سعد الحلبوسي
New member
- إنضم
- 19/05/2010
- المشاركات
- 8
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
المقدمـة
الحمد لله حمداً يبلّغني رضاه , والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى سائر أنبيائه و رسله , وآله الطيبين الطاهرين , وصحبه المخلصين , ومن اتّبع هداه إلى يوم الدين , وبعد :
فإذا كان كل عصر من العصور له سماته وخصائصه , فان المنهج العلمي هو السمة البارزة من سمات عصرنا الحاضر , ومن نعمة الله علينا – نحن المسلمين – في هذا العصر , أن تكثر الدراسات العلمية المتعلقة بآيات القران الكريم والسنة المطهرة في مجالات الحياة وبصورة عامة : طبية ...فلكية ...نباتية ...حيوانية .
ولا عجب في ذلك فإن القران الكريم يقوم على العلم , ولا تتناقض أية آية من آياته مع أية حقيقة علمية ثابتة , وهذا الجانب العلمي له أثر وبالغ الأهمية لدى مثقفي عصرنا الحاضر فقد أولوه من الاهتمام أعظمه , بعد تلك الفترات المظلمة التي كان المسلمون فيها مقلدين لكل ما جاء به الغرب من نظريات صحيحة أو غير صحيحة !!
و لا بد لنا أن نشير هنا إلى أن الإسلام طريق هداية جاء لإنقاذ البشرية الحائرة وهدايتها إلى سواء السبيل وهذا ما اعترف به كبار علماء الغرب وقديما قالوا : الفضل ما شهدت به الأعداء .
ومن هذا المنطلق ومن باب الدعوة إلى الله تعالى أولاً , ثم لشغفي الشديد منذ نعومة أظفاري إلى معرفة القضايا العلمية المتعلقة بالقران الكريم والسنة المطهرة ثانياً , عمدت إلى أن تكون لي بصمة بين طلبة العلم , فكتبت هذا الجهد المتواضع .
مفهوم الإعجاز العلمي وضوابط البحث فيه
أولاً: أهمية الإعجاز العلمي:
لما كان رسول الله r هو الرسول الخاتم كان لا بد أن تكون معجزته خالدة تفحم أهل كل عصر ومصر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وقد أشار ابن حجر إلى هذه الحقيقة المسلمة في شرحه لحديث الآيات المعجزة لكل نبي وهو قوله e (ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما على مثله آمن البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة) وقال ابن حجر رحمه الله: " ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة وخرقه للعادة في أسلوبه وفى بلاغته، وإخباره بالمغيبات فلا يمر عصر من الأعصار إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون يدل على صحة دعواه فعم نفعه من حضر ومن غاب، ومن وجد ومن سيوجد )[1].
ومعلوم أن أهل هذا الزمان لا تعنيهم أوجه الإعجاز البلاغية من الفصاحة والبلاغة، فهي لا تثيرهم ولا تبهرهم، ومن الصعب عليهم تذوق جماله اللغوي.
ولما ارتفعت أسهم العلم التجريبي والمكتشفات العلمية وأصبحت مصدر زهو العلماء وافتخارهم واعتزازهم، أظهر الله وجها من أوجه إعجاز كتابه الكريم على أيدي العلماء - من المسلمين ومن غير المسلمين- يتناسب مع ما يعنيهم ويبهرهم، ألا هو الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. ( وذلك الإعجاز هو السبق العلمي للقران الكريم الذي ذكر حقائق في الكون لم تكن البشرية تعلم عنها شيئا )[2] وهذه الحقائق تطورت بتطور الاكتشافات التي جاءت نتيجة للإشارات الواردة في القران , وبديهي أن يتباين موقف العلماء من تلك الإشارات بتباين الأفراد وخلفياتهم الثقافية وأزمانهم , وباتساع دائرة المعارف الإنسانية في مجال الدراسات الكونية[3] ولذلك نجد بعد فترة من الزمن وبعد تقدم أجهزة الكشف العلمي , وقوف العلماء على طرف من هذه الحقائق المفسرة للإشارات الكونية في القران وهذه الإشارات ذكرها القران الكريم , فذلك شاهد بان القران الكريم انزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض كما يشهد بان محمد r رسول من عند الله الذي أحاط علما بكل شئ .[4]
ثانياً: مفهوم الإعجاز العلمي:
ولقد شاع مصطلح الإعجاز العلمي في عصرنا،للدلالة على أوجه إعجاز القرآن والسنة التي كشفت عنها العلوم الكونية ونظراً لجدة البحث في حقل الإعجاز العلمي في القرآن - بالنسبة لغيره من حقول الدراسات القرآنية - فسوف نقدم في هذا البحث تأصيلاً لهذا العلم بغية إعانة المشتغلين في هذا الحقل على ارتياد آفاقه. ونبدأ بتعريف الإعجاز. الإعجاز لغة: مشتق من العجز. والعجز: الضعف أو عدم القدرة، وهو مصدر أعجز بمعنى الفوت والسبق[5]. والمعجزة في اصطلاح العلماء: أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم من المعارضة[6] . وعرف الزنداني الاعجاز فقال : ( انه اظهار صدق الرسل – عليهم الصلاة والسلام – باظهار امور على ايدبهم بعجز البشر عن معارضتها)[7] وإعجاز القرآن: يقصد به إعجاز القرآن للناس أن يأتوا بمثله. أي نسبة العجز إلى الناس بسبب عدم قدرتهم على الإتيان بمثله. ووصف الإعجاز هنا بأنه علمي نسبة إلى العلم. والعلم: هو إدراك الأشياء على حقائقها أو هو صفة ينكشف بها المطلوب انكشافاً تاماً[8] والمقصود بالعلم في هذا المقام: العلم التجريبي.
اذن فهو إخبار القرآن الكريم بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيراً وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول r
أو هو إبراز الحقائق القرآنية التي أشارت إلى الحقائق الكونية المتعلقة بالآفاق والأنفس، والتي جاء العلم الحديث موافقاً لها.
الفرق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي:
التفسير العلمي: هو الكشف عن معاني الآية في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية, فهو التفسير ( الذي يحكّم الاصطلاحات العلمية في عبارات القران , ويجتهد في استخراج مختلف العلوم والاراء الفلسفية منها )[9]
وقد عرف الدكتور صلاح الخالدي التفسير العلمي بقوله: ( هو النظر في الايات ذات المظامين العلمية , من الزاوية العلمية , وتفسيرها تفسيرا لاعلميا , وذلك بالاستعانة بالعلوم والمعارف والمكتشفات الجديدة في توسيع مدلولها وتقديم معناها )[10]
وعرفه الدكتور زغلول النجار : ( محاولة بشرية لحسن فهم دلالة الاية القرانية ان اصاب فيها المفسر فله اجران وان اخطا فله اجر واحد )[11]
وعرفه الدكتور عدنان زرزور : ( الاستناد الى حقائق العلم التجريبي – ونظرياته – في شرح ايات الطبيعة والانسان – ادم وبنية – والتي وردة في القران الكريم في سياقات شتى , ومواضع متعددة )[12]
والاعجاز العلمي : هو بذل الجهد واستفراغ الوسع لفهم الآيات المتعلق بالآفاق والأنفس من خلال ( إخبار القران الكريم أو السنة النبوية بحقيقة اثبتها العلم التجريبي , وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول r )[13]
وعرف الزنداني الإعجاز العلمي بقوله : ( ويمكننا ان نعرّف الإعجاز العلمي في القران والسنة بأنه : إظهار صدق الرسول محمد r بما حمله الوحي اليه كم علم الهي , ثبت تحققه , ويعجز البشر عن نسبته إلى محمد r أو إلى أي مصدر بشري في عصره )[14]
وعرفه الدكتور زغلول النجار : ( يقصد به سبق هذا الكتاب العزيز بالاشاره الى عدد من حقائق الكون وظواهره التي لم تتمكن العلوم المكتسبة من الوصول الى فهم شئ منها الا بعد قرون متطاولة من تنزل القران الكريم)[15]
وعرفه الدكتور صلاح الخالدي : ( ان نعتبر تلك المضامين والابعاد والاشارات والحقائق العلمية لتلك الايات , وجها من وجوه الاعجاز القراني ونسميه الاعجاز العلمي ونضيفه الى وجوه الاعجاز الاخرى )[16]
اذن فالاعجاز العلمي محاولة لفهم الاشارات العلمية في القران الكريم ( واعجازه العلمي ليس في اشتماله على النظريات العلمية التي تتجدد وتتبدل وتكون ثمره للجهد البشري في البحث والنظر , وانما في حثه على التفكير , فهو يحث الانسان على النظر في الكون وتدبره , ولا يشل حركة العقل في تفكيره , او يحول بينه وبين الاستزاده من العلوم ما استطاع الى ذلك سبيلا . وليس ثمة كتاب من كتب الأديان السابقة يكفل هذا بمثل ما يكفله القران )[17]
الفرق بينهما: أن الإعجاز العلمي قطعي الدلالة، بينما التفسير العلمي ظني الدلالة.
ثالثا : أوجه الإعجاز العلمي :
للإعجاز العلمي في القران والسنة أوجه من أهمها :
1. التوافق الدقيق بين ما في الكتاب والسنة , وما اكتشفه علماء الكون من حقائق وأسرار كونية لم يكن في إمكان بشر أن يعرفها وقت نزول القران .
2. تصحيح الكتاب والسنة لما شاع بين البشرية في أجيالها المختلفة من أفكار باطلة حول أسرار الخلق .
3. إذا جمعت نصوص الكتاب والسنة الصحيحة المتعلقة بالكون وجدت بعضها يكمل الأخر , فتتجلى بها الحقيقة , مع أنَّ هذه النصوص نزلت مفرقة في الزمن , وفي مواضعها من الكتاب الكريم , وهذا لا يكون الا من عند الله الذي يعلم السر في السماوات والارض .
4. سن التشريعات الحكيمة , التي قد تخفى حكمتها على الناس وقت نزول القران , وتكشفها ابحاث العلماء في شتى المجالات .
5. عدم الصدام بين نصوص الوحي القاطعة التي تصف الكون واسراره – على كثرتها – والحقائق العلمية المكتشفة – على وفرتها – مع وجود الصدام الكثير بين ما يقوله علماء الكون من نظريات تتبدل مع تقدم الاكتشافات , ووجود الصدام بين العلم , وما قررته سائر الاديان المحرفة والمبدلة .[18]
رابعا : مبررات الاهتمام بقضية الاعجاز العلمي في القران الكريم :
1. ان القران الكريم الكريم انزل الينا لنفهمه , والايات الكونية فيه لايمكن فهمها فهما صحيحا في اطار اللغة وحدها – على اهمية ذلك وضرورته – انطلاقا من شمول الدلات القرانية ومن كلية المعرفة التي لا تتجزأ .
2. ان الدعوة بالاعجاز العلمي لكل من القران الكريم والسنة النبوية المطهرة اصبحت هي الوسيلة المناسبة لاهل عصرنا – عصر العلم والتقنية – الذي فتن الناس فيه بالعلم ومعطاته فتنة كبيرة . وفي ضل هذا التقدم العلمي والتقني المذهل نبذ اغلب اهل الارض الدين وراء ظهورهم ونسوه وانكروا الخلق والخالق , كما انكروا البعث والحساب والجنة والنار وغير ذلك من الغيبيات , وعلى ذلك فلم يبق امام اهل عصرنا من وسيلة مقنعة بالدين الاسلامي الحنيف قدر اقناع الاعجاز العلمي في كتاب الله وفي سنة خاتم انبيائه ورسله .
3. ان كلا من الاسلام والمسلمين يتعرض اليوم لهجوم شرس في جميع وسائل الاعلام بغير حق والقائمون على تلك الوسائل من غلاة الغرب الذين ينكرون سماوية الاسلام , وربانية القران الكريم , ونبوة خاتم المرسلين r او ينكرون الدين كلية في وقاحة وبجاحة سافرة . واهم الوسائل وانجعها للرد على هذا الهجوم هو اثبات الاعجاز العلمي لكتاب الله وسنة رسوله r بالكلمة الطيبة والخحة الواضحة البالغة والمنطق السوي .
4. ان العالم اليوم يتحرك باتجاه كارثة كبرى , وقودها تطور علمي وتقني مذهل , يطغى اصحابة ويغريهم بافناء وابادة غيرهم في غيبة الوعي الديني الصحيح والالتزام الاخلاقي والسلوكي اللذين يرعيان حق الله وحقوق الاخوة الانسانية حق رعايتها . والمخرج من ذلك هو الدعوة الى الدين الحق ومن اوضح وسائل الدعوة اليه هو ما في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله r من اعجاز علمي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار يقنع المنبهرين بالعلم ومعطياته في زمن تفجر المعارف العلمية الذي نعيشه كما لم يقنعهم اسلوب اخر .
5. ان في اثارة قضية الاعجاز العلمي لكل من القران الكريم والسنة النبوية استنهاضا لعقول المسلمين واستثارة للتفكير الابداعي فيها وتشجيعا بقضية العلوم والتقنية التي تخلفت فيها الامة تخلفا كبيرا , فاخذت الهوة تزداد بيننا وبين الغرب يوما بعد يوم .[19]
خامسا: الآيات التي أشارت إلى الإعجاز العلمي:
حثَّ القران الكريم في كثير من آياته الناس على النظر والتدبر , وأمرهم بالنظر في هذا الكون وما فيه من آيات بينه , وبان يقودهم هذا النظر إلى الإيمان بالله سبحانه وتوحيده وعبادته من خلال عدة آيات يمكن اعتبارها أساساً وأصلاً للإعجاز العلمي:
منها قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) فصلت53، وكانَّ القران يدعونا الى الاكتشاف العلمي والوصول الى العلم التجريبي الذي بدأه المسلمون في الحضارة الإسلامية , ثم أخذه الغربيون عن المسلمين , واستخدموه بتوسع , وكأنه أساس الثورة العلمية التي نعيشها .[20]
ومنها قوله تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) النمل93 ( وصدق الله . ففي كل يوم يري عباده بعض آياته في الأنفس والآفاق ويكشف لهم عن بعض أسرار هذا الكون الحافل بالأسرار ... وفي أنفسهم اثر الإيقاع العميق " وما ربك بغافل عما تعملون" )[21]
ومنها قوله تعالى: (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ )(ص 87-88) .
ومنها قوله تعالى: (لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ )الأنعام67،
سادساً: ثمرات الإعجاز العلمي
1. الأثر البالغ الذي تتركه في قلوب المسلمين، والذي يترجم بزيادة اليقين عندهم لدى رؤيتهم هذه الحقائق الباهرة؛ لأنها وردت على لســان النبي الأمي محمد r وهكذا فإنها خير مشجع للتمسك بالقرآن والسنة والاهتداء بهما.
2. الرد العلمي الدامغ على الأفكار التشكيكية بصحة الرسالة المحمدية؛ حيث إن عرض تلك الحقائق التي أخبر عنها نبي أمي في زمن لا يوجد فيه تقدم علمي كما أنه لا توجد في المجتمع وكذا البيئة التي عاش فيها أي أثرة من علم في تلك الميادين الكونية؛ ولذلك فهذا الإعجاز يعتبر مجالاً خصباً لإقناع المنصفين من العلماء بربانية القرآن الكريم وصدق رسول الله r
3. الرد العملي المقترن بالبرهان الساطع على أن الدين الإسلامي هو دين العلم حقاً؛ حيث لم يستطع أحد إلى الآن أن يثبت وجود تعارض أية دلالة كونية واردة في القرآن الكريم مع ما استقر من الحقائق العلمية اليوم، بل على العكس كم من القضايا العلمية التي صححها القرآن لعلماء العلم التجريبي ثبت مصداقيتها .
4. إن الإعجاز العلمي يعتبر خير مشجع لهمم المسلمين كي يساهموا بنشاط في خدمة العلم التجريبي - بحثاً واسكتشافاً- مسترشدين بالإشارات العلمية الواردة في القرآن الكريم.
5. كما أن هذا الإعجاز العلمي يعتبر من أنجع الوسائل للدعوة إلى الله في الأوساط العلمية، والذي يتتبع أسباب دخول كثير من الناس في الإسلام - ممن كانوا نصارى أو بوذيين أو يهود ـ يجد بحق أن فريقاً منهم قد ابتدأ سيره إلى الحق؛ والذي انتهى به لإعلان شهادة الحق؛ من خلال معاينة لطائف الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
6. يساعد الإعجاز العلمي كثيراً من الشاردين عن الإسلام والغافلين عن عظمته في الرجوع إلى دينهم والاعتزاز بالانتساب إليه، حيث يرون العلماء من غير المسلمين يسلمون؛ بسبب اطلاعهم على عظمة القرآن وتوافقه مع الحقائق الكونية في الآفاق والأنفس.
سابعا: الإعجاز العلمي بين المجيزين والمانعين[22]:
ينقسم العلماء في هذا الموضوع إلى فريقين فريق: يجيزه ويدعو إليه ويرى فيه فتحاً جديداً وتجديداً في طريق الدعوة إلى الله وهداية الناس إلى دين الله. وفريق: يرى في هذا اللون من التفسير خروجاً بالقرآن عن الهدف الذي أنزل القرآن من أجله، وإقحاماً له في مجال متروك للعقل البشرى يجرب فيه ويصيب ويخطئ. واليك رأى الفريقين وحججهم باختصار:
المجيزون للإعجاز العلمي:
أما مجيزوا الإعجاز العلمي وهم الكثرة فيمثلهم الأمام محمد عبده، وتلميذه الشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ محمد أبو زهرة ومحدث المغرب أبو الفيض أحمد بن صديق الغمارى، ونستطيع أن نعد منهم الشيخ محمد الأمين الشنقيطى، صاحب أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن. وهؤلاء الذين يتبنون التفسير العلمي للقرآن يضعون له شروطاً تسد الباب أمام الأدعياء الذين يتخرصون في تفسير القرآن بغير علم، ومن هذه الشروط:
1- ضرورة التقيد بما تدل عليه اللغة العربية فلابد من:
· أن تراعى معاني المفردات كما كانت في اللغة إبان نزول الوحي.
· أن تراعى القواعد النحوية ودلالاتها.
· أن تراعى القواعد البلاغية و دلالاتها. خصوصاً (( قاعدة أن لا يخرج اللفظ من الحقيقة إلى المجاز إلا بقرينة كافية )).
2- البعد عن التأويل في بيان إعجاز القرآن العلمي
3- أن لا تجعل حقائق القرآن موضع نظر، بل تجعل هي الأصل: فما وافقها قبل وما عارضها رفض.
4- أن لا يفسر القرآن إلا باليقين الثابت من العلم لا بالفروض والنظريات التي لا تزال موضع فحص وتمحيص، أما الحدسيات والظنيات فلا يجوز أن يفسر بها القرآن، لأنها عرضة للتصحيح والتعديل – إن لم تكن للإبطال – في أي وقت.
المانعون من الإعجاز العلمي:
أما المانعون من الإعجاز العلمي فيمثلهم في هذا العصر شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمـود شلتوت والأستاذ سيد قطب، ود. محمـد حسين الذهبي. وحجتهم في المنع، يقولون:
1. إن القرآن كتاب هداية، وإن الله لم ينزله ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم، ودقائق الفنون، وأنواع المعارف.
2. إن التفسير العلمي للقرآن يعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان، والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأي الأخير.
3. إن التفسير العلمي للقرآن يحمل أصحابه والمغرمين به على التأويل المتكلف الذي يتنافى مع مناهج التفسير المقبولة والمعتمدة.
4. ثم يقولون: أن هناك دليلاً واضحاً من القرآن على أن القرآن ليس كتاباً يريد الله به شرح حقائق الكون، وهذا الدليل هو ما روى عن معاذ أنه قال: " يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة فما بال الهلال يبدو دقيقاً ثم يزيد حتى يستوي ويستدير، ثم ينقص حتى يعود كما كان فأنزل الله هذه الآية:( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) [البقرة 189]. أي أن الله لم يرد عليهم ردا علمياً بل رد عليهم ردا شرعياً ببيان الهدف منها
ولكن هل تكفى هذه الحجج لرفض التفسير العلمي ؟؟:
إن كون القرآن الكريم كتاب هداية لا يمنع أن ترد فيه إشارات علمية يوضحها التعمق في العلم الحديث، فقد تحدث القرآن عن السماء والأرض، والشمس والقمر، والليل والنهار، وسائر الظواهر الكونية، كما تحدث عن الإنسان، والحيوان والنبات، ولم يكن هذا الحديث المستفيض منافياً لكون القرآن كتاب هداية، بل كان حديثه هذا أحد الطرق التي سلكها لهداية الناس.
أما تعليق الحقائق التي يذكرها القرآن بالفروض العلمية فهو أمر مرفوض وأول من رفضه هم المتحمسون للتفسير العلمي للقرآن.
أما أن هذا اللون من التفسير يتضمن التأويل المستمر، والتمحل، والتكلف فإن التأويل بلا داع مرفوض. وقد اشترط القائلون بالتفسير العلمي للقرآن شروطاً من بينها أن لا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا إذا قامت القرائن الواضحة التي تمنع من إرادة الحقيقة.
وأما الاستدلال بما ورد في سبب نزول الآية (يسألونك عن الأهلة) فهو بحاجة إلى أن يثبت وإلا فهو معارض بما رواه الطبرى في تفسيره عن قتادة في هذه الآية قال: سألوا النبي لم جعلت هذه الأهلة؟ فأنزل الله فيها ما تسمعون (هي مواقيت للناس والحج ) فجعلها لصوم المسلمين ولإفطارهم ولمناسكهم وحجهم ولعدة نسائهم ومحل دينهم في
أشياء والله أعلم بما يصلح خلقه ". وروى عن الربيع وابن جريج مثل ذلك. ففي هذه الروايات التي ساقها الطبرى: السؤال هو: لم جعلت هذه الأهلة ؟ وليس السؤال ما بال الهلال يبدو دقيقاً ثم يزيد حتى يستوي ويستدير ثم ينقص. ولذلك فإنه لا دليل في الآية على إبعاد التفسير العلمي.
الخلاصة: إن التفسير العلمي للقرآن:
مرفوض إذا اعتمد على النظريات العلمية التي لم تثبت ولم تصبح حقيقة
ومرفوض إذا خرج بالقرآن عن لغته العربية.
ومرفوض إذا صدر عن خلفية تعتمد العلم أصلاً وتجعل القرآن تابعاً.
ومرفوض إذا خالف ما دل عليه القرآن في موضع أخر أو في صحيح السنة.
وهو مقبول بعد ذلك إذا التزم القواعد المعروفة في أصول التفسير من الالتزام بما تفرضه حدود اللغة، وحدود الشريعة والتحري والاحتياط الذي يلزم كل ناظر في كتاب الله.
ومقبول - أخيراً- ممن رزقه الله علماً بالقرآن وعلماً بالسنن الكونية لا من كل من هب ودب، فكتاب الله أعظم وأجل من أن يكون ذلك.
ثامنا: ضوابط الإعجاز العلمي
إن موضوع الإعجاز العلمي محفوف بالمخاطر لوترك الحبل فيه على الغارب، ليتحدث فيه من شاء بما يشاء، وقد ينقلب على أصحابه؛ خاصة أن بعض الدراسات انطلقت من غير ضوابط، يقودها الحماس فكان لا بد من ضوابط، تكبح جماح الفكر والخيال والسعي وراء النظريات والفرضيات، وهي كثيرة، ومنها:
أولاً : حسن فهم النص القراني الكريم وفق دلالات الالفاظ في اللغة العربية , ووفق قواعد تلك اللغة واساليب التعبير فيها , وذلك لان القران الكريم قد انزل بلسان عربي مبين . على ان لا يخرج باللفظ من الحقيقة الى المجاز الا بقرينة كافية , وعند الضرورة القصوى , ومن هنا فلا يمكن اثبات الاعجاز العلمي بتاويل النص القراني .
ثانياً : فهم اسباب النزول والناسخ والمنسوخ – ان وجد – وفهم الفرق بين العام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمفصل من ايات هذا الكتاب الحكيم .
ثالثاً : فهم الماثور من تفسير المصطفى r والرجوع الى اقوال المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم الى الزمن الحاظر .
رابعاً : جمع القراءات الصحيحة المتعلقة بالاية القرانية الكريمة ان وجدت .
خامسا : جمع النصوص القرانية المتعلقة بالموضوع القراني الواحد ورد بعضها الى بعض , بمعنى فهم دلالة كل منها في ضوء الاخر , لان القران الكريم يفسر بعضه بعضا , كما يفسر الصحيح من اقوال رسول الله r ولذلك كان من الواجب توظيف الصحيح من الاحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بموضوع الاية المتعامل معها كلما توافر ذلك .
سادساً : مراعاة السياق القراني للاية المتعلقة باحدى القضايا الكونية دون اجتزاء للنص عما قبله وعما بعده , مع التسليم بان من طبيعة القران الكريم ايراد العديد من الحقائق المتتابعة والتي قد لاتكون بالضرورة مرتبطة ببعضها البعض كما هو الحال في ايات القسم المتعددة باكثر من امر من الامور .
سابعاً : مراعاة قاعدة : ان العبرة هي بعموم اللفظ لا بخصوص السبب , والاقتصار على القضية الواحدة في المقام الواحد , دون تكديس للايات المستشهد بها حتى يتضح جانب الاعجاز العلمي في كل منها .
ثامنا : عدم التكلف ومحاولة لي اعتاق الايات من اجل موافقتها للحقيقة العلمية , وذلك لان القران الكريم اعز علينا واكرم من ذلك , لانه كلام الله الخالق وعلم الخالق بخلقة هو الحق المطلق , الكامل الشامل , المحيط بكل علم اخر , وهو العلم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
تاسعاً : الحرص على عدم الدخول في التفاصيل العلمية الدقيقة التي لا تخدم قضية الاعجاز العلمي للاية او الايات القرانية الكريمة من مثل المعادلات الرياضية المعقدة , والرموز الكيميائية الدقيقة الا في اضيق الحدود للازمة لاثبات وجه الاعجاز .
عاشراً: عدم الخوض في القضايا الغيبية غيبة مطلقة كالذات الالهية , والروح , والملائكة , والجن , وحياة البرزخ , والقبر , قيام الساعة , والبعث , والحساب , والميزان , والصراط , والجنة , والنار وغيرها , والتسليم بالنصوص الواردة فيها تسليما كاملا انطلاقا من الايمان بكتاب الله وسنة رسوله , ويقينا راسخا بعجز الانسان عن الوصول الى مثل هذه الغيبيات المطلقة .
حادي عشر: التاكيد على ان الاخرة لها من السنن والقوانين ما يغاير سنن الدنيا مغايرة كاملة , وانها لا تحتاج هذه السنن الدنيوية الرتيبة , فهي كما وصفها ربنا تبارك وتعالى امر فجائي منه ( كن فيكون) وصدق الله العظيم اذا يقول : (يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (لأعراف:187)
وعلى الرغم من ذلك فان الله سبحانه وتعالى من رحمته بنا قد ابقى لنا في صخور الارض , وفي صفحة السماء اعداد كثيرة من الشواهد الحسية التب تقطع بضرورة فناء الكون وبحتمية الاخرة , وان الاشارة الى تلك الشواهد الكونية لا يمكن ان تفسر بمحاولة التعرف على موعد الاخرة , لان الاخرة من الغيبيات المطلقة التي لا يعلمها الا الله , ولانها لن تتم من السنن الكونية المشاهدة في هذه الحياة .
ثاني عشر: توظيف الحقائق العلمية القاطعة في الاستشهاد على الاعجاز العلمي للاية او الايات القرانية الواردة في الموضوع الواحد او في عدد من الموضوعات المتكاملة , وذلك في جميع الايات الكونية الواردة في كتاب الله فيما عدا قضايا الخلق والافناء , والبعث , والتي يمكن فيها نوظيف الاية او الايات لبقرانية الكريمة , للارتقاء باحدى النظريات المطروحة الى مقام الحقيقة مع التاكيد على ان الحقيقة العلمية لا تبطل مع الزمن , ولكنها قد تزداد تفصيلا وتوضيحا باجتهاد العلماء جيلا بعد جيل , وان المعرفة العلمية اذا وصلت الى مستوى الحقيقة فهي لا تتغير لكنها قد تزداد ايضاحا مع الزمن , وذلك لان حقائق العلوم المكتسبة جزئية , لانها تعبر عن جزئية محددة , ومن طبيعة العلوم المكتسبة النمو المطرد مع استمرار مجاهدة العلماء في توضيح ما سبقت معرفته من حقائق دون الغائها .
ثالث عشر: ضرورة التمييز بين المحقق لدلالة النص القراني والناقل له مع مراعاة التخصص الدقيق في مراحل اثبات وجه الاعجاز العلمي في الاية القرانية الكريمة , لان هذا مجال تخصصي على اعلى مراحل التخصص لا يجوز ان يخوض فيه كل خائض , كما لا يمكن لفرد واحد ان يغطي كل جوانب الاعجاز العلمي في اكثر من الف اية قرانية صريحة بالاضافة الى ايات اخرى عديدة تقترب دلالتها من الصراحة , خاصة ان هذه الاية تغطي مساحة هائلة من العلوم المكتسبة التي تمتد من علم الاجنة الى علم الفلك وما بينها من مختلف مجالات العلوم والمعارف الانسانية , الا اذا ردت كل قضية الى محققها من المتخصصين بوضوح واثبات كاملين .
رابع عشر: التاكيد على ان ما توصل اليه المحقق العلمي في فهم دلالة الاية الكريمة ليس منهى الفهم لها , لان القران الكريم لاتنتهي عجائبة ولا بخلق على كثرة الرد .
خامس عشر: اليقين بان النص القراني الكريم قد ينطبق على حقيقة علمية ثايته , لكن ذلك لن ينفي مجازا مقصودا , كما ان الاية القرانية الكريمة قد تاتي في مقام التشبيه او المجاز وتبقى صياغة الاية دقيقة دقة فائقة من الناحية العلمية وان لم تكن تلك الناحية العلمية مقصودة لذاتها , لان كلام الله الخالق هو الحق المطلق الذي لا ياتية الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
سادس عشر : الاخذ في الاعتبار امكانية الانطلاق من الاية القرانية الكريمة للوصول الى حقيقة كونية لم يتوصل العلم المكتسب الى شئ منها يعد , , وذلك انطلاقا من الايمان الكامل بان القران الكريم هو كلام الله الخالق في صفائه الرباني اشراقاته النورانية , وانه كلام حق مطلق , ولو وعى المسلمون هذه الحقيقة لسبقوا غيرهم من الامم في الوصول الى العديد من حقائق الوجود , وعلى الرغم من هذا التاخير فلا يزال الباب مفتوحا ليتسابق اليه المتسابقون من اهل العلم في هذا المجال .
سابع عشر : عدم التقليل من جهود العلماء السابقين في محاولاتهم المخلصة لفهم دلالة تلك الايات الكونية في حدود المعلومات التي كانت متاحة لهم في زمانهم , وذلك لان الاية الكونية الواردة في كتاب الله تتسع دلالتها مع اتساع دائرة المعرفة الانسانية في تكامل لا يعرف التضاد حتى يضل القران الكريم مهيمنا على المعارف الانسانية مهما اتسعت دوائرها , وهذا من اعظم جوانب الاعجاز في كتاب الله .
ثامن عشر : ضرورة التفريق بين قضية الاعجاز العلمي والتفسير العلمي , فالاعجاز العلمي يقصد به اثبات سبق القران الكريم بالاشارة الى حقيقة من الحقائق الكونية او تفسير ظاهرة من ظواهره قبل وصول العلم المكتسب اليها بعدد متطاول من القرون , وفي زمن لم يكن لاي من البشر امكانية الوصول الى تلك الحقيقة عن طريق العلوم المكتسبة ابدا . واما التفسير فهو محاولو بشرية لحسن فهم دلالة الاية القرانية ان اصاب فيها المفسر فله اجران وان اخطا فله اجر واحد , والمعول عليه في ذلك هو نيته . وهنا يجب التاكيد على ان الخطا في التفسير ينسحب على المفسر , ولا يمس جلال القران الكريم , وانطلاقا من ذلك فلابد من الحرص على توظيف الحقائق العلمية القاطعة والتي لا رجعة فيها في كل من القضيتين .
ولكن لما كانت العلوم المكتسبة لم تصل بعد الى الحقيقة في كثير من الامور فلا حرج من توظيف النظريات السائدة المقبولة المنطقية في التفسير العلمي للقران الكريم , اما الاعجاز العلمي للقران الكريم فلا يجوز ان يوظف فيه الا القطعي الثابت من الحقائق العلمية التي لا رجعت فيها وذلك في جميع الايات الوصفية .
تاسع عشر : اليقين في صحة كل ما جاء في القران الكريم , لانه كلام الله الخالق , المحفوظ بحفظ الله على مدى الزمان والى ان يشاء الله والمحفوظ في نفس لغة وحيه – اللغة العربية – فلا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وعلى ذلك فلا يمكن لحقيقة كونية ان تصطدم بنص قراني ابدا , فاذا حدث وبدا شئ من ذلك فلا بد من وجود خلل ما , اما في صياغة الحقيقة العلمية او في فهم الدارسين للنص القراني الكريم .
عشرون : يجب تحري الدقة المتناهية في التعامل مع القران الكريم واخلاص النية في ذلك والتجرد له من كل غاية شخصية او مكاسب مادية .[23]
[1] فتح البارى لابن حجر: 9/7
[2] توحيد الخالق . الشيخ عبد المجيد عزيز الزنداني , دار السلام للطباعة والنشر والتزيع , ط 4 – 1998 . 94.
[3] ينظر : قضية الاعجاز العلمي للقران وضوابط التعامل معها . الدكتور زغلول النجار , نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع , ط اولى – 2006 . ص 13 .
[4] بنظر : توحيد الخالق . 94 .
[5] ينظر : انظر لسان العرب لابن منظور مادة عجز 5/370 والمفردات للراغب الأصفهانى
[6] ينظر معنى ذلك في تفسير القرطبى 1/96وفتح البارى 6/581
[7] مجلة المسلمون . السنة الاولى . عدد : 40 تاريخ 26 صفر 1406 الموافق 9 نوفمبر 1985 .
[8] لسان العرب , لابن منظر ( مادة عجز) 5/370 ط بيروت . الراغب الأصفهانى: المفردات ص 343 والشوكانى:إرشاد الفحول ص4
[9] التفسير والمفسرون , الدكتور محمد حسين الذهبي , مكتبة مصعب بن عمير الاسلامية ط 2004 . 2/ 180 .
[10] البيان في اعجاز القران , الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي , دار عمار , ط 3 – 1992 . ص 266 .
[11] السماء في القران , الدكتور زغلول النجار , دار المعرفة , بيروت – لبنان , ط الثالثة 2005 . ص 72 .
[12] مدخل الى تفسير القران وعلومه , عدنان محمد زرزور , دار الفلم دمشق , ط 2 – 1998 . ص 231 .
[13] الاعجاز العلمي في القران والسنة . نايف منير فارس , دار ابن حزم , ط اولى – 2006 : ص 10 .
[14] مجلة المسلمون . العدد 40 .
[15] قضية الاعجاز العلمي للقران وضوابط التعامل معها .ص 86 , وكذا : السماء في القران : 72 .
[16] البيان في اعجاز القران : 267 .
[17] مباحث في علوم القران , مناع القطان , مؤسسة الرسالة , الطبعة الخامسة والثلاثون – 1998 : ص 247 .
[18] ايات الله في الافاق . الدكتور محمد راتب النابلسي , دار المكتبي ط 2 – 2005 : ص 26 – 27 . وكذا : البيان في اعجاز القران : ص 262 .
[19] ينظر : قضية الاعجاز العلمي للقران الكريم وضوابط التعامل معها : 99- 103 بتصرف شديد .
[20] ينظر : البيان في اعجاز القران : 263 .
[21] ينظر : في ظلال القران . سيد قطب , دار الشروق , الطبعة الخامسة والثلاثون – 2005 : 5/ 2670 .
[22] ينظر : اتجاهات التفسير في العصر الحديث . د. عبد المجيد عبد السلام المحتسب , 295 . وكذا : تفسير الايات الكونية . د.عبدالله شحاته, دار الاعتصام , ط اولى - 1980 : 7- 8 . وكذا قضية الاعجاز العلمي للقران وضوابط التعامل معها . أ.د. زغلول النجار : 27- 70 , وكذا مجلة الاعجاز العلمي , العدد الاول بعنوان ( الاعجاز العلمي تاصيلا ومنهجا) للدكتور عبدالله المصلح .
[23] ينظر : قضية الاعجاز العلمي زضوابط التعامل معها : 91 – 97 . وكذا : مباحث في اعجاز القران , أ.د. مصطفى مسلم , دار القلم – دمشق , الطبعة الثالثة – 2005 : ص 160 – 164 . وكذا : البيان في اعجاز القران : ص 272 – 273 . وكذا : السماء في القران : ص 68 – 74 .