محمد محمود إبراهيم عطية
Member
الحوار هو الرجوع بالقول على من تكلم ، وهو المجاوبة ، يقال : كلَّمته فما رَجَعَ إِلَـيَّ حَوَارًا وحِوارًا ومُحاوَرَةً وحَوِيرًا ومَحُورَةً ، بضم الحاء بوزن مَشُورَة ، أَي : جوابًا . وأَحارَ علـيه جوابه : ردَّه . وَأَحَرْتُ له جوابًا وما أَحارَ بكلمة ، والاسم من الْمُحَاوَرَةِ الحَوِيرُ ، تقول : سمعت حَوِيرَهما وحِوَارَهما . والمُحَاوَرَةُ : المجاوبة . والتَّحاوُرُ : التجاوب ؛ ولم يُحِرْ جوابًا ، أَي : لم يرجع ولم يَرُدَّ . وهم يَتَـحاوَرُون أَي يتراجعون الكلام . والمُحَاوَرَةُ : مراجعة الـمنطق والكلام في الـمخاطبة ( 1 ) ؛ وقال ابن عطية : المحاورة مراجعة القول ومعاطاته ( 2 ) .
وعلى ذلك فكل حديث بين اثنين أو أكثر على سبيل المراجعة والمجاوبة يسمى حوارًا ، وفي التنزيل : { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً } إلى قوله تعالى : { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } ( الكهف : 34 : 37 ) . قال ابن جرير : يخاطبه ، وقال ابن كثير : يجادله ويخاصمه ، وقال ابن حجر : يراجعه ، وقال القرطبي : أي يراجعه في الكلام ويجاوبه ، والمحاورة المجاوبة والتحاور التجاوب ( 3 ) . والقول بأن يجادله ويخاصمه ليس له في اللسان أصل يدل على الحوار ، غير مُسَلَّمٍ ؛ لأن هذا المعنى مفهوم من سياق الحوار ، وبين الجدال والحوار عموم وخصوص ، فكل جدال حوار ولا عكس ( 4 ) .
فالحوار بهذا المعنى هو : مجاوبة بين طرفين أو أكثر حول قضية ما بهدف الوصول إلى وجه الحق فيها .
--------------------------
1 - انظر لسان العرب باب الراء فصل الحاء ، ومختار الصحاح ( ح و ر ) ،
2 - المحرر الوجيز : 14 / 336 من مطبوعات رئاسة المحاكم الشرعية والشئون الدينية بدولة قطر .
3 - انظر تفسير ابن جرير : 15 / 247 ، وتفسير ابن كثير : 3 / 84 ، وتفسير القرطبي : 10 / 403 ، ومقدمة فتح الباري ص 109.
4 - كما ذهب إليه د عبد العزيز التويجري في ( الحوار والتفاعل من منظور إسلامي ) ص10 .
وعلى ذلك فكل حديث بين اثنين أو أكثر على سبيل المراجعة والمجاوبة يسمى حوارًا ، وفي التنزيل : { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً } إلى قوله تعالى : { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } ( الكهف : 34 : 37 ) . قال ابن جرير : يخاطبه ، وقال ابن كثير : يجادله ويخاصمه ، وقال ابن حجر : يراجعه ، وقال القرطبي : أي يراجعه في الكلام ويجاوبه ، والمحاورة المجاوبة والتحاور التجاوب ( 3 ) . والقول بأن يجادله ويخاصمه ليس له في اللسان أصل يدل على الحوار ، غير مُسَلَّمٍ ؛ لأن هذا المعنى مفهوم من سياق الحوار ، وبين الجدال والحوار عموم وخصوص ، فكل جدال حوار ولا عكس ( 4 ) .
فالحوار بهذا المعنى هو : مجاوبة بين طرفين أو أكثر حول قضية ما بهدف الوصول إلى وجه الحق فيها .
--------------------------
1 - انظر لسان العرب باب الراء فصل الحاء ، ومختار الصحاح ( ح و ر ) ،
2 - المحرر الوجيز : 14 / 336 من مطبوعات رئاسة المحاكم الشرعية والشئون الدينية بدولة قطر .
3 - انظر تفسير ابن جرير : 15 / 247 ، وتفسير ابن كثير : 3 / 84 ، وتفسير القرطبي : 10 / 403 ، ومقدمة فتح الباري ص 109.
4 - كما ذهب إليه د عبد العزيز التويجري في ( الحوار والتفاعل من منظور إسلامي ) ص10 .