احاسيس العطاء
New member
الحمدلله الذي قدر فهدى ، والصلاه والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أنزل الله القرآن الكريم ليبلغ للناس دعوة ربهم ، ومعاني كتابه ، فجاء القرآن وفق أساليب العرب المعهودة ، فكان القرآن في عصر الرسالة مفهوما لجميع الصحابه رضي الله عنهم ، ولما إنتشر الإسلام دخل فيه أقوام من غير اللسان العربي ، فوُجدت الغرابة عند قراءة القرآن شيئاً فشيئاً ، وايضاً لزيادة اللحن في اللغة وإبتعاد الأجيال عن لغتهم ، فدعت الحاجة إلى المصنفات في علم غريب القرآن ، مما يعني إن للزمن تأثير في الحكم بغرابة الألفاظ وشيوعها ، فالغريب في كتب العلماء نسبي وليس مطلقاً ، ويبدو هذا واضحا في عدد الألفاظ للراغب ت(502) وغريبها للحلبي ت(756) وكلاهما معجم في الفاظ الغريب ،حيث إستدرك الأخير على الاول ألفاظا كثيرة .
وأيضا يوجد إختلاف في الغريب بين الأمصار ، فنلاحظ قلة المؤلفات في جزيرة العرب لانهم أهل اللغة ، وكثره المصنفات في الأمصار الأخرى للحاجة الملحة لتعلم الغريب لما يجده غير العرب من المسلمين من مشقه في فهم القرآن .
نأخذ مثالاً على النسبية في غريب القرآن : سوره العنكبوت
قوله تعالى :(إن الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين ، وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمه من ربك فلا تكونن ظهيراً للكافرين ).
ففي كتاب (وجه النهار ) للدكتور عبدالعزيز الحربي ذكر أن غريب القرآن :
(فرض عليك القرآن ) أنزل عليك القرآن وأوجب عليك العمل به .
(إلى معاد) مرد تمتد اليه أعناق الهمم وهو المقام المحمود ، وقيل بلدك مكة ، وقيل البعث ، وقيل الموت.
وفي كتاب (تفسير المشكل) لمكي بن أبي طالب :
(فرض عليك القرآن ) أي أوجبه ، وقيل أنزله .
(إلى معاد ) أي إلى مكه ، وقيل يوم القيامة ، وقيل الجنة .
وفي كتاب ( باهر البرهان في معاني مشكلات القرآن) للنيسابوري :
(فرض عليك القرآن ) أنزل على لسانك فرائضه ،وقيل حملك تبليغه .
(إلى معاد ) أي مكه.
(إلا رحمه ) أي : لكن رحمه .
وفي كتاب (تذكرة الأريب في تفسير الغريب) لإبن الجوزي :
(فرض عليك القرآن ) أي فرض العمل به .
(لرادك الى معاد) يوم القيامه .
(إلا رحمه من ربك ) أي إلا أن ربك رحمك .
فنجد عند موازنة كلمات الغريب هي متفاوتة من كتاب لآخر ، وبعضها يذكر لمعناها أقوالاً متعددة وبعضها قولاً واحد مثل كلمه (إلى معاد) ، وايضاً بعض الكلمات عدّها بعضهم من الغريب ووضع لها معنى والبعض لم يعدّها غريباً مثل كلمه (إلا رحمه).
وهذا يدل دلاله واضحة على النسبية في غريب القرآن ، وإختلاف كتب الغريب حسب الزمان والمكان وحسب الحاجه إليه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
المراجع :
جهود العلماء في غريب القرآن الكريم للدكتور عبدالرحمن الشهري .
وجه النهار للدكتور عبدالعزيز الحربي.
تفسير المشكل لمكي بن ابي طالب.
باهر البرهان في معاني مشكلات القران للنيسابوري.
تذكره الاريب في تفسير الغريب لابن الجوزي.
الرقم الأكاديمي:12134
أنزل الله القرآن الكريم ليبلغ للناس دعوة ربهم ، ومعاني كتابه ، فجاء القرآن وفق أساليب العرب المعهودة ، فكان القرآن في عصر الرسالة مفهوما لجميع الصحابه رضي الله عنهم ، ولما إنتشر الإسلام دخل فيه أقوام من غير اللسان العربي ، فوُجدت الغرابة عند قراءة القرآن شيئاً فشيئاً ، وايضاً لزيادة اللحن في اللغة وإبتعاد الأجيال عن لغتهم ، فدعت الحاجة إلى المصنفات في علم غريب القرآن ، مما يعني إن للزمن تأثير في الحكم بغرابة الألفاظ وشيوعها ، فالغريب في كتب العلماء نسبي وليس مطلقاً ، ويبدو هذا واضحا في عدد الألفاظ للراغب ت(502) وغريبها للحلبي ت(756) وكلاهما معجم في الفاظ الغريب ،حيث إستدرك الأخير على الاول ألفاظا كثيرة .
وأيضا يوجد إختلاف في الغريب بين الأمصار ، فنلاحظ قلة المؤلفات في جزيرة العرب لانهم أهل اللغة ، وكثره المصنفات في الأمصار الأخرى للحاجة الملحة لتعلم الغريب لما يجده غير العرب من المسلمين من مشقه في فهم القرآن .
نأخذ مثالاً على النسبية في غريب القرآن : سوره العنكبوت
قوله تعالى :(إن الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين ، وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمه من ربك فلا تكونن ظهيراً للكافرين ).
ففي كتاب (وجه النهار ) للدكتور عبدالعزيز الحربي ذكر أن غريب القرآن :
(فرض عليك القرآن ) أنزل عليك القرآن وأوجب عليك العمل به .
(إلى معاد) مرد تمتد اليه أعناق الهمم وهو المقام المحمود ، وقيل بلدك مكة ، وقيل البعث ، وقيل الموت.
وفي كتاب (تفسير المشكل) لمكي بن أبي طالب :
(فرض عليك القرآن ) أي أوجبه ، وقيل أنزله .
(إلى معاد ) أي إلى مكه ، وقيل يوم القيامة ، وقيل الجنة .
وفي كتاب ( باهر البرهان في معاني مشكلات القرآن) للنيسابوري :
(فرض عليك القرآن ) أنزل على لسانك فرائضه ،وقيل حملك تبليغه .
(إلى معاد ) أي مكه.
(إلا رحمه ) أي : لكن رحمه .
وفي كتاب (تذكرة الأريب في تفسير الغريب) لإبن الجوزي :
(فرض عليك القرآن ) أي فرض العمل به .
(لرادك الى معاد) يوم القيامه .
(إلا رحمه من ربك ) أي إلا أن ربك رحمك .
فنجد عند موازنة كلمات الغريب هي متفاوتة من كتاب لآخر ، وبعضها يذكر لمعناها أقوالاً متعددة وبعضها قولاً واحد مثل كلمه (إلى معاد) ، وايضاً بعض الكلمات عدّها بعضهم من الغريب ووضع لها معنى والبعض لم يعدّها غريباً مثل كلمه (إلا رحمه).
وهذا يدل دلاله واضحة على النسبية في غريب القرآن ، وإختلاف كتب الغريب حسب الزمان والمكان وحسب الحاجه إليه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
المراجع :
جهود العلماء في غريب القرآن الكريم للدكتور عبدالرحمن الشهري .
وجه النهار للدكتور عبدالعزيز الحربي.
تفسير المشكل لمكي بن ابي طالب.
باهر البرهان في معاني مشكلات القران للنيسابوري.
تذكره الاريب في تفسير الغريب لابن الجوزي.
الرقم الأكاديمي:12134