جزاك الله خيرا أخي أحمد على هذ البحث
ومن خصائص القصص القرآني: التعبير عن المعنى الواحد بأساليب مختلفة وهو ما عبرت عنه حفظك الله بـ (التكرار) ولا شك أن هذا وجه من أوجه إعجاز القرآن البلاغية, وللشيخ رشيد رضا كلام جميل حول هذه المسألة يقول فيها:
" ولعل وجه التحدي بعشر سور مفتريات دون سورة واحدة ، هو إرادة نوع خاص من أنواع الإعجاز وهو الإتيان بالخبر الواحد بأساليب متعددة متساوية في البلاغة وإزالة شبهة تخطر بالبال ، بل بعض الناس أوردها على الإعجاز بالبلاغة والأسلوب ، وهي أن الجملة أو السورة المشتملة على القصة يمكن التعبير عنها في اللغة بعبارات مختلفة تؤدي المعنى ، ولا بد أن تكون عبارة منها ينتهي إليها حسن البيان ، مع السلامة من كل عيب لفظي أو معنوي يحل بالفهم أو التأثير المطلوب ، فمن سبق إلى هذه العبارة أعجز غيره عن الإتيان بمثلها ؛ لأن تأليف الكلام في اللغة لا يحتمل ذلك . ومن الأمثال التي وضحوا بها هذه الشبهة قوله تعالى : (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) قالوا إن هذه الجملة تحتمل بالتقديم والتأخير بضعة تراكيب أفصحها وأبلغها وأسلمها من الضعف والإبهام تركيب الآية ، ولكن القرآن عبر عن بعض المعاني وبعض القصص بعبارات مختلفة الأسلوب والنظم من مختصر ومطول ، والتحدي بمثله لا يظهر في قصة مخترعة مفتراة بل لا بد من التعدد الذي يظهر فيه التعبير عن المعنى الواحد والقصة الواحدة بأساليب مختلفة وتراكيب متعددة ، كما نرى في سورة فتحداهم بعشر سور مثله في هدايتها وبلاغتها وأسلوبها واشتمالها على الحكم والعبر والأسوة الحسنة المعينة على التربية والتهذيب كما هو شأن القرآن في قصصه ، كأنه يقول أدع لكم ما في سور القصص من الأخبار عن الغيب ، وأتحداكم أنتم وسائر الذين تستطيعون الاستعانة بهم على الإتيان بعشر سور مثل سور القرآن في قصصها ، مع السماح لكم بجعلها قصصا مفتراة من حيث موضوعها ، فإن جئتم به مثل سوره القصصية في سائر مزاياها اللفظية والمعنوية ، فأنا أعترف لكم بدحض حجتي عليكم"