الدراسات القرآنية هي أحد محاور دراسة المستشرقين، وعلم المكي والمدني هو أحد العلوم التي سعى المستشرقون أن يجعلوه إحدى وسائلهم لإنكار الوحي والقول ببشرية القرآن الكريم، حيث عمدوا إلى خصائص المكي والمدني فجعلوها شُبَهاً، ووظفوها لإثبات أنّ القرآن الكريم من وضع النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لاصلة له بالوحي إطلاقا.
وكان مما رأوا أن البيئة المكية أمية مغلقة فناسب ذلك قِصَر السور والآيات، أما البيئة المدنية فهي متحضّرة فناسب طولها، وهذا محل نظر، فمع وجود سور مكية قصيرة وسور مدنية طويلة إلا أن في المدني سوراً قصيرة وآياتها قصيرة كسورة الزلزلة، كما أنّ في المكي سوراً طويلة كالأنعام، مع عدم إنكار غلبة وصف القصر على المدني، والطول على المكي، لكن القصر والطول في الآيات والسور منوط بالموضوعات التي تعرضها، فالحديث عن الجنة والنار والزجر عن الشرك يناسبه القصر في حين أن الحديث عن التشريعات والغزوات ومحاجة أهل الكتاب يناسبه الطول.
ومما قالوه: إن أسلوب السور المكية فيه عنف وشدة وقسوة وحدّة مما يدل على تأثر النبي صلى الله عليه وسلم بالبيئة المكية وما يتصف به أهل مكة من غلظة وجهل وعناد، أما في المدنية فقد اختفى هذا الأسلوب لأن البيئة متحضرة.
ولا يخفى أن أسلوب القرآن المكي يتصف بالقوة لأن المخاطب جاحد معاند، فكان لابد من هذا الأسلوب التربوي فإن التربية تكون بالشدة أحيانا، ولم يقتصر على هذا الأسلوب بل فيه لين ودعوة إلى الصفح، وخلا خلواً تامّا من تشريع الجهاد والقتال، ولم تخلُ السور المدنية من التشنيع على اليهود والتحذير منهم.
كما يرون أن القرآن المكي كان خاليا من المعارف والعلوم العالية لتأثر محمد بالوسط الذي فيه فقد كان بمكة بين أميين، ولما حلّ بالمدينة بين أهل الكتاب المثقفين جاء بتلك المعارف والعلوم.
كان من متطلبات المرحلة المدنية مجيء التشريعات التي تنظم شؤون الدولة، وهو ما لم يكن في المرحلة المكية، مع أن القسم المكي لم يخلُ من تشريع الأحكام والعرض لها بطريقة إجمالية، فلقد وضعت السور المكية أصل مشروعية الزكاة ثم فصلت في السور المدنية، وتحدثت السور المكية عن الشورى قبل قيام الدولة.
وزعموا أن الأحرف المقطعة في فواتح السور لغو من الكلام من وضع كَتَبة محمد من اليهود ولها معانٍ، ويجاب عن هذا بأنه لم يكن للرسول صلى الله عليه وسلم كتبة منهم، ولم يُعرف عنهم الطعن في القرآن بمثل هذا، فيهود المدينة على مافيهم من حقد لم يصدر مثل هذا القول عن أحد منهم.
إن دخول هؤلاء المستشرقين بمقررات سابقة انطلاقا من إنكار الوحي جعلتهم يثيرون الشبهات حول كثير من الموضوعات كان منها المكي والمدني فتطاولوا على أسلوب القرآن الكريم ونظمه حين حاولوا التفريق بين الأسلوب المكي والمدني خدمة لأغراضهم فكان كلامهم جناية عليهم.
الرقم الأكاديمي:12113
وكان مما رأوا أن البيئة المكية أمية مغلقة فناسب ذلك قِصَر السور والآيات، أما البيئة المدنية فهي متحضّرة فناسب طولها، وهذا محل نظر، فمع وجود سور مكية قصيرة وسور مدنية طويلة إلا أن في المدني سوراً قصيرة وآياتها قصيرة كسورة الزلزلة، كما أنّ في المكي سوراً طويلة كالأنعام، مع عدم إنكار غلبة وصف القصر على المدني، والطول على المكي، لكن القصر والطول في الآيات والسور منوط بالموضوعات التي تعرضها، فالحديث عن الجنة والنار والزجر عن الشرك يناسبه القصر في حين أن الحديث عن التشريعات والغزوات ومحاجة أهل الكتاب يناسبه الطول.
ومما قالوه: إن أسلوب السور المكية فيه عنف وشدة وقسوة وحدّة مما يدل على تأثر النبي صلى الله عليه وسلم بالبيئة المكية وما يتصف به أهل مكة من غلظة وجهل وعناد، أما في المدنية فقد اختفى هذا الأسلوب لأن البيئة متحضرة.
ولا يخفى أن أسلوب القرآن المكي يتصف بالقوة لأن المخاطب جاحد معاند، فكان لابد من هذا الأسلوب التربوي فإن التربية تكون بالشدة أحيانا، ولم يقتصر على هذا الأسلوب بل فيه لين ودعوة إلى الصفح، وخلا خلواً تامّا من تشريع الجهاد والقتال، ولم تخلُ السور المدنية من التشنيع على اليهود والتحذير منهم.
كما يرون أن القرآن المكي كان خاليا من المعارف والعلوم العالية لتأثر محمد بالوسط الذي فيه فقد كان بمكة بين أميين، ولما حلّ بالمدينة بين أهل الكتاب المثقفين جاء بتلك المعارف والعلوم.
كان من متطلبات المرحلة المدنية مجيء التشريعات التي تنظم شؤون الدولة، وهو ما لم يكن في المرحلة المكية، مع أن القسم المكي لم يخلُ من تشريع الأحكام والعرض لها بطريقة إجمالية، فلقد وضعت السور المكية أصل مشروعية الزكاة ثم فصلت في السور المدنية، وتحدثت السور المكية عن الشورى قبل قيام الدولة.
وزعموا أن الأحرف المقطعة في فواتح السور لغو من الكلام من وضع كَتَبة محمد من اليهود ولها معانٍ، ويجاب عن هذا بأنه لم يكن للرسول صلى الله عليه وسلم كتبة منهم، ولم يُعرف عنهم الطعن في القرآن بمثل هذا، فيهود المدينة على مافيهم من حقد لم يصدر مثل هذا القول عن أحد منهم.
إن دخول هؤلاء المستشرقين بمقررات سابقة انطلاقا من إنكار الوحي جعلتهم يثيرون الشبهات حول كثير من الموضوعات كان منها المكي والمدني فتطاولوا على أسلوب القرآن الكريم ونظمه حين حاولوا التفريق بين الأسلوب المكي والمدني خدمة لأغراضهم فكان كلامهم جناية عليهم.
الرقم الأكاديمي:12113