أبو إسحاق الحضرمي
New member
[align=justify] الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الصَّادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
هناك أمرٌ تتفق عليه المعجزة والكرامة والسحر، وهي الخرق للعادة المألوفة عند الناس، فكلٌّ يظهر منه شيء مخالف ما اعتاده الناس.
وافترقا في أمور عدَّة، ومن هذه الأمور:
أنَّ المعجزة: أمرٌ خارق للعادة يجريه الله تعالى على نبي من أنبيائه مقصود منه التحدي.
والكرامة: أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على وليٍّ من أوليائه الصالحين، وهو يحرص على إخفائها، وقد يقصد به التحدي، تأييداً له وتثبيتاً.
والسحر: أمر خارق للعادة يستعين به الساحر بالشياطين ولا يقصد به التحدي.
فاتفقتا المعجزة والكرامة: أنه أمر من الله تعالى بخلاف السحر فإنه من الشياطين، ومن خلال هذا يمكن أن نصل إلى الفروق الجلية بين هذه المصطلحات:
أولاً: المعجزة والكرامة من الله تعالى بخلاف السحر فإنه من الشياطين.
ثانياً: المعجزة يجريها الله تعالى على يد نبيٍّ من أنبيائه، والكرامة الله يجريها الله على يد وليٍّ من أوليائه، والسحر يجريه الشيطان على يد ساحر أو كاهن أو مشعوذ.
ثالثاً: المعجزة يقصد بها التحدي، والكرامة قد يقصد بها التحدي، والسحر لا يقصد به التحدي.
رابعاً: المعجزة والكرامة حقيقة واقعية يراها، وأمَّا السحر فهو تخييل كما قال تعالى: ((يُخَيَّلُ إليه من سحرهم أنها تسعى)).
قال الإمام النووي رحمه الله: (أن العادة تنخرق على يد النبي والولي والساحر لكن النبي يتحدى بها الخلق ويستعجزهم عن مثلها ويخبر عنالله تعالى بخرق العادة بها لتصديقه فلو كان كاذبا لم تنخرق العادة على يديه ولو خرقها الله على يد كاذب لخرقها على يد المعارضين للأنبياء وأما الولي والساحر فلا يتحديان الخلق ولا يستدلان على نبوة ولو ادعيا شيئا من ذلك لم تنخرق العادة) شرح صحيح مسلم: 14/175.
فهذه جملة من الفروق بين هذه المصطلحات الثلاثة، وهناك فروق أخرى، اقتصرتُ على هذه، وأهمها: أن المعجزة تكون للنبي، والكرامة للولي، والسحر من الشيطان لساحر أو كاهن، والله أعلم، وصلى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك أمرٌ تتفق عليه المعجزة والكرامة والسحر، وهي الخرق للعادة المألوفة عند الناس، فكلٌّ يظهر منه شيء مخالف ما اعتاده الناس.
وافترقا في أمور عدَّة، ومن هذه الأمور:
أنَّ المعجزة: أمرٌ خارق للعادة يجريه الله تعالى على نبي من أنبيائه مقصود منه التحدي.
والكرامة: أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على وليٍّ من أوليائه الصالحين، وهو يحرص على إخفائها، وقد يقصد به التحدي، تأييداً له وتثبيتاً.
والسحر: أمر خارق للعادة يستعين به الساحر بالشياطين ولا يقصد به التحدي.
فاتفقتا المعجزة والكرامة: أنه أمر من الله تعالى بخلاف السحر فإنه من الشياطين، ومن خلال هذا يمكن أن نصل إلى الفروق الجلية بين هذه المصطلحات:
أولاً: المعجزة والكرامة من الله تعالى بخلاف السحر فإنه من الشياطين.
ثانياً: المعجزة يجريها الله تعالى على يد نبيٍّ من أنبيائه، والكرامة الله يجريها الله على يد وليٍّ من أوليائه، والسحر يجريه الشيطان على يد ساحر أو كاهن أو مشعوذ.
ثالثاً: المعجزة يقصد بها التحدي، والكرامة قد يقصد بها التحدي، والسحر لا يقصد به التحدي.
رابعاً: المعجزة والكرامة حقيقة واقعية يراها، وأمَّا السحر فهو تخييل كما قال تعالى: ((يُخَيَّلُ إليه من سحرهم أنها تسعى)).
قال الإمام النووي رحمه الله: (أن العادة تنخرق على يد النبي والولي والساحر لكن النبي يتحدى بها الخلق ويستعجزهم عن مثلها ويخبر عنالله تعالى بخرق العادة بها لتصديقه فلو كان كاذبا لم تنخرق العادة على يديه ولو خرقها الله على يد كاذب لخرقها على يد المعارضين للأنبياء وأما الولي والساحر فلا يتحديان الخلق ولا يستدلان على نبوة ولو ادعيا شيئا من ذلك لم تنخرق العادة) شرح صحيح مسلم: 14/175.
فهذه جملة من الفروق بين هذه المصطلحات الثلاثة، وهناك فروق أخرى، اقتصرتُ على هذه، وأهمها: أن المعجزة تكون للنبي، والكرامة للولي، والسحر من الشيطان لساحر أو كاهن، والله أعلم، وصلى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[/align]