مع شحرور وجيوبه

إنضم
14/05/2012
المشاركات
1,111
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الأردن
من غريب التأويلات العلمانية المنحرفة المعاصرة: تحريف محمد شحرور للمراد بالعورة الواجب على المرأة سترها، فأوَّلَ الجيوب في قوله تعالى: " وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ " [النور: 31] بالعورة المغلظة والثديين وأسفل الإبطين، [1] ويرى أن مسوغ تأويله الشاذ للجيب، أن كلمة (جيب) تعود إلى الجذر (جوب) الذي يدور على معنى: الخرق. [2]

والصواب أن كلمة (جُيُوبِهِنَّ) تعود إلى الجذر (جيب)، قال ابن منظور: " الجَيب: جَيبُ القَمِيصِ والدِّرْعِ والجمع جيوب، وفي التنزيل العزيز: " ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ على جُيُوبِهِنَّ " [النور: 31]، وجِبتُ القمِيص: قوَّرت جَيبه، وجَيَّبته: جعلت له جيباً. وأما قولهم: " جُبتُ جيبَ القميص " [أي: خَرَقته]. فليس (جُبت) من هذا الباب؛ لأن عين (جُبت) إنما هو مِن جابَ يجوبُ، والجيب عينه ياء؛ لقولهم: جيوب ". [3]

إضافة إلى أن معرفة الجذر الصحيح لكلمة (جُيُوبِهِنَّ) يهدم التأويل الشاذ لشحرور، فإن معرفة عادة نساء العرب في تغطية رؤوسهن ـ قبل نزول الآية الكريمة ـ توضح أن معنى الجيب في الآية الكريمة: مكان الجيب الداخلي في قميص المرأة.
فقد أمر الله نساء المسلمين بوضع جلابيبهن بطريقة يغطين بها صدورهن، فتواري المرأة ما تحت تلك الجلابيب من صدر وترائب؛ ليخالفن شعارَ نساء أهل الجاهلية، فإنهن لم يكنَّ يفعلن ذلك، بل كانت المرأة تمر بين الرجال مسفحة بصدرها، لا يواريه شيء، وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقرِطة آذانها، فأمرَ الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهن وأحوالهن. [4]

وهكذا فإن جهل شحرور بعادة نساء العرب زمن نزول القرآن الكريم ـ إضافة إلى جهله بالجذر الصحيح لكلمة (جيوبهن) ـ قاده إلى ذاك التأويل الشاذ المنحرف عن الحق، المخالف لما أجمع عليه الناس منذ خمسة عشر قرناً.

وإن كان له قدوة، فقدوته طائفة من أصحاب الفكر المنحرف الباطني الذي ألحد في تفسير القرآن الكريم، وتوسعَ الإمام الشاطبي في التمثيل على شذوذهم في كتابه الموافقات، ومن الأمثلة التي ذكرها: تأويل معنى الأنداد والطاغوت بأن المقصود بكل منها: النفس الأمَّارة بالسوء، والشجرة التي نهى الله عز وجل آدم عليه السلام وزوجه أن يأكلا منها: صرف الهمة عن الله، والجار ذي القربى: القلب، والجار الجنب: النفس، والصاحب بالجنب: العقل، وابن السبيل: الجوارح.. وغير ذلك مما لا يعرفه العرب لا مَن آمن منهم ولا مَن كفر، ولو كان عندهم معروفاً لنُقِل. [5]

وقد صدق الشيخ محمد الذهبي في وصف ما يقوم به أولئك فقال: " مُنيَ الإسلام من زمن بعيد بأناس يكيدون له، ويعملون على هدمه بكل ما يستطيعون من وسائل الكيد، وطرق الهدم، وكان من أهم الأبواب التى طرقوها ليصلوا منها إلى نواياهم السيئة: تأويلهم للقرآن الكريم على وجوه غير صحيحة، تتنافى مع ما في القرآن من هداية، وتناقض ما هو عليه من محجة بيضاء، وتهدف إلى ما سوَّلته لهم نفوسهم من نِحَلٍ خاسرة وأهواء.
مُنيَ الإسلام بهذا من أيامه الأولى، ومنيَ بمثل هذا فى أحدث عصوره، فظهر في هذا العصر أشخاص يتأوَّلون القرآن على غير تأويله، ويلوونه إلى ما يوافق شهواتهم، ويقضى حاجات في نفوسهم، فأدخلوا فى تفسير القرآن آراء سخيفة، ومزاعم منبوذة، تقبَّلها بعض المخدوعين من العامة وأشباه العامة، ورفضها بكل إباء مَن حفظ الله عليهم دينهم وعقولهم ".
ثم علل سبب قيامهم بهذا الفعل العجيب: " اندفع هؤلاء النفر مِن المؤولة إلى ما ذهبوا إليه من أفهام زائغة فى القرآن بعوامل مختلفة، فمنهم مَن حسب أن التجديد ـ ولو بتحريف كتاب الله ـ سببٌ لظهوره وشهرته، فأخذ يثور على قدماء المفسِّرين ويرميهم جميعاً بالسَّفَهِ والغفلة، ثم طلعَ على الناس بجديده فى تفسير كتاب الله.. جديد لا تقره لغة القرآن، ولا يقوم على أصل من الدين.
ومنهم مَن تلقَّى من العلم حظاً يسيراً، ونصيباً قليلاً، لا يرقى به إلى مصاف العلماء، ولكنه اغتر بما لديه، فحسب أنه بلغ مبلغ الراسخين فى العلم، ونسي أنه قَلَّ في علم اللُّغة نصيبه، وخفَّ في علم الشريعة وزنه، فراح ينظر في كتاب الله نظرة حُرَّة لا تتقيد بأيِّ أصل من أصول التفسير، ثم أخذ يهذي بأفهام فاسدة، تتنافى مع ما قرره أئمة اللُّغة وأئمة الدين، ولأول نظرة يتضح لمن يطلع عليها أنها لا تستند إلى حُجَّة، ولا تتكئ على دليل.
ومنهم من لم يرسم لنفسه نِحْلَة دينية، ولم يسر على عقيدة معروفة، ولكنه لعبت برأسه الغواية، وتسلَّطت على قلبه وعقله أفكار وآراء من نِحَلٍ مختلفة، فانطلق إلى القرآن وهو يحمل فى قلبه ورأسه هذه الأمشاج من الآراء، فأخذ يُؤوِّله بما يتفق معها، تأويلاً لا يقرره العقل ولا يرضاه الدين.
هؤلاء جميعاً خاضوا في القرآن على عماية، فلم يراعوا في فهمه قوانين البلاغة، ولم يدخلوا إلى تفسيره من باب السُّنَّة الصحيحة ". [6]


[SUP]==========[/SUP]
1) انظر: الكتاب والقرآن، محمد شحرور، ص606.
2) قال ابن فارس: " الجيم والواو والباء أصلٌ واحد، وهو خَرْقُ الشيء ". انظر: معجم مقاييس اللغة 1/491 (جوب).
3) لسان العرب، ابن منظور 1/736 (جيب).
4) انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ص1210.
5) انظر: الموافقات، الشاطبي 3/397-403.
6) التفسير والمفسرون، د. محمد الذهبي2/522.
 
أشكر الدكتور الشريف على اكتشاف هذه الجزئية اللسانية الكاشفة عن تقحم شحرور وجرأته على اقتحام النصوص دون امتلاك الآلة اللازمة لذلك. شخصيا لم أجد وقتا لقراءة شحرور ولكني تصفحت كتابه ذات عشيّ فوجدته يسيء فهم النصوص ولا يبذل الوسع المطلوب للفهم قبل أن يصدر الحكم فعرفت أنه متشبع بما لم يُعط، ولما كنت لم أكلف بقراءته والرد عليه فإني لا أقرؤه على الإطلاق. فالكاتب إما أن يُقرأ ليُتعلم منه طريقة في التفكير والتحليل أو يُقرأ ليُردّ عليه، وثم نوع ثالث وهو أن يجمع بين الأمرين مثلما فعل الأستاذ الجابري رحمه الله فإنه في قراءاته للفلسفة العربية وتحليله لتكوين العقل العربي ونُظم المعرفة في الثقافة العربية واكتشاف ثوابتها البنيوية كان أستاذا فريدا لكنه حين كتب في علوم القرآن والتفسير انحط مستواه إلى مستوى النوع الثاني. وشحرور قطعا من النوع الثاني. وقد نال شهرة سببها اسمه وجرءته وهذان الشيئان يفعلان فعلهما بين العرب أعني غرابة الاسم والجرأة على التقحم.
 
مرحبا بكم د. عبدالرحمن.
والشكر موصول للدكتور عبدالرحيم.
اشتقنا لكم أيها الكرام.

والطرح أعلاه يدل على صحة منهج النقد المبني على مثال واحد معبّر، فبعض الكتاب لا يتطلب نقدهم جرد مصنفاتهم، بل مثال واحد مقصود ومعبّر يمكن أن يعطي صورة كاشفة عن منهج التفكير والأصول التي يمكن أن ينطلق منها الكاتب، فمن يقبل بمثل هذا الاستدلال كفيل بأن ياتي بما هو مثله وأسوأ منه.
بارك الله فيكما.
 
أكرمكم الله وأدام فضلكم
نعم لا داعي لحصر الأمثلة في مثل هذه الحالات، فالأولى تخريج تلك الفروع على أصولهم المغلوطة، فيتعلم الناشئة من طلبة علم الانتصار للقرآن الخوض في غمار البحر للصيد، وتسلق شجرة التوت.. ليقطفوا الثمرة بيدهم بدلاً من انتظارها في الأسفل!
 
الحمد لله تعالى الذى جعلك جندا من جنوده لترد على أمثاله ممن يريدون أن يؤولوا كلام الله تأويلا باطلا حتى يوافق هوى شيطانهم ويرسخ لمباديئهم الهدامة.
جزاك الله خيرا ... وجعله فى ميزان حسناتك.
 
جزاكم الله خيراً جميعاً
وغفر لي ولكم


[تمت المشاركة باستخدام تطبيق ملتقى أهل التفسير]
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد رسول الله ورضى الله عن اصحاب محمد اجمعين
جزى الله كاتب الموضوع خيرا
رغم انى اكاديمى فى احد علوم الطب ، ( علم الادويه ) لكنى اتبعت المنهج العلمى البحت وبحثت عن معنى الكلمة فى معظم القواميس المتاحة فوصلت لنفس النتيجة ان معنى الجيوب فى الاية بمعنى o جَيْب القميص ونحوه : ما يُدخل منه الرَّأسُ عند لُبسه ، طوق القميص ، ونفس المعنى فى اللغة الانجليزيه
جَيْب ( اسم ):
[FONT=&quot]pocket -container or small bag sewn into or on clothing[/FONT]
وهذا المعنى متفق مع ما اخذ به جميع المفسرين من السلف والخلف والفقهاء ، وبنوا عليه احكام الحجاب فضلا عن الثابت من فعل امهات المؤمنين والصحابه . مما يؤكد افتراء المدعو د مهندس محمد شحرور على الحقيقه وعدم امانته العلميه .

وقد قرأت معظم كتابه الملىء بالطامات والاطروحات التى تهدم اصول العقيده بافتراءات ويتكلم احيانا بلغة توجيه الامر للدول العربيه والاسلاميه ؟؟ الكتاب خطير ويحتاج لعمل اكاديمى منظم من عدد من التخصصات اللغة التى يدعيها ، والفلسفة ، ووصل به الجرأة لتعريفات جديده للمعروف والمنكر وقد لا حظت انه يذكر ما يريد تاييد اراءه من فعل الصحابة دون الترضى عليهم .
ويذكر الاحاديث ويقول ان صح ، وكيف لمن يصدر احكام فقهية وتفسير ، لا يكلف نفسه البحث عن صحة الحديث ؟؟ واخطاء وتناقضات يسهل على اى اكاديمى معرفتها من تناقضه فى المنهج فهويشكك فى التراث ويقصد به التفسير والفقه ثم ما يريد تمريره من شبه يستشهد به من غير تحقيق السند او المصدر
ومركز الدراسات القرءانيه هو اولى المؤسسات لتبنى الرد على شبهه التى انتشرت فى المتديات النسائيه وادت الى شر عظيم . ان الرد عليه اعتقد انه عمل مطلوب شرعا من باب النهى عن المنكر وجهاد اهل الزيغ ونصرة كتاب الله وسنة رسوله واخطر كتبه كتاب القرءان والكتاب قراءة معاصرة وهو متوافر فى مواقع كثيره .
 
جزاكم الله خيراً أخي د. أحمد شاكر

قبل أسبوع دعاني مسؤول في أحد الأندية الثقافية التي تعنى بالأنساب لافتتاح مكتبتهم العامة، وحين تجولت في قسم الكتب الإسلامية وجدتهم يضعون نسخاً من كتاب شحرور في قسم علوم القرآن الكريم، وحين حذرتهم منه تعجبوا من كلامي وجعلوه نوعاً من (الخلاف المذهبي) وقالوا لي ببساطة: " هذا رأيك " !!
 
الدكتور عبدالرحمن الشريف، ماقلته صحيح جداً. لقد ركبت الناس موجة " الرأي والخلاف" في أمور لا تقبل الخلاف. وأصبح كل من يهذى يضعون قبل اسمه لقب أستاذ أو باحث وهو دخيل ودعي على هذه العلوم. هم مضيعة للوقت. ومضيعة لوقت العلماء الذين سيوفرون شيئاً من وقتهم لدرء شبه هؤلاء السفهاء.
أول من يُلام هو من اتخذ هؤلاء الضلال رؤوساً لهم وأفسحوا لهم المجالس.
 
كشف الغطاء عما ورد في كتاب (الكتاب والقرآن : قراءة معاصرة) من اخطاء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
تناول كثير من الباحثين الرد على الكتاب ، ونظرا لخطورته نرجو من الله ان يوفق اهل الاختصاص بالرد الكامل في كتاب يطبع وينشر ، وممكن ان يكون اطروحة دكتوراه وبحوث للنشر
، وقد وجدت مقالات لبعض الباحثين ، قمت باختصارها والتصرف اليسير فيها ،
*****
الّف الدكتور مهندس محمد شحرور كتاباً ضخم الحجم ، (819) ، كثير الموضوعات تحت عنوان (الكتاب والقرآن : قراءة معاصرة) يقول أنه أراد حل مشكلة الجمود الذي سيطر على الفكر الإسلامي لعدة قرون
والنقد للكتاب ولن ادخل في حكم على الكاتب فهذا متروك للعلماء ونسال الله ان كان نيته حسنه ان يهديه للرجوع عن الشطحات ؟ الكتاب وقد قرات معظمه يحتاج لعدد من المتخصصين لتفنيده من حيث المنهج اللغوي والفلسفي الذى تبناه ، والشطحات في ربط القرءان بنظريات عن خلق الكون ، نشوء الحياة محل نقاش بين العلماء في مجالاتها وذكره دارون بالمدح والثناء حتى اظن انى فهمت من كلامه ان هؤلاء هم الراسخون في العلم .
وردى السريع : من توصل فيهم ودلل على وحدانية الله صراحة فنعم اما من اوجد نظريات استغلت في انكار الخالق فهو من اامة الضلال ؟

حوى الكتاب كما هائلا من الشطحات الفقهية في امور كثيره ومنها موضوع المرأة وكان هذا الجزء ، اقحم على الكتاب ، فترى كثرة ورود كلمة ان صح بعد ذكر بعض الاحاديث ، بينما يذكر الكاتب في اماكن اخرى السند بدقه ؟؟
وعد المؤلف انه سوف يعتمد منهج لغوى وهو عدم وجود الترادف في اللغة ، وهذا المنهج محل نقد عند اهل العلم مثل بن تيميه ودليله أنّ بعض الألفاظ مثل : الإيمان، الصلاة ، الكفر الخ . . . نقلها الشرع من معناها اللغوي وأعطاها معنى آخر ، فأصبحت مصطلحاً محدّداً وضّحه القرآن والسنة توضيحاً كاملاً.
.
حمّل الدكتور شحرور بعض الألفاظ معاني لا تسمح بها اللغة ولا سياق النص ، ومن أمثلة ذلك تفسيره عبارة أم الكتاب التي وردت في ثلاثة آيات كريمة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وأضاف إلى ذلك تحديد مضمون تلك الرسالة وهي الحدود والأخلاق والعبادات وتعليمات خاصة وعامة ،
اعتبر قول القائل "سبحان الله" إقراره بقانون هلاك الأشياء -ما عدا الله- نتيجة التناقض الذي تحويه داخليّاً ، واعرض عن التفسيرات التي تعتبر قول المسلم "سبحان الله" بمعنى تنزيه الله عن كل نقص وعيب ، ووصفه -تعالى- بكل صفة كمال ، .
وقد تعسف الكاتب في تفسير كلمات " جيوبهن " " ما ظهر منها " " يضربن بارجلهن " التي وردت في سورة النور وخالف المنهج الذى وعد به . فخرج بتصور غير صحيح واحكام غير صحيحه. واغفل مقاصد السوره وهى الفضيله والاداب فى المجتمع المسلم خاصة والمجتمع الانسانى .وحفظ الاعراض ونبذ الرذيله . وقد ذكر ذلك مفصلا في هذا المنتدى فلا داعى لتكراره

اكد الدكتور اعتباره تطبيق الرسول صلى الله عليه وسلم للإسلام هو اجتهاده غير الملزم لنا في شيء ، وهو فهمه الخاص المرتبط بالمستوى المعرفي للجزيرة العربية ، وهو فهم نسبي ،
والحقيقة ان هذا التوجه ، نراه مخالفا مع أمر الله تعالى في عشرات الآيات الكريمة التي تنص على وجوب طاعة الرسول ، ولم تقل الآيات يطاع في حياته فقط ، او لمدة قرن بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ؟؟
وفرق الدكتور بين طاعة الرسول وطاعة النبي ؟؟ وهذا التقسيم لا مستند له سوى التفريق بين كلمة نبي ورسول والسياقات التي وردت مع هذه الالفاظ ؟
فسر الدكتور ، بعض المعاني القرآنية : كالقيامة والبعث والصور والساعة والسّبع المثاني تفسيرات غريبه ولم يشر لما ورد من احاديث صحيحه في هذه الامور المرتبطة بالعقيدة ويترك القارئ الحر ليقارن بين تفسيره بغير سند وتفسير النبى صلى الله عليه وسلم : الاصل انها امور غيبية لا تفسر الا بالقران وما يثبت من السنه ، اما علوم الفيزياء والفلسفة والرياضيات فليس كل الناس يفهمونها ان صحت ؟

تناول الدكتور محمد شحرور كل النصوص القطعية الثبوت القطعية الدّلالة تقريباً فهو تناول آيات الحدود وآيات الربا وآيات الميراث وآيات الطلاق والزواج الخ . . . رغم انه ذكر ان كتابه ليس كتاب تفسير او فقه ؟؟ ولكنه خالف ذلك وفسر واحل وحرم ؟؟ وما فهمته من الكتاب : بالنسبة للربا حرّم ربا أضعاف المضاعفة ، وبالنسبة لآيات الميراث أباح تغيير الأنصبة التي حدّدها الشرع لكل فرد من أفراد الأسرة ، وبالنسبة لتعدد الزوجات أباحه من الأرامل ذوات الأولاد ، ومن عجائب التفسير التي وقع فيها فسر نشوز الزوج بالشذوذ الجنسي ؟؟ فماذا عن نشوز الزوجة واين منهج اللغة الذى يتبعه ؟
وقد كان مبرراته في جراته على هذه النصوص تطور المحيط البشري، وان الاسلام يجب ان يكون صالح لكل زمان ومكان ؟ واظن ذلك حق اريد به باطل ..

من الامور التي وقع فيها المؤلف قياس عالم الغيب على عالم الشهادة وسحب قوانين الشهادة على عالم الغيب ، ، ومن أمثلة هذا قياسه كلام الله على كلام البشر ، لذلك تخيّل أنّ القرآن الموجود في اللوح المحفوظ لابد له من الانتقال إلى صيغة لسانية عربية قبل إنزاله على محمد صلى الله عليه وسلم ليلة القدر وهي ليلة إشهار القرآن

حمل الدكتور شحرور كثيراً على الجبريّة في فهم القضاء والقدر ، مع أنّ المسلمين الأوائل لم يفهموا القضاء والقدر بحال من الأحوال على أنّه السلبية والتواكل وسلب الإرادة ، والخلل الذي دخل الى فهم المسلمين للقضاء والقدر كان من بعض اهل التصوف ،
.

اعتمد الدكتور محمد شحرور على الفلسفة في تفسير بعض الآيات الكريمة ، وكان ينبغى على الاقل ذكر ملخص للتفسير المأثور وخاصة ما ورد فيه احاديث صحيحه مثال ذلك تفسيره : قوله تعالى : " كُلّ شيء هالك إلا وجهه " (القصص،88) فسّرها بأنّ هذا الكون يحمل تناقضاته ، وأنّ المادة تحمل تناقضها معها ، لذلك فإنّ هذا الكون سيتدمّر وسيتبدّل وسيهلك ، ولكن هلاكه سيحوّله إلى مادة أخرى ، وهذا هو تفسيره ليوم القيامة ، وهو يعتبر أنّ الجنّة والنار غير موجودتين وستوجدان عند تحوّل هذا الكون إلى مادة أخرى ، وهو في هذا كانه يغفل او لم يكلف نفسه البحث عن الأحاديث الشريفة التي قرّرت وجود الجنّة والنار ، ولا أريد أن أسرد عشرات الآيات والأحاديث التي تدحض تفسيره للآية السابقة ،
فسّر اول سورة الفجر هكذا : الفجر بالانفجار الكوني الأول ، و الليالي العشر بمراحل تطوّر المادة العشر ، و الشفع والوتر بغاز الهيدروجين واستشهد بآيات اخرى ،
الاستنتاج
اقول كمثقف احمل درجة الدكتوراه في الصيدلة . لم يقدم الكتاب حلا لمشاكل المسلمين مبنى على رؤية واقعية معاصرة مع المحافظة على الثوابت .وكأنى ارى طرحه تبديل كل الثوابت حتى نرضى الغرب والشرق الذى لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم كما اخبر ربنا جل وعلا

الكتاب ملىء بالعبارات التى قد يساء فهمها ، (مع حسن الظن بالكاتب ) ساضرب مثالا واحدا
فى ص 123 من الكتاب المذكور ما نصه " فالانسان مؤمنا او كافرا خليفة الله فى الارض فى مقام الربوبيه فاصبح مالكا لها مسيطرا عليها متصرفا بها ثم سيتصرف فى السماوات "
وسوف اجتهد لاصوب له صياغة العباره " فالانسان جعله الله خليفة فى الارض واسند اليه عمارتها فظن كثيرا منهم لجهلهم بربهم ان الانسان مالكا لها مسيطرا عليها وغدا يتطلع الى السيطرة على السماوات ونسى ان للكون خالقا مدبرا وانما هو مستخلف بامره ، وان الانسان اذا طغى نزع الله منه ما اعطاه فالله هو الواحد القهار "
يكاد يخلوا الكتاب (مع ان موضوعه القرءان العظيم ) من اللمسات الايمانيه التى ترقق القلوب وتطمئن النفوس بتعظيم الله وانه على كل شىء قدير وقد احاط بكل شىء علما ، وتعظيم حق رسول الله ، وليس معنى العقل ومخاطبة المثقفين اغفال العواطف واثرها فى الاستقامة على الدين والدعوة والعطاء فهم احوج ما يكون للايمانيات .
واخيرا اعتقد ان من يهرب من المثقفين من ما في بعض كتب التراث من الحشو او الاسرائيليات وغيره من الجمود الى تحرر الدكتور شحرور ومن سلك طريقه كمن يستجير من الرمضاء بالنار
 
عودة
أعلى