مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف...8)

إنضم
19/09/2004
المشاركات
85
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
1-يوسف الصديق عليه السلام
بدأت معالم الشخصية الفذة في يوسف عليه السلام من صباه. فلقد أحبه أبوه عليه السلام أشد الحب وأعمقه . وما ذلك إلالشيء توسمه فيه،وتميزبه عن سائرأخوته.وقدسبب له ذلك محنا طوالا؛اكانت بمثابة الجانب الاخر ذي السمه القاسيه من جانبي التربيه. فارق أبويه وهوفي سن مبكرة جد اً، وذاق ألم الاغتراب وهو في سن الثانيه عشرةمن عمره. ليس هذا فحسب بل إن ألم العبوديه قداجتمع إلى ألم الاغتراب ليشكلا شبحا مظلما في نفس يوسف الصغير السن كان كافيا بأن يترك آثارا نفسية متعددة تكون كفيلة بتذويب شخصيته إلى الحضيض . لكن عناية الله كانت مع يوسف عليه السلام في محنه كلها . وهو دليل على نبوته ، وعلى أن الله تعالى يتولى حفظ أنبيائه وعباده المؤمنين من صغرهم ، ويدل أيضا على خطورة التربية المنا هضة للفطرة ؛ حيث إن الله تعالى لم يترك فطر أنبيائه تدنس وتسودها الأفعال المشينة ؛ إنهم يحملون رسالة الله إلى الناس ؛ وذلك يعني أيضا مواجهة أهل الباطل والشر بكل مكرهم وجبروتهم وطغيانهم وجميع قوتهم ؛مما يستدعي وجود نفوس نظيفة قوية تعرض الحق عرضا صحيحا وتتحمل ماتلقاه من عنت ومشقة إلى أن يتضح {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِأَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(165)لَكِنْ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا(166)}( )
إن المرحلة التي مر بها يوسف عليه السلام" مرحلة الاغتراب والعبودية ! وفي سن مبكرة وفي بيت يعج بالرفاهية وبجانب امرأة ذات منصب وجمال " لهي مرحلة تحيط بها الفتن من كل جانب ، ولايتأتى لشخصية عادية أن تتجاوزها بسلام وتنجو من غوائلها ؛ فمن هذه الشخصية التي تجاوزت تلك المرحلة البالغة الصعوبة ؟ ماالسمة التي تميزت بها طيلة عمرها في أيام الشدة والرخاء ؟ الأمر الذي يزداد بسببه التأثير، وقوة التحريك بقابلية النفوس للتصديق بالرسالة التي يحملها ... ولايتأتى للدعاية المضادة أن تصل إلى ماتريد، والقابلية للتصديق عنصر أساسي فى العمل الإعلامي حتى إن نجاح الكذب فى العمل الدعائي يرتبط بعدم اكتشافه..,,( )
 
حياك الله بين إخوانك
كم نحن بحاجة إلى مثل هذه المواضيع آمل منكم إتحافنا بالمزيد .
 
عودة
أعلى