أسماء التويجري
New member
بسم1
شروط كتابة المصاحف العثمانية
لقد كانت كتابة المصحف صفحة من صفحات الالتزام الأمين بهذه السنة النبوية الشريفة التي قام بها صلى الله عليه وسلم منذ التنزيلات الأولى لكتاب الله في مكة المكرمة حتى اكتمل نزوله في المدينة المنورة . وخلال هذه الفترة كان يُقرئ أصحابه كل ما ينزل عليه من القرآن ويمليه على من يعرف الكتابة منهم فيكتبونه، فسموا بكتبة الوحي ، كعثمان بن عفان وزيد بن ثابت رضي الله عنهما.
فقد كتبوه كاملاً في المصحف الإمام نسبة إلى مقولة عثمان رضي الله عنه(...يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماماً) .
ولعل كلمة المصحف الإمام كانت تشمل جميع المصاحف التي كُتبت بأمر عثمان رضي الله عنهفي أي مصر من الأمصار ، وليس مصحف المدينة أو المصحف الخاص بالخليفة فحسب.
وحدد عثمان رضي الله عنه مع الكُتاب المنهج الذي يعتمدون عليه في نسخ المصاحف العثمانية وهي :-
لا يكتب شيء إلا بعد التحقق من أنه قرآن ،وأنه استقر في العرضة الأخيرة ،و لا يكتب شيء إلا بعد التأكد أنه لم ينسخ ،و لا يكتب شيء إلا بعد عرضه على جمع من الصحابة ،وإذا اختلفوا في شيء من القرآن كتبوه بلغة قريش ،و يحافظ على القراءات المتواترة ولا تكتب قراءة غير متواترة ،واللفظ الذي لا تختلف فيه وجوه القراءات يرسم بصورة واحدة .واللفظ الذي تختلف فيه وجوه القراءات ويمكن رسمه في الخط محتملاً لها كلها يكتب برسم واحد مثل : (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، فإنها تصح أن تقرأ بالقراءة الأخرى (فتثبتوا) لأن الكتابة كانت خالية من النقط والشكل ،و اللفظ الذي تختلف فيه وجوه القراءات ولا يمكن رسمه في الخط محتملاً لها يكتب في نسخة برسم يوافق بعض الوجوه وفي نسخة أخرى برسم يوافق الوجه الآخر . مثل (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب ) ، فإنها تكتب في نسخة أخرى (وأوصى).
أصبحت كتابة المصحف جزء من علوم القرآن الذي أُطلق عليه علم كتابة المصحف وآدابها الذي يٰعنى بعدة جوانب :
الجانب التاريخي :الذي يعنى بتوثيق نزول القرآن وتدوينه المبكرفي المصحف الإمام .
الجانب الشرعي : الذي يعني بحفظ المصاحف عن مخالفة المصحف الإمام في مرسوم الخط .
الجانب الفني : يفخـم فيكتب مفرجًا بأحسن خط, ولا يصغر,ولا ُ تقرمط حروفه.
وهناك اتجاهان رئيسان في دراسة الخط في كتابة المصحف الشريف :
الأول :توقيفي على مارسم الصحابة الكرام من إملاء خاص في المصحف الإمام وهذا الإتجاه يعنى بالكيفيات اللغوية الثابته لمصدر الكلمات الخطية على الكتبة الأولى دون الأخذ بعين الإعتبار لأي صورة لغوية قياسية للكلمة ويعرف هذا الإتجاه ب(رسم المصحف ) ويدخل في إطارعلم القراءات القرآنية ،ويشتغل في هذا المجال علماء القراءات والنحو .
الثاني : جمالي يعنى بهندسة شكل الحروف ووضعه في الكلمة والسطر ،بصرف النظر عن الكيفيات اللغوية ويعرف هذا المجال ب (فن الخط)ويدخل في إطار (علم الجمال) ويشتغل في هذا المجال :الخطاطون.(4)
شروط الكتابة العثمانية في المصحف الشريف :
*كتابته باللغة العربية ،كما تحرم قراءته بغير لسان العرب: {بلسان عربي مبين}
*جمال الخط ووضوحه ،بما يساعد على سهولة قراءة القرآن الكريم.
*اعتماد خط النسخ خطاً رئيساً.
*ترتيب الصفحات، وتوزيع الكلمات بما يساعد على تيسير التواصـل في القـراءة
وسهولة حفظ القران الكريم, وذلك من خلال اعتماد قواعد علميـة وفنيـة خاصـة لكتابة المصحف الشريف..
* تكون مسطرة الصفحة الواحدة على النظام المفرد ( الوتر) كأن يكـون عـدد الأسطر :أحد عشر, أو ثلاثة عشر, أو خمسة عشر, أو سبعة عشر سطرًا في الصفحة الواحدة.
المصادر:
-كتاب القرآن ونصوصه للدكتور عدنان زرزور.
-كتابة المصحف الشريف عند الخطاطين العثمانين ،أ.د إدهام محمد حنش ، مجلة البحوث والدراسات القرآنية /العدد السابع .
-الإتقان للسيوطي.