ابتسام الجابري
New member
مفهوم الجسد في الخطاب القرآني
العالم الذي نعيشه اليوم غابت فيه بعض المفاهيم والحقائق والقيم ، وأصبح الناس فيه ما بين جاهل ضال. أو غافل مفرط أو مجرم سفيه أو صالح غريب .
ولكي ندرك المفاهيم والحقائق والقيم لابد من الرجوع للخالق العليم الحكيم ،فأي علمٍ نستغني به دون علمه .
ولابد منا جميعاً التسليم لحكمه وقوله وفصله ،إذا حققنا الإيمان به وحده ولم يكن إيماننا أو إسلامنا ادعاء أو صورة وهوية دون مصداقية.
ومما غاب من المفاهيم والقيم العفة والطهر وعبودية الجسد.
ومن هنا أحببت أن أكتب هذه الكلمات والتي هي بيان لمفهوم الجسد في (الخطاب القرآني ) والذي لابد أن يكون هو المرجع والأصل للفقه والفهم ومن ثم العمل.
وقد أغاظني كثيراً صور الابتذال المتكررة واستغلال الأجساد فيما لا يرضي الله وكأن هذا الجسد لا تكليف عليه .
ومفهوم الجسد بعيداً عن مفهوم القرآن كما صورته أفعال الأفراد أو صاغته المواثيق أو نصت عليه الفلسفات مفهوم باطلٌ أثيمٌ بل قمة الإجرام .
كيف يُعصى الإله بنعمته !؟ ويتجاهر الخلق بمعصيته !؟
أصبح مفهوم الجسد سبيلاً للغواية والإفساد في الأرض، وتوسع فيه الناس توسعاً لا أقول يندى له الجبين بل يتفطر له القلب .
بل من شدة السفه أن يَتهم عُباد الجسد غيرَهم من الصالحين بسوء جريرتهم ، ويستغل آخرون الجسد بالتعري وإشاعة الفاحشة.. في محاولة إسقاط الحضارات ، ويتباهى بذلك ويتحدى (أنى لهم).
ولنبدأ بمفهوم الجسد أولاً نقرر حقيقة وهي أن هذا الجسد سيُبعث ويحاسب ،بسمعه وبصره وجلده قال تعالى(وماكنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم وأبصاركم وجلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما كنتم تعملون) فصلت ٢٢ (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) الاسراء ٣٦ ولكن حقاً هو كما قال تعالى ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما كنتم تعملون ، فما تبجحهم بسوء استعمالهم لهذا الجسد إلا لذلك الظن والغفلة!؟ ولو أعد العبد لكل سؤال جواب ،و معذرة ً صادقة لم يُقبل على فعله !؟
ولكن تعرٍ وسوء فعل بهذا الجسد ثم جواب بعضهم ومعذرته في فعله هو مفهوم حرية الجسد...ونظرة التطور وتهمة درء التخلف والرجعية ورمي أهل الصلاح بالتفكر في الجنس ونحو ذلك من إجابات ومعاذير ، هلا تفكروا هل ستكون هي المخرج لهم من سؤال رب العالمين؟
ونعرج بعد ذلك إلى مفهوم حرية الجسد هل تعني : أَهلكْ نفسك ،انتحر إن شئت، هل هذا هو مفهومه القرآني !؟ ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) أياً كانت صورة الهلاك فجسدك أنت مسؤول عنه ،وهو خلق الله ،وأنت مأمور بصيانته ،وحفظه بكل صور الحفظ ،فلا مثلية ولا شذوذ ولا زنا ...
ونظرة نحو الجوارح : ليس لك أن تنظر بعينيك إلى ما حرم الله ولا أن تسمع بأذنيك ما حرم الله ولا أن توغر في صدرك ما حرم الله ،فغض البصر لازم والتهاون فيه بلغ مداه ،وكأن العين لا تسأل ، (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)(وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) واللحظات رائد الشهوة لمن فقه كلام الخالق، ولكن هناك من يُعالج إطلاقه لنظره معالجة باطلة ليسوِّغ لنفسه فعلُه .
وحفظ السمع عن الحرام ،والترفع عن مجالسة الخائضين المستهزئين بالله وشرعه وأهله ، لازم (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه )القصص ٥٥ ولاشك أن سماع الخائضين يُغيرً صفاء نفوس بعض الجاهلين والغافلين فيوقعهم في الضلال من حيث لا يعلمون.
وأما القلب ذاك العضو الذي في الجسد فمزيد العناية به ورعايته وتعاهده وسؤال الله ثباته وبصيرته وسلامته لا تكفيه سطوري وكلماتي ولعلي اكتفي بدعاء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام( ولا تخزني يوم يبعثون .يوم لا ينفع مال ولابنون .إلا من أتى الله بقلب سليم )الشعراء ٨٧-٨٩
ولا نكون كما قال تعالى في قومٍ (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها)الأعراف ١٧٩
وأخيراً أختم بأمر العري ونزع اللباس والذي متى وقع فَقَدَ العبد الحياء فاستمرى الفاحشة ،ولو تأملنا حديث القرآن عن العري، وكيف جُعل من تمام نعيم الجنة عدم العري في حين ذكر الخمر نعيماً (بغير صورته في الدنيا) ، وأما العري فليس نعيماً ولا بأي صورة ( إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى) طه ١١٨ بل ذكر اللباس وجماله وأنواعه في كثيرٍ من آياته وكيف هو لباس ضافٍ (عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلو أساور) الانسان٢١
العري فتنة وأي فتنة !؟ وصور استعمال بل إفساد أهل الباطل وتجاوزهم كل مقاييس العفة والطُهر والشرف في استعماله !؟ وتجاهل ذلك لا يبرر حقيقة ادعائهم بل من بالغ سفه بعضهم تجد في ردودهم وجدالهم ما يناقض معاذيرهم في قبول العري وتمريره كظاهرة أو تجمل أو حرية أو ليس له ارتباط بفعل الفواحش أو إشاعتها و و و وهو ما يظهر جلياً بعدُ في فعلهم وقولهم وصورتهم ونتائج غيهم وفسادهم .
قال تعالى (يا بني آدم لا يفتتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما..)الأعراف ٢٧-٢٨
ادعاء عدم الترابط بين الفتنة والعري باطل ،وهذا الجسد لامحالة محاسب .
فيا ليت عودة حميدة، لفقه المعاني والقيم وفق الكتاب والسنة
نسأل الله الهداية والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
العالم الذي نعيشه اليوم غابت فيه بعض المفاهيم والحقائق والقيم ، وأصبح الناس فيه ما بين جاهل ضال. أو غافل مفرط أو مجرم سفيه أو صالح غريب .
ولكي ندرك المفاهيم والحقائق والقيم لابد من الرجوع للخالق العليم الحكيم ،فأي علمٍ نستغني به دون علمه .
ولابد منا جميعاً التسليم لحكمه وقوله وفصله ،إذا حققنا الإيمان به وحده ولم يكن إيماننا أو إسلامنا ادعاء أو صورة وهوية دون مصداقية.
ومما غاب من المفاهيم والقيم العفة والطهر وعبودية الجسد.
ومن هنا أحببت أن أكتب هذه الكلمات والتي هي بيان لمفهوم الجسد في (الخطاب القرآني ) والذي لابد أن يكون هو المرجع والأصل للفقه والفهم ومن ثم العمل.
وقد أغاظني كثيراً صور الابتذال المتكررة واستغلال الأجساد فيما لا يرضي الله وكأن هذا الجسد لا تكليف عليه .
ومفهوم الجسد بعيداً عن مفهوم القرآن كما صورته أفعال الأفراد أو صاغته المواثيق أو نصت عليه الفلسفات مفهوم باطلٌ أثيمٌ بل قمة الإجرام .
كيف يُعصى الإله بنعمته !؟ ويتجاهر الخلق بمعصيته !؟
أصبح مفهوم الجسد سبيلاً للغواية والإفساد في الأرض، وتوسع فيه الناس توسعاً لا أقول يندى له الجبين بل يتفطر له القلب .
بل من شدة السفه أن يَتهم عُباد الجسد غيرَهم من الصالحين بسوء جريرتهم ، ويستغل آخرون الجسد بالتعري وإشاعة الفاحشة.. في محاولة إسقاط الحضارات ، ويتباهى بذلك ويتحدى (أنى لهم).
ولنبدأ بمفهوم الجسد أولاً نقرر حقيقة وهي أن هذا الجسد سيُبعث ويحاسب ،بسمعه وبصره وجلده قال تعالى(وماكنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم وأبصاركم وجلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما كنتم تعملون) فصلت ٢٢ (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) الاسراء ٣٦ ولكن حقاً هو كما قال تعالى ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما كنتم تعملون ، فما تبجحهم بسوء استعمالهم لهذا الجسد إلا لذلك الظن والغفلة!؟ ولو أعد العبد لكل سؤال جواب ،و معذرة ً صادقة لم يُقبل على فعله !؟
ولكن تعرٍ وسوء فعل بهذا الجسد ثم جواب بعضهم ومعذرته في فعله هو مفهوم حرية الجسد...ونظرة التطور وتهمة درء التخلف والرجعية ورمي أهل الصلاح بالتفكر في الجنس ونحو ذلك من إجابات ومعاذير ، هلا تفكروا هل ستكون هي المخرج لهم من سؤال رب العالمين؟
ونعرج بعد ذلك إلى مفهوم حرية الجسد هل تعني : أَهلكْ نفسك ،انتحر إن شئت، هل هذا هو مفهومه القرآني !؟ ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) أياً كانت صورة الهلاك فجسدك أنت مسؤول عنه ،وهو خلق الله ،وأنت مأمور بصيانته ،وحفظه بكل صور الحفظ ،فلا مثلية ولا شذوذ ولا زنا ...
ونظرة نحو الجوارح : ليس لك أن تنظر بعينيك إلى ما حرم الله ولا أن تسمع بأذنيك ما حرم الله ولا أن توغر في صدرك ما حرم الله ،فغض البصر لازم والتهاون فيه بلغ مداه ،وكأن العين لا تسأل ، (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)(وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) واللحظات رائد الشهوة لمن فقه كلام الخالق، ولكن هناك من يُعالج إطلاقه لنظره معالجة باطلة ليسوِّغ لنفسه فعلُه .
وحفظ السمع عن الحرام ،والترفع عن مجالسة الخائضين المستهزئين بالله وشرعه وأهله ، لازم (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه )القصص ٥٥ ولاشك أن سماع الخائضين يُغيرً صفاء نفوس بعض الجاهلين والغافلين فيوقعهم في الضلال من حيث لا يعلمون.
وأما القلب ذاك العضو الذي في الجسد فمزيد العناية به ورعايته وتعاهده وسؤال الله ثباته وبصيرته وسلامته لا تكفيه سطوري وكلماتي ولعلي اكتفي بدعاء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام( ولا تخزني يوم يبعثون .يوم لا ينفع مال ولابنون .إلا من أتى الله بقلب سليم )الشعراء ٨٧-٨٩
ولا نكون كما قال تعالى في قومٍ (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها)الأعراف ١٧٩
وأخيراً أختم بأمر العري ونزع اللباس والذي متى وقع فَقَدَ العبد الحياء فاستمرى الفاحشة ،ولو تأملنا حديث القرآن عن العري، وكيف جُعل من تمام نعيم الجنة عدم العري في حين ذكر الخمر نعيماً (بغير صورته في الدنيا) ، وأما العري فليس نعيماً ولا بأي صورة ( إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى) طه ١١٨ بل ذكر اللباس وجماله وأنواعه في كثيرٍ من آياته وكيف هو لباس ضافٍ (عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلو أساور) الانسان٢١
العري فتنة وأي فتنة !؟ وصور استعمال بل إفساد أهل الباطل وتجاوزهم كل مقاييس العفة والطُهر والشرف في استعماله !؟ وتجاهل ذلك لا يبرر حقيقة ادعائهم بل من بالغ سفه بعضهم تجد في ردودهم وجدالهم ما يناقض معاذيرهم في قبول العري وتمريره كظاهرة أو تجمل أو حرية أو ليس له ارتباط بفعل الفواحش أو إشاعتها و و و وهو ما يظهر جلياً بعدُ في فعلهم وقولهم وصورتهم ونتائج غيهم وفسادهم .
قال تعالى (يا بني آدم لا يفتتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما..)الأعراف ٢٧-٢٨
ادعاء عدم الترابط بين الفتنة والعري باطل ،وهذا الجسد لامحالة محاسب .
فيا ليت عودة حميدة، لفقه المعاني والقيم وفق الكتاب والسنة
نسأل الله الهداية والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه