محمد محمود إبراهيم عطية
Member
تتسارع الأيام والليالي ، وأصبحنا قريبا من النهاية ، فالليلة القادمة هي ليلة التاسع عشر ، ثم تليها ليلة العشرين ، والتي قد تكون أول العشر ، إن كان الشهر تسعا وعشرين .
ومن المعلوم أن للعشر الأواخر من رمضان فضل على غيرها من الليالي ، ويرجع ذلك لفضل ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ليس فيها ليلة قدر ، والتي هي يقينا في العشر الأواخر من رمضان ، وفي الوتر منها ؛ ووتر العشر يختلف - كما قال ابن عطية - رحمه الله : بحسب الكمال والنقصان في الشهر ، فينبغي لمرتقبها أن يرتقبها من ليلة عشرين في كل ليلة إلى آخر الشهر ، لأن الأوتار مع كمال الشهر ، ليست الأوتار مع نقصانه ، وقال رسول الله e : " لثالثة تبقى ، لخامسة تبقى ، لسابعة تبقى " ، وقال : " التمسوها في الثالثة ، والخامسة ، والسابعة ، والتاسعة " ؛ فقوله e : " لثالثة تبقى " إن كان الشهر تسعًا وعشرين تكون ليلة السابع والعشرين ؛ وإن كان الشهر ثلاثين تكون ليلة الثامن والعشرين ؛ وهكذا قوله e : " لخامسة تبقى " إما ليلة الخامس والعشرين أو السادس والعشرين ، وهكذا ؛ فينبغي لطالب ليلة القدر أن يجتهد في العشر كلها ليواطئ ليلة القدر بإذن الله تعالى ؛ فليلة القدر خير مما قد يعمره الإنسان من عمر ، فهي خير من ثلاث وثمانين سنة وثلث ليس فيها ليلة القدر ، وأعمار الأمة بين الستين والسبعين ، فهي خير من عمرك كله يا ابن آدم ؛ فعلى العاقل أن لا يضيع في هذه الليالي وقته ، بل يغتنمها في طاعة الله تعالى ، عسى أن ينال من فضل الله تعالى ما لا يشقى معه أبدًا ؛ وقد كان النبي e يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر منها : الاعتكاف ، والاجتهاد في العبادة مع اعتزال النساء ، وإحياء الليل ، وإيقاظ أهله ؛ فقد روى أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة عَنْ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ e يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ؛ وفي الصحيحين عنها - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ e إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ. والمئزر بكسر الميم مهموز ، هو الإزار ؛ والمعنى : أنه e اجتهد في العبادات زيادة على عادته في غيرها ، يقال : شددت لهذا الأمر مئزري ، أي : تشمرت له وتفرغت ، وقيل : هو كناية عن اعتزال النساء للاشتغال بالعبادات ، ولا يمتنع أن تكون لتأكيد الاجتهاد . وقولها : أَحْيَا اللَّيْلَ : أى استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها ، ويحتمل إحياء غالبه . وقولها : وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ : أي أيقظهم للصلاة في الليل ، وليجتهدوا في العبادة زيادة على العادة .
فيؤخذ من هذه الأحاديث : استحباب زيادة العبادات في العشر الأواخر من رمضان ، واستحباب إحياء لياليه بأنواع الطاعات ، من اعتكاف وصلاة وتلاوة وذكر ودعاء وغيرها .
ها نحن أوشك أن يدخل علينا عشر الجد والاجتهاد ، عشر لو فات المرء ما فيها من الخير فهو المحروم ، فنعوذ بالله من ذلك ، فلنجتهد ما استطعنا لنفوز بما فيها من الخير .
روى أحمد والنسائي بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة t قال : قال رسول الله e : " أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فَرَضَ اللهُ U عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ " .
والله الكريم أسأل أن يوفقنا والمسلمين لنيل هذا الفضل ، وأن لا يجعلنا من المحرومين ، آمين .
ومن المعلوم أن للعشر الأواخر من رمضان فضل على غيرها من الليالي ، ويرجع ذلك لفضل ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ليس فيها ليلة قدر ، والتي هي يقينا في العشر الأواخر من رمضان ، وفي الوتر منها ؛ ووتر العشر يختلف - كما قال ابن عطية - رحمه الله : بحسب الكمال والنقصان في الشهر ، فينبغي لمرتقبها أن يرتقبها من ليلة عشرين في كل ليلة إلى آخر الشهر ، لأن الأوتار مع كمال الشهر ، ليست الأوتار مع نقصانه ، وقال رسول الله e : " لثالثة تبقى ، لخامسة تبقى ، لسابعة تبقى " ، وقال : " التمسوها في الثالثة ، والخامسة ، والسابعة ، والتاسعة " ؛ فقوله e : " لثالثة تبقى " إن كان الشهر تسعًا وعشرين تكون ليلة السابع والعشرين ؛ وإن كان الشهر ثلاثين تكون ليلة الثامن والعشرين ؛ وهكذا قوله e : " لخامسة تبقى " إما ليلة الخامس والعشرين أو السادس والعشرين ، وهكذا ؛ فينبغي لطالب ليلة القدر أن يجتهد في العشر كلها ليواطئ ليلة القدر بإذن الله تعالى ؛ فليلة القدر خير مما قد يعمره الإنسان من عمر ، فهي خير من ثلاث وثمانين سنة وثلث ليس فيها ليلة القدر ، وأعمار الأمة بين الستين والسبعين ، فهي خير من عمرك كله يا ابن آدم ؛ فعلى العاقل أن لا يضيع في هذه الليالي وقته ، بل يغتنمها في طاعة الله تعالى ، عسى أن ينال من فضل الله تعالى ما لا يشقى معه أبدًا ؛ وقد كان النبي e يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر منها : الاعتكاف ، والاجتهاد في العبادة مع اعتزال النساء ، وإحياء الليل ، وإيقاظ أهله ؛ فقد روى أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة عَنْ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ e يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ؛ وفي الصحيحين عنها - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ e إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ. والمئزر بكسر الميم مهموز ، هو الإزار ؛ والمعنى : أنه e اجتهد في العبادات زيادة على عادته في غيرها ، يقال : شددت لهذا الأمر مئزري ، أي : تشمرت له وتفرغت ، وقيل : هو كناية عن اعتزال النساء للاشتغال بالعبادات ، ولا يمتنع أن تكون لتأكيد الاجتهاد . وقولها : أَحْيَا اللَّيْلَ : أى استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها ، ويحتمل إحياء غالبه . وقولها : وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ : أي أيقظهم للصلاة في الليل ، وليجتهدوا في العبادة زيادة على العادة .
فيؤخذ من هذه الأحاديث : استحباب زيادة العبادات في العشر الأواخر من رمضان ، واستحباب إحياء لياليه بأنواع الطاعات ، من اعتكاف وصلاة وتلاوة وذكر ودعاء وغيرها .
ها نحن أوشك أن يدخل علينا عشر الجد والاجتهاد ، عشر لو فات المرء ما فيها من الخير فهو المحروم ، فنعوذ بالله من ذلك ، فلنجتهد ما استطعنا لنفوز بما فيها من الخير .
روى أحمد والنسائي بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة t قال : قال رسول الله e : " أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فَرَضَ اللهُ U عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ " .
والله الكريم أسأل أن يوفقنا والمسلمين لنيل هذا الفضل ، وأن لا يجعلنا من المحرومين ، آمين .