محمد فهد الحمود
New member
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أما بعد :
فقبل أن أشرع في ذكر الأقوال الواردة في هذه المسألة ، أحب أن أقول : إن أصل هذه المسألة هو قوله صلى الله عليه وسلم : (( أنزل القرآن على سبعة أحرف )) رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن جمع من الصحابة ، وقد نص أبو عبيد القاسم بن سلام على تواتره . ( انظر فضائل القرآن 2/168 )
ولقد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث على أقوال كثيرة ، حتى إن السيوطي رحمه الله ذكر أنها على نحو أربعين قولا . ( انظر الإتقان 1/309 ) ، ولعل أبرزها ما يلي :
1- أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة نحو : أقبل وتعال وهلم . وإلى هذا القول ذهب الزهري ( انظر : شرح السنة للبغوي 4/501 ) ونسبه ابن عبدالبر لأكثر العلماء . ( انظر التمهيد 3/483 ) ، ومن أدلته ما أخرجه أحمد من حديث أبي بكرة رضي الله عنه : ( أن جبريل قال : يا محمد اقرأ القرآن على حرف ، قال ميكائيل : استزده حتى بلغ سبعة أحرف . قال : كل شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة ، أو رحمة بعذاب ، نحو قولك : تعال وأقبل وهلم واذهب وأسرع وعجل ) .
2- أن المراد بها سبعة أوجه يجوز أن يقرأ بكل وجه منها ، وليس المراد أن كل كلمة ولا جملة منه تقرأ على سبعة أوجه ، بل المراد أن غاية ما انتهى إليه عدد القراءات في الكلمة الواحدة إلى سبعة .
واعترض عليه بأن بعض الكلمات قرئت على أكثر من سبعة أوجه . وأجيب عنه : بأن غالب ذلك إما لا يثبت الزيادة ، وإما أن يكون من قبيل الاختلاف في كيفية الأداء كما في المد والإمالة ونحوهما . انظر فتح الباري لابن حجر ( 9/23 ) .
3- أن المراد سبع لغات مع اختلاف في تعيينها ، وإلى هذا ذهب أبو عبيد . ( انظر : فضائل القرآن 2/168 ) وابن عطية ( انظر : المحرر 1/27 ) ، وصححه البيهقي في الشعب ( انظر : 2/421 ) .
وتعقب : بأن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما اختلفا في سورة الفرقان ، فقرأها هذا على وجه وهذا على وجه آخر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه ) رواه الترمذي وقال : هذا حديث صحيح . ( انظر : سنن الترمذي 5/193 ) ووجه الاستشهاد من هذا الحديث : اختلاف أحرفهما مع أن لغتهما واحدة ، وهي لغة قريش .
وخلاصة القول بأن هذه المسألة من عضل المسائل والترجيح فيها صعب للغاية حتى إنك لترى إماماَ بحجم ابن تيمية رحمه الله وهو المعروف بترجيحاته السديدة لم يكن له رأي واضح في معنى هذا الحديث . ( انظر مجموع الفتاوى 3/389 ) ومرد ذلك هو عدم وجود حديث مرفوع أو أثر موقوف بإسناد صحيح دلالته صريحة تعين المراد بالأحرف السبعة ، وأنا أميل إلى القول الثاني لعموم قوله تعالى : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) فعمومه يتناول جميع الأحرف ، والأصل في العموم أن يتناول جميع أفراده إلا بقرينة صارفة ، ولا قرينة هنا .
فقبل أن أشرع في ذكر الأقوال الواردة في هذه المسألة ، أحب أن أقول : إن أصل هذه المسألة هو قوله صلى الله عليه وسلم : (( أنزل القرآن على سبعة أحرف )) رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن جمع من الصحابة ، وقد نص أبو عبيد القاسم بن سلام على تواتره . ( انظر فضائل القرآن 2/168 )
ولقد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث على أقوال كثيرة ، حتى إن السيوطي رحمه الله ذكر أنها على نحو أربعين قولا . ( انظر الإتقان 1/309 ) ، ولعل أبرزها ما يلي :
1- أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة نحو : أقبل وتعال وهلم . وإلى هذا القول ذهب الزهري ( انظر : شرح السنة للبغوي 4/501 ) ونسبه ابن عبدالبر لأكثر العلماء . ( انظر التمهيد 3/483 ) ، ومن أدلته ما أخرجه أحمد من حديث أبي بكرة رضي الله عنه : ( أن جبريل قال : يا محمد اقرأ القرآن على حرف ، قال ميكائيل : استزده حتى بلغ سبعة أحرف . قال : كل شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة ، أو رحمة بعذاب ، نحو قولك : تعال وأقبل وهلم واذهب وأسرع وعجل ) .
2- أن المراد بها سبعة أوجه يجوز أن يقرأ بكل وجه منها ، وليس المراد أن كل كلمة ولا جملة منه تقرأ على سبعة أوجه ، بل المراد أن غاية ما انتهى إليه عدد القراءات في الكلمة الواحدة إلى سبعة .
واعترض عليه بأن بعض الكلمات قرئت على أكثر من سبعة أوجه . وأجيب عنه : بأن غالب ذلك إما لا يثبت الزيادة ، وإما أن يكون من قبيل الاختلاف في كيفية الأداء كما في المد والإمالة ونحوهما . انظر فتح الباري لابن حجر ( 9/23 ) .
3- أن المراد سبع لغات مع اختلاف في تعيينها ، وإلى هذا ذهب أبو عبيد . ( انظر : فضائل القرآن 2/168 ) وابن عطية ( انظر : المحرر 1/27 ) ، وصححه البيهقي في الشعب ( انظر : 2/421 ) .
وتعقب : بأن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما اختلفا في سورة الفرقان ، فقرأها هذا على وجه وهذا على وجه آخر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه ) رواه الترمذي وقال : هذا حديث صحيح . ( انظر : سنن الترمذي 5/193 ) ووجه الاستشهاد من هذا الحديث : اختلاف أحرفهما مع أن لغتهما واحدة ، وهي لغة قريش .
وخلاصة القول بأن هذه المسألة من عضل المسائل والترجيح فيها صعب للغاية حتى إنك لترى إماماَ بحجم ابن تيمية رحمه الله وهو المعروف بترجيحاته السديدة لم يكن له رأي واضح في معنى هذا الحديث . ( انظر مجموع الفتاوى 3/389 ) ومرد ذلك هو عدم وجود حديث مرفوع أو أثر موقوف بإسناد صحيح دلالته صريحة تعين المراد بالأحرف السبعة ، وأنا أميل إلى القول الثاني لعموم قوله تعالى : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) فعمومه يتناول جميع الأحرف ، والأصل في العموم أن يتناول جميع أفراده إلا بقرينة صارفة ، ولا قرينة هنا .