عبدالعزيز الداخل
New member
- إنضم
- 26/11/2007
- المشاركات
- 429
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
فإن ما نشهده في هذا العصر من تطور في وسائل تقنية المعلومات بتسارع مذهل وتنوع مدهش وتأثير كبير يضيف إلى القائمين بالدعوة إلى الله تعالى مسؤولية عظيمة في الإفادة من هذه الوسائل والمجالات المتاحة.
وقد قام عدد غير قليل من أهل العلم والفضل والمعتنين بالدعوة ببذل ما يستطيعون في هذا المجال، ومن ذلك إنشاء مواقع إلكترونية كثيرة العدد ومتقاربة الأهداف ومتنوعة الأساليب، وكانت تلك المواقع على درجات متفاوتة؛ فمنها ما هو متقن في جوانب كثيرة ومنها ما هو دون ذلك.
وبعد انتشار تقنية الانترنت بسنوات يسيرة اجتهدت بعض الكليات والجامعات والمؤسسات والمنظمات العالمية المتخصصة في تقنية المعلومات في وضع معايير لتقييم مواقع الانترنت في جانبي جودة العمل التقني وجودة المحتوى، وكثرت الكتابة في هذا المجال حتى قُرِّرَ بعضها في بعض المناهج الجامعية المتخصصة في تقنية المعلومات .
ونظراً لما للمواقع الإسلامية والدعوية من خصوصية تقتضي تميزها عن سائر المواقع بمعايير إضافية حرصت في هذا البحث المختصر على اقتراح معايير متكاملة لتقييم المواقع العلمية والدعوية.
وقبل الشروع في ذكر هذه المعايير أود أن أذكر بعض المقدمات المهمة:
أولاً: إن المستهدف ببيان هذه المعايير فئتان:
الأولى: أصحاب المواقع الدعوية والعلمية لتساعدهم في التعرف على جوانب القوة لدى مواقعهم فيحافظوا عليها وينموها، ويعرفوا جوانب الضعف والنقص والخلل فيصلحوا ما يمكنهم إصلاحه.
الفئة الثانية: مَن يعنيهم تقييم المواقع الدعوية لغرض دعمها وإعانة القائمين عليها بما يستطاع من وسائل الدعم والإعانة تحقيقاً لقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}
فالمتخصص في تقنية المعلومات يمكنه أن يمدَّ أصحاب تلك المواقع بجملة من إجراءات التصحيح والإصلاح لما يلحظه من مواضع النقص والخلل، والمتخصص في الإدارة كذلك، والمتخصص في برامج التصميم والعرض كذلك، وكذلك سائر التخصصات التي تعين أصحاب تلك المواقع على حسن القيام بمهام مواقعهم لتؤدي أهدافها المرجوة.
وكذلك الجهات الرسمية والأهلية التي يعنيها رعاية بعض المواقع الدعوية والتعاون معها في أي مجال من مجالات التعاون بما ينمي العمل الدعوي ويصحح مساره.
ثانياً: إن تحقيق الكمال في الجودة عزيز جداً، بل لا يكاد يبلغه أحد، وليس الغرض من هذه المعايير التثريب على أصحاب تلك المواقع الفاضلة ، وإنما قصدت أن أبين لهم العناصر التي تعين على اكتشاف جوانب القوة والضعف ليقوموا بما يمكنهم من التصحيح والتهذيب والتحسين.
وقد يكون الخلل في مواضع يسيرة يكفي في إصلاحه جهد يسير تكون له فوائد كثيرة بإذن الله تعالى.
ثالثاً: إن لبعض المواقع خصوصية في بعض العناصر تقتضي مخالفة ما اشتهر من درجات الجودة فيه لتعارضها مع عناصر أخرى أولى بالاعتبار، ومنها على سبيل المثال: تعارض عنصر الأمان مع عنصر المرونة فالمبالغة في أحدهما تؤثر سلباً على الآخر، وهما مطلبان مهمان وتعتمد نسبة التوازن بينهما على خصوصية الموقع.
رابعاً: قد يكون لبعض المواقع ما تختص به من أمور تقتضي وضع معايير إضافية تتميز بها عن غيرها.
خامساً: العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية، فمن وجد في موقعه نقصاً أو خللاً فليعمل على تكميله.
سادساً: معايير الجودة تتعلق بجوانب متعددة واختصاصات علمية مختلفة من أهمها: تقنية المعلومات ، وعلم الإدارة ، والتخطيط، والأنظمة القانونية، والتصميم ، ولذلك حرصت على استشارة من أعرف من أصحاب تلك الاختصاصات وقد أفادني بعضهم ببعض الملحوظات فعدلت على هذه العناصر بما ينبغي تعديله.
ويبقى استشارة أصحاب الخبرة العملية والمهارات الإدارية للإفادة من نقدهم وتقويمهم للخروج بمعايير علمية معتمدة نرجو أن ينفع الله بها.
وقد رأيت أن تكون الاستشارة عامة ويشارك فيها أصحاب المواقع العلمية والدعوية لتحقيق المصلحة العامة.
سابعاً: هذه المعايير مفتوحة المصدر ، بمعنى أن من أراد أن يأخذ هذا البحث ويخصصه بما يوافق احتياج موقعه فله ذلك، وإن أحب أن ينضم إلى فريق إعداد هذه المعايير فعلى الرحب والسعة ، وباب الانضمام مفتوح لكل من يسهم بإضافة يجيزها الفريق الاستشاري.
(التخصيص (customization) مصطلح يراد به تطويع المنتج بالتعديل عليه حتى يوافق الاحتياج بدقة).
وهذا البحث يحتاج إلى تتميم وإضافات وتحسين من المتخصصين في عدد من التخصصات النافعة في علوم تقنية المعلومات والإدارة والتخطيط والتصميم وغيرها ، فلذلك آمل من كل من يجد في نفسه قدرة على الإسهام في تحسين هذه المعايير وزيادة التفصيل فيها ، وتوضيح آليات تطبيقها أن يوافيني بما يرغب في نشره من ذلك لتعم الفائدة.
وقد خصص هذا الموضوع هنا ليكون النسخة المتجددة لهذه المعايير.
وسيقوم بعض أعضاء فريق الإعداد بإدارة ملف التعديل ليبقى - بإذن الله - متجدداً ومتعدد الإصدارات بما يوافق ما تتوصل إليه التقنية في مجال برمجة وتصميم وإدارة المواقع ، مع الإرشاد إلى ما يعين أصحاب المواقع العلمية على تحقيق هذه المعايير بخطوات علمية مشروحة وميسرة.
والله تعالى الموفق والمستعان.
داوفع وضع معايير لجودة المواقع العلمية
1: الدعوة إلى إحسان العمل العلمي والدعوي وتجويده ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) رواه أبو يعلى والطبراني من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً، وصححه الألباني.
2: تعريف أصحاب المواقع بما يعينهم على تحقيق معايير الجودة.
3: الدعوة إلى التعرف على المعوقات التي أثرت في وجود عوامل نقص مشتركة لدى كثير من المواقع العلمية والدعوية ، ودراسة هذه العوامل دراسة جادة لغرض الإصلاح والقيام بما يكفي لتغطية النقص وسد الخلل وتقويم العمل فيها، وإنتاج منتجات عامة تلبي احتياجات المواقع العلمية.
4: التواصي برفع كفاءة المواقع العلمية والدعوية وتعميم ثقافة تحقيق معايير الجودة.
[line]-[/line]
لتقييم المواقع جملة من المعايير العامة ينيغي مراعاتها تتفاضل في أهمية تحقيقها ، ومنها:
1: اسم الموقع
• تتميز بعض النطاقات بسمات منها: الاختصار والسهولة والشهرة والتميز وحسن الدلالة على المحتوى، وكلما كان الموقع مراعياً هذه السمات كان أقرب لتحقيق الجودة في هذا المعيار.
2: تاريخ الإنشاء
• تفيد معرفة تاريخ إنشاء الموقع في أمور مهمة منها:
أ: قياس عمر الموقع ، ومقدار خبرة القائمين عليه.
ب: قياس مدى سير الموقع في تحقيق أهدافه المعلنة عند إنشائه.
• ويستحسن أن يكون تاريخ إنشاء الموقع ظاهراً في الصفحة الأولى أو في قسم التعريف بالموقع.
3: التخصص
• المجالات الدعوية والعلمية متنوعة ، وتحديد التخصص الذي يضطلع به الموقع يفيد في تحديد المعايير الخاصة بذلك التخصص.
• علماً بأن وجود بعض الأقسام العامة (التكميلية) في الموقع لا ينافي التخصص، لكن ينبغي أن يكون تركيز الموقع على مجال تخصصه.
4: الرسالة
• من المهم أن تكون رسالة الموقع ظاهرة للزوار ، ومحددة المعالم، وتكون صياغتها علمية وفق قواعد علم الإدارة.
5: الرؤية
• يفيد هذا العنصر في التعرف على تطلعات صاحب الموقع لما يؤمل أن يكون عليه موقعه.
6: الأهداف
• وضوح الأهداف وقابليتها للتحقيق ومرحليتها يعين على نجاح الموقع.
ولذلك ينبغي أن تكون أهداف الموقع :
أ: معلنة.
ب: ومحددة.
ج: وممكنة التحقيق،.
د: ومقيسة.
هـ: ومرحلية.
• وإذا كان الموقع يسير تصاعدياً في سبيل تحقيق أهدافه فهو موقع ناجح.
7: الشهرة
• شهرة الموقع من المعايير المهمة في تقييم الموقع ، ويمكن معرفة مدى شهرة الموقع بوسائل منها:
أ: رتبة الموقع في المواقع العالمية التي تقيس شهرة المواقع ومن أشهرها: (أليكسا، وقوقل بيج رانك).
ب: عدد الأعضاء المسجلين في الموقع تسجيلاً حقيقياً.
ج: عدد الزوار اليومي والشهري والسنوي للموقع.
د: معدل مكث الزائر.
هـ: معدل تحميل الملفات من الموقع.
• ومما يعين على شهرة الموقع:
أ: أرشفة محتوى الموقع لدى محركات البحث العالمية.
ب: استخدام الأدوات المساعدة للنشر، مثل خريطة الموقع والكلمات الدلالية.
ج: استخدام قنوات النشر والتواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر واليوتيوب والنتلوق والفليكر.
د: تسجيل الموقع في أدلة المواقع الشهيرة.
هـ: تنظيم حملات إعلانية للتعريف بالموقع.
8: المنافسة
• قد يكون الموقع وحيداً في مجاله بسبب فكرة يتميز بها تكون هي موضوع الموقع وقيمته العلمية، وحينئذ يعتبر الموقع متصدراً في هذا المجال، وقد يشاركه في مجاله عدد من المواقع، وفي هذه الحالة ينبغي معرفة مكان هذا الموقع بين تلك المواقع.
• ويمكن قياس ذلك بالإجابة على بعض الأسئلة المهمة:
س1: هل الموقع من ضمن أفضل المواقع في مجاله؟
س2: هل يتميز بأشياء إضافية عن تلك المواقع؟
س3: إذا لم يكن متصدراً فهل يمكن أن ينافس على الصدارة في المستقبل القريب؟
9: الموثوقية
• من المهم معرفة مدى موثوقية الموقع العلمية ومما يعين على معرفة ذلك أمور منها:
أ: وضوح منهج الموقع ورسالته واتسام القائمين عليه بما تقتضيه الأهلية العلمية.
ب: حصول الموقع على تزكيات علمية موثوقة.
ج: كون الموقع مصدراً علمياً موثوقاً تنقل منه المعلومات في الشبكة العالمية. (ملاحظة: تقدم بعض المواقع خدمات استكشاف عدد الروابط التي تحيل إلى الموقع ومواضعها).
التزام منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة والدعوة عنصر مهم ومؤثر فيما ينشر في تلك المواقع؛ ذلك أن الموقع الملتزم بذلك المنهج يؤمن فيه غالباً من الانحرافات العقدية والفكرية والبدع والضلالات.
وقد تقتضي الحاجة العلمية في بعض المواقع السماح بمشاركات المخالفين بضوابط يحددها المشرف على الموقع وفق ما تقتضيه المصلحة الشرعية في موقعه ، وهذه الضوابط قد يُلتزم بها وقد يقع خلل في الالتزام بها.
وقد يكون لدى بعض القائمين على بعض المواقع نوع ضعف في التأهيل العلمي يحصل بسببه أخطاء في نشر ومعالجة بعض المسائل العلمية، مع التزامهم العام بمنهج أهل السنة والجماعة.
ودراسة هذا الأمر بتوسع مناسب يفيد في بحث سبل الإعانة على قيام تلك المواقع بواجب المحافظة على العقيدة الصحيحة وحسن الدعوة إليها، ولعل من ذلك تخصيص بعض الدورات التي تدرس عناصرها بعناية لأصحاب تلك المواقع.
2: نوع المحتوى العلمي
المواقع العلمية والدعوية كثيرة ومتنوعة ولله الحمد ، وغالب تلك المواقع تتضمن أنواعاً محددة من المحتوى العلمي منها: منتديات الحوار العام، ومنتديات الحوار المتخصصة في علم من العلوم أو مجال من مجالات الدعوة، والمكتبات الإلكترونية، والمواقع التعليمية، ومواقع تحفيظ القرآن، والمدونات والمواقع الشخصية لبعض طلاب العلم والدعاة، ومواقع البث المباشر للدروس والمحاضرات، وغيرها.
ومراعاة نوع المحتوى العلمي مهمة في تقويم مضمونه، ذلك أن لكل نوع من هذه الأنواع ما يتميز به من المعايير.
3: التغطية الموضوعية
التغطية الموضوعية تفيد في معرفة مدى اكتمال المادة العلمية في الموقع وشمولها لجوانب اختصاص الموقع وأوجه عنايته الدعوية والعلمية.
ولذلك يوصى بأن يعتني الموقع بالجوانب التي يمكنه تغطيتها موضوعياً.
وقد تكون بعض المواقع حديثة النشأة وتحتاج إلى زمن لاستكمال عنصر التغطية الموضوعية.
ولاستكشاف مقدار التغطية الموضوعية ينبغي أن يكون المحتوى العلمي للموقع مصنفاً تصنيفاً علمياً وموضوعياً صحيحاً.
والتغطية الموضوعية الصحيحة هي التي تحقق عنصري الشمول والعمق.
ولتحقيق التغطية الموضوعية ثلاثة طرق مشتهرة:
الطريقة الأولى: طريقة التأسيس، وهي البدء بالأقسام والأبواب العناوين العامة والجمل المهمة حتى تتم التغطية الموضوعية بصورة شاملة على وجه العموم، ثم يبدأ بالتفصيل المتوازن شيئاً فشيئاً حتى تصل التغطية إلى تحقيق عنصري الشمول والعمق.
الطريقة الثانية: طريقة التجزئة، وهي أن يبدأ بقسم من الأقسام فيعتنى بتغطيته موضوعياً بالشمول والعمق المطلوبين فيه ثم ينتقل إلى قسم آخر بالطريقة نفسها، وهكذا حتى تتم التغطية الموضوعية.
والطريقة الثالثة: هي طريقة الانتقاء ، فتغطى بعض الأقسام بعمق في بعض الجزئيات بحسب حاجة الموقع، ثم يغذى الموقع شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى التغطية الموضوعية المطلوبة.
4: التوازن العلمي
بعد معرفة تخصص الموقع ونوع المحتوى العلمي ومقدار التغطية الموضوعية ينبغي أن يراعي القائم على الموقع التوازن العلمي في الموقع لتحقيق الوسطية المرجوة وليحظى الموقع بالمصداقية المطلوبة.
والتوازن العلمي في الموقع يتمثل في جانبين:
الجانب الأول: التوازن في المادة العلمية لئلا تبقى بعض الأقسام المهمة التي هي جزء من رسالة الموقع متخلفة عن مسايرة بقية الأقسام.
وإذا كان الموقع حديثاً فينبغي أن يكون نموه متوازناً.
الجانب الثاني: التوازن في المعالجة العلمية بحسب نوع الموقع وتخصصه، فإذا ما أريد معالجة قضية من القضايا فينبغي أن يكون عنصر التوازن بارزاً ليكون الموقع بمنزلة الوسط بين الغلو والجفاء.
وبمراعاة هذين الجانبين يحقق الموقع التوازن العلمي المطلوب مما يضعه في المسار الصحيح لتحقيق الرسالة المرجوة للموقع.
5: الملائمة
ملائمة محتوى الموقع العلمي للشريحة المستهدفة عنصر مهم في تقييم مضمونه، ذلك أن الملائمة تساعد في تقبلهم للمادة العلمية والنشاط الدعوي في الموقع وانتفاعهم به.
ولذلك ينبغي أن تكون وسيلة الخطاب مناسبة لمستوى فهم المخاطبين، ومعتنية بما يحتاجون إليه مما هو من رسالة الموقع وتخصصه.
6: الدقة
الدقة العلمية في الموقع تعني مراعاة عناصر السلامة من الأخطاء القادحة في المحتوى العلمي للموقع ، ومما يقدح في الدقة العلمية ما يلي:
أ: كثرة الأخطاء العلمية.
ب: كثرة الأخطاء الكتابية والأسلوبية.
ج: عدم توثيق مصدر المعلومات المنقولة في الموقع.
وعدم مراعاة هذا العنصر تؤثر على مصداقية الموقع في الأوساط العلمية.
7: الفهرسة
فهرسة المحتوى العلمي للموقع تفيد في سرعة الوصول للمعلومة التي يبحث عنها زائر الموقع، وتزيد من سبل الاستفادة منه.
وبعض أنواع الفهرسة تفيد في معرفة إحصاءات العناصر التي يكثر الإقبال عليها فيفيد ذلك القائم على الموقع بأن يولي تلك العناصر مزيد عناية واهتمام.
8: الإنتاج العلمي والنشر
الإنتاج العلمي الجيد دليل على أهلية الموقع العلمية وامتلاك أصحابه لأدوات الإنتاج العلمي، بدءاً من القدرة على توفير المادة العلمية وصياغتها وانتهاءً بإخراجها في كتب أو مطويات أو إنتاج صوتي أو مرئي.
ونشر هذا الإنتاج بوسائل النشر المتاحة يزيد من سبل الاستفادة من الموقع، ويعرِّف بجهود القائمين عليه، ويسهم في إثراء الإنتاج الدعوي وتكامله.
وإسهام الموقع في المناشط العلمية والدعوية في المجتمع يدل على مقدار الحضور الاجتماعي للموقع وفاعليته في المجتمع.
من المعايير المهمة المسؤولية القانونية للموقع وتتمثل في جانبين:
- الأول: الأهلية القانونية لمالك الموقع.
- الثاني: احتياج الموقع إلى ترخيص لإنشائه، واستخدامه لبرمجيات تتطلب ترخيصاً من مالكيها.
2: ملكية النطاق
قد تتعرض بعض المواقع لأخطار تؤثر على ملكية النطاق، منها:
أ: عدم استقلالية النطاق لكونه تابعاً لبعض مواقع الاستضافة المجانية.
ب: عدم تجديد حجزه، مما يجعله عرضة لأن تستحوذ عليه الشركات المتاجرة بالنطاقات.
ج: تعارض اسم النطاق مع علامة متميزة مملوكة لجهة أخرى مما يجعله عرضة للتقاضي الذي قد لا تضمن نتائجه.
د: احتياج الموقع إلى ترخيص في بلد المنشأ.
3: أهلية الإدارة
• تُعرَف الأهلية الإدارية للقائم على الموقع بالتأهيل العلمي ، والخبرة العملية، والأعمال المنجزة، والتزكيات الموثوقة، ومستوى متابعته للمحتوى العلمي للموقع.
4: التنظيم الإداري
• التنظيم الإداري للموقع يعكس مستوى مسؤولية القائمين عليه، ومن عناصر التنظيم الإداري للموقع:
أ: وضوح الهيكل الإداري.
ب: أهلية أعضاء الإدارة للقيام بالمهام الإدارية في الموقع.
• ومعرفة عدد أعضاء فريق الإدارة وفاعليته في القيام بالمهام الإدارية تفيد في قياس حجم الموقع ومدى الانتفاع به.
5: الإشراف والمتابعة
• الإشراف على الموقع والمتابعة المنتظمة له من المعايير المهمة في تقييم المواقع، ويتناسب حجم أعمال الإشراف والمتابعة مع حجم الموقع ومقدار الإقبال عليه؛ فالمواقع الكبيرة التي تشهد إقبالاً ملحوظاً من الزوار تقتضي من أعمال الإشراف والمتابعة ما لا تقتضيه غيرها من المواقع ، إذ قد يتسبب تقصير ما في أعمال الإشراف والمتابعة إلى توقف بعض الأعمال في الموقع أو ظهور ما لا يحسن ظهوره.
• وتلجأ بعض المواقع إلى أسلوب المراقبة قبل النشر فلا ينشر إلا ما يوافَق عليه، وهذا الأسلوب له محاسنه وعليه مآخذه:
- فمن محاسنه أنه أكثر أماناً وحفاظاً على مصداقية الموقع.
- ومن مآخذه احتياجه إلى إشراف منتظم فاعل على مدار الساعة في بعض المواقع مما يزيد من أعباء الإشراف ويضطر القائمين على الموقع إلى تحجيم أعمالهم مراعاة لما تستلزمه أعمال الإشراف والمتابعة.
5: التفاعل
• تعتمد بعض المواقع أنواعاً من التفاعل كالأسئلة والأجوبة، والمشاركات، والمحادثات الصوتية أو الكتابية، والبث المباشر.
ولحساب معدل التفاعل اليومي طريقتان:
- الطريقة الأولى: حساب عدد عمليات التفاعل منذ إتاحة خدمة التفاعل وقسمتها على عدد الأيام.
- الطريقة الثانية: حساب عدد عمليات التفاعل في كل شهر وقسمتها على عدد أيام ذلك الشهر.
والطريقة الثانية أفضل لأنها أدق في حساب معدل التغير الشهري للتفاعل.
• ويحسب المعدل لكل نوع من أنواع التفاعل بشكل مستقل.
• وينبغي أن يتناسب التفاعل مع طبيعة الموقع؛ فالمواقع الدعوية الكبيرة تتطلب تفاعلاً منتظماً ومتاحاً على مدار الساعة، بينما المواقع الشخصية يكفي فيها تفاعل منتظم يعتاده زوار الموقع.
6: المرونة
• تقدم المواقع العلمية والدعوية خدمات علمية لأعضاء الموقع وزواره، وهذه الخدمات تتنوع غالباً بين إتاحة الاطلاع على الموضوعات والمقالات المنشورة في الموقع وتحميل الملفات والكتب والسماح بالمشاركة والتفاعل مع أعضاءالموقع وغيرها.
وتتخذ بعض المواقع إجراءات تحدُّ من مقدار المرونة منها:
أ: اشتراط التسجيل للتمكن من قراءة المحتوى.
ب: اشتراط التسجيل للتمكن من تحميل الملفات والمرفقات.
ج: وضع قيود على التسجيل إما بإيقافه أحياناً أو اشتراط شروط معينة فيمن يقبل تسجيلهم.
• والمرونة معيار مهم في تقييم المواقع إلا أنه ينبغي أن يحافظ على التوازن المطلوب بين المرونة والأمان.
7: التغذية الدورية
• تحتاج غالب المواقع إلى تغذية دورية للمادة العلمية حتى ينمو الموقع ويحافظ على مكانته.
• والبداية الصغيرة والنمو الطبيعي المتزايد والمتابعة المستمرة مؤشرات على حسن الإدارة.
• وأنواع التغذية العلمية متنوعة منها (المقالات والموضوعات، ومشاركات الأعضاء، والمواد الصوتية والمرئية، وغيرها)
• والوصول إلى التغذية الدورية المرضية كماً وكيفاً يتناسب مع معدل التغذية الدوري.
• حسن تصميم الموقع له أثر كبير في ارتياح مرتاديه وانجذابهم له، ولذلك ينبغي أن يكون تصميم المواقع العلمية والدعوية حسناً ومتناسق الألوان ومعبراً عن المحتوى ومتجدداً.
• ويوصى أن يكون للموقع شعار معتمد يظهر في صفحات الموقع، وفي شريط عنوان المتصفح، ومحركات البحث، ومنتجات الموقع.
2: التوافق مع المتصفحات
• التوافق مع المتصفحات المشتهرة مهم ليمكن تصفح الموقع بشكل صحيح ، ولذلك ينبغي أن يطبق الموقع معايير (css) القياسية (Cascading Style Sheets).
وهي تقنية للتحكم في مظهر صفحة الويب من حيث الخطوط والألوان والخلفيات، وتوزيع المسافات بين الحقول ليكون تصميم الموقع أخف, وأجمل, وأسرع, وأقل عرضة للأخطاء البرمجية، ومتوافقاً مع المتصفحات المختلفة.
وهي تقنية تعتمد على فصل المظهر عن المحتوى، ليمكن تغيير مظهر الموقع كاملا من خلال ملف واحد دون تأثر المحتوى العلمي له.
3: استخدام الوسائط المتعددة
• مراعاة الإقبال الملحوظ على الوسائط المتعددة من الصور والملفات المرئية والصوتية مطلب مهم في العمل الدعوي، وعناية الموقع بالوسائط المتعددة وتمكنه من حسن إخراجها وتصنيفها ووفائها بالاحتياجات العلمية والدعوية المتعلقة بتخصص الموقع يزيد من فاعلية الموقع وتأثيره وإقبال الزوار عليه .
4: الإحصاءات
• تطبيق برامج الإحصاءات في الموقع له أثر في قياس حجم الموقع ومقدار الإقبال عليه ويفيد القائم على الموقع وغيره في معرفة جوانب الإقبال على بعض الأقسام والموضوعات والمواد العلمية.
5: التسهيلات
• تستخدم بعض المواقع تسهيلات للأعضاء كالملفات الشخصية، والمدونات الضمنية، والبريد الإلكتروني، واستخدام التقويم، وتحميل الملفات، والاشتراك في القوائم البريدية، وغيرها.
• وهذه التسهيلات تزيد من مقدار التواصل بين الموقع وجمهوره وتسهم في نشره والتعريف به.
• غالب المواقع العلمية والدعوية تستخدم برمجيات مسبقة الإعداد تنتجها شركات برمجة عالمية تتولى صيانة تلك البرامج وتحديث إصداراتها، وتلك البرمجيات تراعي غالباً معايير الجودة البرمجية .
• وقد تلجأ بعض المواقع إلى برمجيات خاصة من إعداد مبرمجيها ، وهذا يتطلب منهم توفير عناصر القوة البرمجية والقدرة على التحديث ومواكبة التطورات التقنية، وتطبيق معايير الجودة البرمجية.
• ومما ينبغي ملاحظته أن المواقع الإسلامية لها من الخصوصية والاحتياجات العلمية الكثيرة والمتنوعة ما يستدعي قيام مؤسسات برمجية تضطلع بإنتاج ما يفيد من البرمجيات وتتولى صيانتها وتحديثها وإتاحتها لأصحاب المواقع العلمية والدعوية.
2: الكفاءة
• تقاس كفاءة التطبيق البرمجي بمقدار وفائه باحيتاجات الموقع البرمجية حتى يتمكن من تحقيق أهدافه؛ فإذا كان التطبيق البرمجي يلبي الاحتياج بالشكل الأمثل فهو حائز على الكفاءة المنشودة، وإذا وقع فيه أخطاء أو قصور يحد من كفاءته فينبغي أن يعتني القائم على الموقع بالتصحيح والإضافة والتطوير حتى يصل إلى الكفاءة المطلوبة .
• وكثير من الأفكار العلمية والدعوية في المواقع لا تنفذ بالصورة المطلوبة بسبب ضعف الكفاءة الملحوظة لبعض التطبيقات البرمجية التي أُنشئت أصلاً لغير تلك الأغراض، مع كون أفكار تلك الأعمال عظيمة النفع ومتميزة، ولو لاقت برمجيات ذات كفاءة عالية متوافقة مع الاحتياجات العلمية والدعوية لنفعت نفعاً كبيراً بإذن الله.
3: التصفح والإبحار
• الإبحار في الموقع وسلاسة التنقل بين أقسامه وتناسبها وتصنيف المحتوى علمياً يفيد في سرعة الوصول إلى المعلومة المطلوبة ويبرز محاسن الموقع ويعرف بجهود القائمين عليه.
4: الأمان
• الأمان عنصر مهم جداً في تقييم المواقع ، والأمان الجيد يتطلب أنواعًا من الحماية منها:
أ: الحماية من البرمجيات الضارة كالفيروسات وملفات الاستغلال وبرامج التجسس.
ب: السلامة من الأخطاء البرمجية، واستهلاك موارد النظام.
ج: الحماية من الثغرات الأمنية.
د: النسخ الاحتياطي للموقع ، وينبغي أن يتناسب النسخ الاحتياطي مع حجم التفاعل؛ فالمواقع ذات التفاعل الكبير تستدعي أن يكون النسخ الاحتياطي يومياً أو أكثر من مرة في اليوم، بينما يكفي بعض المواقع أن يكون النسخ الاحتياطي أسبوعياً.
• علماً بأن بعض المواقع العالمية تقدم خدمات مجانية لفحص المواقع من البرمجيات الضارة والثغرات الأمنية، وفحص الأخطاء البرمجية في الموقع.
5: السرعة
• سرعة فتح الموقع وصفحاته الفرعية وسرعة تحميل الملفات من الموقع له أثر مساعد في الارتياح للموقع وزيادة نسبة ارتياده.
• وتقدم بعض المواقع العالمية خدمات مجانية لفحص السرعة.
6: محرك البحث
• من المهم اعتماد آلية للبحث في الموقع إما بمحرك بحث خاص بالموقع أو بالبرمجيات التي يستخدمها الموقع أو بالاستفادة من الخدمات التي تقدمها بعض محركات البحث العالمية بالبحث المخصص في الموقع .
• واستخدام أنظمة الأرشفة يسرع من عمليات البحث ويزيد من فرص الحصول على نتائج البحث في الموقع.
7: الاستضافة
• من المهم اختيار استضافة جيدة تقدم خدمات عالية الجودة من الأمان وجودة المعالج والمعدل المناسب لنقل البيانات والمساحة الكافية لاحتياجات الموقع والتواصل السريع للدعم الفني.
8: الدعم الفني
• الدعم الفني المتواصل للموقع مهم في ارتياح الزوار والعاملين في الموقع، وعامل مساعد في استمرار التغذية الدورية للموقع وعدم توقفها وانقطاعها بسبب الأخطاء البرمجية التي يحتمل حدوثها.
• وتشمل خدمات الدعم الفني حماية الموقع والاستجابة لطلبات الإصلاح لما يحدث من الأخطاء التقنية والرد على الاستفسارات وتقديم التوضيحات المتعلقة بالجوانب التقنية.
• ولذلك ينبغي أن يكون في الموقع وسيلة تواصل مرنة وفعالة مع مسؤول الدعم الفني وذلك بتخصيص قسم أو صفحة أو وسيلة اتصال تهتم بطلبات الإصلاح، وأن تكون الاستجابة سريعة وفعالة.
9: التطوير
• التطور المتسارع في تقنية المعلومات يضيف على القائمين على المواقع العلمية والدعوية مسؤولية مواكبة هذا التطور والاستفادة مما يستجد من وسائل التقنية وتوظيفها لتساعد على تحقيق أهداف الموقع وأداء رسالته .
• وتعرف عناية الموقع بالتطوير بتجديد إصدارات البرمجيات وتحديثها والإضافة المتنامية للأدوات البرمجية والخدمات المعتمدة عليها.
[line]-[/line]
الجهة المنتجة: مركز تقنية المعلومات بمعهد آفاق التيسير.
معايير جودة المواقع العلمية والدعوية
تمهيد:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
فإن ما نشهده في هذا العصر من تطور في وسائل تقنية المعلومات بتسارع مذهل وتنوع مدهش وتأثير كبير يضيف إلى القائمين بالدعوة إلى الله تعالى مسؤولية عظيمة في الإفادة من هذه الوسائل والمجالات المتاحة.
وقد قام عدد غير قليل من أهل العلم والفضل والمعتنين بالدعوة ببذل ما يستطيعون في هذا المجال، ومن ذلك إنشاء مواقع إلكترونية كثيرة العدد ومتقاربة الأهداف ومتنوعة الأساليب، وكانت تلك المواقع على درجات متفاوتة؛ فمنها ما هو متقن في جوانب كثيرة ومنها ما هو دون ذلك.
وبعد انتشار تقنية الانترنت بسنوات يسيرة اجتهدت بعض الكليات والجامعات والمؤسسات والمنظمات العالمية المتخصصة في تقنية المعلومات في وضع معايير لتقييم مواقع الانترنت في جانبي جودة العمل التقني وجودة المحتوى، وكثرت الكتابة في هذا المجال حتى قُرِّرَ بعضها في بعض المناهج الجامعية المتخصصة في تقنية المعلومات .
ونظراً لما للمواقع الإسلامية والدعوية من خصوصية تقتضي تميزها عن سائر المواقع بمعايير إضافية حرصت في هذا البحث المختصر على اقتراح معايير متكاملة لتقييم المواقع العلمية والدعوية.
وقبل الشروع في ذكر هذه المعايير أود أن أذكر بعض المقدمات المهمة:
أولاً: إن المستهدف ببيان هذه المعايير فئتان:
الأولى: أصحاب المواقع الدعوية والعلمية لتساعدهم في التعرف على جوانب القوة لدى مواقعهم فيحافظوا عليها وينموها، ويعرفوا جوانب الضعف والنقص والخلل فيصلحوا ما يمكنهم إصلاحه.
الفئة الثانية: مَن يعنيهم تقييم المواقع الدعوية لغرض دعمها وإعانة القائمين عليها بما يستطاع من وسائل الدعم والإعانة تحقيقاً لقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}
فالمتخصص في تقنية المعلومات يمكنه أن يمدَّ أصحاب تلك المواقع بجملة من إجراءات التصحيح والإصلاح لما يلحظه من مواضع النقص والخلل، والمتخصص في الإدارة كذلك، والمتخصص في برامج التصميم والعرض كذلك، وكذلك سائر التخصصات التي تعين أصحاب تلك المواقع على حسن القيام بمهام مواقعهم لتؤدي أهدافها المرجوة.
وكذلك الجهات الرسمية والأهلية التي يعنيها رعاية بعض المواقع الدعوية والتعاون معها في أي مجال من مجالات التعاون بما ينمي العمل الدعوي ويصحح مساره.
ثانياً: إن تحقيق الكمال في الجودة عزيز جداً، بل لا يكاد يبلغه أحد، وليس الغرض من هذه المعايير التثريب على أصحاب تلك المواقع الفاضلة ، وإنما قصدت أن أبين لهم العناصر التي تعين على اكتشاف جوانب القوة والضعف ليقوموا بما يمكنهم من التصحيح والتهذيب والتحسين.
وقد يكون الخلل في مواضع يسيرة يكفي في إصلاحه جهد يسير تكون له فوائد كثيرة بإذن الله تعالى.
ثالثاً: إن لبعض المواقع خصوصية في بعض العناصر تقتضي مخالفة ما اشتهر من درجات الجودة فيه لتعارضها مع عناصر أخرى أولى بالاعتبار، ومنها على سبيل المثال: تعارض عنصر الأمان مع عنصر المرونة فالمبالغة في أحدهما تؤثر سلباً على الآخر، وهما مطلبان مهمان وتعتمد نسبة التوازن بينهما على خصوصية الموقع.
رابعاً: قد يكون لبعض المواقع ما تختص به من أمور تقتضي وضع معايير إضافية تتميز بها عن غيرها.
خامساً: العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية، فمن وجد في موقعه نقصاً أو خللاً فليعمل على تكميله.
سادساً: معايير الجودة تتعلق بجوانب متعددة واختصاصات علمية مختلفة من أهمها: تقنية المعلومات ، وعلم الإدارة ، والتخطيط، والأنظمة القانونية، والتصميم ، ولذلك حرصت على استشارة من أعرف من أصحاب تلك الاختصاصات وقد أفادني بعضهم ببعض الملحوظات فعدلت على هذه العناصر بما ينبغي تعديله.
ويبقى استشارة أصحاب الخبرة العملية والمهارات الإدارية للإفادة من نقدهم وتقويمهم للخروج بمعايير علمية معتمدة نرجو أن ينفع الله بها.
وقد رأيت أن تكون الاستشارة عامة ويشارك فيها أصحاب المواقع العلمية والدعوية لتحقيق المصلحة العامة.
سابعاً: هذه المعايير مفتوحة المصدر ، بمعنى أن من أراد أن يأخذ هذا البحث ويخصصه بما يوافق احتياج موقعه فله ذلك، وإن أحب أن ينضم إلى فريق إعداد هذه المعايير فعلى الرحب والسعة ، وباب الانضمام مفتوح لكل من يسهم بإضافة يجيزها الفريق الاستشاري.
(التخصيص (customization) مصطلح يراد به تطويع المنتج بالتعديل عليه حتى يوافق الاحتياج بدقة).
وهذا البحث يحتاج إلى تتميم وإضافات وتحسين من المتخصصين في عدد من التخصصات النافعة في علوم تقنية المعلومات والإدارة والتخطيط والتصميم وغيرها ، فلذلك آمل من كل من يجد في نفسه قدرة على الإسهام في تحسين هذه المعايير وزيادة التفصيل فيها ، وتوضيح آليات تطبيقها أن يوافيني بما يرغب في نشره من ذلك لتعم الفائدة.
وقد خصص هذا الموضوع هنا ليكون النسخة المتجددة لهذه المعايير.
وسيقوم بعض أعضاء فريق الإعداد بإدارة ملف التعديل ليبقى - بإذن الله - متجدداً ومتعدد الإصدارات بما يوافق ما تتوصل إليه التقنية في مجال برمجة وتصميم وإدارة المواقع ، مع الإرشاد إلى ما يعين أصحاب المواقع العلمية على تحقيق هذه المعايير بخطوات علمية مشروحة وميسرة.
والله تعالى الموفق والمستعان.
داوفع وضع معايير لجودة المواقع العلمية
1: الدعوة إلى إحسان العمل العلمي والدعوي وتجويده ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) رواه أبو يعلى والطبراني من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً، وصححه الألباني.
2: تعريف أصحاب المواقع بما يعينهم على تحقيق معايير الجودة.
3: الدعوة إلى التعرف على المعوقات التي أثرت في وجود عوامل نقص مشتركة لدى كثير من المواقع العلمية والدعوية ، ودراسة هذه العوامل دراسة جادة لغرض الإصلاح والقيام بما يكفي لتغطية النقص وسد الخلل وتقويم العمل فيها، وإنتاج منتجات عامة تلبي احتياجات المواقع العلمية.
4: التواصي برفع كفاءة المواقع العلمية والدعوية وتعميم ثقافة تحقيق معايير الجودة.
[line]-[/line]
معايير جودة المواقع العلمية
أولاً: المعايير العامة
لتقييم المواقع جملة من المعايير العامة ينيغي مراعاتها تتفاضل في أهمية تحقيقها ، ومنها:
1: اسم الموقع
• تتميز بعض النطاقات بسمات منها: الاختصار والسهولة والشهرة والتميز وحسن الدلالة على المحتوى، وكلما كان الموقع مراعياً هذه السمات كان أقرب لتحقيق الجودة في هذا المعيار.
2: تاريخ الإنشاء
• تفيد معرفة تاريخ إنشاء الموقع في أمور مهمة منها:
أ: قياس عمر الموقع ، ومقدار خبرة القائمين عليه.
ب: قياس مدى سير الموقع في تحقيق أهدافه المعلنة عند إنشائه.
• ويستحسن أن يكون تاريخ إنشاء الموقع ظاهراً في الصفحة الأولى أو في قسم التعريف بالموقع.
3: التخصص
• المجالات الدعوية والعلمية متنوعة ، وتحديد التخصص الذي يضطلع به الموقع يفيد في تحديد المعايير الخاصة بذلك التخصص.
• علماً بأن وجود بعض الأقسام العامة (التكميلية) في الموقع لا ينافي التخصص، لكن ينبغي أن يكون تركيز الموقع على مجال تخصصه.
4: الرسالة
• من المهم أن تكون رسالة الموقع ظاهرة للزوار ، ومحددة المعالم، وتكون صياغتها علمية وفق قواعد علم الإدارة.
5: الرؤية
• يفيد هذا العنصر في التعرف على تطلعات صاحب الموقع لما يؤمل أن يكون عليه موقعه.
6: الأهداف
• وضوح الأهداف وقابليتها للتحقيق ومرحليتها يعين على نجاح الموقع.
ولذلك ينبغي أن تكون أهداف الموقع :
أ: معلنة.
ب: ومحددة.
ج: وممكنة التحقيق،.
د: ومقيسة.
هـ: ومرحلية.
• وإذا كان الموقع يسير تصاعدياً في سبيل تحقيق أهدافه فهو موقع ناجح.
7: الشهرة
• شهرة الموقع من المعايير المهمة في تقييم الموقع ، ويمكن معرفة مدى شهرة الموقع بوسائل منها:
أ: رتبة الموقع في المواقع العالمية التي تقيس شهرة المواقع ومن أشهرها: (أليكسا، وقوقل بيج رانك).
ب: عدد الأعضاء المسجلين في الموقع تسجيلاً حقيقياً.
ج: عدد الزوار اليومي والشهري والسنوي للموقع.
د: معدل مكث الزائر.
هـ: معدل تحميل الملفات من الموقع.
• ومما يعين على شهرة الموقع:
أ: أرشفة محتوى الموقع لدى محركات البحث العالمية.
ب: استخدام الأدوات المساعدة للنشر، مثل خريطة الموقع والكلمات الدلالية.
ج: استخدام قنوات النشر والتواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر واليوتيوب والنتلوق والفليكر.
د: تسجيل الموقع في أدلة المواقع الشهيرة.
هـ: تنظيم حملات إعلانية للتعريف بالموقع.
8: المنافسة
• قد يكون الموقع وحيداً في مجاله بسبب فكرة يتميز بها تكون هي موضوع الموقع وقيمته العلمية، وحينئذ يعتبر الموقع متصدراً في هذا المجال، وقد يشاركه في مجاله عدد من المواقع، وفي هذه الحالة ينبغي معرفة مكان هذا الموقع بين تلك المواقع.
• ويمكن قياس ذلك بالإجابة على بعض الأسئلة المهمة:
س1: هل الموقع من ضمن أفضل المواقع في مجاله؟
س2: هل يتميز بأشياء إضافية عن تلك المواقع؟
س3: إذا لم يكن متصدراً فهل يمكن أن ينافس على الصدارة في المستقبل القريب؟
9: الموثوقية
• من المهم معرفة مدى موثوقية الموقع العلمية ومما يعين على معرفة ذلك أمور منها:
أ: وضوح منهج الموقع ورسالته واتسام القائمين عليه بما تقتضيه الأهلية العلمية.
ب: حصول الموقع على تزكيات علمية موثوقة.
ج: كون الموقع مصدراً علمياً موثوقاً تنقل منه المعلومات في الشبكة العالمية. (ملاحظة: تقدم بعض المواقع خدمات استكشاف عدد الروابط التي تحيل إلى الموقع ومواضعها).
ثانياً: المعايير العلمية
1: المنهج العقديالتزام منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة والدعوة عنصر مهم ومؤثر فيما ينشر في تلك المواقع؛ ذلك أن الموقع الملتزم بذلك المنهج يؤمن فيه غالباً من الانحرافات العقدية والفكرية والبدع والضلالات.
وقد تقتضي الحاجة العلمية في بعض المواقع السماح بمشاركات المخالفين بضوابط يحددها المشرف على الموقع وفق ما تقتضيه المصلحة الشرعية في موقعه ، وهذه الضوابط قد يُلتزم بها وقد يقع خلل في الالتزام بها.
وقد يكون لدى بعض القائمين على بعض المواقع نوع ضعف في التأهيل العلمي يحصل بسببه أخطاء في نشر ومعالجة بعض المسائل العلمية، مع التزامهم العام بمنهج أهل السنة والجماعة.
ودراسة هذا الأمر بتوسع مناسب يفيد في بحث سبل الإعانة على قيام تلك المواقع بواجب المحافظة على العقيدة الصحيحة وحسن الدعوة إليها، ولعل من ذلك تخصيص بعض الدورات التي تدرس عناصرها بعناية لأصحاب تلك المواقع.
2: نوع المحتوى العلمي
المواقع العلمية والدعوية كثيرة ومتنوعة ولله الحمد ، وغالب تلك المواقع تتضمن أنواعاً محددة من المحتوى العلمي منها: منتديات الحوار العام، ومنتديات الحوار المتخصصة في علم من العلوم أو مجال من مجالات الدعوة، والمكتبات الإلكترونية، والمواقع التعليمية، ومواقع تحفيظ القرآن، والمدونات والمواقع الشخصية لبعض طلاب العلم والدعاة، ومواقع البث المباشر للدروس والمحاضرات، وغيرها.
ومراعاة نوع المحتوى العلمي مهمة في تقويم مضمونه، ذلك أن لكل نوع من هذه الأنواع ما يتميز به من المعايير.
3: التغطية الموضوعية
التغطية الموضوعية تفيد في معرفة مدى اكتمال المادة العلمية في الموقع وشمولها لجوانب اختصاص الموقع وأوجه عنايته الدعوية والعلمية.
ولذلك يوصى بأن يعتني الموقع بالجوانب التي يمكنه تغطيتها موضوعياً.
وقد تكون بعض المواقع حديثة النشأة وتحتاج إلى زمن لاستكمال عنصر التغطية الموضوعية.
ولاستكشاف مقدار التغطية الموضوعية ينبغي أن يكون المحتوى العلمي للموقع مصنفاً تصنيفاً علمياً وموضوعياً صحيحاً.
والتغطية الموضوعية الصحيحة هي التي تحقق عنصري الشمول والعمق.
ولتحقيق التغطية الموضوعية ثلاثة طرق مشتهرة:
الطريقة الأولى: طريقة التأسيس، وهي البدء بالأقسام والأبواب العناوين العامة والجمل المهمة حتى تتم التغطية الموضوعية بصورة شاملة على وجه العموم، ثم يبدأ بالتفصيل المتوازن شيئاً فشيئاً حتى تصل التغطية إلى تحقيق عنصري الشمول والعمق.
الطريقة الثانية: طريقة التجزئة، وهي أن يبدأ بقسم من الأقسام فيعتنى بتغطيته موضوعياً بالشمول والعمق المطلوبين فيه ثم ينتقل إلى قسم آخر بالطريقة نفسها، وهكذا حتى تتم التغطية الموضوعية.
والطريقة الثالثة: هي طريقة الانتقاء ، فتغطى بعض الأقسام بعمق في بعض الجزئيات بحسب حاجة الموقع، ثم يغذى الموقع شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى التغطية الموضوعية المطلوبة.
4: التوازن العلمي
بعد معرفة تخصص الموقع ونوع المحتوى العلمي ومقدار التغطية الموضوعية ينبغي أن يراعي القائم على الموقع التوازن العلمي في الموقع لتحقيق الوسطية المرجوة وليحظى الموقع بالمصداقية المطلوبة.
والتوازن العلمي في الموقع يتمثل في جانبين:
الجانب الأول: التوازن في المادة العلمية لئلا تبقى بعض الأقسام المهمة التي هي جزء من رسالة الموقع متخلفة عن مسايرة بقية الأقسام.
وإذا كان الموقع حديثاً فينبغي أن يكون نموه متوازناً.
الجانب الثاني: التوازن في المعالجة العلمية بحسب نوع الموقع وتخصصه، فإذا ما أريد معالجة قضية من القضايا فينبغي أن يكون عنصر التوازن بارزاً ليكون الموقع بمنزلة الوسط بين الغلو والجفاء.
وبمراعاة هذين الجانبين يحقق الموقع التوازن العلمي المطلوب مما يضعه في المسار الصحيح لتحقيق الرسالة المرجوة للموقع.
5: الملائمة
ملائمة محتوى الموقع العلمي للشريحة المستهدفة عنصر مهم في تقييم مضمونه، ذلك أن الملائمة تساعد في تقبلهم للمادة العلمية والنشاط الدعوي في الموقع وانتفاعهم به.
ولذلك ينبغي أن تكون وسيلة الخطاب مناسبة لمستوى فهم المخاطبين، ومعتنية بما يحتاجون إليه مما هو من رسالة الموقع وتخصصه.
6: الدقة
الدقة العلمية في الموقع تعني مراعاة عناصر السلامة من الأخطاء القادحة في المحتوى العلمي للموقع ، ومما يقدح في الدقة العلمية ما يلي:
أ: كثرة الأخطاء العلمية.
ب: كثرة الأخطاء الكتابية والأسلوبية.
ج: عدم توثيق مصدر المعلومات المنقولة في الموقع.
وعدم مراعاة هذا العنصر تؤثر على مصداقية الموقع في الأوساط العلمية.
7: الفهرسة
فهرسة المحتوى العلمي للموقع تفيد في سرعة الوصول للمعلومة التي يبحث عنها زائر الموقع، وتزيد من سبل الاستفادة منه.
وبعض أنواع الفهرسة تفيد في معرفة إحصاءات العناصر التي يكثر الإقبال عليها فيفيد ذلك القائم على الموقع بأن يولي تلك العناصر مزيد عناية واهتمام.
8: الإنتاج العلمي والنشر
الإنتاج العلمي الجيد دليل على أهلية الموقع العلمية وامتلاك أصحابه لأدوات الإنتاج العلمي، بدءاً من القدرة على توفير المادة العلمية وصياغتها وانتهاءً بإخراجها في كتب أو مطويات أو إنتاج صوتي أو مرئي.
ونشر هذا الإنتاج بوسائل النشر المتاحة يزيد من سبل الاستفادة من الموقع، ويعرِّف بجهود القائمين عليه، ويسهم في إثراء الإنتاج الدعوي وتكامله.
وإسهام الموقع في المناشط العلمية والدعوية في المجتمع يدل على مقدار الحضور الاجتماعي للموقع وفاعليته في المجتمع.
ثالثاً: المعايير القانونية والإدارية
1: المسؤولية القانونيةمن المعايير المهمة المسؤولية القانونية للموقع وتتمثل في جانبين:
- الأول: الأهلية القانونية لمالك الموقع.
- الثاني: احتياج الموقع إلى ترخيص لإنشائه، واستخدامه لبرمجيات تتطلب ترخيصاً من مالكيها.
2: ملكية النطاق
قد تتعرض بعض المواقع لأخطار تؤثر على ملكية النطاق، منها:
أ: عدم استقلالية النطاق لكونه تابعاً لبعض مواقع الاستضافة المجانية.
ب: عدم تجديد حجزه، مما يجعله عرضة لأن تستحوذ عليه الشركات المتاجرة بالنطاقات.
ج: تعارض اسم النطاق مع علامة متميزة مملوكة لجهة أخرى مما يجعله عرضة للتقاضي الذي قد لا تضمن نتائجه.
د: احتياج الموقع إلى ترخيص في بلد المنشأ.
3: أهلية الإدارة
• تُعرَف الأهلية الإدارية للقائم على الموقع بالتأهيل العلمي ، والخبرة العملية، والأعمال المنجزة، والتزكيات الموثوقة، ومستوى متابعته للمحتوى العلمي للموقع.
4: التنظيم الإداري
• التنظيم الإداري للموقع يعكس مستوى مسؤولية القائمين عليه، ومن عناصر التنظيم الإداري للموقع:
أ: وضوح الهيكل الإداري.
ب: أهلية أعضاء الإدارة للقيام بالمهام الإدارية في الموقع.
• ومعرفة عدد أعضاء فريق الإدارة وفاعليته في القيام بالمهام الإدارية تفيد في قياس حجم الموقع ومدى الانتفاع به.
5: الإشراف والمتابعة
• الإشراف على الموقع والمتابعة المنتظمة له من المعايير المهمة في تقييم المواقع، ويتناسب حجم أعمال الإشراف والمتابعة مع حجم الموقع ومقدار الإقبال عليه؛ فالمواقع الكبيرة التي تشهد إقبالاً ملحوظاً من الزوار تقتضي من أعمال الإشراف والمتابعة ما لا تقتضيه غيرها من المواقع ، إذ قد يتسبب تقصير ما في أعمال الإشراف والمتابعة إلى توقف بعض الأعمال في الموقع أو ظهور ما لا يحسن ظهوره.
• وتلجأ بعض المواقع إلى أسلوب المراقبة قبل النشر فلا ينشر إلا ما يوافَق عليه، وهذا الأسلوب له محاسنه وعليه مآخذه:
- فمن محاسنه أنه أكثر أماناً وحفاظاً على مصداقية الموقع.
- ومن مآخذه احتياجه إلى إشراف منتظم فاعل على مدار الساعة في بعض المواقع مما يزيد من أعباء الإشراف ويضطر القائمين على الموقع إلى تحجيم أعمالهم مراعاة لما تستلزمه أعمال الإشراف والمتابعة.
5: التفاعل
• تعتمد بعض المواقع أنواعاً من التفاعل كالأسئلة والأجوبة، والمشاركات، والمحادثات الصوتية أو الكتابية، والبث المباشر.
ولحساب معدل التفاعل اليومي طريقتان:
- الطريقة الأولى: حساب عدد عمليات التفاعل منذ إتاحة خدمة التفاعل وقسمتها على عدد الأيام.
- الطريقة الثانية: حساب عدد عمليات التفاعل في كل شهر وقسمتها على عدد أيام ذلك الشهر.
والطريقة الثانية أفضل لأنها أدق في حساب معدل التغير الشهري للتفاعل.
• ويحسب المعدل لكل نوع من أنواع التفاعل بشكل مستقل.
• وينبغي أن يتناسب التفاعل مع طبيعة الموقع؛ فالمواقع الدعوية الكبيرة تتطلب تفاعلاً منتظماً ومتاحاً على مدار الساعة، بينما المواقع الشخصية يكفي فيها تفاعل منتظم يعتاده زوار الموقع.
6: المرونة
• تقدم المواقع العلمية والدعوية خدمات علمية لأعضاء الموقع وزواره، وهذه الخدمات تتنوع غالباً بين إتاحة الاطلاع على الموضوعات والمقالات المنشورة في الموقع وتحميل الملفات والكتب والسماح بالمشاركة والتفاعل مع أعضاءالموقع وغيرها.
وتتخذ بعض المواقع إجراءات تحدُّ من مقدار المرونة منها:
أ: اشتراط التسجيل للتمكن من قراءة المحتوى.
ب: اشتراط التسجيل للتمكن من تحميل الملفات والمرفقات.
ج: وضع قيود على التسجيل إما بإيقافه أحياناً أو اشتراط شروط معينة فيمن يقبل تسجيلهم.
• والمرونة معيار مهم في تقييم المواقع إلا أنه ينبغي أن يحافظ على التوازن المطلوب بين المرونة والأمان.
7: التغذية الدورية
• تحتاج غالب المواقع إلى تغذية دورية للمادة العلمية حتى ينمو الموقع ويحافظ على مكانته.
• والبداية الصغيرة والنمو الطبيعي المتزايد والمتابعة المستمرة مؤشرات على حسن الإدارة.
• وأنواع التغذية العلمية متنوعة منها (المقالات والموضوعات، ومشاركات الأعضاء، والمواد الصوتية والمرئية، وغيرها)
• والوصول إلى التغذية الدورية المرضية كماً وكيفاً يتناسب مع معدل التغذية الدوري.
رابعاً: المعايير الفنية
1: التصميم• حسن تصميم الموقع له أثر كبير في ارتياح مرتاديه وانجذابهم له، ولذلك ينبغي أن يكون تصميم المواقع العلمية والدعوية حسناً ومتناسق الألوان ومعبراً عن المحتوى ومتجدداً.
• ويوصى أن يكون للموقع شعار معتمد يظهر في صفحات الموقع، وفي شريط عنوان المتصفح، ومحركات البحث، ومنتجات الموقع.
2: التوافق مع المتصفحات
• التوافق مع المتصفحات المشتهرة مهم ليمكن تصفح الموقع بشكل صحيح ، ولذلك ينبغي أن يطبق الموقع معايير (css) القياسية (Cascading Style Sheets).
وهي تقنية للتحكم في مظهر صفحة الويب من حيث الخطوط والألوان والخلفيات، وتوزيع المسافات بين الحقول ليكون تصميم الموقع أخف, وأجمل, وأسرع, وأقل عرضة للأخطاء البرمجية، ومتوافقاً مع المتصفحات المختلفة.
وهي تقنية تعتمد على فصل المظهر عن المحتوى، ليمكن تغيير مظهر الموقع كاملا من خلال ملف واحد دون تأثر المحتوى العلمي له.
3: استخدام الوسائط المتعددة
• مراعاة الإقبال الملحوظ على الوسائط المتعددة من الصور والملفات المرئية والصوتية مطلب مهم في العمل الدعوي، وعناية الموقع بالوسائط المتعددة وتمكنه من حسن إخراجها وتصنيفها ووفائها بالاحتياجات العلمية والدعوية المتعلقة بتخصص الموقع يزيد من فاعلية الموقع وتأثيره وإقبال الزوار عليه .
4: الإحصاءات
• تطبيق برامج الإحصاءات في الموقع له أثر في قياس حجم الموقع ومقدار الإقبال عليه ويفيد القائم على الموقع وغيره في معرفة جوانب الإقبال على بعض الأقسام والموضوعات والمواد العلمية.
5: التسهيلات
• تستخدم بعض المواقع تسهيلات للأعضاء كالملفات الشخصية، والمدونات الضمنية، والبريد الإلكتروني، واستخدام التقويم، وتحميل الملفات، والاشتراك في القوائم البريدية، وغيرها.
• وهذه التسهيلات تزيد من مقدار التواصل بين الموقع وجمهوره وتسهم في نشره والتعريف به.
خامساً: المعايير التقنية
1: القوة البرمجية• غالب المواقع العلمية والدعوية تستخدم برمجيات مسبقة الإعداد تنتجها شركات برمجة عالمية تتولى صيانة تلك البرامج وتحديث إصداراتها، وتلك البرمجيات تراعي غالباً معايير الجودة البرمجية .
• وقد تلجأ بعض المواقع إلى برمجيات خاصة من إعداد مبرمجيها ، وهذا يتطلب منهم توفير عناصر القوة البرمجية والقدرة على التحديث ومواكبة التطورات التقنية، وتطبيق معايير الجودة البرمجية.
• ومما ينبغي ملاحظته أن المواقع الإسلامية لها من الخصوصية والاحتياجات العلمية الكثيرة والمتنوعة ما يستدعي قيام مؤسسات برمجية تضطلع بإنتاج ما يفيد من البرمجيات وتتولى صيانتها وتحديثها وإتاحتها لأصحاب المواقع العلمية والدعوية.
2: الكفاءة
• تقاس كفاءة التطبيق البرمجي بمقدار وفائه باحيتاجات الموقع البرمجية حتى يتمكن من تحقيق أهدافه؛ فإذا كان التطبيق البرمجي يلبي الاحتياج بالشكل الأمثل فهو حائز على الكفاءة المنشودة، وإذا وقع فيه أخطاء أو قصور يحد من كفاءته فينبغي أن يعتني القائم على الموقع بالتصحيح والإضافة والتطوير حتى يصل إلى الكفاءة المطلوبة .
• وكثير من الأفكار العلمية والدعوية في المواقع لا تنفذ بالصورة المطلوبة بسبب ضعف الكفاءة الملحوظة لبعض التطبيقات البرمجية التي أُنشئت أصلاً لغير تلك الأغراض، مع كون أفكار تلك الأعمال عظيمة النفع ومتميزة، ولو لاقت برمجيات ذات كفاءة عالية متوافقة مع الاحتياجات العلمية والدعوية لنفعت نفعاً كبيراً بإذن الله.
3: التصفح والإبحار
• الإبحار في الموقع وسلاسة التنقل بين أقسامه وتناسبها وتصنيف المحتوى علمياً يفيد في سرعة الوصول إلى المعلومة المطلوبة ويبرز محاسن الموقع ويعرف بجهود القائمين عليه.
4: الأمان
• الأمان عنصر مهم جداً في تقييم المواقع ، والأمان الجيد يتطلب أنواعًا من الحماية منها:
أ: الحماية من البرمجيات الضارة كالفيروسات وملفات الاستغلال وبرامج التجسس.
ب: السلامة من الأخطاء البرمجية، واستهلاك موارد النظام.
ج: الحماية من الثغرات الأمنية.
د: النسخ الاحتياطي للموقع ، وينبغي أن يتناسب النسخ الاحتياطي مع حجم التفاعل؛ فالمواقع ذات التفاعل الكبير تستدعي أن يكون النسخ الاحتياطي يومياً أو أكثر من مرة في اليوم، بينما يكفي بعض المواقع أن يكون النسخ الاحتياطي أسبوعياً.
• علماً بأن بعض المواقع العالمية تقدم خدمات مجانية لفحص المواقع من البرمجيات الضارة والثغرات الأمنية، وفحص الأخطاء البرمجية في الموقع.
5: السرعة
• سرعة فتح الموقع وصفحاته الفرعية وسرعة تحميل الملفات من الموقع له أثر مساعد في الارتياح للموقع وزيادة نسبة ارتياده.
• وتقدم بعض المواقع العالمية خدمات مجانية لفحص السرعة.
6: محرك البحث
• من المهم اعتماد آلية للبحث في الموقع إما بمحرك بحث خاص بالموقع أو بالبرمجيات التي يستخدمها الموقع أو بالاستفادة من الخدمات التي تقدمها بعض محركات البحث العالمية بالبحث المخصص في الموقع .
• واستخدام أنظمة الأرشفة يسرع من عمليات البحث ويزيد من فرص الحصول على نتائج البحث في الموقع.
7: الاستضافة
• من المهم اختيار استضافة جيدة تقدم خدمات عالية الجودة من الأمان وجودة المعالج والمعدل المناسب لنقل البيانات والمساحة الكافية لاحتياجات الموقع والتواصل السريع للدعم الفني.
8: الدعم الفني
• الدعم الفني المتواصل للموقع مهم في ارتياح الزوار والعاملين في الموقع، وعامل مساعد في استمرار التغذية الدورية للموقع وعدم توقفها وانقطاعها بسبب الأخطاء البرمجية التي يحتمل حدوثها.
• وتشمل خدمات الدعم الفني حماية الموقع والاستجابة لطلبات الإصلاح لما يحدث من الأخطاء التقنية والرد على الاستفسارات وتقديم التوضيحات المتعلقة بالجوانب التقنية.
• ولذلك ينبغي أن يكون في الموقع وسيلة تواصل مرنة وفعالة مع مسؤول الدعم الفني وذلك بتخصيص قسم أو صفحة أو وسيلة اتصال تهتم بطلبات الإصلاح، وأن تكون الاستجابة سريعة وفعالة.
9: التطوير
• التطور المتسارع في تقنية المعلومات يضيف على القائمين على المواقع العلمية والدعوية مسؤولية مواكبة هذا التطور والاستفادة مما يستجد من وسائل التقنية وتوظيفها لتساعد على تحقيق أهداف الموقع وأداء رسالته .
• وتعرف عناية الموقع بالتطوير بتجديد إصدارات البرمجيات وتحديثها والإضافة المتنامية للأدوات البرمجية والخدمات المعتمدة عليها.
[line]-[/line]
الجهة المنتجة: مركز تقنية المعلومات بمعهد آفاق التيسير.