محمد محمود إبراهيم عطية
Member
مع العشر الأخيرة
للعشر الأواخر من رمضان فضل على غيرها من الليالي ، ويرجع ذلك لفضل ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ليس فيها ليلة قدر ، إنها ليلة هي خير مما قد يعمره الإنسان من عمر ، فهي خير من ثلاث وثمانين سنة وثلث ليس فيها ليلة القدر ، وأعمار الأمة بين الستين والسبعين ، فهي خير من عمرك كله يا ابن آدم . قال ابن عطية - رحمه الله : وهي في الأوتار بحسب الكمال والنقصان في الشهر، فينبغي لمرتقبها أن يرتقبها من ليلة عشرين في كل ليلة إلى آخر الشهر ، لأن الأوتار مع كمال الشهر ، ليست الأوتار مع نقصانه ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لثالثة تبقى لخامسة تبقى ، لسابعة تبقى " ، وقال : " التمسوها في الثالثة والخامسة والسابعة والتاسعة " .
قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر من رمضان بزيادة جهد واجتهاد ؛ ففي صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ . وفي الصحيحين عنها - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ . و المئزر بكسر الميم مهموز ، هو الإزار . والمعنى أنه e اجتهد في العبادات زيادة على عادته في غيرها ، يقال : شددت لهذا الأمر مئزري ، أي : تشمرت له وتفرغت ، وقيل : هو كناية عن اعتزال النساء للاشتغال بالعبادات ، ولا يمتنع أن تكون لتأكيد الاجتهاد . وقولها : أَحْيَا اللَّيْلَ : أى استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها ، ويحتمل إحياء غالبه . وقولها : وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ : أي: أيقظهم للصلاة في الليل ، وليجتهدوا في العبادة زيادة على العادة .
فيؤخذ من هذه الأحاديث : استحباب زيادة العبادات في العشر الأواخر من رمضان ، واستحباب إحياء لياليه بأنواع الطاعات ، من اعتكاف وصلاة وتلاوة وذكر ودعاء وغير ذلك تعرضا لما جعله الله تعالى من الرحمة والفضل والخير في هذه العشر ..
ها نحن - أيها القارئ الكريم - قد دخلنا في عشر الجد والاجتهاد ، عشر لو فات المرء ما فيها من الخير فهو المحروم ، فنعوذ بالله من ذلك ، روى أحمد والنسائي بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فَرَضَ اللهُ عز وجل عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ". والله المسئول أن يوفقنا والمسلمين لنيل هذا الفضل ، وأن لا يجعلنا من المحرومين ، آمين .
للعشر الأواخر من رمضان فضل على غيرها من الليالي ، ويرجع ذلك لفضل ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ليس فيها ليلة قدر ، إنها ليلة هي خير مما قد يعمره الإنسان من عمر ، فهي خير من ثلاث وثمانين سنة وثلث ليس فيها ليلة القدر ، وأعمار الأمة بين الستين والسبعين ، فهي خير من عمرك كله يا ابن آدم . قال ابن عطية - رحمه الله : وهي في الأوتار بحسب الكمال والنقصان في الشهر، فينبغي لمرتقبها أن يرتقبها من ليلة عشرين في كل ليلة إلى آخر الشهر ، لأن الأوتار مع كمال الشهر ، ليست الأوتار مع نقصانه ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لثالثة تبقى لخامسة تبقى ، لسابعة تبقى " ، وقال : " التمسوها في الثالثة والخامسة والسابعة والتاسعة " .
قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر من رمضان بزيادة جهد واجتهاد ؛ ففي صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ . وفي الصحيحين عنها - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ . و المئزر بكسر الميم مهموز ، هو الإزار . والمعنى أنه e اجتهد في العبادات زيادة على عادته في غيرها ، يقال : شددت لهذا الأمر مئزري ، أي : تشمرت له وتفرغت ، وقيل : هو كناية عن اعتزال النساء للاشتغال بالعبادات ، ولا يمتنع أن تكون لتأكيد الاجتهاد . وقولها : أَحْيَا اللَّيْلَ : أى استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها ، ويحتمل إحياء غالبه . وقولها : وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ : أي: أيقظهم للصلاة في الليل ، وليجتهدوا في العبادة زيادة على العادة .
فيؤخذ من هذه الأحاديث : استحباب زيادة العبادات في العشر الأواخر من رمضان ، واستحباب إحياء لياليه بأنواع الطاعات ، من اعتكاف وصلاة وتلاوة وذكر ودعاء وغير ذلك تعرضا لما جعله الله تعالى من الرحمة والفضل والخير في هذه العشر ..
ها نحن - أيها القارئ الكريم - قد دخلنا في عشر الجد والاجتهاد ، عشر لو فات المرء ما فيها من الخير فهو المحروم ، فنعوذ بالله من ذلك ، روى أحمد والنسائي بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فَرَضَ اللهُ عز وجل عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ". والله المسئول أن يوفقنا والمسلمين لنيل هذا الفضل ، وأن لا يجعلنا من المحرومين ، آمين .