مقال : الفرق بين القراءات والتجويد

إنضم
28/03/2011
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
-
اهتم علماء الصدر الأول اهتماما بالغا بالقرآن الكريم سواء بالتحقيق والتأليف أو القراءة والإقراء تحقيقا لوعد الله سبحانه وتعالىبحفظه. وقد يخلط الكثيرين بين مفهومي التجويد والقراءات وهنا نبين هذا الإشكال وبالله التوفيق.

علم التجويد في اللغة هو الإحسان والإتقان، يقال جودت الشئ تجويدا أي حسنته تحسينا وأتقنته إتقانا.
وإصطلاحا : علم يبحث في الكلمات القرآنية من حيث إعطاء كل حرف حقه ومستحقه.
حكمه: العلم به فرض كفاية، والعمل به فرض عين وقد ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة والإجماع. قال تبارك وتعالى: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا"
وإستمداده من النبي صلى الله عليه وسلمفكان يعلم أصحابه القرآن كما تلقاه من جبريل، ولقنهم إياه مجوداً مرتلا ووصل إلينا بهذه الكيفية المخصوصة.
موضوعه: الكلمات القرآنية على المشهور .
فضله: أشرف العلوم لتعلقه بكلام الله تبارك وتعالى، كما أن تعلمه له أهمية كبرى حيث يعين المسلم على تلاوة القرآن الكريم.
غايته: الغاية من التجويد تمكين القارئ من جودة القراءة وحسن الأداء وصون اللسان عن اللحن في كتاب الله تبارك وتعالى.
نسبته من العلوم: هو أحد العلوم الشرعية المتعلقة بالقرآن الكريم.
واضعه: قيل: أبو الأسود الدؤلي. وقيل: أبو عبيد القاسم بن سلام. وقيل: الخليل بن أحمد. وقيل غيرهم من أئمة القراءة واللغة.
مسائله: قواعده, كقولنا: كل نون ساكنة وقع بعدها حرف من حروف الحلق وهكذا.


علم القراءات لغةً جمع قراءة، وهي مصدر من قرأ يقرأ قراءة وقرآنا.
واصطلاحاً: القراءة: هي كيفية أداء كلمات القرآن وحروفه واختلافها معزوا الى ناقله كما عرفه ابن الجزري
موضوعه: كلمات القرآن الكريم من حيث أحوالها الأدائية التي يُبحَثُ عنها فيه, مثل: المد, والقصر, والإظهار ونحو ذلك.
ثَمَرَته: الصَّوْنُ عن الخطإ في القرآن، ومعرفةُ ما يَقرأ به كل واحد من الأئمة القراء، وتمييزُ ما يُقرَأ به وما لا يُقرَأ به.
فضله: هو من أشرف العلوم الشرعية لتعلُّقه بكتاب الله وكلامه،ونسبته لغيره منالعلوم: التباين: أي: هو مستقل بذاته ليس متعلِّقاً بعلمآخر.
واضعه: أئمة القراءة، وقيل: أبو عمرو حفص عمرالدوري. وأول مَن دَوَّنَ فيه: أبو عُبَيْد القاسم بن سَلام.
استمداده: من النقول الصحيحة المتواترة عن أئمة القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم
حكمه : الوجوب الكفائي تعلُّمًا وتعليمًا.
مسائله: قواعده ، كقولنا: كلُّ همزتَيْ قطعٍ تلاصقَتَا في كلمةٍ سَهَّلَ ثانيَتَهما الحجازيون.

المُقرِئُ: من عَلِمَ بالقراءات ورواهامشافهة ويجب أن يكون مسلما بالغا عاقلا ثقة مأمونا ضابطا يتنزه عنالصغائر، ولا يقرئ إلا بما سمعه أو قرأ به.
القراءة: الاختيار المنسوب لإمام من الأئمة العشرة بكيفية القراءة للفظ القرآني على ما تلقاه مشافهه متصلا سنده برسول صلى الله عليه وسلم وسلم فيقولون مثلا قراءةعاصم، قراءة نافع.
الرواية: ما نسب لمن روى عن إمام من الأئمة العشرة من كيفية قراءته للفظ القراني واختاروا لكل إمام راويين، مثلا: رواية حفص عنعاصم.
الطريق: هو ما نسب للناقل عن الراوي وإن سفل كما يقولون هذه رواية ورش من طريق الأرزق.


القُراء شريحة من علماء الشريعة تخصصوا في النقل الصوتي للقرآن الكريم ، يتلقى القارئ عن شيخه حرفا حرفا من أول القرآن الى آخره ويتقنه حتى إذا أتقنه أجازه في التلاوة . ونوضح أن الإختلاف في القراءات ليس إختلاف تضاد أو تناقض لاستحالة وقوع ذلك في القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولكنه إختلاف تنوع وتغاير كأن تقول: هلم أو تعال أو أقبل وكلها بمعنى واحد.

من هنا نرى بأن :
1. هما علمان لا ينفصلان عن بعضهما وكليهما يرتبط بألفاظ القرآن بشكل مختلف عن الآخر.
2. والقراءات القرآنية المعزوَّة إلى ناقليها لا يمكن قراءتها منفكةً عن الكيفية المجوَّدة التي أُنزِل القرآن بها, بمعنى أن الأوجه المنقولة نُقِلَتْ مجوَّدةً
3. أن علم التجويد هو جزء من علم القراءات وبما أن علم القراءات ينقسم إلى قسمين: الأصول, والفرش؛ فعلم التجويد في كثير من مباحثه يُعتبر من الأصول التي بحثَها القُرَاء.

ويتضح أيضًا أن علمي التجويد والقراءات يختلفان بأن:
علم التجويد غايته تحقيق الألفاظ وتجويدها وتحسينها والقراء متفقون على مسائله مثلا كأحكام النون الساكنة والتنوين بينما علم القراءات يعنى باختلاف الرواة وعزو الروايات لناقليها فإن منهج كتب القراءات هو المنهج النقلي, وكتبها كتب رواية.

ميزة هذه الأمة المعصومة ولا توجد عند غيرهم من الأمم في أنها تنقل كتاب ربها سبحانه وتعالى إلى نبيها بالنقل الصحيح الصوتي فلله الحمد والمنة.



المصادر
· الوجيز في علم التجويد لمحمود سيبويه البدوي (المتوفى: 1415هـ)
· غاية المريد في علم التجويد لعطيه قابل نصر
· المأمول في شرح الأصوللمحمد عبد الحكيم سعيد العبد الله
 
شكر الله لك , وجهد طيب ومشكور , وقد بني المقال على المبادئ العشرة للعلوم .
ولكن: كنت أود أن أخرج من المقال بفرق أوضح وأظهر مما في المقال, وبحيث أستطيع أن أنقل بعض معلوماته بسهولة ووضوح للآخرين مثلاً .
ومحل الإشكال : أن بعض أحكام النون الساكنة فيها خلاف بين القراء (كعدم الغنة لخلف في الواو والياء), وهي من أحكام التجويد .
وباب المدود : من أهم أبواب التجويد , وهو أيضاً أكبر باب تختلف فيه القراءات . وهكذا سائر أبواب علم التجويد .
ثم برأيي هناك نقص في تعريف التجويد , وذلك أنه قد أهمل علم الوقف, ولم يدخله بالتعريف , مع أنه منه .

أخيراً : أقول -ولكل الإخوة- نحن هنا قصدنا المدارسة وليس التعقب أو التثريب على جهد أحد , والشكر أولاً وآخراً -بعد الله- لك على هذه المقالة العلمية الرصينة .
 
أخي الفاضل محمد بن عبدالعزيز اليحيى أشكرك على ما تفضلت به من تعقيب أفادني في موضوع المقال.

وأحب أن أذكر أنه من خلال متابعتي لموضوع المقال في العديد من المصادر والمراجع تبين لي عدة نقاط لا يكفي مقام المقال لحصرها واستيعابها. ولكني حاولت أن أكون موضوعية مقتصدة في مقالي بحيث يخرج قارئ المقال بمعالم رئيسية وإلا فالموضوع شيق وله عدة مباحث.

أشكر لك تعقيبك مرة أخرى وما وجودنا هنا إلا لنتدارس كتاب الله عسى الله أن يرفعنا به جميعا أسمى الدرجات. وجزى الله عنا ملتقى أهل التفسير والدكتور عبد الرحمن الشهري خير الجزاء.
 
عودة
أعلى