عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
قوله تعالى
( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (24) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) ) المرسلات
أي: ألم نجعل الأرض بسعتها وما بُث فيها؛ كافية لهم؛ تضمهم وتجمعهم أحياء على ظهرها، وتضمهم في بطنها أمواتا.
وفي الآية تقرير، وتوبيخ لمنكري البعث؛ فالقادر على ضمهم وجمعهم في الأولى؛ فهو في الآخرة أقدر، ( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير )، وقال ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ): أي كبعث نفس واحدة.
قال مقاتل: يقول أليس قد جعل لكم الأرض كفاتا لكم، تدفنون فيها، أمواتكم وتبثون عليها أحياءكم، وتسكنون عليها فقد كفت الموتى والأحياء
قال ابن سيده في( المحكم والمحيط الأعظم ): وكفات الأرض: ظهرها للأحياء وبطنها للأموات ومنه قولهم للمنازل: كفات الأحياء، وللمقابر: كفات الاموات.
قال ابن فارس في ( مجمل اللغة ): يقول: ما داموا أحياء فإنهم يمشون على ظهرها، فإذا ماتوا ضمتهم إليها.
قال الأزدي في ( جمهرة اللغة ): وكفات كل شيء: ما ضمه فالبيوت كفات الأحياء والقبور كفات الأموات. قال الله عز وجل: ( ألم نجْعَل الأَرْض كفاتا أَحيَاء وأمواتا ).
قال الفارابي في ( معجمه ): والكِفاتُ: الموضِعُ الذي يُكْفَتُ فيه الشَّيءُ، أَي: يُضَمّ، ومنه قول الله عز وجل: (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْض كِفاتاً، أَحياءً وأَمْواتاً).
قال الهروي في ( تهذيب اللغة ): في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اكفتوا صبيانكم) .
قال أبو عبيد: يعني ضموهم إليكم واحبسوهم في البيوت، وكل شيء ضممته إليك فقد كفته.
قال الزجاج: (كفاتا) ذات جمع، المعنى تضمهم أحياء على ظهورها، وأمواتا في بطنها، و (أحياء) منصوب بقوله (كفاتا)، يقال كفت الشيء أكفته إذا جمعته وضممته.
قال الطبري: يقول: وعاء، تقول: هذا كفت هذا وكفيته، إذا كان وعاءه.
وإنما معنى الكلام: ألم نجعل الأرض كِفاتَ أحيائكم وأمواتكم، تكْفِت أحياءكم في المساكن والمنازل، فتضمهم فيها وتجمعهم، وأمواتَكم في بطونها في القبور، فيُدفَنون فيها.
قال ابن قتيبة ( في غريب الحديث )لأنها تضم الحي والميت.
قال القرطبي: يقال : كفت الشيء أكفته : إذا جمعته وضممته ، والكفت : الضم والجمع
ورد في كتاب العين ( المنسوب للخليل بن أحمد الفراهيدي ): وكفات الأرض: ظهرها للأحياء وبطنها للأموات.
قال ابن قتيبة: أي تضمكم فيها.
و"الكفت": الضم. يقال: أكفت إليك كذا؛ أي أضمه إليك.
وكانوا يسمون بقيع الغرقد: "كَفْتَةً"؛ لأنها مقبرة تضم الموتى.
قال مكي في الهداية: والكفت الجمع والضم، أي: تجمعهم وتضمهم على ظهرها أحياء وفي بطنها أمواتا.
قال الزجاج: ذات جمع، المعنى تضمهم أحياء على ظهورها، وأمواتا في بطنها.
قال معمر بن المثنى، وأبو بكر السجستاني، وأبو حيان، والواحدي ( وجيز )، والبغوي: أي واعية.
وزاد أبو بكر السجستاني: واحدها كفت.
وزاد أبو حيان: واحدها: كَفْت. ويقال: كفاتا منضما: تكفت أهلها أي تضمهم أحياء على ظهرها وأمواتا في بطنها.
قال الجرجاني: ذات كفت وهو الجمع والضم.
قال الفراء: تكفتهم أحياء على ظهرها في بيوتهم ومنازلهم، وتكفتهم أمواتا في بطنها، أي: تحفظهم وتحرزهم.
قال السمين الحلبي: أي: جامعةً. والكفت: الضم والجمع، وكل شيءٍ كفته فقد جمعته، وفي الحديث: «اكتفوا صبيانكم بالليل» أي ضموهم.
*أحكام*:
قال الزمخشري: وقد استدل بعض أصحاب الشافعي رحمه الله على قطع النباش بأن الله تعالى جعل الأرض كفاتا للأموات، فكان بطنها حرزا لهم، فالنباش سارق من الحرز.
قال القرطبي: وهذا يدل على وجوبمواراة الميت ودفنه، ودفن شعره وسائر ما يزيله عنه
___________
المصدر:
تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، الكشاف للزمخشري، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، تفسير الطبري، تفسير القرطبي، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي، تفسير مقاتل، المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده، مجمل اللغة لابن فارس، جمهرة اللغة للأزدي، معجم الفارابي، تهذيب اللغة للهروي،غريب الحديث لابن قتيبة.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (24) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) ) المرسلات
أي: ألم نجعل الأرض بسعتها وما بُث فيها؛ كافية لهم؛ تضمهم وتجمعهم أحياء على ظهرها، وتضمهم في بطنها أمواتا.
وفي الآية تقرير، وتوبيخ لمنكري البعث؛ فالقادر على ضمهم وجمعهم في الأولى؛ فهو في الآخرة أقدر، ( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير )، وقال ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ): أي كبعث نفس واحدة.
قال مقاتل: يقول أليس قد جعل لكم الأرض كفاتا لكم، تدفنون فيها، أمواتكم وتبثون عليها أحياءكم، وتسكنون عليها فقد كفت الموتى والأحياء
قال ابن سيده في( المحكم والمحيط الأعظم ): وكفات الأرض: ظهرها للأحياء وبطنها للأموات ومنه قولهم للمنازل: كفات الأحياء، وللمقابر: كفات الاموات.
قال ابن فارس في ( مجمل اللغة ): يقول: ما داموا أحياء فإنهم يمشون على ظهرها، فإذا ماتوا ضمتهم إليها.
قال الأزدي في ( جمهرة اللغة ): وكفات كل شيء: ما ضمه فالبيوت كفات الأحياء والقبور كفات الأموات. قال الله عز وجل: ( ألم نجْعَل الأَرْض كفاتا أَحيَاء وأمواتا ).
قال الفارابي في ( معجمه ): والكِفاتُ: الموضِعُ الذي يُكْفَتُ فيه الشَّيءُ، أَي: يُضَمّ، ومنه قول الله عز وجل: (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْض كِفاتاً، أَحياءً وأَمْواتاً).
قال الهروي في ( تهذيب اللغة ): في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اكفتوا صبيانكم) .
قال أبو عبيد: يعني ضموهم إليكم واحبسوهم في البيوت، وكل شيء ضممته إليك فقد كفته.
قال الزجاج: (كفاتا) ذات جمع، المعنى تضمهم أحياء على ظهورها، وأمواتا في بطنها، و (أحياء) منصوب بقوله (كفاتا)، يقال كفت الشيء أكفته إذا جمعته وضممته.
قال الطبري: يقول: وعاء، تقول: هذا كفت هذا وكفيته، إذا كان وعاءه.
وإنما معنى الكلام: ألم نجعل الأرض كِفاتَ أحيائكم وأمواتكم، تكْفِت أحياءكم في المساكن والمنازل، فتضمهم فيها وتجمعهم، وأمواتَكم في بطونها في القبور، فيُدفَنون فيها.
قال ابن قتيبة ( في غريب الحديث )لأنها تضم الحي والميت.
قال القرطبي: يقال : كفت الشيء أكفته : إذا جمعته وضممته ، والكفت : الضم والجمع
ورد في كتاب العين ( المنسوب للخليل بن أحمد الفراهيدي ): وكفات الأرض: ظهرها للأحياء وبطنها للأموات.
قال ابن قتيبة: أي تضمكم فيها.
و"الكفت": الضم. يقال: أكفت إليك كذا؛ أي أضمه إليك.
وكانوا يسمون بقيع الغرقد: "كَفْتَةً"؛ لأنها مقبرة تضم الموتى.
قال مكي في الهداية: والكفت الجمع والضم، أي: تجمعهم وتضمهم على ظهرها أحياء وفي بطنها أمواتا.
قال الزجاج: ذات جمع، المعنى تضمهم أحياء على ظهورها، وأمواتا في بطنها.
قال معمر بن المثنى، وأبو بكر السجستاني، وأبو حيان، والواحدي ( وجيز )، والبغوي: أي واعية.
وزاد أبو بكر السجستاني: واحدها كفت.
وزاد أبو حيان: واحدها: كَفْت. ويقال: كفاتا منضما: تكفت أهلها أي تضمهم أحياء على ظهرها وأمواتا في بطنها.
قال الجرجاني: ذات كفت وهو الجمع والضم.
قال الفراء: تكفتهم أحياء على ظهرها في بيوتهم ومنازلهم، وتكفتهم أمواتا في بطنها، أي: تحفظهم وتحرزهم.
قال السمين الحلبي: أي: جامعةً. والكفت: الضم والجمع، وكل شيءٍ كفته فقد جمعته، وفي الحديث: «اكتفوا صبيانكم بالليل» أي ضموهم.
*أحكام*:
قال الزمخشري: وقد استدل بعض أصحاب الشافعي رحمه الله على قطع النباش بأن الله تعالى جعل الأرض كفاتا للأموات، فكان بطنها حرزا لهم، فالنباش سارق من الحرز.
قال القرطبي: وهذا يدل على وجوبمواراة الميت ودفنه، ودفن شعره وسائر ما يزيله عنه
___________
المصدر:
تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، الكشاف للزمخشري، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، تفسير الطبري، تفسير القرطبي، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي، تفسير مقاتل، المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده، مجمل اللغة لابن فارس، جمهرة اللغة للأزدي، معجم الفارابي، تهذيب اللغة للهروي،غريب الحديث لابن قتيبة.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424