عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
قوله تعالى
( يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ (14) ) النازعات.
قوله *«يقولون»*: يعني: منكري البعث.
قاله الواحدي في الوجيز.
قوله *«أئنا لمردودون في الحافرة»*: أنعود أحياء بعد الموت، وترد أجسامنا إلى حالتها الأولى كما كانت في أول الأمر؟!
قال ابن فورك: فردوا في الحافرة أي ردوا كما كانوا أول مرة.
قال ابن أبي زمنين: أي: في أول خلقنا.
قال مقاتل: يقولون أإنا لراجعون على أقدامنا إلى الحياة.
قال الراغب الأصفهاني: مثل لمن يرد من حيث جاء، أي: أنحيا بعد أن نموت.
قال ابن قتيبة: أي إلى أول أمرنا. يقال: رجع فلان في حافرته، وعلى حافرته. أي رجع من حيث جاء.
عن ابن عباس: أئنا لنحيا بعد موتنا، ونبعث من مكاننا هذا.
رواه الطبري.
قال أبو جعفر ابن جرير: أئنا لمردودون إلى حالنا الأولى قبل الممات، فراجعون أحياء كما كنا قبل هلاكنا، وقبل مماتنا.
وقيل: الحافرة: الأرض التي جعلت قبورهم، ومعناه: أإنا لمردودون ونحن في الحافرة؟ أي: في القبور، وقوله: في الحافرة على هذا في موضع الحال.
حكاه الراغب الأصفهاني.
قوله *«أئذا كنا عظاما نخرة»*: أنحيا بعدما صرنا عظاما بالية فانية متفتتة؟! ينكرون البعث.
قال السيوطي: وفي قراءة ناخرة.
قوله *«قالوا تلك»*: أي رجعتنا إلى الحياة.
قاله السيوطي.
قوله *«إذا كرة»*: رجعة.
قاله السيوطي.
قوله *«خاسرة»*: قالوا مستهزئين: لو صح الأمر كما تقول يا محمد_ صلى الله عليه وسلم_ بأننا مبعوثون خلقا جديدا بعد الموت؛ تلك إذا رجعة خاسرة؛ نخسر فيها؛ لأنهم وعدوا بالنار، وخسروا كل شيء.
قال أبو بكر الجزائري: وهي بالنسبة إليهم كذلك إذ سيخسرون فيها كل شيء حتى أنفسهم كما قال تعالى ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين ).
قال الزمخشري: ﺃﻧﻬﺎ ﺇﻥ ﺻﺤﺖ ﻓﻨﺤﻦ ﺇﺫﺍ ﺧﺎﺳﺮﻭﻥ ﻟﺘﻜﺬﻳﺒﻨﺎ ﺑﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻣﻨﻬﻢ.
قوله *«فإنما هي زجرة واحدة»*: فأعلمهم الله بأن بعثهم يسير عليه؛ فقال ( فإنما هي زجرة واحدة ): يعني صيحة واحدة. قال الله ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ) إلى قوله ( فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ). وقال ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ): إلا كبعث نفس واحدة.
قال مكي في الهداية: إنما هي صيحة واحدة، وهي النفخة، ينفخ في الصور فإذا هؤلاء المكذبون بالبعث بظهر الأرض أحياء.
قوله «فإذا هم»: أي كل الخلائق.
قاله السيوطي.
قوله «بالساهرة»: وجه الأرض.
قاله ابن قتيبة، والزجاج، والواحدي، والبغوي، وغيرهم.
وزاد الواحدي: بعد ما كانوا في باطنها.
قلت ( عبدالرحيم ): قوله تعالى ( فإذا هم بالساهرة ): أي بوجه الأرض. فيه إشارة إلى سرعة وقرب القيامة بالنسبة لعمر الدنيا؛ فلما أنكروا بعثهم و رجوعهم إلى حافرتهم على حالهم الأول كما قال تعالى ( كما بدأنا أول خلق نعيده )، قالوا مستبعدين ذلك ( أئنا لمردودون في الحافرة )، فإذا بهم يتفاجؤون بسرعة القيامة فيجدون أنفسهم على وجه الأرض. ونظيره قوله تعالى ( يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا*نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما): قالوا ذلك من هول ما رأوا.
انتهى.
قوله ( بالساهرة ): قال قتادة: بأعلى الأرض، بعدما كانوا في بطنها.
وهو قول ابن جبير والضحاك وابن زيد.
حكاه مكي في الهداية.
وعن سفيانقال: أرض بالشام .
رواه الطبري.
وعن قتادة: هي جهنم.
حكاه البغوي.
قال الواحدي في البسيط: ﻳﻌﻨﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺄﺭﺽ، ﻭﻇﻬﺮﻫﺎ. ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ( ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ).
قال مكي في الهداية: والعرب تسمي الفلاة وظهر الأرض" ساهرة "، لأن فيها نوم الحيوان وسهرهم، فسميت بما يكون فيها.
____________
المصدر:
المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للزجاج، تفسير مقاتل، تفسير ابن فورك، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير البغوي، تفسير الطبري، الكشاف للزمخشري، تفسير الجلالين،أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك: 00966509006424
( يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ (14) ) النازعات.
قوله *«يقولون»*: يعني: منكري البعث.
قاله الواحدي في الوجيز.
قوله *«أئنا لمردودون في الحافرة»*: أنعود أحياء بعد الموت، وترد أجسامنا إلى حالتها الأولى كما كانت في أول الأمر؟!
قال ابن فورك: فردوا في الحافرة أي ردوا كما كانوا أول مرة.
قال ابن أبي زمنين: أي: في أول خلقنا.
قال مقاتل: يقولون أإنا لراجعون على أقدامنا إلى الحياة.
قال الراغب الأصفهاني: مثل لمن يرد من حيث جاء، أي: أنحيا بعد أن نموت.
قال ابن قتيبة: أي إلى أول أمرنا. يقال: رجع فلان في حافرته، وعلى حافرته. أي رجع من حيث جاء.
عن ابن عباس: أئنا لنحيا بعد موتنا، ونبعث من مكاننا هذا.
رواه الطبري.
قال أبو جعفر ابن جرير: أئنا لمردودون إلى حالنا الأولى قبل الممات، فراجعون أحياء كما كنا قبل هلاكنا، وقبل مماتنا.
وقيل: الحافرة: الأرض التي جعلت قبورهم، ومعناه: أإنا لمردودون ونحن في الحافرة؟ أي: في القبور، وقوله: في الحافرة على هذا في موضع الحال.
حكاه الراغب الأصفهاني.
قوله *«أئذا كنا عظاما نخرة»*: أنحيا بعدما صرنا عظاما بالية فانية متفتتة؟! ينكرون البعث.
قال السيوطي: وفي قراءة ناخرة.
قوله *«قالوا تلك»*: أي رجعتنا إلى الحياة.
قاله السيوطي.
قوله *«إذا كرة»*: رجعة.
قاله السيوطي.
قوله *«خاسرة»*: قالوا مستهزئين: لو صح الأمر كما تقول يا محمد_ صلى الله عليه وسلم_ بأننا مبعوثون خلقا جديدا بعد الموت؛ تلك إذا رجعة خاسرة؛ نخسر فيها؛ لأنهم وعدوا بالنار، وخسروا كل شيء.
قال أبو بكر الجزائري: وهي بالنسبة إليهم كذلك إذ سيخسرون فيها كل شيء حتى أنفسهم كما قال تعالى ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين ).
قال الزمخشري: ﺃﻧﻬﺎ ﺇﻥ ﺻﺤﺖ ﻓﻨﺤﻦ ﺇﺫﺍ ﺧﺎﺳﺮﻭﻥ ﻟﺘﻜﺬﻳﺒﻨﺎ ﺑﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻣﻨﻬﻢ.
قوله *«فإنما هي زجرة واحدة»*: فأعلمهم الله بأن بعثهم يسير عليه؛ فقال ( فإنما هي زجرة واحدة ): يعني صيحة واحدة. قال الله ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ) إلى قوله ( فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ). وقال ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ): إلا كبعث نفس واحدة.
قال مكي في الهداية: إنما هي صيحة واحدة، وهي النفخة، ينفخ في الصور فإذا هؤلاء المكذبون بالبعث بظهر الأرض أحياء.
قوله «فإذا هم»: أي كل الخلائق.
قاله السيوطي.
قوله «بالساهرة»: وجه الأرض.
قاله ابن قتيبة، والزجاج، والواحدي، والبغوي، وغيرهم.
وزاد الواحدي: بعد ما كانوا في باطنها.
قلت ( عبدالرحيم ): قوله تعالى ( فإذا هم بالساهرة ): أي بوجه الأرض. فيه إشارة إلى سرعة وقرب القيامة بالنسبة لعمر الدنيا؛ فلما أنكروا بعثهم و رجوعهم إلى حافرتهم على حالهم الأول كما قال تعالى ( كما بدأنا أول خلق نعيده )، قالوا مستبعدين ذلك ( أئنا لمردودون في الحافرة )، فإذا بهم يتفاجؤون بسرعة القيامة فيجدون أنفسهم على وجه الأرض. ونظيره قوله تعالى ( يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا*نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما): قالوا ذلك من هول ما رأوا.
انتهى.
قوله ( بالساهرة ): قال قتادة: بأعلى الأرض، بعدما كانوا في بطنها.
وهو قول ابن جبير والضحاك وابن زيد.
حكاه مكي في الهداية.
وعن سفيانقال: أرض بالشام .
رواه الطبري.
وعن قتادة: هي جهنم.
حكاه البغوي.
قال الواحدي في البسيط: ﻳﻌﻨﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺄﺭﺽ، ﻭﻇﻬﺮﻫﺎ. ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ( ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ).
قال مكي في الهداية: والعرب تسمي الفلاة وظهر الأرض" ساهرة "، لأن فيها نوم الحيوان وسهرهم، فسميت بما يكون فيها.
____________
المصدر:
المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للزجاج، تفسير مقاتل، تفسير ابن فورك، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير البغوي، تفسير الطبري، الكشاف للزمخشري، تفسير الجلالين،أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك: 00966509006424