عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
*الوسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*
قوله تعالى
( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) ) غافر
*قوله ( صَرْحًا )*: أي قصرا.
قاله غلام ثعلب، والنحاس، وابن قتيبة.
وزاد ابن قتيبة: عاليا.
وزاد النحاس: وكل بناء عظيم صرح.
قال الزجاج: والصرح كل بناء متسع مرتفع.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله (قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير): قال الراغب الأصفهاني: الصرح: بيت عال مزوق سمي بذلك اعتبارا بكونه صرحا عن الشوب أي: خالصا.
و قال الزجاج: والصرح: في اللغة القصر، والصحن.
*قوله ( الْأَسْبَابَ )*: أي أبوابها.
قاله ابن قتيبة.
قلت ( عبدالرحيم ): وعندي أن قول النحاس، والبقاعي، وما قاله الراغب الأصفهاني؛ أجود مما قاله ابن قتيبة وغيره؛ حيث قال النحاس: والسبب في اللغة ما يؤدي إلى الشيء فالمعنى لعلي أبلغ ما يؤدي إلى السموات. وبنحوه قال الزجاج.
قال البقاعي: أي الأمور الموصلة إليها، وكل ما أداك إلى شيء فهو سبب إليه.
وقال الراغب الأصفهاني: وسمي كل ما يتوصل به إلى شيء سببا، قال تعالى: (وآتيناه من كل شيء سببا فأتبع سببا)، ومعناه: أن الله تعالى آتاه من كل شيء معرفة، وذريعة يتوصل بها، فأتبع واحدا من تلك الأسباب، وعلى ذلك قوله تعالى: لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات، أي: لعلي أعرف الذرائع والأسباب الحادثة في السماء، فأتوصل بها إلى معرفة ما يدعيه موسى.
قال الطبري: فأولى الأقوال بالصواب في ذلك أن يقال: معناه لعلي أبلغ من أسباب السموات أسبابا أتسيب بها إلى رؤية إله موسى، طرقا كانت تلك الأسباب منها، أو أبوابا، أو منازل، أو غير ذلك.
قلت: ونظيره في التنزيل قوله تعالى ( من كان يظن أن لن ينصره الله فليمدد بسبب إلى السماء ثم لينظر فليقطع ): ( هي طريقة معروفة في الانتحار بالحبل ).
قال أبو بكر السجستاني، وغيره( بسبب): أي بحبل.
انتهى
*قوله ( في تَبَابٍ )*: أي بطلان. وكذلك: الخسران. ومنه: ( تبت يدا أبي لهب وتب )، وقوله ( وما زادوهم غير تتبيب ).
قاله ابن قتيبة.
قال أبو بكر السجستاني، والزجاج: خسران.
وزاد الزجاج: يقال: تبت يداه أي خسرتا.
قال الراغب: التب والتباب: الاستمرار في الخسران.
قلت ( عبدالرحيم ): وفي الآية دليل أن الله في السماء؛ وقد سبق بيانه مفصلا. بحمد الله.
___________
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، تفسير الطبري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
قوله تعالى
( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) ) غافر
*قوله ( صَرْحًا )*: أي قصرا.
قاله غلام ثعلب، والنحاس، وابن قتيبة.
وزاد ابن قتيبة: عاليا.
وزاد النحاس: وكل بناء عظيم صرح.
قال الزجاج: والصرح كل بناء متسع مرتفع.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله (قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير): قال الراغب الأصفهاني: الصرح: بيت عال مزوق سمي بذلك اعتبارا بكونه صرحا عن الشوب أي: خالصا.
و قال الزجاج: والصرح: في اللغة القصر، والصحن.
*قوله ( الْأَسْبَابَ )*: أي أبوابها.
قاله ابن قتيبة.
قلت ( عبدالرحيم ): وعندي أن قول النحاس، والبقاعي، وما قاله الراغب الأصفهاني؛ أجود مما قاله ابن قتيبة وغيره؛ حيث قال النحاس: والسبب في اللغة ما يؤدي إلى الشيء فالمعنى لعلي أبلغ ما يؤدي إلى السموات. وبنحوه قال الزجاج.
قال البقاعي: أي الأمور الموصلة إليها، وكل ما أداك إلى شيء فهو سبب إليه.
وقال الراغب الأصفهاني: وسمي كل ما يتوصل به إلى شيء سببا، قال تعالى: (وآتيناه من كل شيء سببا فأتبع سببا)، ومعناه: أن الله تعالى آتاه من كل شيء معرفة، وذريعة يتوصل بها، فأتبع واحدا من تلك الأسباب، وعلى ذلك قوله تعالى: لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات، أي: لعلي أعرف الذرائع والأسباب الحادثة في السماء، فأتوصل بها إلى معرفة ما يدعيه موسى.
قال الطبري: فأولى الأقوال بالصواب في ذلك أن يقال: معناه لعلي أبلغ من أسباب السموات أسبابا أتسيب بها إلى رؤية إله موسى، طرقا كانت تلك الأسباب منها، أو أبوابا، أو منازل، أو غير ذلك.
قلت: ونظيره في التنزيل قوله تعالى ( من كان يظن أن لن ينصره الله فليمدد بسبب إلى السماء ثم لينظر فليقطع ): ( هي طريقة معروفة في الانتحار بالحبل ).
قال أبو بكر السجستاني، وغيره( بسبب): أي بحبل.
انتهى
*قوله ( في تَبَابٍ )*: أي بطلان. وكذلك: الخسران. ومنه: ( تبت يدا أبي لهب وتب )، وقوله ( وما زادوهم غير تتبيب ).
قاله ابن قتيبة.
قال أبو بكر السجستاني، والزجاج: خسران.
وزاد الزجاج: يقال: تبت يداه أي خسرتا.
قال الراغب: التب والتباب: الاستمرار في الخسران.
قلت ( عبدالرحيم ): وفي الآية دليل أن الله في السماء؛ وقد سبق بيانه مفصلا. بحمد الله.
___________
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، تفسير الطبري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424