معاني وغريب القرآن

إنضم
17/08/2016
المشاركات
680
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية
قوله تعالى
( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) الكوثر: 3

*قوله ( شانئك )*: مبغضك.
قاله الإيجي الشافعي، والفراء، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، وابن قتيبة، والزجاج، وأبو بكر السجستاني، ومكي، وابن الهائم، وصديق حسن خان.

وزاد الإيجي، والفراء: وعدوك.

قال الزجاج: وهذا هو العاص بن وائل؛ دخل النبي عليه السلام وهو جالس فقال: هذا الأبتر، أي هذا الذي لا عقب له، فقال الله تعالى: ( إن شانئك ) يا محمد ( هو الأبتر ).فجائز أن يكون هو المنقطع العقب. وجائز أن يكون هو المنقطع عنه كل خير. والبتر استئصال القطع.

قال ابن جزي: الشانئ هو المبغض، وهو الشنآن بمعنى العداوة.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا ): قال ابن عرفة: بغضكم قوم.

قال الماوردي في النكت: وهذا قول ابن عباس.

قال غلام ثعلب: أي: عداوة قوم.
وحكاه الماوردي عن قتادة.

قال الزجاج: أي لا يحملنكم بغض قوم، يقال شنئته شنآنا معناه أبغضته إبغاضا.

وقوله ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ): قال الإيجي: عداوتهم.

قال البقاعي: أي شدة عداوة.

وقوله ( ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح ): قال مقاتل، ويحيى بن سلام، والفراء: لا تحملنكم عدواتي.

قال السمين الحلبي: أي لا يحملنكم خلافي وبغضي.

*قوله ( هو الأبتر )*: الذي لا عقب له.
قاله معمر بن المثنى. وبه قال ابن قتيبة، وابن الهائم.

وزاد ابن قتيبة: وكانت قريش قالت: «إن محمدا لا ذَكرَ له، فإذا مات: ذهب ذِكْرُه»، فأنزل الله هذا، وأنزل: ورفعنا لك ذكرك.

قال الإيجي الشافعي: الأقل الأذل، الذي لا عقب له المنقطع ذكره.

قال ابن فورك: الأبتر: المنقطع عن الخير.

قال نجم الدين النيسابوري: المقطوع عن كل خير.

قال الراغب الأصفهاني: أي المقطوع الذكر، وذلك أنهم زعموا أن محمدا صلى الله عليه وسلم ينقطع ذكره إذا انقطع عمره لفقدان نسله، فنبه تعالى أن الذي ينقطع ذكره هو الذي يشنؤه، فأما هو فكما وصفه الله تعالى بقوله: ( ورفعنا لك ذكرك )، وذلك لجعله أبا للمؤمنين، وتقييض من يراعيه ويراعي دينه الحق.

وقال قتادة: ( هو الأبتر ) أي: هو الحقير الذليل.
حكاه مكي في الهداية.

قال صديق حسن خان: هو المنقطع عن الخير على العموم، فيعم خيري الدنيا والآخرة، أو الذي لا عقب له أو الذي لا يبقى ذكره بعد موته. وظاهر الآية العموم، وإن هذا شأن كل من يبغض النبي صلى الله عليه.
______________
المصدر:
ياقوتة الصراط لغلام ثعلب، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، التبيان لابن الهائم، التصاريف ليحيى بن سلام، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للزجاج، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، جامع البيان للإيجي الشافعي، تفسير مقاتل، تفسير ابن فورك، النكت والعيون للماوردي، تفسير ابن عرفة، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
 
عودة
أعلى