ناصر عبد الغفور
Member
مع قوله تعالى:" يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي"
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة مع قوله تعالى:" يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي":
يقول جل في علاه:" يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ".
فهذا إخبار من الحق سبحانه باصطفاء موسى عليه السلام واختصاصه بصفة الكلام من دون الناس.
يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:" { وَبِكَلامِي } إياك من غير واسطة، وهذه فضيلة اختص بها موسى الكليم، وعرف بها من بين إخوانه من المرسلين.".
وقد ثبت أن الله تعالى كلم غير موسى عليه السلام بلا واسطة:
1- فقد ثبت كلام الله تعالى لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج.
2- كما كلم سبحانه وتعالى آدم عليه السلام بلا واسطة، فقد صح عن أبي ذر رضي الله عنه أن قال:" قلت : يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال : " آدم " . قلت : يا رسول الله ونبي كان ؟ قال : " نعم نبي مكلم ".
3- وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:" يا جابر ! ألا أبشرك بما لقي الله به أباك ! ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب و كلم أباك كفاحا..."-الحديث-.
( كفاحا : مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول ).
فالله تعالى كلم أبا جابر وهو عبد الله بن حرام رضي الله عنهم بلا واسطة.
4- وقد ذكر بعض المفسرين في قوله تعالى:"وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"، أن المراد بهذا الفريق من اليهود السبعون الذين اختارهم موسى عليه السلام لميقات ربه، كما قال تعالى:" وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا "، حيث أنهم سألوا موسى عليه السلام أن يسمعوا كلام الله تعالى، فسمعوه، ثم حرفوا بعد ذلك.
يقول الإمام الطبري رحمه الله تعالى:" ولكنه جل ثناؤه أخبر عن خاص من اليهود، كانوا أعطوا - من مباشرتهم سماعَ كلام الله - ما لم يعطه أحد غير الأنبياء والرسل، ثم بدلوا وحرفوا ما سمعوا من ذلك.".
والسؤال الذي يمكن أن يرد هنا:
إذا كان غير موسى عليه السلام قد كلمه الله تعالى أو سمع كلامه بلا واسطة، فكيف يكون الاصطفاء والاختصاص الذي يلزم منه عدم الاشتراك؟
- بالنسبة للسبعين من قوم موسى عليه السلام فالأمر يسير، فقد يقال أن الله تعالى لم يكلمهم وإنما كلم موسى عليه السلام وأذن لهم في سماع كلامه سبحانه.
- وأما بالنسبة لعبد الله بن حرام رضي الله عنه فقد يقال أن الله تعالى كلمه في عالم البرزخ.
- وأما بالنسبة لآدم عليه السلام، فقد رأيت ما يمكن أن يكون جوابا في المحرر لابن عطية رحمه الله تعالى، حيث قال:" وقد تأول بعض الناس أن تكليم آدم كان في الجنة، فعلى هذا تبقى خاصية موسى" اهــــــــــــــ.
وقد كتبت هذه الكلمات على عجالة، وإلا فالمسألة تحتاج إلى بحث.
والله أعلم وأحكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة مع قوله تعالى:" يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي":
يقول جل في علاه:" يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ".
فهذا إخبار من الحق سبحانه باصطفاء موسى عليه السلام واختصاصه بصفة الكلام من دون الناس.
يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:" { وَبِكَلامِي } إياك من غير واسطة، وهذه فضيلة اختص بها موسى الكليم، وعرف بها من بين إخوانه من المرسلين.".
وقد ثبت أن الله تعالى كلم غير موسى عليه السلام بلا واسطة:
1- فقد ثبت كلام الله تعالى لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج.
2- كما كلم سبحانه وتعالى آدم عليه السلام بلا واسطة، فقد صح عن أبي ذر رضي الله عنه أن قال:" قلت : يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال : " آدم " . قلت : يا رسول الله ونبي كان ؟ قال : " نعم نبي مكلم ".
3- وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:" يا جابر ! ألا أبشرك بما لقي الله به أباك ! ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب و كلم أباك كفاحا..."-الحديث-.
( كفاحا : مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول ).
فالله تعالى كلم أبا جابر وهو عبد الله بن حرام رضي الله عنهم بلا واسطة.
4- وقد ذكر بعض المفسرين في قوله تعالى:"وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"، أن المراد بهذا الفريق من اليهود السبعون الذين اختارهم موسى عليه السلام لميقات ربه، كما قال تعالى:" وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا "، حيث أنهم سألوا موسى عليه السلام أن يسمعوا كلام الله تعالى، فسمعوه، ثم حرفوا بعد ذلك.
يقول الإمام الطبري رحمه الله تعالى:" ولكنه جل ثناؤه أخبر عن خاص من اليهود، كانوا أعطوا - من مباشرتهم سماعَ كلام الله - ما لم يعطه أحد غير الأنبياء والرسل، ثم بدلوا وحرفوا ما سمعوا من ذلك.".
والسؤال الذي يمكن أن يرد هنا:
إذا كان غير موسى عليه السلام قد كلمه الله تعالى أو سمع كلامه بلا واسطة، فكيف يكون الاصطفاء والاختصاص الذي يلزم منه عدم الاشتراك؟
- بالنسبة للسبعين من قوم موسى عليه السلام فالأمر يسير، فقد يقال أن الله تعالى لم يكلمهم وإنما كلم موسى عليه السلام وأذن لهم في سماع كلامه سبحانه.
- وأما بالنسبة لعبد الله بن حرام رضي الله عنه فقد يقال أن الله تعالى كلمه في عالم البرزخ.
- وأما بالنسبة لآدم عليه السلام، فقد رأيت ما يمكن أن يكون جوابا في المحرر لابن عطية رحمه الله تعالى، حيث قال:" وقد تأول بعض الناس أن تكليم آدم كان في الجنة، فعلى هذا تبقى خاصية موسى" اهــــــــــــــ.
وقد كتبت هذه الكلمات على عجالة، وإلا فالمسألة تحتاج إلى بحث.
والله أعلم وأحكم.