ناصر عبد الغفور
Member
بسم الله الرحمن الرحيم:
مفردات القرآن -1-
المقصود هنا بمفردات القرآن الكريم ما يتعلق بخصائص و ميزات بعض الآيات من كون بعضها أخوف آية أو أرجى آية أو أشد آية أو أحكم آية أو أعظم آية أو أعدل آية أو أجمع آية..
لكن قد يقصد بمفردات القرآن الألفاظ الغريبة فيه، و هذا صنيع الراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى صاحب أشهر كتاب في الغريب و قد اشتهر باسم المفردات.
قال محمد بن عبد العظيم الزرقاني في مقدمة كتابه مناهل العرفان:"..فمن يكتب في غريب القرآن مثلا يذكر كل مفردة من مفردات القرآن التي فيها غرابة و إيهام".
و قال محمد حسين الذهبي في كتابه:" التفسير و المفسرون:" فمن مفردات القرآن ما خفي معناه على بعض الصحابة و لا ضير في هذا فإن اللغة لا يحيط بها إلا معصوم..".
لكن الغالب أنه عندما يراد المفردات الغريبة في القرآن يعبر عنها بغريب القرآن كما فعل الإمام السيوطي رحمه الله تعالى فقد عقد الباب السادس و الثلاثين: معرفة غريبه، و كذلك الإمام الزركشي حيث عقد باب في برهانه بنفس الاسم.كما أن الاسم الكامل لكتاب الراغب -كما هو معلوم-: "المفردات في غريب القرآن".
أما إذا ذكر باب"مفردات القرآن" فالمقصود: ما ورد من الآثار عن السلف الصالح رضوان الله عليهم فيما يتعلق بخصائص بعض الآيات كما سبق، و هذا صنيع الإمام السيوطي حيث قال في فهرس الإتقان:" الرابع و السبعون: مفردات القرآن"، ففرق بين الغريب و المفردات عاقدا لكل منهما بابا خاصا به، و نفس الشيء فعل قبل ذلك في كتابه "التحبير في علوم التفسير" حيث عقد الباب التاسع و الثلاثين للغريب و الباب السادس و الثمانين للمفردات. أما الإمام بدر الدين الزركشي فقد ذكر طرفا من ذلك تحت باب سماه:"هل في القرآن شيء أفضل من شيء".
و من الآثار المعتمدة في باب مفردات القرآن ما رواه الإمام عبد الرزاق رحمه الله تعالى في تفسيره و الثعالبي فيى" الجواهر الحسان في تفسير القرآن" و ذكره ابن الجوزي في صفوة الصفوة، عن الشعبي قال:" ذكروا أن عمر بن الخطاب لقي ركبا في سفر له فيهم عبد الله بن مسعود، فأمر عمر رجلا يناديهم: من أين القوم؟ فأجابه عبد الله: أقبلنا من الفج العميق، فقال عمر: أين تريدون؟ فقال عبد الله: البيت العتيق، فقال عمر: إن فيهم عالما و أمر الرجل فناداهم: أي القرآن أعظم؟ فأجابه عبد الله:" الله لا إله إلا هو الحي القيوم" حتى ختم الآية، قال: نادهم أي القرآن أحكم؟ فقال ابن مسعود:" إن الله يأمر بالعدل و الإحسان.."الآية، فقال عمر: نادهم أي القرآن أجمع؟ فقال ابن مسعود:" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره"، فقال عمر؟ نادهم أي القرآن أخوف؟ فقال ابن مسعود:" ليس بأمانيكم و لا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به الآية، فقال عمر: نادهم أي القرآن أرجى؟ فقال ابن مسعود:" يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله"، فقال عمر: نادهم أفيكم ابن مسعود؟ قالوا: نعم".
لكن هذا الأثر ضعفه بعض أهل العلم منهم العلامة الألباني رحمه الله تعالى كما في ضعيف الجامع.
و كما هو معلوم فقد اختلف السلف في ما يصطلح عليه بمفردات القرآن، و هذا ما سأقف عليه لاحقا إن شاء الله، و أرجو من الإخوة ألا يبخلوا علي بالنصح و التوجيه، و جزاكم الله خيرا.
مفردات القرآن -1-
المقصود هنا بمفردات القرآن الكريم ما يتعلق بخصائص و ميزات بعض الآيات من كون بعضها أخوف آية أو أرجى آية أو أشد آية أو أحكم آية أو أعظم آية أو أعدل آية أو أجمع آية..
لكن قد يقصد بمفردات القرآن الألفاظ الغريبة فيه، و هذا صنيع الراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى صاحب أشهر كتاب في الغريب و قد اشتهر باسم المفردات.
قال محمد بن عبد العظيم الزرقاني في مقدمة كتابه مناهل العرفان:"..فمن يكتب في غريب القرآن مثلا يذكر كل مفردة من مفردات القرآن التي فيها غرابة و إيهام".
و قال محمد حسين الذهبي في كتابه:" التفسير و المفسرون:" فمن مفردات القرآن ما خفي معناه على بعض الصحابة و لا ضير في هذا فإن اللغة لا يحيط بها إلا معصوم..".
لكن الغالب أنه عندما يراد المفردات الغريبة في القرآن يعبر عنها بغريب القرآن كما فعل الإمام السيوطي رحمه الله تعالى فقد عقد الباب السادس و الثلاثين: معرفة غريبه، و كذلك الإمام الزركشي حيث عقد باب في برهانه بنفس الاسم.كما أن الاسم الكامل لكتاب الراغب -كما هو معلوم-: "المفردات في غريب القرآن".
أما إذا ذكر باب"مفردات القرآن" فالمقصود: ما ورد من الآثار عن السلف الصالح رضوان الله عليهم فيما يتعلق بخصائص بعض الآيات كما سبق، و هذا صنيع الإمام السيوطي حيث قال في فهرس الإتقان:" الرابع و السبعون: مفردات القرآن"، ففرق بين الغريب و المفردات عاقدا لكل منهما بابا خاصا به، و نفس الشيء فعل قبل ذلك في كتابه "التحبير في علوم التفسير" حيث عقد الباب التاسع و الثلاثين للغريب و الباب السادس و الثمانين للمفردات. أما الإمام بدر الدين الزركشي فقد ذكر طرفا من ذلك تحت باب سماه:"هل في القرآن شيء أفضل من شيء".
و من الآثار المعتمدة في باب مفردات القرآن ما رواه الإمام عبد الرزاق رحمه الله تعالى في تفسيره و الثعالبي فيى" الجواهر الحسان في تفسير القرآن" و ذكره ابن الجوزي في صفوة الصفوة، عن الشعبي قال:" ذكروا أن عمر بن الخطاب لقي ركبا في سفر له فيهم عبد الله بن مسعود، فأمر عمر رجلا يناديهم: من أين القوم؟ فأجابه عبد الله: أقبلنا من الفج العميق، فقال عمر: أين تريدون؟ فقال عبد الله: البيت العتيق، فقال عمر: إن فيهم عالما و أمر الرجل فناداهم: أي القرآن أعظم؟ فأجابه عبد الله:" الله لا إله إلا هو الحي القيوم" حتى ختم الآية، قال: نادهم أي القرآن أحكم؟ فقال ابن مسعود:" إن الله يأمر بالعدل و الإحسان.."الآية، فقال عمر: نادهم أي القرآن أجمع؟ فقال ابن مسعود:" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره"، فقال عمر؟ نادهم أي القرآن أخوف؟ فقال ابن مسعود:" ليس بأمانيكم و لا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به الآية، فقال عمر: نادهم أي القرآن أرجى؟ فقال ابن مسعود:" يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله"، فقال عمر: نادهم أفيكم ابن مسعود؟ قالوا: نعم".
لكن هذا الأثر ضعفه بعض أهل العلم منهم العلامة الألباني رحمه الله تعالى كما في ضعيف الجامع.
و كما هو معلوم فقد اختلف السلف في ما يصطلح عليه بمفردات القرآن، و هذا ما سأقف عليه لاحقا إن شاء الله، و أرجو من الإخوة ألا يبخلوا علي بالنصح و التوجيه، و جزاكم الله خيرا.