد برأي أو بسلوك شخصية تعد مرجعا أو سلطة في المجال لمنزلتها أو شهرتها، وقد استغل الخطباء والأدباء سلطة الحديث النبوي الحجاجية في عصر الحروب الصليبية ،فقد ألف ابن شداد كتابه "فضائل الجهاد" للسلطان صلاح الدين الأيوبي، وجمع فيه كثيرًا من الأحاديث التي تحث على الحرب وجهاد الكفار.
9. يمثل الشعر حجة نقلية لها أثر فعال في الإقناع ، فالشعر رافد من روافد بناء النص الحجاجي ؛ لما له من أثر في النفوس.
10. يمثل الشاهد الجنس الثاني من الحجج التي يعتبرها أرسطو عمدة فن الحجاج ، ونجد مفهومه وأصوله المباشرة في البلاغة اليونانية
11. للأمثال في اللغة مكانة رفيعة لما لها من دور بارز في الإقناع، وسرعة التفهيم، وإزالة الإشكال.
12. استخدم أدباء فترة الحروب الصليبية في مصر الحجة العقلية للإقناع العقلي ، فاستخدموا القياس والسلالم الحجاجية ، واستخدموا المقارنات والتضاد.
13. الصورة تعد حجاجية إذا كانت ذات آثار إنفعالية ،أي قابلة لأن تحرك في المتقبل مشاعر معينة ، وبالتالي تحمله على تبني قناعة ما وإظهار استعداد للسير في الطريق التي رسمها المتحدث. وجماع القول إن الصورة الحاملة على العمل النابع من رغبة فيه ومن اقتناع به ، تصبح بديلا عن الفعل في صيغته الأمرية .
14. لم تقف الابعاد النفسية للاستعارة عند حدود الادعاء وما يستتبعه من إيهام ومبالغة ، وإنما اتخذت الاستعارة –فى مرمى من مراميها –وسيلة للاستدلال وما ينطوى عليه من إثبات ؛لإقرار المعنى وترسيخه فى ذهن المتلقى.
15. معظم الصور في رسائل الاستنجاد تحمل وظيفة حجاجية .
16. الاستعارة من حيث التركيب المنطقي نوع من القياس إلا أنه قياس مختزل وبعبارة أدق قياس إضماري أي قياس حذفت مقدمتاه، واكتفي بالنتيجة.
17. التشبيه الحجاجي لا يؤتى به ليكون زينة زخرفية تحسينية ، بل ليزيد المعنى وضوحا فيقتنع به المتلقي ، وذلك لأن " الصورة التشبيهية أو التمثيلية تتعاون قوى النفس ( الفكر والخيال ) في فهمها ، لذلك كان التشبيه أداة ناجحة في الوصول إلى الهدف ، لما يترتب عليه من شغل الباطن ، وشغل الحس الظاهر ، فهي تمتلك النفوس بكل ما فيها من قوى فكرية أو خيالية ، علاوة على أن النفس بها آنس ، ولها أميل فتأخذ بالمخاطب إلى فهم حقيقة المعنى المطروح دون عناء.
18. تكمن الطاقة الحجاجية للكناية في تركها للذهن مجالا لإقامة علاقات تؤدي في النهاية إلى الإقناع العقلي بالحقيقة التي يريد المتكلم إثباتها .
19. استخدم أدباء فترة الحروب الصليبية في تراكيب بلاغية كالاستفهام والأمر والنهي والنداء لتمكين الغاية الإقناعية في نفوس المخاطبين.
20. هناك الكثير من رسائل تلك الفترة جاء بغرض توصيل الحقيقة فقط مجردة من الوسائل اللغوية أو التأثيرية أو الأسلوبية.فلم يكن المتكلم حريصا على استخدام البلاغة بوصفها أداة للإقناع.
ثم ذيلت ذلك بقائمة المصادر والمراجع.


وختاماً، أتوجه بعميق آيات الشكر والامتنان إلى أستاذي الأستاذ
الدكتور عيد بلبع الذي أشرف على هذه الرسالة مشكوراً ، إذ حظيت منه بالقراءة العلمية الدقيقة الرصينة ، فقد كان لي بحق استاذاً ومربياً وعالماً جليلاً ، وقدوةً ومثالاُ يقتدى ، فقد منحني الكثير من وقته وجهده ، وكانت لتوجيهاته وملاحظاته القيمة الأثر الواضح في إنجاز هذا البحث ، فالله اسال أن يبارك له في عمره ، ويمنحه الصحة والعافية جزاء خدمته للحديث النبوي ، ولهذه اللغة الكريمة ، كما اساله أن يجازيه على ما بذل خيراً في الدنيا والاخرة .
وأتقدم بخالص الشكر إلى أستاذي الأستاذ الدكتور أنور السنوسي لما له من أياد علي سابغةٍ .فقد تعلمت من صحبته الكثيرَ والكثير ، وقد كانت لتوجيهاته من قبل أن يسند إليه الإشراف ومن بعد ذلك دور واضح في هذا البحث.فالله أسأل أن بحفظه ويرعاه ويبارك له فيما رزقه من علم وعمل .
وإني لأستشعر الآن روح أستاذي الأستاذ الدكتور حلمي مرزوق ، فأرسل إليها أخلص الدعوات وأقول اللهم طيب ثراه وأحسن نزله وأسكنه جنات الفردوس مع النبيين والصدقين والشهداء. وأقول له:
خيالك في عيني وذكرك في فمي ومثواك في قلبي فأين تغيب؟
كما لا يسعني إلاّ أن أتقدم بالشكر الجزيل للسادة أعضاء لجنة المناقشة الذين سيكون لهم عظيم فضل في تقويم هذا البحث , فجزاهم الله كلَّ خير .
فأقطف كل أزهار تقديري واعتزازي وأقدمهما إلى أستاذي الدكتور السعيد الورقي الذي شرفت بالتلمذة على يديه في أولى سنوات دراستي بالجامعة ، ففتح لي باب مدينة الأدب ووضع قدمي على أولى عتبات السلم العلمي ،وإني لأتمثل قول الشاعر:
أشتاقه ، فإذا بدا أطرقت من إجلاله
لا خيفة بل هيبة وصيانة لجمـــــاله
وأصد عنه تجلدا وأروم طيف خياله
فأدعو الله أن يحفظه ويبارك في عمره ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كما أتقدم بخالص شكري إلى فضيلة الأستاذ الدكتور أسامة موسى الذي تجشم عنا السفر لحضور هذه المناقشة التي ازدانت بما في جعبته من آراء
من بركة السبع أتيـــــــتَ مناقشا فجزاك ربك عن بُنيِّكَ أنعََُما
فالقلب يخفق من سروره مسعـدا يرنو إليك يكاد أن يتكلــما
كما أتوجه إلى أخي الأكبر الذي غمرني بكرمه ولم بيخل علي بمشورته وعلمه إلى الدكتور محمد محمود أبوعلي جزاه الله خيرا وبارك له في علمه وعمله وأهله .
كما أشكر قسم اللغة العربية بهذه الكلية العريقة لما قدمه لي من عون وإرشاد.
ولايمكن أن أنسى من أمر الله ببرهما وطاعتهما أبي وأمي فهما الضوء الذي أضاء دياجر الظلمات ، فأرفع يديَّ إلى السماء داعيا "رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" .
وأشكر أخي محمدا الذي كان حريصا على حضور هذا المحفل لكن قدر الله أغلب فقد أجرى عملية جراحية بالمخ مساء أمس فالله أسأل أن يمن عليه بالشفاء ويبارك له في ولده.
ولايمكن أن أنسى رفيقة الدرب ومؤنسة القلب زوجي الغالية فلها فضل كبير في خروج هذا البحث على هذا الشكل ، فالله أسأل أن يحفظها ووالديها اللذين علماني كيف أحب بلا ثمن إنما أحب لأجل الحب.فلهما مني خالص الشكر.
وحتى لا أنسى أحدا أشكر الجميع وأقول لهم جزاكم الله خيرا .
وأخيراً..
هذا ما استطعت أن أصل إليه ، ولاأدعي الكمال ، فالكمال لله وحده ،فإنما أنا طفل لايزال يحبو في فناء المعرفة فما وفقت فيه فهو من الله وحده ، وما أخطأت فمن نفسي ، واللهَ أسال أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به المسلمين , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد الانام والمرسلين محمدٍ , وعلى آله وصحبه أجمعين .
الطالب
أيمن خميس عبد اللطيف إبراهيم

[/align]
 
أشكركم لما تفضلتم به من تعليقات وقد أكرمني الله وناقشت البحث منذ عامين والآن أنا أعمل في بحث الدكتوراة وعنوانه"الخصائص البلاغية للتفضيل في أحاديث صحيح البخاري دراسة أسلوبية"وأسألكم الدعاء
 
عودة
أعلى