ما معنى: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)؟
قال الشيخ ابن عثيمين:
الكلمات هنا تحتمل أنها الكلمات الكونية والقدرية، والكلمات الشرعية، فإن الإنسان يستعيذ بكلمات الله الشرعية، بالقرآن مثلاً، كالتعوذ بسورة الفلق، وسورة الناس.
ويتعوذ بالآيات الكونية وهي: أن الله -عز وجل- يحميه بكلماته الكونية من الشيطان الرجيم.
وقوله: (من شر ما خلق) يدخل فيه النفس؛ فإن النفس مما خلق الله، ولها شرور كما جاء في خطبة الحاجة: (أعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا)
=============
لكن أنا عندي اجتهاد آخر والله أعلم بصحته
التعوذ بكلمات الله تدلنا على صفة الله المتكلم
لأن الله متكلم: فقد جعل الله هذه الصفة عند خلقه - وجعل الله كلام خلقه نافذا
فبالكلام يكون البيع والشراء والزواج والطلاق وبالكلام تقام الحروب أو تنهى
وبالكلام يكون التواصل والتفاهم ولولا الكلام لم يستطع البشر الوصول لأدنى درجات العلم
فبالكلام وصل الانسان لهذا التطور والبناء والتكنلوجيا
كل هذا بالنسبة لكلام البشر - جعل الله كلام البشر نافذا بالكون
فكيف بكلام رب البشر
وبالمناسبة كلام البشر تسبيح وهو من كلام رب البشر
فكما تقول أن القمر نرى فيه اسم الله النور والهادي والجميل
وكذلك الإنسان حين يتكلم نرى فيه صفة الله المتكلم
====
الآن لو أنه دخل رجل إلى سلطان عظيم وهو خائف من عدو قوي - فما إن جثا بين يدي السلطان قال بصوت عالي ( أعوذ بملك السلطان وأمره )
يقصد بذلك الاعتراف بعظمة ملك هذا السلطان وأن ملكه يستطيع ان يحميه
وأن أمر السلطان نافذ لا يرد إذا أصدر أمرا بحمايته
====
ولعل هذا هو المعنى في ( أعوذ بكلمات الله )
أي أعوذ بأمر الله لأن أمر الله نافذ لا يرد
ومنه ( إنما أمره إذا أردا شيئا أن يقول له كن فيكون )
إذا لا يصح أن التعوذ بكلمات الله يقصد به القرآن الكريم أبدا - فلا يوجد علاقة بين كلمات القرآن والتعوذ بها فكيف أتعوذ بقصة يوسف في القرآن مثلاً ؟؟ هذا غريب
والراجح لدي أعوذ بكلمات الله أي أمر الله النافذ في الكون
ولعلك تجد إجابة هذا الدعاء من خلال الكلمات أيضاً
فقد تدخل في مصيبة فتتعوذ بكلمات الله - فيأتي شخص ذو سلطة عالية يتكلم بكلمات
فينقذك من مصيبتك
وهذه الكلمات التي تكلمها هي كلمات الله - لأنه لولا الله لم يستطع أن يتكلم
كما تقول عن الطعام هو رزق الله - وكما تقول عن المال هو مال الله
وكما يقول الإنسان عن القوة أنها قوة الله يقصد بذلك ( وإليه يرجع الأمر كله )
وهذا معنى أن كلمات ذاك الرجل هي كلمات الله
هذه نظرة في الكون تجعلك ترى كل شيء من الله
وهذا معنى الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
والله اعلم
===============
ودليل صحة ما قلته السياق
أنت تستطيع أن تقول أعوذ بالرحمن الرحيم
أو تقول أعوذ برحمة الله
وتستطيع أن تقول أعوذ بالله القدير
أو تقول أعوذ بقدرة الله
وتستطيع ان تقول أعوذ بالله المتكلم
أو تقول أعوذ بكلمات الله
ولكن المشكلة أنه ( يأتي زمان على الناس لا يبقى من الاسلام إلا اسمه )
ويخشى مع تقدم الزمن أن تصبح المفاهيم الاسلامية شركية
فمثلاً لازلنا لليوم نفهم معنى إذا قال رجل أنا أريد أن أعطي 50 ألفاً لله
جميعنا يفهم أي بتصدق لله وليس عندنا أي التباس بالمعنى
لكن ماذا يحدث في المستقبل عندما تأتي الأجيال القادمة وتقرأ هذه العبارات ويفهمون أن يضعوا خمسين ألفاً على الجبل ويقولون يا رب خذها هذه لك
وللأسف فقد وصل أهل الكتاب سابقا لهذا الفهم السقيم – فهم كانوا يضعون القربان على الجبل ويقولون يارب خذ هذا القربان
وقد أوضح لنا الله في القرآن في حكم الأضاحي حتى لا يستشكل المعنى على من يدخلون الدين
فقال ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم )
====================================
الآن كيف أصبح التعوذ بكلمات الله معنى شركي
الجواب عندما نفهم أن التعوذ بها يعني القرآن
فتسألني كيف ذلك
أقول لك مثلا أمي عندها مودة ورحمة وهذه المودة والرحمة من الله فإذا أنا أردت ان أتعوذ رحمة الله هل أقصد التعوذ بامي
أمي هي نتيجة لمعنى رحمة الله
نحن نرى في الحديد والجبل قوة الله وقدرته وعظمته فإذا قلت أعوذ بقدرة الله وعظمته هل أفهم أني أتعوذ بالجبل والحديد
وأيضا نحن نرى في القرآن صفة الله المتكلم فهل إذا تعوذت بكلمات الله يقصد بها أن نتعوذ بالقرآن أي بحروف
فمثلاً كيف أعوذ بهذه الآية ( خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه )
القرآن كتاب أوامر لتتبعه وتنجو به وليس كتاب تمائم لتعلقه في البيت والسيارة وفي رقبتك
لو أني أعطيت إنسان خريطة لينجو من متاهة كبيرة فيها وحوش عظيمة فأخذ هذه الخريطة وفتحها أمام الوحوش وقال أعوذ منكم بهذه الورقة ألا تقول أنه أحمق
وهذا على كل إنسان يفهم أن التعوذ بالقرآن يكون هكذا
والله اعلم
قال الشيخ ابن عثيمين:
الكلمات هنا تحتمل أنها الكلمات الكونية والقدرية، والكلمات الشرعية، فإن الإنسان يستعيذ بكلمات الله الشرعية، بالقرآن مثلاً، كالتعوذ بسورة الفلق، وسورة الناس.
ويتعوذ بالآيات الكونية وهي: أن الله -عز وجل- يحميه بكلماته الكونية من الشيطان الرجيم.
وقوله: (من شر ما خلق) يدخل فيه النفس؛ فإن النفس مما خلق الله، ولها شرور كما جاء في خطبة الحاجة: (أعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا)
=============
لكن أنا عندي اجتهاد آخر والله أعلم بصحته
التعوذ بكلمات الله تدلنا على صفة الله المتكلم
لأن الله متكلم: فقد جعل الله هذه الصفة عند خلقه - وجعل الله كلام خلقه نافذا
فبالكلام يكون البيع والشراء والزواج والطلاق وبالكلام تقام الحروب أو تنهى
وبالكلام يكون التواصل والتفاهم ولولا الكلام لم يستطع البشر الوصول لأدنى درجات العلم
فبالكلام وصل الانسان لهذا التطور والبناء والتكنلوجيا
كل هذا بالنسبة لكلام البشر - جعل الله كلام البشر نافذا بالكون
فكيف بكلام رب البشر
وبالمناسبة كلام البشر تسبيح وهو من كلام رب البشر
فكما تقول أن القمر نرى فيه اسم الله النور والهادي والجميل
وكذلك الإنسان حين يتكلم نرى فيه صفة الله المتكلم
====
الآن لو أنه دخل رجل إلى سلطان عظيم وهو خائف من عدو قوي - فما إن جثا بين يدي السلطان قال بصوت عالي ( أعوذ بملك السلطان وأمره )
يقصد بذلك الاعتراف بعظمة ملك هذا السلطان وأن ملكه يستطيع ان يحميه
وأن أمر السلطان نافذ لا يرد إذا أصدر أمرا بحمايته
====
ولعل هذا هو المعنى في ( أعوذ بكلمات الله )
أي أعوذ بأمر الله لأن أمر الله نافذ لا يرد
ومنه ( إنما أمره إذا أردا شيئا أن يقول له كن فيكون )
إذا لا يصح أن التعوذ بكلمات الله يقصد به القرآن الكريم أبدا - فلا يوجد علاقة بين كلمات القرآن والتعوذ بها فكيف أتعوذ بقصة يوسف في القرآن مثلاً ؟؟ هذا غريب
والراجح لدي أعوذ بكلمات الله أي أمر الله النافذ في الكون
ولعلك تجد إجابة هذا الدعاء من خلال الكلمات أيضاً
فقد تدخل في مصيبة فتتعوذ بكلمات الله - فيأتي شخص ذو سلطة عالية يتكلم بكلمات
فينقذك من مصيبتك
وهذه الكلمات التي تكلمها هي كلمات الله - لأنه لولا الله لم يستطع أن يتكلم
كما تقول عن الطعام هو رزق الله - وكما تقول عن المال هو مال الله
وكما يقول الإنسان عن القوة أنها قوة الله يقصد بذلك ( وإليه يرجع الأمر كله )
وهذا معنى أن كلمات ذاك الرجل هي كلمات الله
هذه نظرة في الكون تجعلك ترى كل شيء من الله
وهذا معنى الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
والله اعلم
===============
ودليل صحة ما قلته السياق
أنت تستطيع أن تقول أعوذ بالرحمن الرحيم
أو تقول أعوذ برحمة الله
وتستطيع أن تقول أعوذ بالله القدير
أو تقول أعوذ بقدرة الله
وتستطيع ان تقول أعوذ بالله المتكلم
أو تقول أعوذ بكلمات الله
ولكن المشكلة أنه ( يأتي زمان على الناس لا يبقى من الاسلام إلا اسمه )
ويخشى مع تقدم الزمن أن تصبح المفاهيم الاسلامية شركية
فمثلاً لازلنا لليوم نفهم معنى إذا قال رجل أنا أريد أن أعطي 50 ألفاً لله
جميعنا يفهم أي بتصدق لله وليس عندنا أي التباس بالمعنى
لكن ماذا يحدث في المستقبل عندما تأتي الأجيال القادمة وتقرأ هذه العبارات ويفهمون أن يضعوا خمسين ألفاً على الجبل ويقولون يا رب خذها هذه لك
وللأسف فقد وصل أهل الكتاب سابقا لهذا الفهم السقيم – فهم كانوا يضعون القربان على الجبل ويقولون يارب خذ هذا القربان
وقد أوضح لنا الله في القرآن في حكم الأضاحي حتى لا يستشكل المعنى على من يدخلون الدين
فقال ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم )
====================================
الآن كيف أصبح التعوذ بكلمات الله معنى شركي
الجواب عندما نفهم أن التعوذ بها يعني القرآن
فتسألني كيف ذلك
أقول لك مثلا أمي عندها مودة ورحمة وهذه المودة والرحمة من الله فإذا أنا أردت ان أتعوذ رحمة الله هل أقصد التعوذ بامي
أمي هي نتيجة لمعنى رحمة الله
نحن نرى في الحديد والجبل قوة الله وقدرته وعظمته فإذا قلت أعوذ بقدرة الله وعظمته هل أفهم أني أتعوذ بالجبل والحديد
وأيضا نحن نرى في القرآن صفة الله المتكلم فهل إذا تعوذت بكلمات الله يقصد بها أن نتعوذ بالقرآن أي بحروف
فمثلاً كيف أعوذ بهذه الآية ( خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه )
القرآن كتاب أوامر لتتبعه وتنجو به وليس كتاب تمائم لتعلقه في البيت والسيارة وفي رقبتك
لو أني أعطيت إنسان خريطة لينجو من متاهة كبيرة فيها وحوش عظيمة فأخذ هذه الخريطة وفتحها أمام الوحوش وقال أعوذ منكم بهذه الورقة ألا تقول أنه أحمق
وهذا على كل إنسان يفهم أن التعوذ بالقرآن يكون هكذا
والله اعلم