مع ثلاث آيات من سورة الكهف

إنضم
14/03/2004
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد.....
فمن المعلوم أن القرآن الكريم دقيق في اختيار مفرداته واستعمال مصطلحاته،
ولقد أوجب الله على المسلمين تدبر كتابه وتكرار النظر فيه قال الله تعالى: ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ).
وإن المؤمن عندما يحسن تدبر القرآن والتعامل معه يقف على زاد عظيم من معانيه ودلالاته وإيحاءاته.
والآن مع آيات ثلاث من سورة الكهف. الآيات رقم: ( 79- 81- 82 ) حملت كل آية صيغة خاصة لكلمة ( الإرادة )

·ففي الآية رقم 79 وردت الصيغة { أردت }، وفي الآية رقم 81( أردنا ) وفي الآية 82( أراد ربك )
فهيا بنا نمعن الفكر وندقق النظر في أسرار هذه الألفاظ الثلاث حتى نقف على لطائف عجيبة ومعاني كريمة
ففي الآية 79والتي ورد فيها ( أردت ) والخاصة بخرق السفينة أوحى الله إلى العبد الصالح أن يخرق السفينة...
وخرق السفينة عمل باشره بنفسه عمل أنجى الله به السفينة وحفظها لأهلها، فكلمة ( أردت ) أن أعيبها
تعني هنا:المشيئة البشرية التي تنفذ مشيئة الله وإرادته فهي تعبر عن انصياع إرادة العبد الصالح لإرادة الله،
فمعنى أردت هنا: قصدت بعد أن عهد الله سبحانه وتعالى للعبد الصالح بأن يقوم بالعمل كله بنفسه تنفيذا
لقضاء الله وقدره.

·وأما الآية 81 والتي ورد فيها ( أرنا ) والخاصة بحادثة الغلام فالأمر هنا مختلف فالله أوحى للعبد الصالح بحقيقة
الغلام وحقيقة أبويه وأنهما مؤمنان وأن الغلام حين يشب إلى مسؤولية التكليف سيكون كافرا
فقال الله تعالى: ( فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ) ، وما كان للعبد الصالح أن يعلم ذلك لولا أن أعلمه الله
فتحركت عاطفة الإيمان الصادقة عند العبد الصالح فخشي أن يرهق هذا الغلام أبويه طغيانا وكفرا إذا شب
وبلغ سن التكليف الشرعي فجاء التعبير بصيغة الجمع – فخشينا – وكأن العبد الصالح يتحدث بلسان
المؤمنين الصادقين عامة ليعبروا عن هذه الحقيقة أي: قصدنا ودعونا الله – فخشينا –وأردنا.

·وأما الآية 82 والتي ورد فيها ( فأراد ربك ) فلأن القضية تتعلق التي تتعلق بها الإرادة هنا
هي:( أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما )
وهذه القضية تتعلق بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله ولا يستطيع أحد من البشر أن يتخل في هذه الإرادة،
فـ (( أراد ربك )) هنا تعني إرادة الله وحده وقضاؤه وقدره ومشيئته النافذة وحكمته البالغة............
والله تعالى أعلم.
بكر أبو الروس
 


جزاك الله خيرا

وقد ذكر أحد المتخصصين في علم التفسير كلاما كهذا منذ كذا شهر في درسه الأسبوعي

وبما أنكما متفقان عليه فيبدو أن هناك من أشار إليه من قبل


 
بارك الله فيك يا أخي بكر ابو الروس على هذا التدبر
وأسأل الله أن يجزيك عنا كل خير.
 
عودة
أعلى