بسم1
[FONT="]لم يكن التعويل في حفظ القران من الضياع و التحريف في العهد النبوي على الكتابة؛ بل كان الاعتماد على حفظه و جمعه في الصدور إذ كانت تلك هي عادة العرب الحفظ؛ فلم يكونوا يكتبون إشعارهم؛ و مع ذلك فقد اتخذ للنبي صلى الله عليه و سلم كتّاب يكتبون القران؛ و[/FONT][FONT="]كان الغرض من تلك الكتابة زيادة التوثيق والاحتياط للقرآن الكريم بتقييده وتسجيله بالنقش فوق تقييده وتسجيله بالحفظ.[/FONT]
[FONT="]و تلك الكتابة في عهد النبي [/FONT][FONT="]صلى الله عليه و سلم[/FONT][FONT="] كانت تُخَطُّ على أمور متنوعة – على حسب ما تيسر لهم و سهل عليهم - فأحيانًا، تُخَطُّ على الرقاع.و أحيانا تخط على[/FONT][FONT="] الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ[/FONT]
[FONT="]و قد وردت جملة من الإخبار تبين لنا أنوعا من تلك الأدوات المستعملة من ذلك:[/FONT]
[FONT="]ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب أنه قال: لما نزلت:( لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) « النساء، 95[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="]»، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ادع لي زيدا وليجيء باللوح والدواة والكتف، أو الكتف والدواة، ثم قال: اكتب: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ، وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو ابن أم مكتوم الأعمى، فقال: يا رسول الله فما تأمرني؟ فإني رجل ضرير البصر، فنزلت مكانها: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ[/FONT][FONT="][1][/FONT][FONT="]
وعن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قال: فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ.[/FONT][FONT="][2][/FONT]
وعن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قال: فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ.[/FONT][FONT="][2][/FONT]
[FONT="]وفي رواية: فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الْعُسُبِ وَالرِّقَاعِ وَاللِّخَافِ.[/FONT][FONT="][3][/FONT]
[FONT="]وفي رواية :ومن الأضلاع، وفي رواية: والأقتاب.[/FONT][FONT="][4][/FONT]
[FONT="]وعَن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قال: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقال: ادْعُ لِي زَيْدًا وَلْيَجِئْ بِاللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ وَالْكَتِفِ أَوِ الْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ[/FONT][FONT="][5][/FONT][FONT="].
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]وعَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا بِالْمرْبَدِ فَجَاءَ رَجُلٌ أَشْعَثُ الرَّأْسِ بِيَدِهِ قِطْعَةُ أَدِيمٍ أَحْمَرَ، فَقُلْنَا: كَأَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ؟ فَقَالَ: أَجَلْ. قُلْنَا: نَاوِلْنَا هَذِهِ الْقِطْعَةَ الأَدِيمَ الَّتِي فِي يَدِكَ، فَنَاوَلَنَاهَا فَقَرَأْنَاهَا فَإِذَا فِيهَا: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إِلَى بَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ …[/FONT][FONT="][6][/FONT]
[FONT="]قال ابن الأثير: وحديث الزهري: والقرآن في الكرانيف. يعني أنَّه كان مكتوبًا عليها قبل جمعه في الصحف.[/FONT][FONT="][7][/FONT]
[FONT="]و ما أخرجه الحاكم[/FONT][FONT="] عن زيد بن ثابت نفسه ووصفه بأنه بسند صحيح على شرط الشيخين وهو في مجال كتابة وتأليف القرآن الكريم في العهد النبوي جاء فيه : "كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع[/FONT][FONT="]"
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]وعن أبي هريرة رضي الله عنه [/FONT]:[FONT="]أن النبي صلى الله عليه وسلم كتبت عنده سورة النجم فلما بلغ السجدة سجد وسجدنا معه وسجدت [/FONT][FONT="]الدواة[/FONT][FONT="] والقلم [FONT="][FONT="][8][/FONT][/FONT][/FONT]
[FONT="] و يقول القلقشندي: (( وقد أجمع رأي الصحابة -رضي الله عنهم- على كتابة القرآن في الرق؛ لطول بقائه، أو لأنه الموجود عندهم حينئذٍ ))[/FONT][FONT="][9][/FONT]
[FONT="]))[/FONT][FONT="]وقد سمي رقاً؛ لجمْعه بين الرقة والمتانة وطول البقاء)) [/FONT][FONT="]. [/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]وقال الحارث المحاسبي في كتاب (فهم السنن): كتابة القرآن ليست بمحدثة، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقا في الرقاع، والأكتاف، والعسب، والقرطاس[/FONT][FONT="][10][/FONT]
[FONT="]إذن فتبين من مجموع هذه النصوص أن الأدوات المستعلمة في كتابة القران في ذلك العهد هي كما يلى:[/FONT]
[FONT="]الرِّقَاع، وَالأَكْتَافِ، وَالْعُسُبِ، واللخاف، والأضلاع، والأقتاب، والأَلواحِ، وقطع الأديم،والكرانيف.[/FONT][FONT="]القرطاس[/FONT][FONT="] ؛[/FONT][FONT="]الدواة ؛القلم؛ المداد ؛ الحبر
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]شرح تلك الأدوات[/FONT]
[FONT="]الرقاع: جمع رُقْعة[/FONT][FONT="]، وهي التي يكتب فيها، وتكون من جلد أو كاغد.[/FONT][FONT="][11][/FONT]
[FONT="]الأكتاف: جمع كَتِف[/FONT][FONT="]، وهو عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان من الناس والدوابِّ، كانوا يكتبون فيه لقلة القراطيس عندهم.[/FONT][FONT="][12][/FONT]
[FONT="]العسب :جمع عسيب[/FONT][FONT="] ، وهو جريد النخل ، كانوا يكشطون الخوص، ويكتبون في الطرف العريض، وقيل العسيب طرف الجريدة العريض الذي لم ينبت عليه الخوص، والذي ينبت عليه الخوص هو السعف.[/FONT][FONT="][13][/FONT]
[FONT="]اللخاف :جمع لَخْفة[/FONT][FONT="]، وهي صفائح الحجارة البيض الرقاق، فيها عرض ودقة، وقيل هي الخزف يصنع من الطين الْمشوي.وقد فسرها بعض الرواة بالحجارة[/FONT][FONT="][14][/FONT][FONT="]. و بعضهم[/FONT][FONT="]وبعضهم بالخزف[/FONT][FONT="][15][/FONT]
[FONT="]الأضلاع [/FONT][FONT="]:هي عظام الجنبين، جمع ضِلَعٍ، وهو محنيَّة الجنب.[/FONT][FONT="][16][/FONT]
[FONT="]الأقتاب :جمع قَتَب بفتحتين[/FONT][FONT="]، وهو الخشب الذي يوضع ظهر البعير ليركب عليه. [/FONT][FONT="][17][/FONT]
[FONT="]الألواح: جمع لَوْح،[/FONT][FONT="] وهو كل صفيحة عريضة من صفائح الخشب، والكتف إذا كتب عليها سميت لوحًا[/FONT][FONT="][18][/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]الأديم :[/FONT][FONT="]هو الجلد ما كان، وقيل الأحمر منه، وقيل هو الْمدبوغ.[FONT="][FONT="][19][/FONT][/FONT][/FONT]
[FONT="]الكرانيف[/FONT][FONT="]: جمع كُرْنافة ، وهي أصل السَّعَفة الغليظة[FONT="][FONT="][20][/FONT][/FONT]. [/FONT]
[FONT="]القرطاس[/FONT][FONT="]:[/FONT][FONT="] الِقُرْطَاسُ بكسر القاف وشمها الذي يكتب فيه[/FONT][FONT="][21][/FONT][FONT="] و قال صاحب اللسان القِرْطاس معروف يُتَّخذ من بَرْدِيّ يكون بمصر [/FONT][FONT="][22][/FONT]
[FONT="]الدَّوَاةُ :[/FONT][FONT="]بالفتح المحبرة والجمع دَوَّى مثل نواة ونوى و دَوِيُّ[FONT="][FONT="][23][/FONT][/FONT][/FONT]
[FONT="]المداد و الحبر[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]سائل يكتب به[FONT="][FONT="][24][/FONT][/FONT][/FONT][FONT="] وسمى المداد؛ لأنه يمدُّ القلم، أيْ يعينه، [/FONT][FONT="]وكل شيء مددت به شيئا فهو مداد[/FONT][FONT="] ؛وسُمي الزيت مداداً؛ لأن السراج يُمدّ به[/FONT][FONT="][25][/FONT]
[FONT="]و بهذا يتبن أن الأدوات كان جد بسيطة وبدائية و مع ذلك لم تحط من عزيمة الصحابة في كتب القران و حفظه من الضياع و التحريف.[/FONT]
[FONT="]الحمد لله الذي قيض أولئك الأخيار لجمع كتابه[/FONT]
**********
[FONT="][FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="]صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (4704): 4/ 1909[/FONT]
[FONT="][FONT="][2][/FONT][/FONT] [FONT="]رواه البخاري في كتاب تفسير القرآن باب * لقد جاءكم رسول من أنفسكم… * (8/194-195) ح 4679[/FONT]
[FONT="][FONT="][3][/FONT][/FONT] [FONT="]رواه البخاري في صحيحه كتاب الأحكام باب يستحب للكاتب أن يكون أمينًا (13/195) ح 7191.[/FONT]
[FONT="][FONT="][4][/FONT][/FONT] [FONT="]رواهما ابن أبي داود في كتاب الْمصاحف ص 164-167[/FONT]
[FONT="][FONT="][5][/FONT][/FONT] [FONT="]رواه البخاري في صحيحه كتاب فضائل القرآن بَاب كَاتِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (8/637-638) ح 4990.[/FONT]
[FONT="][FONT="][6][/FONT][/FONT][FONT="]رواه أبو داود في كتاب الخراج والإمارة والفيء بَاب مَا جَاءَ فِي سَهْمِ الصَّفِيِّ (3/153) ح 2999.[/FONT]
[FONT="]7[/FONT][FONT="] النهاية في غريب الحديث (4/168).[/FONT]
[FONT="][FONT="][8][/FONT][/FONT][FONT="]صحيح التغريب و الترهيب رقم 1443؛قال الالبانى :حديث حسن [/FONT][FONT="]رواه البزار بإسناد جيد.[/FONT]
[FONT="][FONT="][9][/FONT][/FONT][FONT="]صبح الأعشى في صناعة الإنشا – القلقشندي ج2 /515[/FONT]
[FONT="][FONT="][8][/FONT][/FONT][FONT="]صحيح التغريب و الترهيب رقم 1443؛قال الالبانى :حديث حسن [/FONT][FONT="]رواه البزار بإسناد جيد.[/FONT]
[FONT="][FONT="][9][/FONT][/FONT][FONT="]صبح الأعشى في صناعة الإنشا – القلقشندي ج2 /515[/FONT]
[FONT="][FONT="][10][/FONT][/FONT][FONT="]ينظر: البرهان: 1/ 238؛ والإتقان: 1/ 129[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="][FONT="][11][/FONT][/FONT] ا[FONT="]لسان العرب مادة (رقع) (3/1705).[/FONT]
[/FONT][FONT="][FONT="][11][/FONT][/FONT] ا[FONT="]لسان العرب مادة (رقع) (3/1705).[/FONT]
[FONT="][FONT="][12][/FONT][/FONT][FONT="]النهاية في غريب الحديث (4/150).[/FONT]
[FONT="][FONT="][13][/FONT][/FONT][FONT="]النهاية في غريب الحديث (3/234)، ولسان العرب مادة (عسب) (4/2936).[/FONT]
[FONT="][FONT="][14][/FONT][/FONT][FONT="] انظر كتاب الْمصاحف لابن أبي داود ص تحقيق محب الدين عبد السبحان واعظ 164[/FONT]
[FONT="][FONT="][15][/FONT][/FONT] [FONT="] انظر فتح الباري (13/195) ح 7191.[/FONT]
[FONT="][FONT="][16][/FONT][/FONT][FONT="]لسان العرب مادة (ضلع) (4/2598).[/FONT]
[FONT="][FONT="][17][/FONT][/FONT][FONT="]فتح الباري (8/630).[/FONT]
[FONT="][FONT="][18][/FONT][/FONT][FONT="]لسان العرب مادة (لوح) (5/4095).[/FONT]
[FONT="][FONT="][19][/FONT][/FONT][FONT="]لسان العرب مادة (أدم) (1/45).[/FONT]
[FONT="][FONT="][20][/FONT][/FONT][FONT="]النهاية في غريب الحديث (4/168).[/FONT]
[FONT="][FONT="][21][/FONT][/FONT][FONT="]مختار الصحاح مادة (قرطس ) [/FONT]
[FONT="][FONT="][22][/FONT][/FONT][FONT="]لسان العرب مادة ( قرطس )[/FONT]
[FONT="][FONT="][23][/FONT][/FONT][FONT="]مختار الصحاح مادة (دوى )[/FONT]
[FONT="][FONT="][24][/FONT][/FONT][FONT="]المعجم الوسيط مادة ( مد )[/FONT]
[FONT="][FONT="][25][/FONT][/FONT][FONT="]ينظر : صبح الأعشى (2/ 500) ؛ تاج العروس من جواهر القاموس مادة ( مدد )[/FONT]
الرقم الأكاديمي: 12122
بارك الله فيكم و سدد الله خطاكم