سليمان الجديع
New member
بسم1
مَن تأمَّل الخِطاب القُرآنِيَّ في أسلوبه وبلاغته، وفي تصريفه وتنويعه، استبانَ له وجهٌ بديعٌ من أوجه الإعجاز القُرآني، وخصيصةٌ من خصائصه الأكيدة، وبيان ذلك في شموليَّة الخِطاب القُرآنيِّ لجميع أصناف المخاطَبين، على اختلاف أجناسهم، وأمكنتهم، ومِلَلِهم.
وهذا فارقٌ بديعٌ في نوعيَّة الخِطاب القُرآني البليغ عن غيره من سائر الخِطابات؛ حيث إنَّنا إذا نظَرْنا إلى الخِطاب البشريِّ - مهما بلَغ من بلاغته وروعته، وبيانِه وفصاحته - فإنَّه لا يُعنَى بجميع الجوانب الإنسانيَّة في ندائِه، من حيثُ مخاطبَتُه للعقل والعاطفة معًا، أو مخاطبتُه للعامَّة والخاصَّة كذلك، بل إنه ربَّما يُعْنَى بجانبٍ على حِساب جانبٍ آخَر، ولا يقيمُ الميزان الحقَّ بينهما؛ ومن ثَمَّ فهو خِطابٌ بشريٌّ يعتَرِيه النقصُ والخطأ، ولا يصلُ إلى ذروة الكمال أبدًا، مهما أُوتِي صاحبه من الفَصاحة والبَيان.
والخِطاب القُرآنيُّ حينما نتَدبَّر ونستَقرِئُ آيات القُرآن، نَرى أنَّه في نداءاته وتوجيهاته يتَّسِم بالشُّمول؛ حيث إنَّه لم يجعلْ نداءه إلى فئةٍ دُون فئةٍ، أو جنسٍ دُون جنس، أو أهلِ دينٍ دُون غيرهم، بل شمل ذلك الخِطابُ أصنافَ العالَمين من المخاطَبين، على تنوُّع أجناسهم وألسنتهم وأديانهم التي يَدِينون بها.
ونحن إذا تأملنا بدقَّة الجانب الخطابي، وجدنا أن القرآن يتميز بقوة التأثير، وتنشأ هذه القوة من جمال التعبير ودقة التصوير، فيؤثر في العقول والقلوب معا.
يضاف إلى ذلك أنه يرضي بأسلوبه العامة والخاصة
وخطاب العامة وخطاب الخاصة غايتان متباعدتان عند الناس، فلو أنك خاطبت الأذكياء بالواضح المكشوف الذي تخاطب به الأغبياء، لنزلت بهم إلى مستوى لا يرضونه لأنفسهم في الخطاب، ولو أنك خاطبت العامة باللمحة والإشارة التي تخاطب بها الأذكياء لجئتهم من ذلك بما لا تطيقه عقولهم فلا غنى لك، إن أردت أن تعطي كلتا الطائفتين حقها كاملاً من بيانك ، أن تخاطب كل واحد منهما بغير ما تخاطب به الأخرى، كما تخاطب الأطفال بغير ما تخاطب به الرجال. فأما أن جملة واحدة تلقي إلى العلماء والجهلاء، وإلى الأذكياء والأغبياء، وإلى السوقية والملوك، فيراها كل منهم مقـدرة علـى مقياس عقلـه، وعلى وفق حاجته، فذلك ما لا تجده على أمه لا في القرآن الكريم، فهو قرآن واحد يراه البلغاء أوفي كلام بلطائف التعبير، ويراه العامة أحسن كلام وأقربه إلى عقولهم، لا يلتوي على إفهامهم، ولا يحتاجون فيه إلى تترجمان وراء وضع اللغة، فهو متعة العامة والخاصة على السواء .
وأوضح الحق سبحانه أن هذا القرآن مُيسر لكل من أراد حتى في أسلوبه حيث إن الجميع يستطيع أن يفهمه ويجد فيه المتعة والانجذاب نحوه عند قراءته ،
قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (القمر:17) .
مَن تأمَّل الخِطاب القُرآنِيَّ في أسلوبه وبلاغته، وفي تصريفه وتنويعه، استبانَ له وجهٌ بديعٌ من أوجه الإعجاز القُرآني، وخصيصةٌ من خصائصه الأكيدة، وبيان ذلك في شموليَّة الخِطاب القُرآنيِّ لجميع أصناف المخاطَبين، على اختلاف أجناسهم، وأمكنتهم، ومِلَلِهم.
وهذا فارقٌ بديعٌ في نوعيَّة الخِطاب القُرآني البليغ عن غيره من سائر الخِطابات؛ حيث إنَّنا إذا نظَرْنا إلى الخِطاب البشريِّ - مهما بلَغ من بلاغته وروعته، وبيانِه وفصاحته - فإنَّه لا يُعنَى بجميع الجوانب الإنسانيَّة في ندائِه، من حيثُ مخاطبَتُه للعقل والعاطفة معًا، أو مخاطبتُه للعامَّة والخاصَّة كذلك، بل إنه ربَّما يُعْنَى بجانبٍ على حِساب جانبٍ آخَر، ولا يقيمُ الميزان الحقَّ بينهما؛ ومن ثَمَّ فهو خِطابٌ بشريٌّ يعتَرِيه النقصُ والخطأ، ولا يصلُ إلى ذروة الكمال أبدًا، مهما أُوتِي صاحبه من الفَصاحة والبَيان.
والخِطاب القُرآنيُّ حينما نتَدبَّر ونستَقرِئُ آيات القُرآن، نَرى أنَّه في نداءاته وتوجيهاته يتَّسِم بالشُّمول؛ حيث إنَّه لم يجعلْ نداءه إلى فئةٍ دُون فئةٍ، أو جنسٍ دُون جنس، أو أهلِ دينٍ دُون غيرهم، بل شمل ذلك الخِطابُ أصنافَ العالَمين من المخاطَبين، على تنوُّع أجناسهم وألسنتهم وأديانهم التي يَدِينون بها.
ونحن إذا تأملنا بدقَّة الجانب الخطابي، وجدنا أن القرآن يتميز بقوة التأثير، وتنشأ هذه القوة من جمال التعبير ودقة التصوير، فيؤثر في العقول والقلوب معا.
يضاف إلى ذلك أنه يرضي بأسلوبه العامة والخاصة
وخطاب العامة وخطاب الخاصة غايتان متباعدتان عند الناس، فلو أنك خاطبت الأذكياء بالواضح المكشوف الذي تخاطب به الأغبياء، لنزلت بهم إلى مستوى لا يرضونه لأنفسهم في الخطاب، ولو أنك خاطبت العامة باللمحة والإشارة التي تخاطب بها الأذكياء لجئتهم من ذلك بما لا تطيقه عقولهم فلا غنى لك، إن أردت أن تعطي كلتا الطائفتين حقها كاملاً من بيانك ، أن تخاطب كل واحد منهما بغير ما تخاطب به الأخرى، كما تخاطب الأطفال بغير ما تخاطب به الرجال. فأما أن جملة واحدة تلقي إلى العلماء والجهلاء، وإلى الأذكياء والأغبياء، وإلى السوقية والملوك، فيراها كل منهم مقـدرة علـى مقياس عقلـه، وعلى وفق حاجته، فذلك ما لا تجده على أمه لا في القرآن الكريم، فهو قرآن واحد يراه البلغاء أوفي كلام بلطائف التعبير، ويراه العامة أحسن كلام وأقربه إلى عقولهم، لا يلتوي على إفهامهم، ولا يحتاجون فيه إلى تترجمان وراء وضع اللغة، فهو متعة العامة والخاصة على السواء .
وأوضح الحق سبحانه أن هذا القرآن مُيسر لكل من أراد حتى في أسلوبه حيث إن الجميع يستطيع أن يفهمه ويجد فيه المتعة والانجذاب نحوه عند قراءته ،
قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (القمر:17) .