الحسن محمد ماديك
New member
كلية النصر في ليلة القدر
من بيان القرآن
تفسير سورة القدر
توطئة
بسم الله الرحيمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد :
فإن الصراع بين الشعوب والأديان قد تضمنه تفصيل الكتاب المنزل كما هي دلالة المثاني في قوله :
إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده الأعراف 128
وتلك الأيام نداولها بين الناس عمران 140
ويعني أن من سنة الله أن يظلّ النصر والتمكين وأسبابهما بجهود الناس من ظاهر الحياة الدنيا قبل أن تكون العاقبة للمتقين في آخر الأمر أي في نهاية الصراع بين الحق والباطل قبل انقضاء الحياة الدنيا .
وحرف الأعراف من وعد الله على لسان موسى لم ينقض يوم نزل القرآن بل نبّأ الله به خاتم النبيين الأمي في القرآن فلا يزال الوعد به ـ مستمرا ـ أن يورث الله الأرض من يشاء من عباده الكافرين والمؤمنين والفاسقين والظالمين والمنافقين كل شاء الله أن يورثه من الأرض ما يشاء كما أنه يبسط الرزق لمن يشاء ولم يشترط للرزق ولا لإرث الأرض بشرة ولا دينا ولا سلوكا ، وهكذا تضمن القرآن كما في حرف عمران وعدا آخر خاطب به الآخرين أي من هم بعد نزول القرآن ، فالأيام والدول هي بين الناس كلهم لا للعرب دون غيرهم ولا للروم دون غيرهم ولا لأولئك دون هـؤلاء .
وأما آخر الأمر في الحياة الدنيا فالعاقبة للمتقين كما سيأتي بيانه .
ولقد وعد الله نبيه الأمي في القرآن أن ينصره في الدنيا بنصرين اثنين ينهزم في كل منهما الكفار والمنافقون والمشركون هزيمة لا نصر بعدها أبدا ، ولا يقع ذلك الوعد على الفتح الإسلامي في ظلّ النبوة وظلّ الخلافة الراشدة إذ وقعت هزيمة المسلمين بعد ذلك ووقع انحطاطهم حتى اجتاحهم المغول وتيمورلنك واجتاحهم العدو وتخطّفهم ووقع عليهم الذل بل أصبحوا أذل من اليهود ومن أمم وشعوب أخرى لم ينزل الله عليها كتابا تتدبره وتتدارسه لتهتدي به إلى أسباب القوة والعزة وإلى أسباب الأمن والطمأنينة والعيش الرغد ، فوا عجبا للمسلمين ما شغلهم عن الكتاب المنزل من عند الله ؟
وسيتم أول النصرين الموعودين في القرآن بجهود المؤمنين أي في القتال في سبيل الله كما في قوله يا أيها الذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون المائدة 54 ـ 56 ويعني أن حزب الله الموصوف في حرف المائدة هم الموصوفون بالأوصاف التالية :
1. أنهم متأخرون عن نزول القرآن كما هي دلالة قوله فسوف يأتي الله بقوم وكما في قوله فقد وكّلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين الأنعام 89
2. أن الله يحبهم ويحبونه
3. أنهم أذلة على المؤمنين
4. أنهم أعزة على الكافرين
5. أنهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم
6. أنهم يتولّون الله ورسوله والذين آمنوا
7. أنهم هم حزب الله الغالبون أي لن يهزموا
وكما بينته وفصلته في كلية النصر في القتال في سبيل الله ، أما ما أصاب المسلمين ويصيبهم قبل أن تكون العاقبة للمتقين فلإيقاع قضاء الله ونفاذ وعده أن يبلو المؤمنين بعدوّهم ويفتن به عدوّهم كما في قوله ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض القتال 4 .
وثاني النصرين الموعودين في القرآن سيتمّ بغير جهود المؤمنين بل بعذاب مستأصل يستأصل المكذبين ويستخلف الله من بعده المؤمنين لتكون العاقبة للمتقين كما يأتي بيانه في هذه الكلية كلية النصر في ليلة القدر التي تضمنت من بيان القرآن : تفسير سورة القدر
ولا أشك لحظة واحدة أن المتقدمين في القرون الأولى من المفسرين والمحدثين غفر الله لي ولهم سيعذرونني يوم نجتمع عند الله في اليوم الآخر لأن المقدس والبرهان هو ما يجمعنا جميعا الإيمان به والوقوف عنده ألا وهو القرآن والحديث النبوي الثابت عن النبي الأمي أما ما زاد عليهما فهو التراث الإسلامي العريض أي هو فهم الرجال بعد ذلك ـ ومنه بحوثي ـ وقد ثبت عن رسول الله النبي الأمي في حجة الوداع أنه قال " بلّغوا عني ولو آية فرب مبلّغ أوعى من سامع" وكذلك دلالة أن " رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" .
فرحم الله السلف ، أولئك الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين لقد بلّغوا العلم المنزل من عند الله ومضوا وبقي الوحي للناس يتدارسونه ويتدبرونه ويهتدون به وسينكشف للناس منه يوما بعد يوم ما لم يكشف من المعاني والدلالات ليعلم العالمون رأي العين أن محمدا هو رسول الله بالقرآن إلى الناس جميعا وأن الله قد نبّأه بالقرآن الذي تضمن غيبا يوم نزل كلّف المؤمنون كلهم بالإيمان به وهو لا يزال غيبا فما يكون من المتأخرين الذين سيشهدون يوم يصبح غيب القرآن شهادة أينقضون الميثاق فلا يقرون به أم يصلون ما أمر الله به أن يوصل ، وكما سأبينه في ما يتواصل من بيان القرآن .
أما ما استنسخ المتأخرون من التراث بدل التدبر والتفقه في الوحي فلا يزيد التراث قوة في الاستدلال والاحتجاج .
ولا أدعي ـ معاذ الله ـ أن ما انشغلت من تفصيل الكتاب وبيان القرآن هو الحق وحده دون غيره من التراث الإسلامي بل غاية تفسيري اجتهاد من طالب علم قاصر يخاف أن يكون ممن يكتمون البينات في الكتاب المنزل وإذن فلن يغني عنه موافقة التراث العريض من الله شيئا .
وكان نشر بحوثي وعلى رأسها التفسير هو أحسن الأمرين إذ يجنبني إثم كتمان العلم ويوجب على خواصّ الأمة أن يبيّنوا لي وللناس مواطن الخطإ والضلال والزيغ وأنا إن شاء الله تعالى أول المذعنين يومئذ .
وهكذا انطلقت قبل سبع سنين يوم بدأت كتابة التفسير من منطلق أن ما استنبطت من التفصيل والبيان يحتمل أن يكون صوابا وإذن فلا أحمل يوم القيامة جريرة كتمانه ، وأن ما خالفه من التراث أي فهم الرجال يحتمل أن يكون خطأ وإذن فلا أحمل يوم القيامة وزر السكوت عنه .
الحسن محمد ماديك
اواليقية في الملف المرفق
من بيان القرآن
تفسير سورة القدر
توطئة
بسم الله الرحيمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد :
فإن الصراع بين الشعوب والأديان قد تضمنه تفصيل الكتاب المنزل كما هي دلالة المثاني في قوله :
إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده الأعراف 128
وتلك الأيام نداولها بين الناس عمران 140
ويعني أن من سنة الله أن يظلّ النصر والتمكين وأسبابهما بجهود الناس من ظاهر الحياة الدنيا قبل أن تكون العاقبة للمتقين في آخر الأمر أي في نهاية الصراع بين الحق والباطل قبل انقضاء الحياة الدنيا .
وحرف الأعراف من وعد الله على لسان موسى لم ينقض يوم نزل القرآن بل نبّأ الله به خاتم النبيين الأمي في القرآن فلا يزال الوعد به ـ مستمرا ـ أن يورث الله الأرض من يشاء من عباده الكافرين والمؤمنين والفاسقين والظالمين والمنافقين كل شاء الله أن يورثه من الأرض ما يشاء كما أنه يبسط الرزق لمن يشاء ولم يشترط للرزق ولا لإرث الأرض بشرة ولا دينا ولا سلوكا ، وهكذا تضمن القرآن كما في حرف عمران وعدا آخر خاطب به الآخرين أي من هم بعد نزول القرآن ، فالأيام والدول هي بين الناس كلهم لا للعرب دون غيرهم ولا للروم دون غيرهم ولا لأولئك دون هـؤلاء .
وأما آخر الأمر في الحياة الدنيا فالعاقبة للمتقين كما سيأتي بيانه .
ولقد وعد الله نبيه الأمي في القرآن أن ينصره في الدنيا بنصرين اثنين ينهزم في كل منهما الكفار والمنافقون والمشركون هزيمة لا نصر بعدها أبدا ، ولا يقع ذلك الوعد على الفتح الإسلامي في ظلّ النبوة وظلّ الخلافة الراشدة إذ وقعت هزيمة المسلمين بعد ذلك ووقع انحطاطهم حتى اجتاحهم المغول وتيمورلنك واجتاحهم العدو وتخطّفهم ووقع عليهم الذل بل أصبحوا أذل من اليهود ومن أمم وشعوب أخرى لم ينزل الله عليها كتابا تتدبره وتتدارسه لتهتدي به إلى أسباب القوة والعزة وإلى أسباب الأمن والطمأنينة والعيش الرغد ، فوا عجبا للمسلمين ما شغلهم عن الكتاب المنزل من عند الله ؟
وسيتم أول النصرين الموعودين في القرآن بجهود المؤمنين أي في القتال في سبيل الله كما في قوله يا أيها الذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون المائدة 54 ـ 56 ويعني أن حزب الله الموصوف في حرف المائدة هم الموصوفون بالأوصاف التالية :
1. أنهم متأخرون عن نزول القرآن كما هي دلالة قوله فسوف يأتي الله بقوم وكما في قوله فقد وكّلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين الأنعام 89
2. أن الله يحبهم ويحبونه
3. أنهم أذلة على المؤمنين
4. أنهم أعزة على الكافرين
5. أنهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم
6. أنهم يتولّون الله ورسوله والذين آمنوا
7. أنهم هم حزب الله الغالبون أي لن يهزموا
وكما بينته وفصلته في كلية النصر في القتال في سبيل الله ، أما ما أصاب المسلمين ويصيبهم قبل أن تكون العاقبة للمتقين فلإيقاع قضاء الله ونفاذ وعده أن يبلو المؤمنين بعدوّهم ويفتن به عدوّهم كما في قوله ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض القتال 4 .
وثاني النصرين الموعودين في القرآن سيتمّ بغير جهود المؤمنين بل بعذاب مستأصل يستأصل المكذبين ويستخلف الله من بعده المؤمنين لتكون العاقبة للمتقين كما يأتي بيانه في هذه الكلية كلية النصر في ليلة القدر التي تضمنت من بيان القرآن : تفسير سورة القدر
ولا أشك لحظة واحدة أن المتقدمين في القرون الأولى من المفسرين والمحدثين غفر الله لي ولهم سيعذرونني يوم نجتمع عند الله في اليوم الآخر لأن المقدس والبرهان هو ما يجمعنا جميعا الإيمان به والوقوف عنده ألا وهو القرآن والحديث النبوي الثابت عن النبي الأمي أما ما زاد عليهما فهو التراث الإسلامي العريض أي هو فهم الرجال بعد ذلك ـ ومنه بحوثي ـ وقد ثبت عن رسول الله النبي الأمي في حجة الوداع أنه قال " بلّغوا عني ولو آية فرب مبلّغ أوعى من سامع" وكذلك دلالة أن " رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" .
فرحم الله السلف ، أولئك الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين لقد بلّغوا العلم المنزل من عند الله ومضوا وبقي الوحي للناس يتدارسونه ويتدبرونه ويهتدون به وسينكشف للناس منه يوما بعد يوم ما لم يكشف من المعاني والدلالات ليعلم العالمون رأي العين أن محمدا هو رسول الله بالقرآن إلى الناس جميعا وأن الله قد نبّأه بالقرآن الذي تضمن غيبا يوم نزل كلّف المؤمنون كلهم بالإيمان به وهو لا يزال غيبا فما يكون من المتأخرين الذين سيشهدون يوم يصبح غيب القرآن شهادة أينقضون الميثاق فلا يقرون به أم يصلون ما أمر الله به أن يوصل ، وكما سأبينه في ما يتواصل من بيان القرآن .
أما ما استنسخ المتأخرون من التراث بدل التدبر والتفقه في الوحي فلا يزيد التراث قوة في الاستدلال والاحتجاج .
ولا أدعي ـ معاذ الله ـ أن ما انشغلت من تفصيل الكتاب وبيان القرآن هو الحق وحده دون غيره من التراث الإسلامي بل غاية تفسيري اجتهاد من طالب علم قاصر يخاف أن يكون ممن يكتمون البينات في الكتاب المنزل وإذن فلن يغني عنه موافقة التراث العريض من الله شيئا .
وكان نشر بحوثي وعلى رأسها التفسير هو أحسن الأمرين إذ يجنبني إثم كتمان العلم ويوجب على خواصّ الأمة أن يبيّنوا لي وللناس مواطن الخطإ والضلال والزيغ وأنا إن شاء الله تعالى أول المذعنين يومئذ .
وهكذا انطلقت قبل سبع سنين يوم بدأت كتابة التفسير من منطلق أن ما استنبطت من التفصيل والبيان يحتمل أن يكون صوابا وإذن فلا أحمل يوم القيامة جريرة كتمانه ، وأن ما خالفه من التراث أي فهم الرجال يحتمل أن يكون خطأ وإذن فلا أحمل يوم القيامة وزر السكوت عنه .
الحسن محمد ماديك
اواليقية في الملف المرفق