مفاهيم اتصالية ( دعوة الأقارب )

إنضم
19/09/2004
المشاركات
85
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
مفاهيم اتصالية ( دعوة الأقارب )

1- أهمية الموضوع .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين أمابعد : فإن تشويشا قد حدث في مفهوم الدعوة إلى الله تعالى في الأذهان مما أثر على التطبيقات العملية الميدانية ، و أضعف في الأمة الرؤية السليمة نحو الحفاظ على استمرارية التوسع الدعوية السليمة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا أدى إلى ضعف في أداء النصيحة على الوجه المطلوب .وإذا كان هذا الضعف قد بدأ يخبو شيئا فشيئا لكنه يحتاج إلى تعاون واستمرار للتضييق عليه حتى يخيم الفهم السليم بوضوح رؤية نحو المبادئ والأهداف والوسائل النافعة مواكبة للمرحلة بما فيها من وسائل وأساليب متطورة حسب القدرة ؛ فمنهج الإسلام يستوعب كل جديد دعوة وسواها ، لكن من أهم ما يتميز به المجتمع الإسلامي في توسيع الفهم السليم أن النصيحة عنده قد تصل إلى حد الفرضية ؛ فهي مقدسة ، وهي دين عنده؛ لكن الغفلة والتشويش في الفهم أديا إلى خلل كبير في النظام الانسياحي للتوعية السليمة ، التي تعتبر حصنا حصينا من الهجمة الشرسة المدروسة ضد الأمة وبخاصة في ظل وسائل فاعلة وسريعة فأحببت أن أذكّر بشيء نسيناه وهو دعوة الأقارب والجيران ومن يسهل الاتصال به ، تعاونا مع الجهات ذات الصلة كا التعليم والإعلام وسواها والذي أردته هنا هو شيء يمكن تطبيقه عمليا بسهولة ويسر لمن هم خارج إطار العملية التعليمية ممن منعه انشغاله عن المساهمة في هذا الجانب المهم حيث يؤدي ما يقدر عليه وحسب استطاعته وهو جهد تستفيد الأمة منه كثيرا إذا ما التفتت إليه ، واستوعبته ...

2- فهم تلزم مراجعته

دعوة الأقارب بما يستوعبه هذا اللفظ من معنى أولوية وإجبارية ومؤثرة ومثمرة؛

لكنها منسية أو مهملة من الداعي ؛ لاعتبارات منها أ- خفاءٌ في ترتيب الأولويات إذ يبدأ الداعي إلى الله أولويته بغير الأقارب ؛ فيبدأ بغيرهم عن طريق الخطب والدروس والمواعظ ... وقد لا يحضرها أحد من أقربائه وكأنهم معفون منها أو مستغنون عنها .

ب- ظنه عدم جدواها ، واستبعاد تأثّرهم بدعوته ؛ لاعتيادهم عليه . ج- وجود خلافات عائلية بسبب من الأسباب، والتي تعتبر معتادة بين الأسر وينبغي أن يكون مهندسا في ردمها ومسحها كلما حدث شيء منها ... أو نحو ذلك من الأسباب التي تُقعد الداعي عن دعوة أهله وجيرانه ومعارفه .

ولا أعني – قطعا- التوقف عن دعوة غير الأقارب بحسب القدرة والمكنة ؛ لكني أعني ترتيب الأولويات الموجبة في العطاء الدعوي ولفت الانتباه إلى أمر كدنا إغفاله وطمره ؛ وكأنه غير موجب ... وليس يغيب عن المتدبر كونه من أسباب الإقفار الذي لحق الخط الدعوي السليم؛ إنه يسهم في عرقلة توسيع دائرة الفهم ونسيان الأدلة الموجبة لذلك .

3- أدلة موجبة

تذهب عن ذهن الداعي أدلة موجبة في أسبقية دعوة الأقارب وتقديمهم على غيرهم منها :

قوله تعالى {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) }[1] وقوله تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً (36). [2]

قال أبو هريرة رضي الله عنه قام رسول الله e حين أنزل الله عز وجل ] وأنذر عشيرتك الأقربين [ قال يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا ...} [3]

وقوله صلى الله عليه وسلم { خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول }[4]

وغيرها من الآيات والأحاديث التي توضح عظم حق الأقارب في الدعوة وسواها من المنافع ، وتقديمهم على غيرهم .



4- ميزات كامنة

من ميزات دعوة الأقارب :

أ- اليسر والسهولة فلا يستدعي ذلك بذل جهد كبير ؛ كالانتقال من مكان لآخر لكونهم موجودين بصورة طبيعية حول الداعي ؛ ومتعايشين معه ، ولا بذل مشقة في التعرف عليهم أو التمهيد للحديث أو التعامل معهم، ...فكل الأجواء مهيأة، ... والقدوة وسيلته الأشد تأثيرا عليهم إيجابا أو سلبا لكثرة التماس معهم .

بالإضافة إلى كونها تدريبا للداعي على دعوة الآخرين خارج نطاق الأقارب ... فإذا نجح مع الأقارب كسب خبرة وثقة، ونجح مع غيرهم؛ وفشله مع أقربائه معوق..في دعوة الآخرين ...

ب- التأثير العميق

فبينه وبينهم روابط ووشائج قربى ؛ رابطة الدم ، جوار زمالة عمل أو دراسة أو سفر ... ما يكفل –بفضل الله - تأثر وتأثير للثقة والحب والحنين من جانب ، والاستمرارية من جانب آخر ... [5]

ج- العون الأكيد

اهتمام الداعي القائم بالاتصال بأقربائه ، وإصلاح شأنهم في هذا عون له على مهمته الاتصالية ؛ وأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها مضرب المثل الأول في هذا . لقد كانت نعم العون لرسول الله صلى الله عليه وسلم في إعانته على مواصلة الدعوة ما يستدعي وقفة متأنية عند هذا المثل العظيم للإفادة منه ...



--------------------------------------------------------------------------------

[1] - سورة الشعراء

[2] - سورة النساء

[3] - البخاري 3/1012 . رقم 2602

[4] - المرجع السابق 2/ 518 . رقم 1360 .

[5] - يولي موقع إسلام أون لاين والاصلاح نت وسواها من المواقع المهتمة به اهتماما مشكورا ؛ حبذا متابعة ذلك فيها .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
اريد ان اعرف الحكمة من تحريم الوصل من حديث ( لعن الله الواصلة والمستوصلة.....
 
عودة
أعلى