معنى قوله تعالى في سورة الحشر : ( بأسهم بينهم شديد )

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
ورد في بعض كتب التفسير أن معنى قوله تعالى ( بأسهم بينهم شديد ) أي : عداوتهم فيما بينهم شديدة ....
أليس هذا المعنى بعيد ولا يلتأم مع السياق ؟!
وأن المعنى والله أعلم بمراده : وإذا لم يروا عدوا نسبوا أنفسهم إلى الشدة والقوة !
فيكون معنى الآية على هذا : لا يجتمعون على قتالكم في أرض مفتوحة ، ولكنهم قد يقاتلونكم حين يكونون في حصون مكينة ، أو حين يكونون مستترين بحوائط يتوارون خلفها ، وهم حين لا يرون عدوا ، ينسبون أنفسهم إلى الشدة والقوة ، تحسبهم - يا محمد - مجتمعين على رأي رجل واحد ، وهم في حقيقتهم مختلفين في نياتهم ، متفرقين في مواقفهم ، لا يعقلون أن من كان هذا حاله ، فهو خاسر مدحور .
 
ورد في بعض كتب التفسير أن معنى قوله تعالى ( بأسهم بينهم شديد ) أي : عداوتهم فيما بينهم شديدة ....
أليس هذا المعنى بعيد ولا يلتأم السياق به ؟!
وأن المعنى والله أعلم بمراده : وإذا لم يروا عدوا نسبوا أنفسهم إلى الشدة والقوة ! انظر العباب الزاخر .
فيكون معنى الآية على هذا : لا يجتمعون على قتالكم في أرض فضاء ، ولكنهم يقاتلونكم حين يكونون في حصون منيعة ، أو حين يكونون مستترين بحوائط يتوارون خلفها ، وهم حين لا يرون عدوا ، ينسبون أنفسهم إلى الشدة والقوة ، تحسبهم - يا محمد - مجتمعين على رأي رجل واحد ، وهم في حقيقتهم مختلفون في نياتهم ، متفرقون في مواقفهم ، لا يعقلون أن من كان هذا حاله ، فهو خاسر مدحور .
 
جاء في التفسير الكبير للإمام فخر الدين الرازي ما نصه :
وفيه ثلاثة أوجه :

أحدها : يعني أن البأس الشديد الذي يوصفون به إنما يكون إذا كان بعضهم مع بعض ، فأما إذا قاتلوكم لم يبق لهم ذلك البأس والشدة ؛ لأن الشجاع يجبن ، والعز يذل عند محاربة الله ورسوله .

وثانيها : قال مجاهد : المعنى أنهم إذا اجتمعوا يقولون : لنفعلن كذا وكذا ، فهم يهددون المؤمنين ببأس شديد من وراء الحيطان والحصون ، ثم يحترزون عن الخروج للقتال فبأسهم فيما بينهم شديد ، لا فيما بينهم وبين المؤمنين .

وثالثها : قال ابن عباس : معناه : بعضهم عدو للبعض ، والدليل على صحة هذا التأويل قوله تعالى : ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ) يعني تحسبهم في صورتهم مجتمعين على الألفة والمحبة ، أما قلوبهم فشتى ؛ لأن كل أحد منهم على مذهب آخر ، وبينهم عداوة شديدة ، وهذا تشجيع للمؤمنين على قتالهم . وقوله : ( ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) فيه وجهان :

الأول : أن ذلك بسبب أنهم قوم لا يعقلون ما فيه الحظ لهم .

والثاني : لا يعقلون أن تشتيت القلوب مما يوهن قواهم .
 
أشكرك أخي إبراهيم المجيدي ، وأدعو الله أن يجزيك عني خيرا
ولا يخفاك أخي الحبيبأن الآية في اليهود ، وأن الشدة المنسوبة إليهم جاءت بعد ذكر الاجتماع ، والاجتماع ينفي العداوة ، وكلمة بأس جاءت في المعاجم بمعنى الشدة والقوة ، وبمعنى العداوة ، وكذلك بمعنى الخوف ، وقد كانت عداوة يهود المدينة تابعة لعداوة الأوس والخزرج ، حيث انحاز بعضهم للأوس ، وانحاز آخرون للخزرج ، ثم أن مقدم النبي المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) إلى المدينة حول عداء الأنصار إلى إخاء ، فخسرت يهود بعد هذا مكاسب عظيمة كانت تعود عليهم من ذلك العداء الذي كانوا يؤججونه بين أهل المدينة ، ولا يذكر التاريخ بعدها عداء مستفحلا بين اليهود يظهر حينا بعد حين ، والعداوة الشديدة - على افتراض أنها المعنى المراد - جاءت في سياق القتال ، ولا تكون حينها إلا عن شجاعة ، واليهود أبعد الناس عن الشجاعة ...ولكن اللائق بهم أن تكون شجاعتهم حين يجتمعون فيما بينهم ، فتسمع حين ذاك وعيدهم المؤمنين بالقتل ، و ترى إظهارهم الحماسة لقتالهم ، كأنهم على قلب رجل واحد في ذلك ، فإذا حضروا ساحة الوغى تفرقوا وتشتتوا ، وهكذا حال الجبناء ، واليهود أليق الناس بالجبن ! والله أعلم . يقول القنوجي : ( بأسهم بينهم شديد ) بالكلام والوعيد ، والمعنى أنهم إذا انفردوا نسبوا أنفسهم إلى الشدة والبأس ، وإذا لاقوا عدوا ذلوا وخضعوا وانهزموا ، وقيل : أن بأسهم بالنسبة لأقرانهم شديد ....، والأول أولى لقوله : ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ) فإنه يدل على أن اجتماعهم إنما هو في الظاهر مع تخالف قلوبهم في الباطن ، وهذا التخالف هو البأس الذي بينهم ، الموصوف بالشدة ، والجملة حالية أو مستآنفة للإخبار بذلك . انتهى كلامه .
 
الآيه ربما تحتمل أكثر من معنى
شكر الله لك أخي الكريم ووفقك إلى كل خير ,,,,,,,
 
عودة
أعلى