مها الشاعر
New member
مالحكمة من نزول القرآن منجماً؟
كان نزول القرآن حدثاً جللاً يؤذن بتغيير شامل لوجه الحياة على الأرض، كما أنه أسفر عن مكانة هذا الكتاب العظيم عند أهل السماء وأهل الأرض ، فإنزاله الأول من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا وذلك في ليلة القدر من شهر رمضان أشعر العالم العلوي من الملائكة الأبرار بشرف هذه الأمة المحمدية التي أكرمها الله بهذه الرسالة الخاتمة لتكون خير أمة أخرجت للناس.
وتنزيله الثاني مفرقًا وليس جملة واحدة على خلاف المعهود في الكتب السماوية السابقة أثار دهشة كفار العرب مما حملهم على المماراة، حتى أسفر لهم صبح الحقيقة عما وراء ذلك من أسرار الحكمة الإلهية، فلم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ليتلقى هذه الرسالة العظمى جملة واحدة، ويقنع بها المشركين مع ما هم عليه من صلف وعناد، بل كان الوحي يتنزل عليه تباعًا حتى أكمل الله الدين وأتم النعمة.
قال تعالى:(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً.كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) فالقرآن نزل منجمًا مفرقا في ثلاث وعشرين سنة هي عمر الرسالة المحمدية، وكان لنزوله منجمًا حكماً كثيرة منها:
• تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم فنحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم واجه من قومه أول الأمر عنادًا ونفورًا وجفوةً وأذىً وهو راغبٌ في دعوتهم وهدايتهم، فاحتاج أن يُنَزل عليه القرآن مرة بعد مرة، بحسب الوقائع والأحداث، تثبيتًا لقلبه، وتسلية له، ولهذا حُشد القرآن بقصص الأنبياء السابقين وكم لاقوا من أعدائهم من صنوف العناد والاستكبار والأذى ثم كانت العاقبة للأنبياء وأتباعهم بالنصر والتأييد والتمكين، وكأنه يقال للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وللصحابة معه اصبروا فإن العاقبة للمتقين والنصر لأتباع المرسلين.
• ولو تأملنا لرأينا الحكمة الكبرى من نزوله منجمًا ألا وهي التدرج في التشريع وكيف أن القرآن ساير الأحداث واحدة تلو أخرى لأن الناس ما كانوا ليُقبلوا على هذا الدين الجديد لولا أن القرآن عالجهم بحكمة، وأعطاهم من دوائه الناجع جرعات يستطبون بها من الفساد والرذيلة، فكلما حدثت حادثة بينهم نزل الحُكم فيها ينير لهم ظلامها، ويرشدهم إلى الهدى، ويضع لهم أصول التشريع حسب المقتضيات، فكان هذا طِبا لقلوبهم.
• أيضاً نزل القرآن على أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب، سِجِلُّها ذاكرةٌ حافظة، وما كان للأمة الأمية أن تحفظ القرآن كله بيسر وسهولة لو نزل جملة واحدة، فكان نزوله عليهم هكذا مفرقًا خير عون لهم على حفظه في صدورهم وفهم آياته، والالتزام بتعاليمه.
• ومن ذلك أيضًا أن الله تحدى الكفار بهذا القرآن، وتحديهم بالقرآن وهو ينزل منجمًا مع عجزهم عن الإتيان بمثله أقوى وأبلغ في الحجة من أن ينزل جملة ويقال لهم جيئوا بمثله.
• ثم دعونا نتأمل قليلاً هذا الأمر: نزل القرآن منجمًا في أكثر من عشرين عامًا، تنزل الآية والآيات على فترات من الزمن، لكن يقرؤه الإنسان ويتلو سوره فيجده محكم النسج، دقيق السبك، مترابط المعاني، رصين الأسلوب، متناسق الآيات والسور، ولو كان هذا القرآن من كلام البشر وقيل في مناسبات متعددة، ووقائع متتالية، وأحداث متعاقبة، لوقع فيه التفكك والانفصام، واستعصى أن يكون بينه هذا التوافق والانسجام. قال تعالى:( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) فأي منصف يرى هذه الحكمة خير دليل على أن هذا القرآن تنزيل من حكيم حميد.
هذه بعض الحكم من نزول القرآن منجمًا في مدة تصل إلى ثلاث وعشرين سنة، وكان نزوله بهذه الطريقة خير دليل على أنه كلام الله ورسالته الخاتمة.
مها الشاعر 12112
كان نزول القرآن حدثاً جللاً يؤذن بتغيير شامل لوجه الحياة على الأرض، كما أنه أسفر عن مكانة هذا الكتاب العظيم عند أهل السماء وأهل الأرض ، فإنزاله الأول من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا وذلك في ليلة القدر من شهر رمضان أشعر العالم العلوي من الملائكة الأبرار بشرف هذه الأمة المحمدية التي أكرمها الله بهذه الرسالة الخاتمة لتكون خير أمة أخرجت للناس.
وتنزيله الثاني مفرقًا وليس جملة واحدة على خلاف المعهود في الكتب السماوية السابقة أثار دهشة كفار العرب مما حملهم على المماراة، حتى أسفر لهم صبح الحقيقة عما وراء ذلك من أسرار الحكمة الإلهية، فلم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ليتلقى هذه الرسالة العظمى جملة واحدة، ويقنع بها المشركين مع ما هم عليه من صلف وعناد، بل كان الوحي يتنزل عليه تباعًا حتى أكمل الله الدين وأتم النعمة.
قال تعالى:(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً.كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) فالقرآن نزل منجمًا مفرقا في ثلاث وعشرين سنة هي عمر الرسالة المحمدية، وكان لنزوله منجمًا حكماً كثيرة منها:
• تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم فنحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم واجه من قومه أول الأمر عنادًا ونفورًا وجفوةً وأذىً وهو راغبٌ في دعوتهم وهدايتهم، فاحتاج أن يُنَزل عليه القرآن مرة بعد مرة، بحسب الوقائع والأحداث، تثبيتًا لقلبه، وتسلية له، ولهذا حُشد القرآن بقصص الأنبياء السابقين وكم لاقوا من أعدائهم من صنوف العناد والاستكبار والأذى ثم كانت العاقبة للأنبياء وأتباعهم بالنصر والتأييد والتمكين، وكأنه يقال للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وللصحابة معه اصبروا فإن العاقبة للمتقين والنصر لأتباع المرسلين.
• ولو تأملنا لرأينا الحكمة الكبرى من نزوله منجمًا ألا وهي التدرج في التشريع وكيف أن القرآن ساير الأحداث واحدة تلو أخرى لأن الناس ما كانوا ليُقبلوا على هذا الدين الجديد لولا أن القرآن عالجهم بحكمة، وأعطاهم من دوائه الناجع جرعات يستطبون بها من الفساد والرذيلة، فكلما حدثت حادثة بينهم نزل الحُكم فيها ينير لهم ظلامها، ويرشدهم إلى الهدى، ويضع لهم أصول التشريع حسب المقتضيات، فكان هذا طِبا لقلوبهم.
• أيضاً نزل القرآن على أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب، سِجِلُّها ذاكرةٌ حافظة، وما كان للأمة الأمية أن تحفظ القرآن كله بيسر وسهولة لو نزل جملة واحدة، فكان نزوله عليهم هكذا مفرقًا خير عون لهم على حفظه في صدورهم وفهم آياته، والالتزام بتعاليمه.
• ومن ذلك أيضًا أن الله تحدى الكفار بهذا القرآن، وتحديهم بالقرآن وهو ينزل منجمًا مع عجزهم عن الإتيان بمثله أقوى وأبلغ في الحجة من أن ينزل جملة ويقال لهم جيئوا بمثله.
• ثم دعونا نتأمل قليلاً هذا الأمر: نزل القرآن منجمًا في أكثر من عشرين عامًا، تنزل الآية والآيات على فترات من الزمن، لكن يقرؤه الإنسان ويتلو سوره فيجده محكم النسج، دقيق السبك، مترابط المعاني، رصين الأسلوب، متناسق الآيات والسور، ولو كان هذا القرآن من كلام البشر وقيل في مناسبات متعددة، ووقائع متتالية، وأحداث متعاقبة، لوقع فيه التفكك والانفصام، واستعصى أن يكون بينه هذا التوافق والانسجام. قال تعالى:( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) فأي منصف يرى هذه الحكمة خير دليل على أن هذا القرآن تنزيل من حكيم حميد.
هذه بعض الحكم من نزول القرآن منجمًا في مدة تصل إلى ثلاث وعشرين سنة، وكان نزوله بهذه الطريقة خير دليل على أنه كلام الله ورسالته الخاتمة.
مها الشاعر 12112