معنى قوله تعالى في سورة النجم : ( ثم دنا فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى )

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الآية رقم (9) من سورة النجم
قوله تعالى : { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}
أي :
ثم دنا جبريل من الأرض فتدلى في الهواء ، حتى إذا سكن روع محمد ، قرب منه جبريل مسافة لم تزد على مقدار قوسين .

هذه الآية من المواضع التي يحتاج تحرير معناها إلى صياغة واضحة ، وقد حررت المعنى كما ترى ، فإن كان صوابا فالحمد لله وحصل المقصد ، وإن كان غير ذلك فأرجو التصويب .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
 
السلام عليكم
النزلة الأولى
استوى جبريل عليه السلام فرآه الرسول محمد عليه الصلاة والسلام على صورته بالأفق الأعلى ...
ثم دنا .....
هل دنا حتى رآه الرسول من مسافة قريبة وهو على هذا الحجم الهائل ؟
ربما لا !
إذن لكى نفهم لابد من تصور كامل !!
فالمسألة ليست طىّ المسافة فقط ؛ولكن الحجم أيضا طرأ عليه تغيير
والصياغة ... قاب قوسين ؛ لادليل على كونها خاصة بالمسافة البينيّة ؛حيث لم يشر السياق ولا يُفهم منه أنها مسافة بينهما.
وفى السياق لادليل على أن الرسول رُوّع ثم سكن روعه .
والملاحظ أيضا أن ماحدث هو عكس مانراه فى الماديات ؛
فالمادة -كالطائرة - نراها كبيرة وهى قريبة على الأرض ؛ وعندما تطير وترتفع نراها صغيرة جدا
ولكن الملاك رآه الرسول يسد الأفق ثم دنا فتناقص حجمه -إن جاز القول - مع قربه من الأرض ؛
والله أعلم
وعلى هذا فإنى أرى -كما ترى -أن هذا مما يجب تحريره تحريرا علميا دقيقا .
 
الأخ الكريم مصطفى سعيد ، اطلعت على تعليقكم حول معنى الآية ، وأشكركم على جهدكم ،
وقولكم بأنه لا دليل على كونها خاصة بالمسافة بينهما ، أقول : بل لا دليل على غير ذلك !
ولفظ الآية وسياقها يدل على ذلك ، والله أعلم بمراده .
وقولكم بأن لا دليل في السياق على أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد راعاه وهاله منظر جبريل في صورته الحقيقة ، فصحيح ، لكن تحرير المعنى يقتضي ذكره ، لذا تجد أن بعض المفسرين قد ذكره كالقرطبي - رحمه الله - حيث قال :
«فاستوى» يعني جبريل على ما بينا؛ أي ارتفع وعلا إلى مكان في السماء بعد أن علم محمدا صلى الله عليه وسلم، قاله سعيد بن المسيب وابن جبير. وقيل: «فاستوى» أي قام في صورته التي خلقه الله تعالى عليها؛ لأنه كان يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة الآدميين كما كان يأتي إلى الأنبياء، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم أن يريه نفسه التي جبله الله عليها فأراه نفسه مرتين: مرة في الأرض ومرة في السماء؛ فأما في الأرض ففي الأفق الأعلى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم بحراء، فطلع له جبريل من المشرق فسد الأرض إلى المغرب، فخر النبي صلى الله عليه وسلم مغشيا عليه. فنزل إليه في صورة الآدميين وضمه إلى صدره، وجعل يمسح الغبار عن وجهه؛ فلما أفاق النبي صلى اللهعليه وسلم قال: «يا جبريل ما ظننت أن الله خلق أحدا على مثل هذه الصورة» . فقال: يا محمد إنما نشرت جناحين من أجنحتي وإن لي ستمائة جناح سعة كل جناح ما بين المشرق والمغرب. فقال: «إن هذا لعظيم» فقال: وما أنا في جنب ما خلقه الله إلا يسيرا، ولقد خلق الله إسرافيل له ستمائة جناح، كل جناح منها العصفور الصغير؛ دليله قوله تعالى: «ولقد رآه بالأفق المبين» «التكوير: 23» وأما في السماء فعند سدرة المنتهى، ولم يره أحد من الأنبياء على تلك الصورة إلا محمدا صلى الله عليه وسلم. وقول ثالث أن معنى «فاستوى» أي استوى القرآن في صدره. وفيه على هذا وجهان: أحدهما في صدر جبريل حين نزل به عليه. الثاني في صدر محمد صلى الله عليه وسلم حين نزل عليه. وقول رابع أن معنى «فاستوى» فاعتدل يعني محمدا صلى الله عليه وسلم. ....انتهى كلامه رحمه الله .
وفي صحيح البخاري
كتاب بدء الخلق.
باب: إذا قال أحدكم: آمين، والملائكة في السماء، فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه
3060 - حدثنا قتيبة: حدثنا أبو عوانة: حدثنا أبو إسحاق الشيباني قال: سألت زر بن حبيش عن قول الله تعالى: {فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى}. قال: حدثنا ابن مسعود: أنه رأى جبريل، له ستمائة جناح .
3063 - حدثني محمد بن يوسف: حدثنا أبو أسامة: حدثنا زكرياء بن أبي زائدة، عن ابن الأشوع، عن الشعبي، عن مسروق قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: فأين قوله: {ثم دنا فتدلى. فكان قاب قوسين أو أدنى} قالت: ذاك جبريل، كان يأتيه في صورة الرجل، وإن أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته، فسد الأفق
3063 - حدثني محمد بن يوسف: حدثنا أبو أسامة: حدثنا زكرياء بن أبي زائدة، عن ابن الأشوع، عن الشعبي، عن مسروق قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: فأين قوله: {ثم دنا فتدلى. فكان قاب قوسين أو أدنى} قالت: ذاك جبريل، كان يأتيه في صورة الرجل، وإن أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته، فسد الأفق .
وأشاركك الرأي مرة أخرى في أن الآية بحاجة إلى مزيد تأمل وتدبر ، وأسأل الله أن يفتح عليك والمسلمين لخدمة كتابه ، ويعظم لك الأجر .
 
لقداختلف بعض المفسرون في المراد من "ذو مرة" فقالوا أنه القوي وهذا لا يستقيم مع الآية السابقة فلا يقال: شديد القوى ذو قوة وقالوا أن المراد من المرة صحة الجسم وسلامته وقيل حسن المنظر وليس لهذا أي علاقة بلاحق الكلام كما أنه مندرج في سابقه والذي أميل إليه هو أن المراد من "ذو مرة" ليس صحة الجسم أو حسن المنظر وإنما هول الحجم أي أنه ذو حجم هائل محكمولقد قال بهذا القول قتادة فقال: "ذو خلق طويل حسن" فالله يقول أن جبريل شديد القوى عظيم البنيان

فاستوى عظيم البنيان هذا ظاهرا بحجمه وبهيئته وهو بالأفق الأعلى, وظل على هذا الحال فترة (بدليل استعمال: ثم) حتى يراه النبي جيدا ثم دنا فتدلى

وبعض المفسرون يرون أن الدنو هو القرب والتدلي هو النزول من أعلى إلى أسفل, ومن ثم فيقولون أن الآية من المقلوب لأنه من المفترض أن ينزل أولا من الأفق الأعلى ثم يقترب من الرسول الكريم ولاداعى لقلب كلام الله بدون دليل

ثم إن جبريل (دنا فتدلى) وهو أسلوب عربي مقلوب تقوله العرب في كلامها؛ لأن التدلي يكون قبل الدنو، وأصل الكلام على لغة العرب تدلى فدنا، لكن هذا أسلوب تستخدمه العرب في كلامها، يقول الرجل: أحسن إلي فزارني، ويقولون: زارني فأحسن إلي، وكلا المعنيين واحد، وتقول: فلان أساء إلي فشتمني، وتقول: شتمني فأساء إلي" ا.هـ
ولست أدري ما المبرر لقلب الكلام فما المانع أن يكون اقترب من الرسول ثم تدلى؟! أي أن الرسول مثلا كان يراه أمامه في السماء على بعد مسافة ما فأخذ جبريل في الاقتراب من النبي الكريم وهو على نفس الارتفاع حتى صار تقريبا فوق الرسول! ثم نزل من أعلى إلى أسفل (تدلى) عندما اقترب من الرسول,فكان قاب قوسين أو أدنى!


 
السلام عليكم
ولست أدري ما المبرر لقلب الكلام فما المانع أن يكون اقترب من الرسول ثم تدلى؟! أي أن الرسول مثلا كان يراه أمامه في السماء على بعد مسافة ما فأخذ جبريل في الاقتراب من النبي الكريم وهو على نفس الارتفاع حتى صار تقريبا فوق الرسول! ثم نزل من أعلى إلى أسفل (تدلى) عندما اقترب من الرسول,فكان قاب قوسين أو أدنى!
لعلك أخى الكريم تتكرم وتزيد فكرتك وضوحا
هل تقصد أن المسافة طويت أولا وهو على حجمه الكامل الذى فسرت به معنى " ذو مرة فاستوى " .... ثم بدأ هذا الحجم فى التناقص حتى أصبح كحجم الانسان الطبيعى ؟
 
الآية رقم (9) من سورة النجم
قوله تعالى : { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}
أي : ثم دنا جبريل من الأرض فتدلى في الهواء ، حتى إذا سكن روع محمد ، قرب منه جبريل مسافة لم تزد على مقدار قوسين .

اخي / محمد عبد الله ال الاشرف - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحيح كلامك اخي / محمد ، فجبريل عليه السلام اقترب من رسول الله صلى الله عليه وسلم (مسافة ) لكنها ليست مقدار قوسين ، بل هي (قاب قوسين ) فهناك فرق القاب ثابت (لسهولة تفصيله ) والمتغير هي الاقواس .

تحرير معنى قاب - مقاييس اللغة ( ابن فارس) لها معنين
1- قاب بمعني (قيد ) فالكلمة فيها ابدال وقلب (فالباء مبدله من دال ) (والالف منقلبه من ياء)
2- الثاني وهو ان ( القاب) مابين المقبض والسيه.

والجميل في الامر ، ايه معنى شئت او اخترت فناتج بعد المسافه متساوي
اولا : مقدار المسافة بالمعنى الاول ( القيد )
قال تعالى (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) . المعنى ، فكان قيد قوسين ،
القيد هو الوتر المشدود على طول القوس (بين السيتان ) ، فاذا افترضنا ان طول قيد القوس (قاب ) هو متر واحد ، فتصبح المسافه مجموع القوسين (الايه اخبرت بقوسين) ، فيكون قياس بعد المسافه هو :
قيد القوس الاول (متر واحد - افتراضا ) + قيد القوس الثاني (متر واحد ) = 2 متر

ثانيا: مقدار المسافة بالمعنى الثاني(القاب هو مابين المقبض والسيه )
1 - نتعرف اولا على معنى (السيه ) هي الفتحه او النتوء الذي يشد فيه وتر القوس
2- الان ، لكل قوس ( سيتان )
3- والقوس الواحد له (قابان) .. تذكر ان القاب هو المسافه بين المقبض والسيه فقط
4- اخبرتنا الايه الكريمه ان البعد هو ( قاب قوسين ) مجموع قابات القوسين هو:(4)
5- القوس الاول ( قاب 50cm + قاب 50cm) ، بينهما المقبض.
6- القوس الثاني (قاب 50cm +قاب 50cm ) ، بينهما المقبض.
7- (بينهما المقبض ) يدخل في القياس لان المقصود هو طول القيد.
8- فيكون مجموع الاربع قابات =(2 متر ) بالضبط.
9- وعليه بعد المسافه بالمعنى الاول = بعد المسافه بالمعنى الثاني
10- فالمعنى الاول طول القاب كان ، متر(افتراضا) ، وعلى المعنى الثاني كان طول القاب فيه (نصف متر ) ولكن الناتج كان واحد او متساوي .
11- ختاما هل يمكننا ،التوفيق بين المعنى الاول (القيد) والمعنى الثاني بقولنا : ان القاب هو قيد القوس مسافته او طوله مابين المقبض والسيه


ملاحظة :
افتراضي لمسافه ( المتر ) لغرض التوضيح فقط ، فالعرب قديما ،يعرفوا جيدا قدر هذه المسافه او طول (القاب ) فهو ثابت عندهم ، وقد ندرك ايضا من الايه تعلقهم الكبير بادوات الرمي وحبهم للفروسيه ، ولابد ان نشير هنا لحديث حبيبنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الا ان القوة الرمي ) .

والله اعلم
 
عودة
أعلى