معنى لفظة علقة

إنضم
02/02/2006
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
جاء فى حديث القرآن عن أطوار خلق الإنسان لفظة (علقة) و قد فسرها كل من قرأت له من المفسرين المتقدمين و المتأخرين بأنها دم أو دم جامد و نحو ذلك ...
إلا أننى كنت قد قرأت لموريس بوكاى و هو طبيب فرنسى دخل فى الإسلام أنه لا يوجد فى أطوار الجنين طور الدم الجامد و لكنه فسرها بتعلق النطفة (على ما أذكر) فى جدار الرحم
فأى التفسيرين هو الصحيح؟
و هذا يقود إلى سؤال آخر و هو هل إذا اتفقت أقوال السلف أو أكثرهم على تفسير معين فينبغى قبوله حتى و لو تعارض مع الحقائق المكتشفة ؟
و من ذلك أيضا تفسير بعض السلف لقوله تعالى (فوجدها تغرب فى عين حمئة) بأن الشمس تغرب فى عين ذات حمأة وهي الطين الأسود و إن كان قد و قع خلاف بينهم فى ذلك و لكن هذا أيضاً يخالف الحقائق
فما هو الصواب أفادكم الله
 
أولاً:
السادة المفسرون والحقائق العلمية:

السؤال: هل يخالف السلف بعض الحقائق العلمية ؟
الجواب بسؤال: هل السلف بشر يخطئون ؟


السؤال: هل يوجد في القرآن الكريم ما يخالف الحقائق العلمية ؟
الجواب:
لا توجد حقيقة علمية قطعية خالفت نصاً صريحاً في القرآن الكريم، والتحدي قائم.
الثاني: لا ينبغي جعل (النظرية) العلمية (حقيقة) علمية.

وأضرب على هذا مثلاً..
كانت أقوى النظريات العلمية (بدرجة ما يسميه بعضهم: حقيقة علمية) حول نشوء الجنين هي نظرية الجنين القزم، كما تنبت الشجرة الصغيرة إلى أن تكبر. وتنازَعَ في شأنها العلماء: هل الإنسان يوجد كاملاً في الحيوان المنوي للرجل، أم كاملاً في دم حيض المرأة بعدَ أن ينعقد بسبب ماء الرجل ؟
فبحسب الأولى: الجنين يكون جاهزاً في الحيوان المنوي، ولكنه صغير الحجم، لا ينمو إلا في تربة خصبة (الرحم).
أما الثانية: الجنين يتخلق من دم الحيض، ثم يقوم المني بعقده. كما تفعل الأنفحة بالحليب (اللبن)، فتعقده وتحوله إلى جبن.. فليس للمني دور، سوى أنه ساعد كمساعدة الأنفحة للحليب في صنع الجبن (التخثير كالجبن).
ولم يقل أحد من علماء الغرب الموثوق بعلمهم، إن الجنين ناتج عن التقاء الحيوان المنوي للرجل مع بويضة المرأة قبل سنة 1775م. وتم تأكيد هذه النظرية في بداية القرن العشرين عند اكتشاف الكروموسومات.
بينما القرآن الكريم سبق إلى تقرير ذلك، بأن أكد أن الجنين يتكون بسبب النطفة الأمشاج (المختلطة) بين نطفة الرجل، وبويضة المرأة. قال تعالى: " إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا " [الإنسان: 2]. وبيَّن أنه ينتقل من طَور إلى طَور: " مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا " [نوح: 13، 14]. ولم يكن جنيناً قزماً كما اشتهر في الزمن الماضي، خاصة وقت نزول القرآن الكريم وبعده بمئات السنين.

لقد كانت نظرية (الجنين القزم) راسخة كأنها حقيقة ثابتة لا جدال فيها. وهذا لم يمنع العلماء الأكارم من تقديم النص القرآني عليها. قال ابن حجر في مقدمة شرحه لكتاب القدر في صحيح البخاري: " وزعم كثير من أهل التشريح: أن مني الرجل لا أثر له في الولد، إلا في عقده. وأنه إنما يتكون من دم الحيض، وأحاديث الباب تُبطِلُ ذلك ". انظر: فتح الباري11/480.
وقال ابن القيم: " الجنين يُخلق من ماء الرجل وماء المرأة، خلافاً لمن يزعم من الطبائعيين، أنه إنما يخلق من ماء الرجل وحده ". انظر: تحفة المودود، ص 272.
وقال القرطبي: " بَيَّنَ الله تعالى في هذه الآية [يقصد قوله تعالى في سور الحجرات: " إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ (13) " ] أنه خلق الخلق من الذكر والأنثى.. وقد ذهب قوم من الأوائل، إلى أن الجنين إنما يكون من ماء الرجل وحده، ويتربى في رحم الأم ويستمد من الدم الذي يكون فيه.. والصحيح: أن الخلق إنما يكون من ماء الرجل والمرأة؛ لهذه الآية، فإنها نصٌّ لا يحتمل التأويل ". انظر: الجامع لأحكام القرآن 16/342.

قلت: من هنا يتبين أن علماء الإسلام يقدمون الثابت من النصوص، على الظني من النظريات العلمية. كما يدل على قوة رأي علماء التشريح ـ في ذلك الزمان ـ الذين قالوا بنظرية الجنين القزم. وقوة ذلك الرأي، لم تمنع علماءنا من تقديم النص القطعي على النظرية العلمية الظنية.. وفي ذلك درس بليغ لمن يتصدى للبحث في الإعجاز العلمي، فالأولوية للنص القرآني ولابد أن العلم سيكشف أن النص القرآني هو الأحكَم والأعلم. " أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " ؟ [الملك: 14].

=====================

ثانياً:
العلق:


الفيصل هو معنى " علق " لغة:

قال الجوهري:
" العَلَقُ: الدمُ الغليظُ، والقطعة منه عَلَقَةٌ.. والعَلَقُ: الذي تُعَلَّقُ به البَكرةُ من القامة ".

والزبيري: " العَلَقُ، مُحرَّكةً الدَّمُ عامَّةً، أو الشَّديدُ الحُمْرَةِ، أو الغَليظُ، أو الجامِدُ، القِطْعَةُ منه بهاءٍ، وكلُّ ما عُلِّقَ، والطينُ الذي يَعْلَقُ باليَدِ ".

إذاً..
بحسب اللغة العربية: العلق هو كل ما يعلَق.
ولا يوجد ما يمنع أن يكون العلق هو الدم الجامد و المتعلق.

فشرط التناقض عدم إمكانية الجمع، والجمع متحقق هنا.


ويشكل موضوع (العلق) في القرآن الكريم حساسية دفعت أحد القساوسة لتحريف العهد القديم، فقال:

" أقول لك هذه الآيات القرآنية، أليست هي: سورة المؤمنون 12 ـ 14 "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة (المني أي الحيوان المنوي) في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة (قطعة الدم التي يتكون منها الجنين) فخلقنا العلقة مضغة (قطعة من اللحم) فخلقنا المضغة عظما فكسونا العظم لحما ثم أنشأناه خلقا آخر..." وسورة النحل 4 "خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين" وسورة الحج 5 "... فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مُخَلَّقَةٍ لنبين لكم، ونُقر في الأرحام ما نشاء، إلى أجل مسمى، ثم نخرجكم طفلا، ثم لتبلغوا أشُدَّكُم.." وسورة القيامة37 "ألم يك نطفة من مًنِيِّ يُمنَى" والواقع يا عزيزي أن القرآن ليس أول من ذكر أطوار خلقة الإنسان، وإليك الحقيقة:
من الكتاب المقدس: (في سفر أيوب 1 / 8ـ12) "يداك كونتاني وصنعتاني كلي... إنك جبلتني كالطين... ألم تَصُبَّني كاللبن (السائل المنوي)، وخثرتني كالجبن (أي صار كياني مثل قطعة الجبن)، كسوتني جلدا ولحما، فنسجتني بعظام وعصب، منحتني حياة ورحمة، وحفظت عنايتك روحي". {كتب سفر أيوب بما يزيد عن (2000) سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 2600 سنة}
(مز139/ 13ـ16) "... نسجتني في بطن أمي، أحمدك لأنك صنعتني بإعجازك المدهش، لم تختفِ عنك عظامي حينما صنعتُ في الرحم، أبدعتني هناك في الخفاء رأتني عيناك عَلَقَةً وجنينا وقبل أن تخلق أعضائي كُتِبَتْ في سفرك يوم تصورتها" {كتبت المزامير بما يزيد عن 500 سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 1100 سنة}..
ألا ترى معي أن الإسلام لم يأت بجديد، بل أخذ عن الكتاب المقدس ما قاله قبل القرآن بما يزيد عن 2600 سنة ؟؟!! ".


الجواب: قام القمص زكريا بطرس بتحريف في النص الذي استشهد به من المزامير (كعادته !!).
وحتى تتكون نظرة متكاملة للموضوع، سيتم نقل النص من العهد القديم:
فالنص من المزامير [139/13-16] كما يلي: " (13) لأنك أنت اقتنيت كليتيّ. نسجتني في بطن أمي.(14) أحمدك من أجل أني قد امتزت عجبا.عجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا.(15) لم تختف عنك عظامي حينما صنعت في الخفاء ورقمت في أعماق الأرض.(16) رأت عيناك أعضائي وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت إذ لم يكن واحد منها ".
أين عبارة: " صنعتني بإعجازك المدهش " ؟ و " الرحم " ؟ و " علقة " ؟ و " جنيناً " ؟
كيف يتجرأ رجل دين ـ يعِظ الناس من خلال وسائل الإعلام يومياً ـ على التحريف والزيادة على كلام ربه، وتحوير الكلام فيضيف تلك الكلمات ؟

نعم، لقد شكلت كلمة (علق) لهم عقدة نقص
انظر:
http://55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=716


=================
ثالثاً:
العين الحمئة:

بالنسبة لموضوع العين الحمئة، لو بحثت في الإنترنت لوجدت عشرات الردود عليها.
ملخصها:

1. القرآن الكريم لم يقل إن الشمس تطلع من عين حمئة، بل نقل وَصْفَ ذي القرنين لمشهد شروق الشمس. ولهذا قال: " وَجَدَهَا " ولم يُثبِت ذلك على أنه حقيقة كونية. فلا يجوز نسبة قول ذي القرنين وتعبيره البلاغي، إلى ما يرشد إليه القرآن الكريم من حقائق العقائد، والشواهد الكونية.
وما قال ذو القرنين ليس فيه ما يخالف العقل، لأنك إذا كنت متجهاً غرباً وأمامك جبل، فإنك سوف تجد الشمس تغرب خلف الجبل.. قطعاً لا يفهم أحد من ذلك أن الشمس تختبئ حقيقة خلف الجبل. وإن كان الذي أمامك بحيرة، فستجد الشمس تغرب في البحيرة.
وذو القرنين وصل إلى العين وقت غروب الشمس، فوجدها تغرب في تلك العين.. وعندما نقول: وجدها تغرب خلف الجبل أو وجدها تغرب في العين، فذلك الأمر بنسبة له.
الآية ليست مطلقة المعنى، بل مقيدة بشخص ذي القرنين.
كما سبق بيانُه، فإن ما رآه ذو القرنين لم يكن غروباً حقيقياً في العين الحمئة، ودليل ذلك أيضاً: أن سياق القصة ـ عقلاً ـ، ينفي إيمانه أن الشمس تغرب في عين حمئة لسببين:
الأول: ذو القرنين كان يتحدث مع السكان الموجودين قرب تلك العين الحمئة، فلو كان يقصد أن الشمس تدخل في العين حقيقة، فهل سيتكلم مع قوم حول الشمس الساخنة، ويعيشون حياة طبيعية ؟
الثاني: لما وصل ذو القرنين إلى مطلع الشمس، يفترض به ـ بحسب تلك الشبهة ـ أن يجد الشمس تطلع من عين حمئة بدلاً من أن يجدها تطلع على قوم. فلماذا قال: إنها طلعت على قوم، ولم يقل أشرقت من عين حمئة ؟
2. قال تعالى ـ بعد تلك الآية الكريمة ـ : " حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) ".
ذو القرنين وجدها تطلع على قوم.. هل يفهم أحد من ذلك أنها تطلع على ظهورهم ؟! أو أنها ملامسة للقوم؛ لأن الله جل جلاله يقول: " وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ " ؟ الواضح أنها بنسبة لذي القرنين كانت تطلع على أولئك القوم ـ هذه الآية أيضاً مقيدة بما رأى ذو القرنين ـ، وما ينطبق على هذه الآية، ينطبق على التي قبلها.
3. " مغرب الشمس " هل هو ظرف زمان، أم ظرف مكان ؟
من الجائز أن: " مَغْرِبَ الشَّمْسِ " هنا يقصد بها: الوقت واللحظة التي تغرب فيها الشمس، كالمغرب المذكور في الحديث الشريف: " إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ خَلَا مِنْ الْأُمَمِ، مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ.. ". [1]
فيكون المعنى: ذو القرنين وصل إلى العين الحمئة، وقت الغروب. فوجد الشمس تغرب في تلك العين.. ثم وصل إلى قوم آخرين وقت شروقها.
4. لم تقل أيُّ الشعوب على وجه الأرض، أن الشمس حين تغرب تدخل داخل بئر. ولو فهم العربُ ذلك من القرآن لأنكروه.
5. غروب الشمس لا يعني دخولها في الأرض ـ حتى في تعبيرنا الحالي ـ. وفي لغة العرب: غربت الشمس، وغربت القافلة، وغربت السفينة تأتي بمعنى واحد، وهو: اتجهت غرباً. فعندما نقول: غرب طير في البحيرة، وغربت الطائرة في المحيط، وغربت السفينة في البحر، وغربت الشمس في البحيرة.. يعني اتجهت غرباً ـ بالنسبة للشخص الذي ينظر إليها ـ. ولا يعني أنها دخلت في البحيرة. [2]
وسؤال أخير إلى أولئك (الأعاجم): هل كلمة (sunset) الإنجليزية والتي تعني حرفياً: " الشمس جلست ". تفيد أن المتكلمين بالإنجليزية ـ للآن ـ يظنون أن الشمس تجلس في البحر، أو على قمة الجبل، أو على الأفق ؟


=================
[1] رواه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ما ذكر عن بني إسرائيل (3459) عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ مرفوعاً. وذُكِر مثله في الحديث الطويل لتميم الداري رضي الله عنه مع الجساسة الذي رواه مسلم في الفتن.. باب قصة الجساسة (2942) حيث وردت عبارة: " فَلِعِبَ بِهِمُ المَوْجُ شَهْرَاً فِيْ البَحْرِ، ثُمَّ أرْفِئوا إِلى جَزِيْرَةٍ فِيْ البَحْرِ، حَتَّى مَغْرِبَ الشَّمْسِ.. ". وورد في لسان العرب لابن منظور 1/638 (غرب): " ولقيته مغرب الشمس ومغيربانها ومغيرباناتها أي: عند غروبها.. والمغرب في الأصل: موضع الغروب، ثم استعمل في المصدر والزمان ".

[2] وتأمل الكلام العلمي للفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب21/142:
" ثبتَ بالدليل أن الأرض كرة، وأن السماء محيطة بها، ولا شك أن الشمس في الفلك.. ومعلوم أن جلوس قوم في قرب الشمس غير موجود. وأيضاً الشمس أكبر من الأرض بمرات كثيرة، فكيف يعقل دخولها في عين من عيون الأرض ؟ إذا ثبت هذا فنقول: تأويل قوله: " تَغْرُبُ فِيْ عَيْنٍ حَمِئَةٍ " من وجوه.. أن ذا القرنين لما بلغ موضعها في المغرب ولم يبق بعده شيء من العمارات، وجد الشمس كأنها تغرب في عينٍ وهدةٍ مظلمةٍ ـ وإن لم تكن كذلك في الحقيقة ـ كما أن راكب البحر يرى الشمس كأنها تغيب في البحر إذا لم ير الشط، وهي في الحقيقة تغيب وراء البحر.. قال أهل الأخبار: إن الشمس تغيب في عين كثيرة الماء والحمأة، وهذا في غاية البعد، وذلك لأنا إذا رصدنا كسوفاً قمرياً فإذا اعتبرناه ورأينا أن المغربيين قالوا: "حصل هذا الكسوف في أول الليل"، ورأينا المشرقيين قالوا: "حصل في أول النهار"، فعلمنا أن أول الليل عند أهل المغرب هو أول النهار الثاني عند أهل المشرق، بل ذلك الوقت الذي هو أول الليل عندنا فهو وقت العصر في بلد، ووقت الظهر في بلد آخر، ووقت الضحوة في بلد ثالث، ووقت طلوع الشمس في بلد رابع، ونصف الليل في بلد خامس. وإذا كانت هذه الأحوال معلومة بعد الاستقراء والاعتبار، وعلمنا أن الشمس طالعة ظاهرة في كل هذه الأوقات كان الذي يقال: إنها تغيب في الطين والحمأة كلاماً على خلاف اليقين، وكلام الله تعالى مبرَّأ عن هذه التهمة ".
 
لا تناقض بين ما قاله المفسرون و بين ما قاله " موريس بوكاي " - الطبيب الفرنسي الذي أسلم من مدة طويلة بفضل الله - فكلاهما قال إنها شئ يعلق بشئ ،
فقد قال الإمام القرطبي (ت 671 هـ) في تفسيره " الجامع لأحكام القران " :

( قوله تعالى: { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ } يعني ابن آدم.
{ مِنْ عَلَقٍ } أي من دمٍ؛ جمع عَلقة، والعلقة الدّم الجامد؛ وإذا جرى فهو المسفوح. وقال: «مِنْ عَلَق» فذكره بلفظ الجمع؛ لأنه أراد بالإنسان الجمع، وكلهمْ خُلِقوا من عَلَق بعد النطفة.
والعَلَقة: قطعة من دمٍ رَطْب، سميت بذلك لأنها تعلَق لرطوبتها بما تَمُر عليه، فإذا جفت لم تكن عَلقة. قال الشاعر:
تركناه يَخِر على يديه يمج عليهما عَلَق الوَتِينِ ) . انتهى
- و الفارق بين القولين هو في صفة تلك القطعة العالقة ،
و هو ما يعود إلى الفرق بين العلوم الدنيوية المكتسبة و المكتشفة في العصرين اللذين عاش فيه صاحبا القولين


* و يظل اللفظ القرآني صادقا في وصفها ب " العلق " و ال " علقة " ،
و صالحا لمخاطبة أهل كل زمان بما يعرفونه و يفهمونه تبعا لمعارفهم و مداركهم ،
و لا يوجد فيه تناقض بين مدلول آياته و بين أي حقيقة كونية أبدا ،
و إلا فالخطأ في الفهم أو في الفرضية المدعاة
،

{ ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير } . [ سورة الملك : 14 ] .
صدق الله العظيم .
 
العلق.......العلقة.
العلقة دودة تكون عادة في الماء وقد تشربها الدابة فيما تشرب وتعلق بحنجرتها فتعيش على امتصاص دم الحيوان...وقد رأيتها عن قرب فهي على شكل مستطيل كالأصبع..ولونها داكن بين الحمرة والسواد...ولو بعجت هذه الدودة لسال منها دم كثير....فكأنها كيس من دم فقط.
وموريس بوكاي حضرت له في فاس عندما تكلم عن هذا المعنى ولا زالت عبارته عالقة بذهني وهو يقول العلقة:qui s'accroche.وجعل أصابع كفه كأنها مسامير مثلا تريد أن تنفذ في جسم ما....
يقصد العالقة بجدار الرحم...
فلو كان المراد التشبيه بالعلقة فهاهنا أربع وجوه ممكنة:
-الشكل المستطيل.
-اللون.
- الاحتواء على الدم.
-الالتصاق والعلوق.

موريس بوكاي لا يعترض إلا على الوجه الثالث...وفي هذه الحالة أيضا يعترض فقط على الدم الموصوف بالجمود...
وقد رجعت إلى بعض التفاسير فوجدت فيها: قطعة جامدة من الدم.
فصفة الجمود ترد إذن وصفا للمحتوي وللمحتوى معا.
واعتراض بو كاي على الثاني فقط فيما يظهر لي..
وعلى كل حال الجهة منفكة فلا يتوارد النفي والإثبات على شيء واحد فلا تعارض ...والحمد لله .
والله أعلم.
 
أبو عبد المعز قال:
العلق.......العلقة.
العلقة دودة تكون عادة في الماء وقد تشربها الدابة فيما تشرب وتعلق بحنجرتها فتعيش على امتصاص دم الحيوان...وقد رأيتها عن قرب فهي على شكل مستطيل كالأصبع..ولونها داكن بين الحمرة والسواد...ولو بعجت هذه الدودة لسال منها دم كثير....فكأنها كيس من دم فقط.
وموريس بوكاي حضرت له في فاس عندما تكلم عن هذا المعنى ولا زالت عبارته عالقة بذهني وهو يقول العلقة:qui s'accroche.وجعل أصابع كفه كأنها مسامير مثلا تريد أن تنفذ في جسم ما....
يقصد العالقة بجدار الرحم...
فلو كان المراد التشبيه بالعلقة فهاهنا أربع وجوه ممكنة:
-الشكل المستطيل.
-اللون.
- الاحتواء على الدم.
-الالتصاق والعلوق.

موريس بوكاي لا يعترض إلا على الوجه الثالث...وفي هذه الحالة أيضا يعترض فقط على الدم الموصوف بالجمود.............................................................

----------------------------------------------------------

ذكر الإمام القرطبي - فيما نقلته في مشاركتي أعلاه - : و العلقة : الدم الرطب.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الذي طرحته يا أخ قتادة السكندري ... (هل إذا اتفقت أقوال السلف أو أكثرهم على تفسير معين فينبغى قبوله حتى و لو تعارض مع الحقائق المكتشفة ؟).
في نظري أنه سؤال مهم جدا ... ويحتاج إلى إجابة مستفيضة ... ذلك أن بعض الباحثين يرون حجية قول السلف في كل شيء، وبخاصة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ...
والصواب - والله أعلم - أنه إذا تعارض القول مع الحقيقة العلمية فإنه لا يجب الأخذ به، بل إن الحقيقة العلمية قد ترجح قولا ، أو ترد قولا من الأقوال ..
أما ما يتعلق بموضوع العلقة ... فطالما أن العلماء أنكروا أن يكون الجنين في يوم ما دما جامدا، فلا داعي للقول به ... ويبقى لفظ العلقة لفظا مشتركا - من حيث اللغة - فيصح إطلاقه على الدم الجامد، والشيء الذي يعلق ... وتفسر الآية بما يتناسب مع الحقيقة العلمية .. والله أعلم.
 
ينبغي عدم الركون إلى ما يسمى " حقيقة علمية " إلا إذا كانت حقيقة واقعة فعلا لا ادعاء ، و هذا في المعارف أو المكتشفات في العلوم الدنيوية ،

مثال ما يقال عن قوة و صلابة خيوط نسيج بيت العنكبوت ، فهو هراء ،
و إلا لصح القول بأن الرماد ( الفحم أو الكربون ) أصلب من الحديد ، بدعوى أن " الماس " هو " كربون " تكون تحت ضغط جوى هائل !

- بل إن هناك ما كاد يستقر حقيقة علمية مسلَمة ، و هو هبوط الإنسان بمركبة الفضاء على سطح القمر ،
و انبرى بعض علمائنا برمي من يشكك فيه من مشايخنا بضعف و ضحالة معرفتهم بالعلوم الحديثة ، و ينشر ذلك دليلا على إلمامه - هو - بها ، تيها و فخرا ! ،

ثم يأتي التشكيك فيما ادعاه الأمريكان من نزول أحدهم على القمر - من علماء فلك أور بيين نشروا ذلك و أعلنوه ،
و لم يستطع الأمريكان إلى الآن تقديم حجة لهم !!

فلنتأمل ذلك و لنعتبر به .
 
((خلق الإنسان من علق))
والمقصود من هذه الجملة الكريمة بيان مظهر من مظاهر قدرته - تعالى - فكأنه - سبحانه - يقول : إن من كان قادراً على أن يخلق من الدم الجامد إنساناً يسمع ويرى ويعقل . . قادر على أن يجعل منك - أيها الرسول الكريم - قارئاً ، وإن لم تسبق لك القراءة .
تفسير سورة العلق
 
السلام عليكم
بروفيسور كيث مور صاحب مرجع The developing human
كتب مقالا حول دقة اللفظة و كيفية مشابهة هذا الطور للدودة كما ذكر الأخ أبو عبد المعز
العلقة دودة تكون عادة في الماء وقد تشربها الدابة فيما تشرب وتعلق بحنجرتها فتعيش على امتصاص دم الحيوان...وقد رأيتها عن قرب فهي على شكل مستطيل كالأصبع..ولونها داكن بين الحمرة والسواد...ولو بعجت هذه الدودة لسال منها دم كثير....فكأنها كيس من دم فقط.
2806alsh3er.gif

المصدر
Embryology in Qur'an
 
عودة
أعلى