نورة بنت محمد
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد :
في هذا المقال الموجز سأعرض مسألة آيات نزول القرآن في القرآن،وبعد جمع آيات المسألة وتأملها وجدت أنها عرضت عددًا من المسائل المتعلقة بالنزول، ولعلي أعرضها من زاويتين:
الزاوية الأولى:الإشارة لتعدد صيغ التعبير عن النزول،وبيان أثر ذلك بمثال.
تكرر الحديث عن النزول في القرآن بما يقرب من واحد وتسعين مرة، ولم يكن الحديث عن النزول في القرآن بصيغة واحدة، بل غاير القرآن في الصيغ، فجاءت بتسعة عشر صيغة تقريبًا، متنوعة ما بين الفعل المضعف والمخفف، والمبني للمعلوم أو المبني لما لم يسم فاعله، وما بين المصدر والفعل، وتعددت أزمنة الفعل ما بين الماضي والمضارع، إلى غير ذلك من التنوع،وجاءت كل صيغة في آية واحدة أو أكثر، وسأعرض الصيغ ، مع ذكر عدد المواضع التي جاءت فيها،مكتفية بذكر مثال لأول صيغتين سأذكرها والفرق بين معنيهما :
1- التعبير بلفظ نَزَل: جاء في ثلاثة مواضع، أولها-حسب ترتيب المصحف-في قوله تعالى: {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} (الإسراء آية 105).
2- التعبير بلفظ نزَّل في ثمانية مواضع، أولها في قوله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ }(البقرة آية 176).
الفرق بين الصيغتين:الإنزال يستعمل في الدفعة،والتنزيل يستعمل في التدريج(1).
وبيان بقية الصيغ كالتالي: أنزلنا جاء في عشرين موضعًا،نُزِّل في خمسة مواضع،أنزلناها في موضع واحد،تنزيل في أحد عشر موضعًا، يُنزَّل في موضع واحد، يُنزِّل في ثلاثة مواضع، نَزَّلنا في أربعة مواضع، نزلناه في موضع واحد، نَزَّله في موضع واحد، أَنَزل في سبعة مواضع، أُنزل في موضع واحد، أُنزِلت في خمسة مواضع، نُزِّلت في موضع واحد، تنزيلاً في ثلاثة مواضع، تُنَزَّل في موضع واحد، مُنزَّل في موضع واحد، أنزلناه في اثني عشر موضعًا.
الزاوية الثانية: العناصر التي عرضتها الآيات :
لقد أوضح القرآن تفاصيل نزول القرآن، فذكر أول نزول له وهو النزول الجملي الذي كان من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة، لحكم عظيمة، منها تعظيم شأن القرآن، وحدد وقته بالشهر والليلة، قال تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }(البقرة آية 185) وقال: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}(القدر آية 1) وبين أن منزله هو الله؛ قال تعالى:{تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}(الواقعة آية 80) ، وذكر النزول الثاني الذي كان منجمًا حسب الأحداث، والحكمة من هذا النزول؛ قال تعالى:{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }(الإسراء آية:106) ، وسمى الملك الذي وكَّله الله بهذه المهمة؛ قال تعالى:{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ}(النحل آية :102) ، وذكر الرسول الذي كرمه الله بهذا الإنزال فقال:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ}(محمد آية:2) ، وذكر الحكمة من إنزال القرآن، وهي هداية الناس؛ قال تعالى:{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }(النحل آية :64) ، وأوضح موقف المكذبين من نزوله، وعلاقته بالكتب السابقة، وأن إنزاله لتحقيق الحق وإبطال الباطل، وغير ذلك من الموضوعات.
وبعد، فإن الاهتمام بعلم نزول القرآن – الذي هو من أشرف العلوم-دأب السلف، ومعلومة أقوالهم في ذلك، وقصر البحث فيه من خلال القرآن ونصوص السنة مما ينبغي أن يعنى به طلاب العلم، لأنه يورث تكاملاً في الفهم، ولملمة لشتات المسائل المتفرقة في الآيات .والله أعلم .
[line]-[/line]
1- التعريفات للجرجاني ص 73.
الدارسة:نورة بنت محمدعلي قمام
الرقم الأكاديمية:1105[/SIZE]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد :
في هذا المقال الموجز سأعرض مسألة آيات نزول القرآن في القرآن،وبعد جمع آيات المسألة وتأملها وجدت أنها عرضت عددًا من المسائل المتعلقة بالنزول، ولعلي أعرضها من زاويتين:
الزاوية الأولى:الإشارة لتعدد صيغ التعبير عن النزول،وبيان أثر ذلك بمثال.
تكرر الحديث عن النزول في القرآن بما يقرب من واحد وتسعين مرة، ولم يكن الحديث عن النزول في القرآن بصيغة واحدة، بل غاير القرآن في الصيغ، فجاءت بتسعة عشر صيغة تقريبًا، متنوعة ما بين الفعل المضعف والمخفف، والمبني للمعلوم أو المبني لما لم يسم فاعله، وما بين المصدر والفعل، وتعددت أزمنة الفعل ما بين الماضي والمضارع، إلى غير ذلك من التنوع،وجاءت كل صيغة في آية واحدة أو أكثر، وسأعرض الصيغ ، مع ذكر عدد المواضع التي جاءت فيها،مكتفية بذكر مثال لأول صيغتين سأذكرها والفرق بين معنيهما :
1- التعبير بلفظ نَزَل: جاء في ثلاثة مواضع، أولها-حسب ترتيب المصحف-في قوله تعالى: {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} (الإسراء آية 105).
2- التعبير بلفظ نزَّل في ثمانية مواضع، أولها في قوله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ }(البقرة آية 176).
الفرق بين الصيغتين:الإنزال يستعمل في الدفعة،والتنزيل يستعمل في التدريج(1).
وبيان بقية الصيغ كالتالي: أنزلنا جاء في عشرين موضعًا،نُزِّل في خمسة مواضع،أنزلناها في موضع واحد،تنزيل في أحد عشر موضعًا، يُنزَّل في موضع واحد، يُنزِّل في ثلاثة مواضع، نَزَّلنا في أربعة مواضع، نزلناه في موضع واحد، نَزَّله في موضع واحد، أَنَزل في سبعة مواضع، أُنزل في موضع واحد، أُنزِلت في خمسة مواضع، نُزِّلت في موضع واحد، تنزيلاً في ثلاثة مواضع، تُنَزَّل في موضع واحد، مُنزَّل في موضع واحد، أنزلناه في اثني عشر موضعًا.
الزاوية الثانية: العناصر التي عرضتها الآيات :
لقد أوضح القرآن تفاصيل نزول القرآن، فذكر أول نزول له وهو النزول الجملي الذي كان من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة، لحكم عظيمة، منها تعظيم شأن القرآن، وحدد وقته بالشهر والليلة، قال تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }(البقرة آية 185) وقال: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}(القدر آية 1) وبين أن منزله هو الله؛ قال تعالى:{تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}(الواقعة آية 80) ، وذكر النزول الثاني الذي كان منجمًا حسب الأحداث، والحكمة من هذا النزول؛ قال تعالى:{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }(الإسراء آية:106) ، وسمى الملك الذي وكَّله الله بهذه المهمة؛ قال تعالى:{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ}(النحل آية :102) ، وذكر الرسول الذي كرمه الله بهذا الإنزال فقال:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ}(محمد آية:2) ، وذكر الحكمة من إنزال القرآن، وهي هداية الناس؛ قال تعالى:{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }(النحل آية :64) ، وأوضح موقف المكذبين من نزوله، وعلاقته بالكتب السابقة، وأن إنزاله لتحقيق الحق وإبطال الباطل، وغير ذلك من الموضوعات.
وبعد، فإن الاهتمام بعلم نزول القرآن – الذي هو من أشرف العلوم-دأب السلف، ومعلومة أقوالهم في ذلك، وقصر البحث فيه من خلال القرآن ونصوص السنة مما ينبغي أن يعنى به طلاب العلم، لأنه يورث تكاملاً في الفهم، ولملمة لشتات المسائل المتفرقة في الآيات .والله أعلم .
[line]-[/line]
1- التعريفات للجرجاني ص 73.
الدارسة:نورة بنت محمدعلي قمام
الرقم الأكاديمية:1105[/SIZE]
التعديل الأخير: