محمد بن جماعة
New member
- إنضم
- 23/01/2007
- المشاركات
- 1,211
- مستوى التفاعل
- 2
- النقاط
- 38
- الإقامة
- كندا
- الموقع الالكتروني
- www.muslimdiversity.net
خداج الأفكار
إسماعيل العبودي
المصدر: الملتقى الفكري للإبداع
بعد أن ترك مالك ابن نبي وزارة التعليم العالي الجزائرية ألف كتابه المهم (مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي) ليناقش فيه معضلة المسلمين مع الأفكار، ولتستمر مناقشة المفكرين على كل أطيافهم في هذه الحلقة المغلقة من خلال مسميات مختلفة (الأزمة الفكرية ونقد العقل وإعمال العقل وإصلاح العقل ...) مشكلةَ المسلم مع العلم والمعرفة، لكن كل هذا الكلام لم يصنع للجيل الذي بعد افقاً ولا للوضع المتأزم حلولاً وتكاد تقتصر على فئة من المهتمين.
تحول بعض المثقفين والمفكرين من تيار إلى تيار ومن فكرة إلى فكرة جعلهم لا يملكون الفرصة لبناء أفكارهم بشكل تقني إنما هي نظرات متناثرة في علوم مختلفة، ولذلك تكثر الشعارات الفكرية التي لا هي تؤدي دور المعرفة الكاشف ولا دور الخيار العملي الاجتماعي إنما هي بين بين. ويقاس على ذلك الذين أتوا من تخصصات علمية تطبيقية ليفكروا في العلوم الشرعية، فهم في الغالب يقعون بإشكالات منهجية فاضحة وأحكام تعسفية، وكما يقال من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، وهذا مع ثقة عمياء فيما يصدرون عنه من أحكام، وهذا يشمل جميع التيارات والمناهج.
كثرة هذه الأفكار والادعاءات والمغالطات جعلت أصحاب الثقافة الإسلامية يحجمون عن النظر النقدي والتجديدي خوفا من الاتهام، وهو شعور نفسي طبيعي حينما يشعر الإنسان أنه مهدد بذاته فيحافظ على ما هو عليه. هذه الروح جعلت هذه الفئة المؤهلة فعلا للتجديد بحكم اهليتها المعرفية في العلوم الشرعية ترضى بدور المراقب والناقد أحيانا، وتسير في طريقها المضمون العواقب وهو الطريق المعروف و المعدة نهايته سلفا، ولا بأس بشيء من الترجيحات والتجديدات المعتمدة بقوة على التراث، وحينما نقول الفئة المؤهلة ليس إقفالا لباب النظر في العلوم الإسلامية من غير ذوي الخلفية الشرعية، إنما لكل علم ومعرفة باب، فمن دخل منه ورعى أساسيته ومقاصدها فله ذلك.
فالعلم يتجه إلى البحث الأكثر تخصصاً، والأعمق رؤية، ويهدف أساساً إلى أن يعالج المشكلات و ليس فقط أن يردد الأفكار ويرجح الآراء. وإن انتقال العلم من مكانته المقدسة التي هي كشف الحقيقة إلى مجرد داعم لقناعات مسبقة ومبرر لأراء الجماعة والتيار يشكل كارثة على أي أمة، فإن العلم له أساسيات وطرق يجب إتباعها ومهما كانت نوايانا طيبة ومقاصدنا حسنة إلا أن العلم والمعرفة لن يعيننا على حل مشاكلنا إلا بقدر اتباعنا لقوانينه وطرق أداءئه وتأديته، إن الحقيقة تتعالى عن أن تأتي لمن طلبها بدون بحث واجتهاد ودون تحر لمواقعها ومظانها، ولن نستطيع حل مشاكلنا إلا بسلاح المعرفة الذي يشترط أن نتبعه لا أن نجعله تابعا لنا.
إسماعيل العبودي
المصدر: الملتقى الفكري للإبداع
بعد أن ترك مالك ابن نبي وزارة التعليم العالي الجزائرية ألف كتابه المهم (مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي) ليناقش فيه معضلة المسلمين مع الأفكار، ولتستمر مناقشة المفكرين على كل أطيافهم في هذه الحلقة المغلقة من خلال مسميات مختلفة (الأزمة الفكرية ونقد العقل وإعمال العقل وإصلاح العقل ...) مشكلةَ المسلم مع العلم والمعرفة، لكن كل هذا الكلام لم يصنع للجيل الذي بعد افقاً ولا للوضع المتأزم حلولاً وتكاد تقتصر على فئة من المهتمين.
تحول بعض المثقفين والمفكرين من تيار إلى تيار ومن فكرة إلى فكرة جعلهم لا يملكون الفرصة لبناء أفكارهم بشكل تقني إنما هي نظرات متناثرة في علوم مختلفة، ولذلك تكثر الشعارات الفكرية التي لا هي تؤدي دور المعرفة الكاشف ولا دور الخيار العملي الاجتماعي إنما هي بين بين. ويقاس على ذلك الذين أتوا من تخصصات علمية تطبيقية ليفكروا في العلوم الشرعية، فهم في الغالب يقعون بإشكالات منهجية فاضحة وأحكام تعسفية، وكما يقال من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، وهذا مع ثقة عمياء فيما يصدرون عنه من أحكام، وهذا يشمل جميع التيارات والمناهج.
كثرة هذه الأفكار والادعاءات والمغالطات جعلت أصحاب الثقافة الإسلامية يحجمون عن النظر النقدي والتجديدي خوفا من الاتهام، وهو شعور نفسي طبيعي حينما يشعر الإنسان أنه مهدد بذاته فيحافظ على ما هو عليه. هذه الروح جعلت هذه الفئة المؤهلة فعلا للتجديد بحكم اهليتها المعرفية في العلوم الشرعية ترضى بدور المراقب والناقد أحيانا، وتسير في طريقها المضمون العواقب وهو الطريق المعروف و المعدة نهايته سلفا، ولا بأس بشيء من الترجيحات والتجديدات المعتمدة بقوة على التراث، وحينما نقول الفئة المؤهلة ليس إقفالا لباب النظر في العلوم الإسلامية من غير ذوي الخلفية الشرعية، إنما لكل علم ومعرفة باب، فمن دخل منه ورعى أساسيته ومقاصدها فله ذلك.
فالعلم يتجه إلى البحث الأكثر تخصصاً، والأعمق رؤية، ويهدف أساساً إلى أن يعالج المشكلات و ليس فقط أن يردد الأفكار ويرجح الآراء. وإن انتقال العلم من مكانته المقدسة التي هي كشف الحقيقة إلى مجرد داعم لقناعات مسبقة ومبرر لأراء الجماعة والتيار يشكل كارثة على أي أمة، فإن العلم له أساسيات وطرق يجب إتباعها ومهما كانت نوايانا طيبة ومقاصدنا حسنة إلا أن العلم والمعرفة لن يعيننا على حل مشاكلنا إلا بقدر اتباعنا لقوانينه وطرق أداءئه وتأديته، إن الحقيقة تتعالى عن أن تأتي لمن طلبها بدون بحث واجتهاد ودون تحر لمواقعها ومظانها، ولن نستطيع حل مشاكلنا إلا بسلاح المعرفة الذي يشترط أن نتبعه لا أن نجعله تابعا لنا.