*قوله ( وَاللَّيْلِ إِذَا أدَبَرَ ):* «أدَبَرَ» أي جاء بعد النهار، وولى، وذهبت ظلمته؛ بطلوع الفجر.
كما تقول: خَلَفَه. يقال: دَبَرني فلان وخَلَفني؛ إذا جاء بعدي.
ومنه قوله تعالى ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ): قال ابن الجوزي في زاد المسير: والمعنى: صل له فيإدبارالنجوم، أي: حين تدبر، أي: تغيب بضوء الصبح.
قال الفخر الرازي: والمشهور والظاهر أن المراد منإدبارالنجوموقت الصبح حيث يدبر النجم ويخفى ويذهب ضياؤه بضوء الشمس.
قال السمرقندي: وإنما أدبرتالنجومبعد ما أسفر.
*قوله ( وَالصُّبْحِ إِذَاأَسْفَرَ ):* «أَسْفَرَ»: أي ظهر، وأضاء، وتبين.
من قولهم: امرأةسافر؛ إذا ألقت قناعها؛ فظهر وجهها، وتبين.
والكبر جمع كبرى.
___________
المصدر:
أنظر:
عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، تذكرة الأريب في تفسير الغريب لابن الجوزي، زاد المسير لابن الجوزي، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير مقاتل، تفسير السمرقندي، تفسير ابن أبي زمنين، الكشف والبيان للثعلبي، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، محاسن التأويل للقاسمي، التفسير الكبير للفخر الرازي، تفسير الجلالين جمهرة اللغة للأزدي.
كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
*قوله ( حسابا )*: أي كافيا وافرا شاملا كثيرا.
قاله ابن كثير.
قال ابن قتيبة: ويقال: أحسبت فلانا. أي أعطيته ما يحسبه، أي يكفيه.
قال ابن كثير: ومنه" حسبي الله "، أي: الله كافي.
وقال يحيى بن سلام: يعني الجَّنَّة ثوابا من الله وعطية منه لأَعمالهم التي عملوا في الدُّنيا احتسابا.
______________
المصدر:
التصاريف ليحيى بن سلام، تأويل المشكل لابن قتيبة، تفسير ابن كثير.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
*قوله ( صَرْحًا )*: أي قصرا.
قاله غلام ثعلب، والنحاس، وابن قتيبة.
وزاد ابن قتيبة: عاليا.
وزاد النحاس: وكل بناء عظيم صرح.
قال الزجاج: والصرح كل بناء متسع مرتفع.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله (قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير): قال الراغب الأصفهاني: الصرح: بيت عال مزوق سمي بذلك اعتبارا بكونه صرحا عن الشوب أي: خالصا.
و قال الزجاج: والصرح: في اللغة القصر، والصحن.
*قوله ( الْأَسْبَابَ )*: أي أبوابها.
قاله ابن قتيبة.
قلت ( عبدالرحيم ): وعندي أن قول النحاس، والبقاعي، وما قاله الراغب الأصفهاني؛ أجود مما قاله ابن قتيبة وغيره؛ حيث قال النحاس: والسبب في اللغة ما يؤدي إلى الشيء فالمعنى لعلي أبلغ ما يؤدي إلى السموات. وبنحوه قال الزجاج.
قال البقاعي: أي الأمور الموصلة إليها، وكل ما أداك إلى شيء فهو سبب إليه.
وقال الراغب الأصفهاني: وسمي كل ما يتوصل به إلى شيء سببا، قال تعالى: (وآتيناه من كل شيء سببا فأتبع سببا)، ومعناه: أن الله تعالى آتاه من كل شيء معرفة، وذريعة يتوصل بها، فأتبع واحدا من تلك الأسباب، وعلى ذلك قوله تعالى: لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات، أي: لعلي أعرف الذرائع والأسباب الحادثة في السماء، فأتوصل بها إلى معرفة ما يدعيه موسى.
قال الطبري: فأولى الأقوال بالصواب في ذلك أن يقال: معناه لعلي أبلغ من أسباب السموات أسبابا أتسيب بها إلى رؤية إله موسى، طرقا كانت تلك الأسباب منها، أو أبوابا، أو منازل، أو غير ذلك.
قلت: ونظيره في التنزيل قوله تعالى ( من كان يظن أن لن ينصره الله فليمدد بسبب إلى السماء ثم لينظر فليقطع ): ( هي طريقة معروفة في الانتحار بالحبل ).
قال أبو بكر السجستاني، وغيره( بسبب): أي بحبل.
انتهى
*قوله ( في تَبَابٍ )*: أي بطلان. وكذلك: الخسران. ومنه: ( تبت يدا أبي لهب وتب )، وقوله ( وما زادوهم غير تتبيب ).
قاله ابن قتيبة.
قال أبو بكر السجستاني، والزجاج: خسران.
وزاد الزجاج: يقال: تبت يداه أي خسرتا.
قال الراغب: التب والتباب: الاستمرار في الخسران.
قلت ( عبدالرحيم ): وفي الآية دليل أن الله في السماء؛ وقد سبق بيانه مفصلا. بحمد الله.
___________
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، تفسير الطبري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
قال الراغب الأصفهاني: أي مال، وحقيقته: طلب بضرب من الرَّوَغَان، ونبّه بقوله: (على) على معنى الاستيلاء.
وقال مقاتل، والزمخشري: فأقبل
وزاد مقاتل: عليها.
قالأبو حيان في البحر المحيط: أي أقبل عليهم مستخفيا ضاربا.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ): قال ابن أبي زمنين: فمال.
وبه قال السيوطي.
قال ابن قتيبة: أي عدل إليهم في خفية. ولا يكون "الرَّواغُ" إلا أن تخفي ذهابك ومجيئك.
قال في البحر: فراغيدل على سرعة مجيئه بالقِرى.
وقال الرازي: ( فراغ ) فإن الروغان يدل على السرعة والروغ الذي بمعنى النظر الخفي أو الرواح المخفي أيضا كذلك ، ثم الإخفاء فإن المضيف إذا أحضر شيئا ينبغي أن يخفيه عن الضيف كي لا يمنعه من الإحضار بنفسه حيث راغ هو ولم يقل هاتوا ، وغيبة المضيف لحظة من الضيف مستحسن ليستريح ويأتي بدفع ما يحتاج إليه ويمنعه الحياء منه.
استطراد:
قلت ( عبدالرحيم ): فهذا إبراهيم الأُمة_ عليه السلام _ لا تراه إلا مسارعا في الخيرات؛ كما رأيت من إسراعه ونشاطه في كسر الأصنام تارة، وأخرى في إسراعه في الإكرام وحق الضيف أخرى، وكذا إسراعه في امتثال أمر ربه لما أمره بذبح ولده ( إني أرى في المنام أني أذبح ). و كل ذلك مصداقا لقوله ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ). فاقتف سبيلهم. قال الله ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ).
انتهى
*قوله ( عليهم )* : يضربهم.
قاله الواحدي.
قال الزجاج: وهي الأصنام لأنهم جعلوها معبودةً بمنزلة ما يميز...
قال البقاعي: بغاية النشاط والخفة والرشاقة يضربهم.
*قوله ( ضربا باليمين )*: ضربا شديدا قويا بيده اليمنى؛ وهو الحنيف الغيور؛ غار لما عبدت دون ربه.
قالمقاتل: بيده اليمين.
قال أبو حيان في البحر: بيمين يديه.
قال في الوجيز: بيده اليمنى.
قال ابن قتيبة في تأويل المشكل: لأن في اليمين القوة وشدّة البطش، فأخبرنا عن شدة ضربه بها.
قال الزمخشري: ومعنى ضربا باليمين ضربا شديدا قويا، لأن اليمين أقوى الجارحتين وأشدهما.
قال أبو السعود: وقوة الآلة تقتضي قوة الفعل وشدته.
قال الطبري: فمال على آلهة قومه ضربا لها باليمين بفأس في يده يكسرهن.
قال القاسمي: أي التي هي أقوى الباطشتين، فكسرها.
قال السمرقندي: يعني أقبل يضربهم بيمينه.
قال النحاس: قال أبو جعفر يجوز أن يكون معنى (باليمين) بالقوة كما تقدم ويجوز أن يريد اليد.
وقيل: بالقسم؛ لأنه حلف أن يكسرها في قوله ( وتالله لأكيدن أصنامكم ).
قلت ( عبدالرحيم ): وخص الله يده اليمنى في قوله ( ضربا باليمين ) _ والله أعلم _ لأن الشؤمى ( الشمال ) أضعف من اليمنى،
ولقد حمدت الله أن سبقني إليه البغوي،_وغيره_ حيث قال:"كان يضربهم بيده اليمنى لأنها أقوى على العمل من الشمال".
وقال مكي: فذكر اليمين؛ لأن فيها القوة وشدة البطش، فأخبر بذلك عن شدة الضرب. انتهى كلامه.
قلت: وهذا في حق المخلوق؛ أم الخالق _ جل ذكره _ فكلتا يديه يمين؛ كلتا يديه غاية في الكمال،
فما رواه مسلم في صحيحة من حديث عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون. *ثم يطوي الأرضين بشماله*، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ "،
فيجب أن يفهم قوله:" ثم يطوي الأرضين بشماله".
في ضوء قوله في الحديث الآخر الذي رواه مسلم وغيره من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا»،
والشاهد قوله ( وكلتا يديه يمين ): فإن ثبت حديث ابن عمر فلا تعارض بين الحديثين؛ فنثبت لله صفة الشمال على ما يليق به_ تبارك وتعالى _ وأن شماله غاية في الكمال من القوة والخير والبركة؛ كيمينه ( ليس كمثله شيء ).
قال العثيمين ( مجموع فتاوى الشيخ ): فإذا كانت محفوظة فهي عندي لا تنافي، "كلتا يديه يمين" لأن المعنى أن اليد الأخرى ليست كيد الشمال بالنسبة للمخلوق ناقصة عن اليد اليمنى، فقال: "كلتا يديه يمين" أي ليس فيهما نقص، فلما كان الوهم ربما يذهب إلى أن إثبات الشمال يعني النقص في هذه اليد دون الأخرى قال: "كلتا يديه يمين"، ويؤيده قوله: "المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن" فإن المقصود بيان فضلهم ومرتبتهم وأنهم على يمين الرحمن سبحانه.
انتهى
وقال الفراء في قول ( ضربا باليمين ):أي بالقوّة والقدرة.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ): قال الطبري: لأخذنا منه بالقوة منا والقدرة.
*قوله ( فأقبلوا )*: دل على أنه من مكان بعيد.
قاله البقاعي.
قلت ( عبدالرحيم ): ويدل على شدة غضبهم لآلهتهم، وشدة غيرتهم عليها، ومحبتهم لها، حتى أخذتهم العزة بالإثم. قال الله ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ):فأهل الإيمان أجدر أن يغاروا ويصبروا على دين الله.
انتهى
*قوله ( إليه )*: أي إلى إبراهيم بعد ما رجعوا.
قاله القاسمي.
*قوله ( يزفون )*: يسرعون.
قاله الإيجي الشافعي، وابن قتيبة، والبقاعي، وأبو حيان، والسمرقندي، والقاسمي.
وزاد القاسمي: لمعاتبته على ما صدر منه.
والمعنى: جاءوا مسرعين، على عجل؛ ليبطشوا به. يقال: زف وأزف؛ إذا أسرع في مشيه.
قال القاسمي: ولما قامتعليهمالحجة، عدلوا إلى أخذه باليد والقهر.
قال البغوي: فأسرعوا إليه ليأخذوه.
قال الخضيري: يعدون مسرعين غاضبين.
وقيل: فأقبلوا يستعجلون.
وقيل: يُرْعِدُونَ غضبا.
حكاه يحيى بن سلام في التصاريف.
قال السعدي: بعدما بحثوا وقالوا: {مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ}
وقيل لهم {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ}.
____________
المصدر:
تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان الأندلسي، غريب القرآن لابن قتيبة، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، معاني القرآن للفراء، تأويل المشكل لابن قتيبة، تفسير مقاتل، الوجيز للواحدي، تفسير السمعاني، تفسير ابن أبي زمنين، الكشاف للزمخشري، البحر المحيط لأبي حيان، التفسير الكبير للرازي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، تفسير أبي السعود، تفسير الطبري، محاسن التأويل للقاسمي، تفسير السمرقندي، تفسير البغوي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، جامع البيان للإيجي الشافعي، التصاريف ليحيى بن سلام، تفسير الجلالين، تفسير السعدي، مجموع فتاوى العثيمين.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
*قوله ( باليمين )*: بيده اليمنى؛ لأنها أقوى من الشؤمى.
وقال جمع: أي بالقوة والقدرة.
ومنه قوله ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل* لأخذنا منه باليمين ): قال الفراء، وأبو بكر السجستاني: بالقوة والقدرة.
وقال نجم الدين النيسابوري: لقطعنا يمينه.
انتهى
وقيل: ضربهم إبراهيم_ عليه السلام_ بيمينه ( بحلفه ) التي قالها (وتالله لأكيدن أصنامكم).
*قوله ( فأقبلوا إليه )*: إلى إبراهيم.
*قوله ( يزفون )*: يسرعون إليه في المشي غاضبين؛ ليبطشوا به.
______________
المصدر:
أنظر:
التصاريف ليحيى بن سلام، غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للزجاج، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، تفسير الطبري، تفسير مقاتل.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
*قوله ( فَسَوَّاها )*: يعني: سوى خلقها. ويقال: خلقها مستوية، بلا صدع ولا شق.
قاله السمرقندي.
*قوله ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا )*: أظلم ليلها.
قاله أبو بكر السجستاني.
وقال الراغب، وابن قتيبة: أي جعله مظلماً.
*قوله ( وَأَخْرَجَ ضُحاها)*: ضوءها بالنهار.
قاله معمر بن المثنى.
*قوله ( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها )*: بسطها.
قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى، وابن قتيبة.
___________
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، تفسير الطبري، تفسير السمرقندي، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
قوله تعالى
( فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ) الفيل: 5
*قوله ( كعصف )*: ورق الزّرع.
قاله العز بن عبدالسلام، وأبو حيان الأندلسي، وابن الهائم، ومكي، والواحدي(وجيز)، والبيضاوي، وابن أبي زمنين، والسمعاني، والسيوطي، ومجير الدين العليمي الحنبلي، وأبو السعود، وغيرهم.
وزاد السيوطي في الدر المنثور: البالي المأكول.
وزاد مجير الدين: وهو التبن.
وزاد أبو السعود: فيه الأكال وهو أن يأكله الدود أو أكل حبه فبقي صفرا منه أو كتبن أكلته الدواب وراثته.
قال في القاموس المحيط: أي: كزرع أكل حبه وبقي تبنه، أو كورق أخذ ما كان فيه وبقي هو لا حب فيه، أو كورق أكلته البهائم.
قال الشنقيطي: قال أكثر العلماء: العصف ورق الزرع.
قال في غاية الأماني: كورق زرع أكله الدود، أو كروث الدواب. وإنما عدل إلى المنزل؛ على نمط آداب القرآن.
قال القرطبي: ومما يدل على أنه ورق الزرع قول علقمة:
تسقي مذانب قد مالت عصيفتها ... حدورها من أتي الماء مطموم. ( ماء كثير يغمر؛ علا وغلب ).
قال أبو بكر بن دريد الأزدي ( في جمهرة اللغة ): وهو الورق الذي يتفتح عن الثمرة والسنبلة، وهي العصيفة.
ثم ذكر البيت الذي استشهد به القرطبي.
قيل: ورق كل نابت.
حكاه الماتريدي.
وقال عكرمة: كالحب إذا أكل فصار أجوف.
حكاه البغوي.
قال ابن عباس: هو قشر البر، يعني الغلاف الذي يكون فوق حبة القمح.
حكاه مكي في الهداية.
قال عبدالكريم بن يونس الخطيب: والعصف المأكول: أي الذي أكل منه الحب، وبقي هذا القشر الرقيق الذي كان يغلّفه.
قال البيضاوي: كورق زرع وقع فيه الآكال وهو أن يأكله الدود أو أكل حبه فبقي صفرا منه، أو كتبن أكلته الدواب وراثته.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( والحب ذو العصف والريحان ):الراغب: العَصْف والعَصِيفَة: الذي يُعْصَف من الزرع، ويقال لحطام النّبت المتكسّر: عَصْفٌ.
قال مقاتل، والزجاج، والواحدي(بسيط): ورق الزرع.
وزاد مقاتل: الذي يكون فيه الحب.
قال السمرقندي: ذو الورق.
وقال السيوطي في اتقانه: التبن.
قال مكي في الهداية: ورق الزرع الأخضر الذي قطع رؤوسه يسمى العصف إذا يبس. وقيل هو التبن قاله قتادة والضحاك. وقال ابن جبير العصف: البقل من الزرع.
قال عبدالكريم بن يونس الخطيب: ( وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ ): هو الحب الذي يؤكل كالحنطة وغيرها، والعصف: هو أوعية هذا الحب التي تنفصل عنه عند نضجه، فتكون حطاما وهشيما، كما في قوله تعالى: «فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ».
قال الماوردي في النكت: وأما العصف ففيه ثلاثة أقاويل: أحدها: تبن الزرع وورقه الذي تعصفه الريح، قاله ابن عباس. الثاني: أنه الزرع إذا اصفر ويبس. الثالث: أنه حب المأكول منه، قاله الضحاك، كما قال تعالى: ( كَعَصْفٍ مَأكُولٍ ).
قال في البسيط: فحصل من هذه الأقوال أن العصفَ ورق الزرع، ثم إذا يبس وديس صار تبنًا. وعلى هذا يدور كلام المفسرين.
انتهى
*قوله ( مأكول )*: ممضوغ.
قال عبدالرحمن بن زيد: ورق الزرع وورق البقل، إذا أكلته البهائم فراثته، فصار رَوْثا.
رواه الطبري.
قال حبيب بن أبي ثابت: ( كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) قال: كطعام مطعوم.
رواه الطبري.
قال مقاتل: فشبههم بورق الزرع المأكول يعني البالي.
قال ابن الهائم: يعني أخذ ما فيه من الحبّ فأكل وبقي هو لا حبّ فيه.
قال ابن أبي زمنين: والمأكول: الذي قد أخرقه الدود الذي يكون في البقل.
وبه قال العز بن عبدالسلام.
قال السمرقندي: يعني: كزرعٍ بالٍ.
قال الواحدي في الوجيز: كزرع أكلته الدواب فداسته وفتَّتته.
قال الزجاج: أي جعلهم كورق الزرع الذي جف وأُكل.
*المعنى الإجمالي للآية:*
قال الطبري: يعني تعالى ذكره: فجعل الله أصحاب الفيل كزرع أكلته الدواب فراثته، فيبس وتفرّقت أجزاؤه؛ شبَّه تقطع أوصالهم بالعقوبة التي نـزلت بهم، وتفرّق آراب أبدانهم بها، بتفرق أجزاء الروث، الذي حدث عن أكل الزرع.
وهو قول البغوي، والخازن، والسمعاني، ومجير الدين الحنبلي، ومكي في الهداية، و الواحدي في الوسيط.
وزاد الخازن: وتبن. فقال: يعني كزرع وتبن...إلى آخره.
وبنحوه قال الثعلبي.
قال مكي في الهداية: وروي أن الحجر كان يقع على أحدهم فيخرج كل ما في بطنه فيبقى كقشر الحبة إذا بقا بعد خروج الحبة منه، فالتقدير: مأكول ما فيه، أو مأكول حبه.
ومن جعله الروث بعينه لم يقدر حذفا، لأن المعنى: فجعلهم كورق قد أكلته الدواب وراثته.
قال سراج الدين النعماني: وفيه مبالغة حسنة، وهو أنه لم يكفهم أم جعلهم أهون شيء من الزرع، وهو ما لا يجدي طائلا، حتى جعلهم رجيعا.
وبنحوه قال السمين الحلبي: لم يكفه أن شبههم بأهون الأشياء. وهو ما يأكله الدواب بغير رغبةٍ لها فيه - حتى جعلهم بمنزلته بعدما أكل وصار سرجينًا ورجيعًا.
قال إسماعيل الخلوتي في روح البيان: وهنا شبههم به فى فنائهم وذهابهم بالكلية او من حيث انه حدثت فيهم بسبب رميهم منافذ وشقوق كالزرع الذي أكله الدود
قال القرطبي: أي جعل الله أصحاب الفيل كورق الزرع إذا أكلته الدواب، فرمت به من أسفل. شبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزائه.
وبه قال الشوكاني، وصديق حسن خان، وسراج الدين النعماني.
قلت ( عبدالرحيم ): ولأن الله حيي يكني؛ فكان منه_ جل ذكره_ التعريض بحالهم؛ فما ذكر الروث، ولا الرجيع، أو نحوه.
ونظيره في التنزيل كثير؛ كما قال ( أو جاء أحد منكم من الغائط ): عني قضاء الحاجة.
وكقوله عن عيسى وأمه ( كانا يأكلان الطعام ): فمن أكل الطعام قطعا سيُخْرج، دليل على أنهما بشر. وكقوله ( من قبل أن تمسوهن ): عني الجماع. وقوله ( وقد أفضى بعضكم إلى بعض ): عني الجماع. وقوله( فلما تغشاها حملت حملت خفيفا ): عني الجماع.
وفيه بيان إهانة الله لأصحاب الفيل؛ بعدما وصفهم بصحبة حيوان بهيم؛ بعدما أتلفهم بعذاب لم يسمع من قبل إلا في التنزيل ( ومن يهن الله فما له من مكرم ).
المصدر:
تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، معاني القرآن للزجاج، البسيط للواحدي، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، تفسير الطبري، تفسير القرطبي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، تفسير عبدالرزاق، تفسير النسفي، تفسير مقاتل، تفسير السمرقندي، النكت والعيون للماوردي، تفسير الخازن، الكشف والبيان للثعلبي، فتح القدير للشوكاني، اللباب لسراج الدين النعماني، تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، تفسير العز بن عبدالسلام، تفسير البيضاوي، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير السمعاني، تفسير أبي السعود، الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي، غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني لشهاب الدين، تأويلات أهل السنة للماتريدي، جمهرة اللغة للأزدي، القاموس المحيط للفيروز آبادي، تفسير الشنقيطي، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، التفسير المنير للزحيلي، التفسير الحديث لمحمد عزة دروزة، روح البيان لإسماعيل حقي خلوتي، التفسير القرآني للقرآن لعبدالكريم يونس الخطيب.
كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
*قوله ( وما وسق )*: وما جمع.
قاله الفراء، وإلايجي الشافعي. وبه قال الزجاج، ومكي، وابن الهائم، والنسفي، والبغوي، وابن جزي الغرناطي، وأبو السعود. وحكاه في البسيط عن المبرد.
وزاد النسفي، والبغوي، والزجاج، وابن جزي، وأبو السعود: وضم.
وزاد ابن الهائم: وذلك أن الليل يضمّ كلّ شيء إلى ما وراءه فيقال فيه: واللّيل وما وسق.
وزاد الإيجي: وضم من دابة وغيرها.
قال السمين الحلبي: الوسق: جمع الأشياء المتفرقة، والمعنى:وماجمع من الظلم.
قال السعدي:أي احتوى عليه من حيوانات وغيرها.
قال الواحدي ( في البسيط ): أي وماجمع، وضم، وحوى، ولفَّ.
وقال الواحدي ( في الوسيط ): والمعنى: جمع وضم ما كان منتشرًا بالنهار في تصرفه، وذلك أن الليل إذا أقبل أوى كل شيء إلى مأواه.
وقال الواحدي ( في الوجيز ): جمع وحمل وضمَّ وآوى من الدواب والحشرات والهوام والسباع وكلّ شيء دخل عليه اللَّيل.
قال النسفي: والمراد ما جمعه من الظلمة والنجم، أو ما عمل فيه من التهجد وغيره.
قال عكرمة: ساق؛ لأن ظلمة الليل تسوق كل شيء إلى مأواه.
حكاه الماوردي في النكت.
قال الشنقيطي: والمعنى هنا : والليل وما جمعه من المخلوقات . قيل: كأنه أقسم بكل شيء كقوله تعالى: (فلا أقسم بما تبصرونوما لا تبصرون ).
قال الطبري: يقول: والليل وما جمع مما سكن وهدأ فيه من ذي روح كان يطير، أو يَدِب نهارا.
قال السمرقندي: يعني: ما يساق معه من الظلمة والكواكب.
قال الراغب الأصفهاني: الوَسْقُ: جمع المتفرّق. يقال: وَسَقْتُ الشيء:إذاجمعته.
قال الشنقيطي: هو الجمع والضم للشيء الكثير.
ويقال: وسق: علا، وذلك أنّ الليل يعلو كلّ شيء ويجلّله ولا يمتنع منه شيء.
قاله ابن الهائم.
قال ابن أبي زمنين: وما جمع مما عَمِلَ فيه الخلق من خير أو شر.
وقيل: أي جمع وساق كل شيء إلى مأواه من الطير والسباع، فذكر النهاروالليل؛ لما فيهما من المنافع.
حكاه الماتريدي.
وقال عكرمة:وماجمع فيه منّ دوابه وعقاربه وحيّاته وظلمته.
حكاه الثعلبي.
قال مكي في الهداية: أكثر المفسرين على أن معنى ( وَمَاوَسَقَ ):وماجمع، وماآوى، وماستر.
قال السمعاني: أي:وماجمع ولف، وضم الأشياء بعد انتشارها، وإنما قال ذلك؛ لأنه إِذا كان الليل آوى كل شيء إلى مأواه، ورجع كل إنسان إلى منزله، وإذا كان النهار انتشروا في التصرف.
*قوله ( والقمر إذا اتسق )*: إذا تمّ وكمل، إذا اجتمع واستوى.
يقال اتسق القوم أي: اجتمعوا. بلغة جرهم.
ذكره عبدالله بن حسنون السامري.
قال السعدي: أي امتلأ نورًا بإبداره، وذلك أحسن ما يكون وأكثر منافع.
قال الإيجي الشافعي: استوى وتم بدرًا.
قال أبو السعود: اجتمع،وتم بدرا؛ ليلة أربع عشر.
قال شهاب الدين الشافعي ثم الحنفي: انتظم واجتمع نوره إذا كان بدراً.
قال النسفي: تمّ واستوى واجتمع.
قال الواحدي في الوسيط: استوى، واجتمع، وتكامل، وتم.
قال ابن عباس: اتّساقه اجتماعه واستواؤه.
حكاه نافع بن الأزرق.
قال السمين الحلبي: اجتمع ضوؤه في الليالي البيض.
قال ابن أبي زمنين: إذا استوى فاستدار.
قال ابن قتيبة، ومكي، وأبو بكر السجستاني:أي امتلأ في الليالي البيض.
إلا أن أبا بكر قال: إِذاتمّ وامتلأ.. إلخ.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: إذا تمّ.
قال الفراء: اتساقه: امتلاؤه ثلاث عشرة إلى ست عشرة فيهن اتساقه.
وقال الشنقيطي: أي اتسع أي تكامل نوره، وهو افتعل من وسق.
وقال أبو بكر الأصم: معناه: أنه جُمع وسوي بعد أن كان كالعرجون القديم فيذكرهم قوته؛ ليعلموا أنه قادر على بعثهم.
حكاه الماتريدي.
.......
المصدر:
اللغات في القرآن لعبدالله بن حسنون السامري بسنده لابن عباس، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله بن عباس، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للزجاج، تفسير النسفي، النكت والعيون للماوردي، البسيط للواحدي، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، تفسير السمرقندي، تفسير النستفسير الطبري،، تفسير ابن أبي زمنين، تأويلات أهل السنة للماتريدي، الكشف والبيان للثعلبي، تفسير السمعاني، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، تفسير أبي السعود، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني لشهاب الدين، التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الغرناطي، أضواء البيان للشنقيطي، تفسير السعدي.
*قوله ( وما وسق )*: وما جمع، وضم، وستر؛ ما كان منتشرا بالنهار، وما حوى من خير وشر.
قيل: هو قسم بكل شيء؛ حل عليه ظلام الليل؛ كقوله (فلا أقسم بما تبصرونوما لا تبصرون ).
قال الطبري: يقول: والليل وما جمع مما سكن وهدأ فيه من ذي روح كان يطير، أو يَدِب نهارا.
*قوله ( إذا اتسق )*: اجتمع، وامتلأ، وكمل، واستوى بدرا.
يقال: اتسق القوم إذا اجتمعوا.
____________
المصدر:
أنظر:
اللغات في القرآن لعبدالله بن حسنون السامري، الوسيط للواحدي، معاني القرآن للفراء، تفسير النسفي، تفسير الطبري، أضواء البيان للشنقيطي.
- كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
*قوله ( الداعي )*: هو الملك الذي يدعو الناس للحشر؛ للقضاء، والحساب.
*قوله ( لا عوج له )*: أي لا عوج لهم عنه.
أي: لا عوج لأهل المحشر عن الداعي؛ فلا يتباطؤون، ولا يذهبون إلى ناحية غير ناحيته؛ لا يذهبون إلى غيره؛ يجيبونه مسرعين رغما عنهم، غير ناظرين إلى غيره؛ وإنما كانت تنفعهم إستجابتهم في الدنيا مختارين؛ أما في الآخرة فلا.
فهم كما وصفهم الله ( مهطعين إلى الداع ): قال ابن عباس: مذعنين خاضعين.
حكاه نافع بن الأزرق.
وقال الفراء: ناظرين قِبلَ الداع.
قال غلام ثعلب: مسرعين.
____________
المصدر:
أنظر:
مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله بن عباس، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، معاني القرآن للفراء، تفسير الطبري، تفسير ابن كثير، أضواء البيان للشنقيطي.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
*قوله ( جذاذا )*: *أي فتاتا*.
قاله ابن قتيبة، ومكي، وأبو بكر السجستاني، وأبو حيان الأندلسي.
وقال نجم الدين النيسابوري: قطعا.
ورواه الطبري عن قتادة.
وقال بيان الحق النيسابوري: حُطاما.
ورواه الطبري عن ابن عباس.
قال الراغب: الأصفهاني: الجذ: كسر الشيء وتفتيته، ويقال لحجارة الذهب المكسورة ولفُتات الذهب: جذاذ.
___________
المصدر:
تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان الأندلس، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، تفسير الطبري.
كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
*قوله ( فإن أرادا فصالاً )*: أي فطاما للصبي عن الرضاعة؛ قبل الحولين ( السنتين )؛ عن اتفاقٍ بين الزوجين؛ ومشاورةٍ منهم للأهل الخبرة؛ إن أخبروا أن الفطام في ذلك الوقت لا يضر بالولد؛ كل ذلك كي لا يظلم الصبي.
*وليس معناه الطلاق؛ كما يتوهم البعض؛ وأن التشاور والتراضي عليه؛ وهذا خطأ. والصواب ما ذُكر.*
ومنه قوله تعالى ( وفصاله في عامين ): قال يحيى بن سلام، وابن فورك: فطامه.
قال الماوردي( في النكت والعيون ): يعني بالفصال الفطام من رضاع اللبن.
وقال السمرقندي: يعني: فطامه بعد سنتين من وقت الولادة
وقوله ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ): قال الزجاج، وابن أبي زمنين: فطامُه.
قال ابن المظفر الرازي: الفصال هو الفطام.
قال الشافعي ( في تفسيره)؛ في قوله ( فإن أرادا فصالا عن تراض منهما ): وذلك لا يكون - والله أعلم - إلا بالنظر للمولود من والديه، أن يكون يريان أن فصاله قبل الحولين خير له من إتمام الرضاع له، لِعلَّةِ تكون به، أو بمرضعته، وأنه لا يقبل رضاع غيرها، أو ما أشبه ذلك.
قال الراغب الأصفهاني: والفصال: التفريق بين الصبي والرضاع.
قال ابن قتيبة: و ( الفصال ) : الفطام.
يقال: فصلت الصبي؛ إذا فطمته.
ومنه قيل للحوار إذا قطع عن الرضاع فصيل؛ لأنه فصل عن أمه.
قال أحمد صقر؛ محقق الكتاب ( غريب القرآن لابن قتيبة ) في الحاشية : والحوار: ولد الناقة في عامه الأول، وفصاله في أول الثاني كما في آداب الشافعي 242.
قال الزجاج: أي فطاما وتراضيا بذلك بعد أن تشاورا وعلما أن ذلك غير مدخل على الولد ضررا.
قال مجاهد( في تفسيره ): قوله: فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح غير مسيئين في ظلم أنفسهما ولا إلى صبيهما، فلا جناح عليهما.
و روى ابن أبي حاتم بسنده إلى مجاهد فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور قال: التشاور: ما دون الحولين، ليس لها أن تفطمه إلا أن يرضى، وليس له أن يفطمه إلا أن ترضى.
قال القاسمي: فإن أرادا، يعني الزوج والمرأة فصالا: أي فصال الصبي عن اللبن قبل الحولين- يعني: فطاما عن تراض منهما، بتراضي الأب والأم وتشاور بمشاورتهما فلا جناح عليهما، أي: على الأب والأم إن لم يرضعا ولدهما سنتين.
___________
المصدر
أنظر:
المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني غريب القران لابن قتيبة تحيق أحمد صقر، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، التصاريف ليحيى بن سلام، معاني القرآن للزجاج، تفسير الشافعي، تفسير مجاهد، تفسير ابن أبي حاتم، محاسن التأويل للقاسمي، تفسير البغوي، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير السمرقندي،تفسير ابن فورك،النكت والعيون للماوردي.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
أي: ألم نجعل الأرض بسعتها وما بُث فيها؛ كافية لهم؛ تضمهم وتجمعهم أحياء على ظهرها، وتضمهم في بطنها أمواتا.
وفي الآية تقرير، وتوبيخ لمنكري البعث؛ فالقادر على ضمهم وجمعهم في الأولى؛ فهو في الآخرة أقدر، ( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير )، وقال ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ): أي كبعث نفس واحدة.
قال مقاتل: يقول أليس قد جعل لكم الأرض كفاتا لكم، تدفنون فيها، أمواتكم وتبثون عليها أحياءكم، وتسكنون عليها فقد كفت الموتى والأحياء
قال ابن فارس في ( مجمل اللغة ): يقول: ما داموا أحياء فإنهم يمشون على ظهرها، فإذا ماتوا ضمتهم إليها.
قال الأزدي في ( جمهرة اللغة ): وكفات كل شيء: ما ضمه فالبيوت كفات الأحياء والقبور كفات الأموات. قال الله عز وجل: ( ألم نجْعَل الأَرْض كفاتا أَحيَاء وأمواتا ).
قال الفارابي في ( معجمه ): والكِفاتُ: الموضِعُ الذي يُكْفَتُ فيه الشَّيءُ، أَي: يُضَمّ، ومنه قول الله عز وجل: (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْض كِفاتاً، أَحياءً وأَمْواتاً).
قال الهروي في ( تهذيب اللغة ): في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اكفتوا صبيانكم) .
قال أبو عبيد: يعني ضموهم إليكم واحبسوهم في البيوت، وكل شيء ضممته إليك فقد كفته.
قال الزجاج: (كفاتا) ذات جمع، المعنى تضمهم أحياء على ظهورها، وأمواتا في بطنها، و (أحياء) منصوب بقوله (كفاتا)، يقال كفت الشيء أكفته إذا جمعته وضممته.
قال الطبري: يقول: وعاء، تقول: هذا كفت هذا وكفيته، إذا كان وعاءه.
وإنما معنى الكلام: ألم نجعل الأرض كِفاتَ أحيائكم وأمواتكم، تكْفِت أحياءكم في المساكن والمنازل، فتضمهم فيها وتجمعهم، وأمواتَكم في بطونها في القبور، فيُدفَنون فيها.
قال ابن قتيبة ( في غريب الحديث )لأنها تضم الحي والميت.
قال القرطبي: يقال : كفت الشيء أكفته : إذا جمعته وضممته ، والكفت : الضم والجمع
ورد في كتاب العين ( المنسوب للخليل بن أحمد الفراهيدي ): وكفات الأرض: ظهرها للأحياء وبطنها للأموات.
قال ابن قتيبة: أي تضمكم فيها.
و"الكفت": الضم. يقال: أكفت إليك كذا؛ أي أضمه إليك.
وكانوا يسمون بقيع الغرقد: "كَفْتَةً"؛ لأنها مقبرة تضم الموتى.
قال مكي في الهداية: والكفت الجمع والضم، أي: تجمعهم وتضمهم على ظهرها أحياء وفي بطنها أمواتا.
قال الزجاج: ذات جمع، المعنى تضمهم أحياء على ظهورها، وأمواتا في بطنها.
قال معمر بن المثنى، وأبو بكر السجستاني، وأبو حيان، والواحدي ( وجيز )، والبغوي: أي واعية.
وزاد أبو بكر السجستاني: واحدها كفت.
وزاد أبو حيان: واحدها: كَفْت. ويقال: كفاتا منضما: تكفت أهلها أي تضمهم أحياء على ظهرها وأمواتا في بطنها.
قال الجرجاني: ذات كفت وهو الجمع والضم.
قال الفراء: تكفتهم أحياء على ظهرها في بيوتهم ومنازلهم، وتكفتهم أمواتا في بطنها، أي: تحفظهم وتحرزهم.
قال السمين الحلبي: أي: جامعةً. والكفت: الضم والجمع، وكل شيءٍ كفته فقد جمعته، وفي الحديث: «اكتفوا صبيانكم بالليل» أي ضموهم.
*أحكام*:
قال الزمخشري: وقد استدل بعض أصحاب الشافعي رحمه الله على قطع النباش بأن الله تعالى جعل الأرض كفاتا للأموات، فكان بطنها حرزا لهم، فالنباش سارق من الحرز.
قال القرطبي: وهذا يدل على وجوبمواراة الميت ودفنه، ودفن شعره وسائر ما يزيله عنه
___________
المصدر:
تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، الكشاف للزمخشري، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، تفسير الطبري، تفسير القرطبي، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي، تفسير مقاتل، المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده، مجمل اللغة لابن فارس، جمهرة اللغة للأزدي، معجم الفارابي، تهذيب اللغة للهروي،غريب الحديث لابن قتيبة.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
*قوله ( مقاليد )*: مفاتيح.
قاله غلام ثعلب، وأبو بكر السجستاني، وغيرها.
قال الطبري: له مفاتيح خزائن السموات والأرض، يفتح منها على من يشاء، ويمسكها عمن أحب من خلقه، واحدها: مقليد.
وقال الراغب الأصفهاني: أي ما يحيط بها.
____________
المصدر:
ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، معاني القرآن للفراء،تفسير الطبري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي
قوله تعالى
( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) الكوثر: 3
*قوله ( شانئك )*: مبغضك.
قاله الإيجي الشافعي، والفراء، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، وابن قتيبة، والزجاج، وأبو بكر السجستاني، ومكي، وابن الهائم، وصديق حسن خان.
وزاد الإيجي، والفراء: وعدوك.
قال الزجاج: وهذا هو العاص بن وائل؛ دخل النبي عليه السلام وهو جالس فقال: هذا الأبتر، أي هذا الذي لا عقب له، فقال الله تعالى: ( إن شانئك ) يا محمد ( هو الأبتر ).فجائز أن يكون هو المنقطع العقب. وجائز أن يكون هو المنقطع عنه كل خير. والبتر استئصال القطع.
قال ابن جزي: الشانئ هو المبغض، وهو الشنآن بمعنى العداوة.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا ): قال ابن عرفة: بغضكم قوم.
قال الماوردي في النكت: وهذا قول ابن عباس.
قال غلام ثعلب: أي: عداوة قوم.
وحكاه الماوردي عن قتادة.
قال الزجاج: أي لا يحملنكم بغض قوم، يقال شنئته شنآنا معناه أبغضته إبغاضا.
وقوله ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ): قال الإيجي: عداوتهم.
قال البقاعي: أي شدة عداوة.
وقوله ( ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح ): قال مقاتل، ويحيى بن سلام، والفراء: لا تحملنكم عدواتي.
قال السمين الحلبي: أي لا يحملنكم خلافي وبغضي.
*قوله ( هو الأبتر )*: الذي لا عقب له.
قاله معمر بن المثنى. وبه قال ابن قتيبة، وابن الهائم.
وزاد ابن قتيبة: وكانت قريش قالت: «إن محمدا لا ذَكرَ له، فإذا مات: ذهب ذِكْرُه»، فأنزل الله هذا، وأنزل: ورفعنا لك ذكرك.
قال الإيجي الشافعي: الأقل الأذل، الذي لا عقب له المنقطع ذكره.
قال ابن فورك: الأبتر: المنقطع عن الخير.
قال نجم الدين النيسابوري: المقطوع عن كل خير.
قال الراغب الأصفهاني: أي المقطوع الذكر، وذلك أنهم زعموا أن محمدا صلى الله عليه وسلم ينقطع ذكره إذا انقطع عمره لفقدان نسله، فنبه تعالى أن الذي ينقطع ذكره هو الذي يشنؤه، فأما هو فكما وصفه الله تعالى بقوله: ( ورفعنا لك ذكرك )، وذلك لجعله أبا للمؤمنين، وتقييض من يراعيه ويراعي دينه الحق.
وقال قتادة: ( هو الأبتر ) أي: هو الحقير الذليل.
حكاه مكي في الهداية.
قال صديق حسن خان: هو المنقطع عن الخير على العموم، فيعم خيري الدنيا والآخرة، أو الذي لا عقب له أو الذي لا يبقى ذكره بعد موته. وظاهر الآية العموم، وإن هذا شأن كل من يبغض النبي صلى الله عليه.
______________
المصدر:
ياقوتة الصراط لغلام ثعلب، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، التبيان لابن الهائم، التصاريف ليحيى بن سلام، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للزجاج، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، جامع البيان للإيجي الشافعي، تفسير مقاتل، تفسير ابن فورك، النكت والعيون للماوردي، تفسير ابن عرفة، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
قوله تعالى
( ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) الأنعام (142)
*قوله ( حمولة )*: "الحمولة " ما حمل عليه من الإبل وغيرها.
قاله الطبري.
قال الفراء: يقول: وأنشأ لكم من الأنعام حمولة، يريد ما أطاقَ الحمل والعمل.
*قوله ( وفرشا )*: والفرش : الصغار من الأنعام.
قاله ابن عباس.
قال الطبري: " الفرش"صغار الإبل التي لم تدرك أن يُحْمَل عليها.
قال غلام ثعلب: الحمولة: القوية على الحمل، والفرش: الصغيرة الضعيفة عن الحمل.
___________
المصدر :
مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله ابن عباس، ياقوتة الصراط لغلام ثعلب، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، معاني القرآن للفراء، تفسير الطبري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
*قوله ( وابتغوا إليه الوسيلة )*: أي القربة.
قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى، وابن قتيبة، ومكي، وأبو حيان الأندلسي، وابن الهائم.
وزاد ابن قتيبة: والزلفة.
قال أبو عبيدة: أي اطلبوا، واتخذوا ذلك بطاعته، ويقال: توسلت إليه تقربت.
قال ابن عباس: الحاجة.
حكاه نافع ابن الأزرق.
قال الزجاج: معناه اطلبوا إليه القربة.
قال مكي في الهداية: المعنى: خافوه فيما أمركم به واطلبوا إليه القربة. والوسيلة: القربة. وقيل: هي المحبة.
قال الراغب الأصفهاني: "الوسيلة" التوصل إلى الشيء برغبة وهي أخص من الوصيلة، لتضمنها لمعنى الرغبة. قال تعالى: ( وابتغوا إليه الوسيلة ) وحقيقة الوسيلة إلى الله تعالى: مراعاة سبيله بالعلم والعبادة، وتحري مكارم الشريعة، وهي كالقربة، والواسل: الراغب إلى الله تعالى.
___________
المصدر:
مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله بن عباس، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، غريب القرآن لابن قتيبة، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، معاني القرآن للزجاج، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
قوله تعالى
( كمثل غيث أعجب الكفار نباته ) الحديد 20
*قوله ( الكفار )*: أي الزراع.
وسمي الزارع كافرا: لأنه يغطي البذر في الأرض.
وكذا:
سمي الكافر بالله كافرا: لأنه يغطي أعظم حقيقة في الوجود؛ وهي الإيمان بالله.
__________
المصدر :
أنظر: التفسير الكبير للرازي، تفسير المشكل لمكي القيسي.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
*قوله ( لا يرجون لقاءنا )*: أي لا يخافون.
قاله الفراء، وابن قتيبة، ونجم الدين النيسابوري، وبيان الحق النيسابوري.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( ما لكم لا ترجون لله وقارا ): قال الفراء، وابن قتيبة: لا تخافون له عظمة.
قال الأخفش: و"الرجاء" ها هنا خوف.
قال الزجاج، والأخفش: أي لا تخافون لله عظمة.
وزاد الزجاج: ولا عظة.
وقال ابن عباس: قال: لا تخشون لله عظمة.
حكاه نافع بن الأزرق.
وقوله ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) : يعني يخاف بلغة هذيل.
ذكره عبدالله بن حسنون السامري.
قال ابن أبي زمنين: يخاف البعث.
وقال ابن قتيبة: أي يخاف لقاء ربه.
وحكاه الماوردي عن قطرب ومقاتل.
وقيل غير ذلك.
وقوله ( وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ): قال ابن قتيبة، ونجم الدين النيسابوري: أي لا يخافون.
وقوله ( بل كانوا لا يرجون نشورا ): قال نجم الدين النيسابوري: لا يخافون بعثا.
____________
المصدر:
مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله بن عباس، اللغات في القرآن لعبدالله بن حسنون السامري بسنده لابن عباس، غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للأخفش، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للزجاج، توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، تفسير ابن أبي زمنين، النكت والعيون للماوردي.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
*قوله ( الكلالة )*: من مات وليس له ولد ولا والد ( ليس له أصل وارث، ولا فرع ) يرثه الحواشي.
قال مقاتل: يعني به الميت الذي يموت وليس له ولد ولا والد؛ فهو الكلالة.
قال قطرب: اسم لما عدا الأبوين.
حكاه في المفردات.
قال نجم الدين النيسابوري: و"الكلالة":ما عدا الوالد والولد.
*قوله ( أن تضلوا )*: أي لئلا تضلوا.
قاله ابن قتيبة، ومكي، والزجاج، وغيرهم.
قال الفراء: ألا تضلوا.
قال يحيى بن سلام: والمعنى لئلا تخطئوا قسمة المواريث.
قال أبو عبيد فحدثت الكسائي بحديث رواه ابن عمر عن النبي صلى اله عليه وسلم أنه قال لا يدعون أحدكم على ولده *أن يوافق* من الله اجابة فاستحسنه.
حكاه النحاس.
قلت ( عبدالرحيم ): والشاهد قوله ( أن يوافق من الله اجابة ): ومعناه: لئلا يوافق من الله إجابة فيهلك ولده،
ونظير ذلك في القرآن كثير؛ كما في الآية التي نحن بصددها ( يبين الله لكم أن تضلوا ): لئلا تضلوا.
وكقوله ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ): قال الطبري: لئلا تزولا.
وقوله ( ويمسك السماء أن تقع على الأرض ): قال مقاتل: لئلا تقع على الأرض.
وقوله ( إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ): قال ابن سلام: لئلا يفقهوه.
وقوله ( أَن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ): قال الفراء: معناه: كي لا تقولوا.
____________
المصدر:
التصاريف ليحيى بن سلام، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للنحاس، تفسير مقاتل، تفسير الطبري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
قوله *( تؤزهم أزا )*: تُهيجهم، وتزعجهم، وتغويهم؛ تحركهم بالشر تحريكا شديدا؛ من شرك ومعصية؛ بسبب كفرهم.
وهذا جزاء لهم؛ من جنس أعمالهم؛ فهم لما تولوا الشياطين؛ سلطوا عليهم. قال تعالى ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون )، فلا أظلم ممن يتبع عدوه، ويعرض عن ولييه،
قال الله ( وأن الكافرين لا مولى لهم ): تقديره: لا مولى لهم إلا الشياطين. قال الله ( والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت ): روى ابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال: الطاغوت: الشيطان. وحكاه ابن المنذر عن الشعبي، وأبي العالية.
فقد حرموا أنفسهم عصمة الله لهم؛ بشركهم، واستجابوا بمجرد دعوة إبليس.
قال تعالى عن إبليس( وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ).
لذا كان الإيمان بالله عصمة؛ بسبب ولاية الله لأهل الإيمان. قال تعالى ( الله ولي الذين آمنوا ).
فلا تغتر بأهل الكفر؛ فهم كأنهم شياطين تمشي على ظهر الأرض. ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا ).
قال مكي في الهداية: أي تحملهم على المعاصي حملا شديدا، وتزعجهم إلى الغي.
قال السمرقندي: تزعجهم إزعاجا وتغريهم إغراء حتى يركبوا المعاصي.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: أي تهيّجهم وتغويهم.
قال ابن قتيبة: تزعجهم وتحرِّكهم إلى المعاصي.
قال مقاتل: يعني تزعجهم إزعاجا وتغريهم إغراء تزين لهم الذي هم عليه من الشرك.
وقال الضحاك: تأمرهم أمرا.
حكاه السمرقندي.
وعن ابن عباس: تغريهم إغراء بالشر: امض امض في هذا الأمر ، حتى توقعهم في النار.
حكاه القرطبي.
___________
المصدر:
أنظر:
غريب القرآن لابن قتيبة، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، تفسير مقاتل، تفسير السمرقندي، تفسير القرطبي.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري.
للاشتراك 00966509006424
*قوله ( بالدين )*: يعني يوم الحساب.
قاله مجاهد، ومقاتل.
وقال أبو حيان في البحر: الجزاء بالثواب والعقاب.
قلت ( عبدالرحيم ):ومنه قوله تعالى ( مالك يوم الدين): يوم الحساب، ويوم الجزاء.
وقوله ( أإنا لمدينون ): قال مقاتل: يعني إنا لمحاسبون.
وقوله ( وإن الدين لواقع ): قال مقاتل: يعني الحساب لكائن.
*قوله ( يدع اليتيم )*: أي يدفعه.
قاله ابن قتيبة.
قال ابن عباس: يدفعاليتيمعن حقه.
حكاه نافع بن الأزرق.
و حكاه الجصاص عن مجاهد وقتادة.
قال أبو حيان في البحر المحيط: أي يدفعه دفعا عنيفا بجفوة أو أذى.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( يوم يدعون إلى نار جهنم دعا ): يعني يُدفعونَ إِلى نارِ جَهَنّم. بلغة قريش.
ذكره ابن حسنون السامري.
وقال الزجاج: أي يدفعون إليها دفعاً بعنف
وقال معمر بن المثنى: أي يدفعون؛ يقال: دعت فى قفاه أي دفعت.
____________
المصدر:
اللغات في القرآن لعبدالله بن حسنون السامري، مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله بن عباس، معاني القرآن للزجاج، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، البحر المحيط لأبي حيان، أحكام القرآن للجصاص، تفسير مجاهد، تفسير مقاتل.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
قوله تعالى
( وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ) التكوير (4)
قوله *( العشار )*: النوق الحوامل من الإبل؛ التي في بطنها أولادها.
قال أبو بكر السجستاني: واحدها عشراء، وهي التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر، ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع، وبعدها تضع. وهي من أنفس الإبل عندهم.
قوله *( عطلت )*: أُهملت، وتُركت؛ عطلها أهلها؛ لشغلهم بأنفسهم عنها؛ وذلك من هول القيامة.
قال الطبري: يقول تعالى ذكره: وإذا هذه الحوامل التي يَتَنافس أهلها فيها أُهملت فتركت، من شدة الهول النازل بهم فكيف بغيرها ؟!.
وقيل: لم تحلب ولم تدر.
وقال غلام ثعلب: الدور مات أهلها، فتعطلت.
___________
المصدر:
أنظر: غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، ياقوتة الصراط لغلام ثعلب، معاني القرآن للزجاج، تفسيرالطبري، تفسير السمرقندي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
هذه الآية؛ عظيمة الشأن جليلة القدر؛ وصف الله فيها نفسه بصفات؛ فلا تلقه إلا بقلب سليم؛ مؤمنا بها على مراد الله، ومراد أعلم الخلق بربه_ صلوات الله وسلامه عليه _ و كما اعتقد صحبه_ رضي الله عنهم _ ومن تبعهم بإحسان، وأجمع عليه سلف الأمة.
وبصدد هذه الآية سأشير إلى شيء من موضوعها؛ مبينا عقيدة الصحابة_ رضي الله عنهم _وأتباعهم بإحسان من سلف هذه الامة؛ ولن استطرد كثيرا، وعسى أن يأتي في حينه ( إن شاء الله )؛ *في كتابي تفسير معاني وغريب القرآن*.
فهو سبحانه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه، ورسله صادقون مصدقون؛ بخلاف الذين يقولون عليه مالا يعلمون. ولهذا قال الله سبحانه ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين ).
أنظر العقيدة الواسطية.
قوله *( ثم استوى على العرش )*: علا، واستقر استقرار يليق بعظمته؛ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
قال أبو عبيدة: علا عليه.
قال ابن قتيبة: أي استقر.
قال عبيد الله السجزيّ الوائلي البكري ( 444 هـ ): وقد سئل مالك بن أنس رحمة الله عليه عن هذه المسألة فأجاب: "بأن الاستواء غير مجهول، والكيفية غير معقولة، الإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
قال شيخ الإسلام ( مجموع الفتاوى ): وقال عبد الله بن المبارك ومن تابعه من أهل العلم وهم كثير: إن معنى استوى على العرش: استقر وهو قول القتيبي وقال غير هؤلاء: استوى أي ظهر. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: استوى بمعنى علا.
قال ابن قتيبةفي ( تأويل مختلف الحديث ): ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم وما ركبت عليه خلقتهم من معرفة الخالق سبحانه، لعلموا أن الله تعالى هو العلي، وهو الأعلى، وهو بالمكان الرفيع، وإن القلوب عند الذكر تسمو نحوه، والأيدي ترفع بالدعاء إليه.
ومن العلو يرجى الفرج، ويتوقع النصر، وينزل الرزق.
قوله *( يعلم ما يلج في الأرض )*: أي يعلم ما يدخل فيها؛ من ماء وبذر، وكائن؛ حي أو ميت.
ومنه قوله تعالى ( حتى يلج الجمل ): قال ابن قتيبة: أي يدخل البعير.
قوله *( وما يخرج منها )*: من زرع وغيره.
قاله الزجاج.
قال صديق حسن خان: من نبات ومعادن وغيرها.
قوله *( وما ينزل من السماء )*: إلى الأرض من شيء قط؛ من ماء، وثلج، وملك، وقضاء وقدر.
قال نجم الدين النيسابوري: من الأقضية والأقدار.
قوله *( وما يعرج فيها )*: أي ما يصعد إليها من أعمال العباد، وما يعرج من الملائكة.
قاله الزجاج.
قال صديق حسن خان: أي يصعد إليها من الملائكة وأعمال العباد والدعوات.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله ( تعرج الملائكة والروح إليه ): أي تصعد.
وفيه دليل أن الله في السماء؛ كما هو مقرر في الكتاب العزيز، والسنة المتواترة، وفي فطرة من صلحت فطرته من دنس البدعة؛
فهو سبحانه في السماء؛ أي علا السماء، وقد تواترت بذلك النصوص؛ من الوحيين، وأجمع عليه السلف:
فمن ذلك قوله ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فهي تمور ).
قال ابن بطة: أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين أن الله على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه.
حكاه الذهبي في العلو.
ومن ذلك الرفع والصعود إليه ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ).
وقال النبي: يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل. شطر من حديث رواه مسلم من حديث عبدالله بن قيس.
وقال تعالى ( إني متوفيك ورافعك إلي )،
وقوله وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه)،
قال موفق الدين ابن قدامة: فإن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء، ووصفه بذلك محمد خاتم الأنبياء، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء، وتوارترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين، وجمع الله تعالى عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزا في طباع الخلق أجمعين، فتراهم عند نزول الكرب بهم يلحظون السماء بأعينهم، ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم، وينتظرون مجيء الفرج من ربهم، وينطقون بذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته، أم مفتون (بتقليده) واتباعه على ضلالته. انتهى كلامه
وقوله ( وهو العلي العظيم )،
وقوله ( سبح اسم ربك الأعلى )،
وقوله ( وهو القاهر فوق عباده )،
وقوله ( يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون )،
وقوله ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض)،
وقوله ( إنا نحن نزلنا الذكر )،
وفي الحديث؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم «ثُمَّ عُرِجَ بِي، حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ»
شطر من حديث متفق عليه من حديث أنس عن أبي ذر_ رضي الله عنهما.
ولما رواه مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي؛ وفيه: قال _ النبي صلى الله عليه وسلم _ للجارية: «أين الله؟» قالت: في السماء، قال: «من أنا؟» قالت: أنت رسول الله، قال: «أعتقها، فإنها مؤمنة».
ومن ذلك ما تواتر عنه_ صلوات الله وسلامه عليه_ من رفع يديه إلى السماء في الدعاء كما ورد في عشرات الأحاديث . وهذا إثبات للعلو بالفعل .
قال أبو بكر الصديق؛ عند موت النبي: ومن كان يعبد الله الذي في السماء فإن الله حي لايموت. أورده أحمد فريد في الثمرات الزكية.
انتهى
قوله *( وهو معكم أينما كنتم )*: معية علم وإحاطة؛ ليس مختلطا بالخلق.
قال مرعي بن يوسف الكرمي: فإنه يقال ما زلنا نسير والقمر والنجم معنا؛ وإن كان فوق رأسك فالله مع خلقه حقيقة وهو فوق عرشه.
قال ابن جرير الطبري: يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم، ويعلم أعمالكم، ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سمواته السبع.
وقال ابن كثير: أي رقيب عليكم ، شهيد على أعمالكم حيث أنتم ، وأين كنتم ، من بر أو بحر ، في ليل أو نهار ، في البيوت أو القفار ، الجميع في علمه على السواء ، وتحت بصره وسمعه ، فيسمع كلامكم ويرى مكانكم ، ويعلم سركم ونجواكم.
قال صديق حسن خان: بقدرته وسلطانه وعلمه عموماً، وبفضله ورحمته خصوصاً، فليس ينفك أحد من تعليق علم الله تعالى وقدرته بهأينماكان من أرض أو سماء، بر أو بحر، وقيل هومعكمبالحفظ والحراسة، قال ابن عباس: عالم بكم، وهذا تمثيل للإحاطة بما يصدر منهم،أينماداروا في الأرض من بر وبحر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (شرح حديث النزول) : لفظ المعية في سورة الحديد والمجادلة، في آيتيهما، ثبت تفسيره عن السلف بالعلم. وقالوا:
هو معهم بعلمه. وقد ذكر الإمام ابن عبد البر وغيره أن هذا إجماع من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولم يخالفهم أحد يعتدّ بقوله.وهومأثور عن ابن عباس والضحاك ومقاتل بن حيان وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وغيرهم. قال ابن أبي حاتم عن ابن عباس في هذه الآية: هو على العرش وعلمه معهم، وهكذا عمن ذكر معه.
حكاه القاسمي في محاسن التأويل.
قال ابن عبدالبر:أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل؛ قالوا في تأويل قوله ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ): هو على العرش وعلمه في كل مكان وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله.
حكاه الذهبي في العلو.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: وليس معنى قوله: ( وهو معكم ) أنه مختلط بالخلق؛ فإن هذا لا توجبه، اللغة، بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته، وهو موضوع في السماء، وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان. وهو سبحانه فوق عرشه، رقيب على خلقه، مهيمن عليهم، مطلع عليهم إلى غير ذلك من معاني ربوبيته. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله ـ من أنه فوق العرش وأنه معنا ـ حق على حقيقته، لا يحتاج إلى تحريف، ولكن يصان عن الظنون الكاذبة؛ مثل أن يظن أن ظاهر قوله: ( في السماء )، أن السماء تظله أو تقله، وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان؛ فإن الله قد وسع كرسيه السموات والأرض، وهو يمسك السموات والأرض أن تزولا، ويمسك السماء أن تقع على الأرض؛ إلا بإذنه، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره.
انتهى
المصدر:
غريب القران لابن قتيبة، غريب القران لابي بكر السجستاني، التبيان لأبي بكر السجستاني، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، تفسير الطبري، تفسير ابن كثير، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، محاسن التأويل للقاسمي، مختلف الحديث لابن قتيبة، سالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت، العلو للذهبي، العقيدة الواسطية، إثبات صفة العلو لأبي محمد موفق الدين ابن قدامة المقدسي، مجموع الفتاوى لابن تيمية.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل عبدالرحمن آل حمودة المصري.
للاشتراك 00966509006424
قال ابن عطية: وقال ابن عباس وأبو رزين والربيع بن خثيم وقتادة وابن زيد قوله فليضحكوا قليلا إشارة إلى مدة العمر في الدنيا، وقوله وليبكوا كثيرا إشارة إلى تأبيد الخلود في النار.
قال البغوي: تقديره: فليضحكوا قليلا وسيبكون كثيرا.
قال في الوجيز: في النار بكاءً لا ينقطع.
وقال مكي في الهداية: في جهنم.
قال الطبري: فرح هؤلاء المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله،فليضحكوا فرحينقليلافي هذه الدنيا الفانية بمقعدهم خلاف رسول الله ولهوهم عن طاعة ربهم، فإنهم سيبكون طويلا في جهنم مكان ضحكهم القليل في الدنيا.
قال الزمخشري: معناه: فسيضحكونقليلا، ويبكون كثيرا جزاء إلا أنه أخرج على لفظ الأمر، للدلالة على أنه حتم واجب لا يكون غيره.
*قوله [كثيراً ]:* في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، أو في النار أبداً يبكون من ألم العذاب.
قاله العز بن عبدالسلام.
قال أبو حيان في البحر: والظاهر أن قوله: فليضحكوا قليلا إشارة إلى مدة العمر في الدنيا، وليبكوا كثيرا إشارة إلى تأييد الخلود، فجاء بلفظ الأمر ومعناه الخبر عن حالهم.
*قوله [ جزاءً ]:* مفعول له، المعنى: وليبكوا جزاء لهذا الفعل.
قاله الزجاج.
قال الطبري: ثوابا منا لهم على معصيتهم، بتركهم النفر إذ استنفروا إلى عدوهم، وقعودهم في منازلهم خلاف رسول الله.
*قوله [بما كانوا يكسبون]:* من التخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعصيته.
قاله مكي في الهداية.
قال السمرقندي: يعني: عقوبة لهم بما كانوا يكفرون.
قال الواحدي، وسراج الدين النعماني: في الدنيا من النفاق.
قال الطبري: بما كانوا يجترحون من الذنوب.
قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ( يَكسِبونَ ): نص في أن التكسب هو الذي يتعلق به العقاب والثواب.
قلت ( عبدالرحيم ): ثَمَ تعليقان:
الأول: ما ذكره صاحب المحرر.
الثاني: ما ذكره الطبري -رحم الله الجميع -.
*أما الأول:* أعني ما ذكره ابن عطية في المحرر بقوله: " نص في أن التكسب هو الذي يتعلق به العقاب والثواب".
قلت ( عبدالرحيم ): هذا المتعين علينا اعتقاده؛ ولا ريب.
فكما أن الله لا يعذب حتى يبعث رسولا؛ فكذا لا يؤاخذ إلا بعد الاقتراف ( الكسب )؛ مع علم الله السابق بما سيكون من العبد؛ ولكن من تمام عدله، واحسانه- تعالى - لا يؤاخذ بعلمه؛ ولكن بالتكسب؛ كما أن من محض جوده وكرمه - تبارك وتعالى - من يقترف الحسنة يضاعفها له أضعافا؛ قال الله ( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ): يَقْتَرِفْ: يكتسب. قاله ابن قتيبة، وأبو بكر السجستاني، والجلال المحلي.
قال غلام ثعلب: الاقتراف: الاكتساب، يكون خيرا، ويكون شرا.
ولو قال قائل: كيف تقولون أن التكسب هو الذي يتعلق به الثواب والعقاب؛ فما تقولون في المنافق؟
قلنا: قد اكتسب بقلبه ما أحبط علمه؛ أعني كفره بنفاقه الذي أخرجه من الإسلام؛ وإن لم يظهر منه في ظاهره.
ونصوص القرآن شاهدة؛ أن الله لا يواخذ أحدا حتى يكتسب ما يؤاخذ به، مع علمه السابق - جل شأنه - بأفعال العباد؛ لذا كان معنى قوله تعالى «فَلَيَعْلَمَنَّاللَّهُالَّذِينَ صَدَقُوا»: قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: مجازه: فليميزنّاللهلأن اللهقد علم ذلك من قبل.
وقال الألوسي: ويتوهم من الآية حدوث علمه تعالى بالحوادث وهو باطل. وأجيب بأن الحادث تعلق علمه تعالى بالمعدوم بعد حدوثه، وقال ابن المنير: الحق أن علماللهتعالى واحد يتعلق بالموجود زمان وجوده وقبله وبعده على ما هو عليه، وفائدة ذكر العلم هاهنا وإن كان سابقا على وجود المعلوم التنبيه بالسبب على المسبب وهو الجزاء فكأنه قيل: فواللهليعلمن بما يشبه الامتحان والاختبار الذين صدقوا في الإيمان الذي أظهروه والذين هم كاذبون فيه مستمرون على الكذب فليجازين كلا بحسب علمه فيه، وفي معناه ما قاله ابن جني من أنه من إقامة السبب مقام المسبب، والغرض فيه ليكافئناللهتعالى الذين صدقوا وليكافئن الكاذبين وذلك أن المكافأة على الشيء إنما هي مسببة عن علم، وقال محيي السنة: أي فليظهرناللهتعالى الصادقين من الكاذبين حتى يوجد معلوما لأناللهتعالى عالم بهم قبل الاختبار.
انتهى وكلامه.
قلت ومن الأدلة على أن التكسب هو الذي يتعلق به الثواب والعقاب؛ قوله تعالى ( أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )،
*والتعليق الثاني:* أعني قول الطبري: " بما كانوا يجترحون من الذنوب".
قلت: الاجتراح: الاكتساب؛ نص عليه غير واحد من أهل العلم،
ومنه قولهم: امرأة لا جارح لها: أي لا كاسب لها؛ يرزقها.
وسميت الكلاب جوارح: لأنها تكسب الرزق لأربابها.
وكذلك سميت أعضاء الإنسان جوارح: لأنه يكسب بها؛ ماله وما عليه؛ في الدين، والدنيا.
قال ابن قتيبة: وأصل الاجتراح: الاكتساب.
وقال الفراء: الاجتراح: الاقتراف، والاكتساب.
قال النحاس: والجوارحفي اللغة الكواسب يقال ما لفلانة جارح أي كاسب.
قلت: ومنه قوله تعالى ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ): «اجْتَرَحُوا»: قال معمر بن المثنى: كسبوا.
وقال السيوطي: اكتسبوا.
وقال ابن قتيبة: أي اكتسبوها. ومنه قيل لكلاب الصيد: جوارح.
وقال الراغب: والاجتراح: اكتساب الإثم، وأصله من الجراحة.
ومنه ( وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ): «جَرَحْتُمْ»:
قال معمر بن المثنى: أي ما كسبتم.
ومنه ( قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ ): «الْجَوَارِح»: قال أبو عبيدة: أي الصوائد، ويقال: فلان جارحة أهله أي كاسبهم... ويقال: امرأة أرملة لا جارح لها، أي لا كاسب لها.
ِقال السيوطي: الكواسب؛ من الكلاب، والسباع، والطير
المصدر:
المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، غريب القرآن لابن قتيبة، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، تفسير غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، تذكرة الأريب في تفسير الغريب لابن الجوزي، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، معاني القرآن للفراء، النكت والعيون للماوردي، البسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، تفسير الطبري، تفسير القرطبي، الكشاف للزمخشري، تفسير النسفي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، تفسير السمعاني، المحرر الوجيز لابن عطية، البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي، البرهان في علوم القرآن للزركشي، تفسير عبدالرزاق، تفسير البيضاوي، تفسير السمرقندي، تفسير العز بن عبد السلام، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، اللباب لسراج الدين النعماني، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، تفسير الألوسي، تفسير الجلالين.
كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*
قوله *( يفتنون )*: أي يعذبون.
قاله مقاتل وابن قتيبة، والماوردي، والسمعاني، وغيرهم.
وقال ابن الجوزي، وابن فورك، وغيرهما: يحرقون.
وقيل: يطبخون ويحرقون، كما يفتن الذهب بالنار، وهو معنى قول عكرمة والضحاك.
حكاه الماوردي.
وقيل: يكذبون.
قال الطبري: وأولى القولين بالصواب في تأويل قوله ( يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ) قول من قال: يعذّبون بالإحراق، لأن الفتنة أصلها الاختبار،
وإنما يقال: فتنت الذهب بالنار: إذا طبختها بها لتعرف جودتها، فكذلك قوله ( يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ) يحرقون بها كما يحرق الذهب بها.
وقال مجاهد: حريقكم.
________
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، تذكرة الأريب في تفسير الغريب لابن الجوزي، تفسير مجاهد، تفسير عبدالرزاق، النكت والعيون للماوردي، تفسير مقاتل، تفسير ابن فورك، تفسير الطبري، تفسير السمعاني.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
قوله *( مبلسون )*: أي يائسون من كل خير؛
من رحمة الله، من رزق الجنة، من التخفيف عنهم؛ حتى الموت؛ يطلبونه فلا يعطونه.
( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ).
قال الزجاج: المبلس: الساكت الممسك إمساك يائس من فرج.
___________
المصدر:
أنظر: التصاريف ليحيى بن سلام، غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للزجاج، تفسير مقاتل، تفسير السمرقندي.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك 00966509006424
وقال صديق حسن خان: ﺃﻱ ﻛﺎﻓﻴﻬﻢ ﺟﺰﺍﺀ ﻭﻋﻘﺎﺑﺎ ﻟﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺬﺍﺑﻬﺎ.
قلت ( عبدالرحيم ): وفيه دليل على عظم ما اقترفوا من الجرم والاستهزاء والأذية؛ لله ورسوله وأهل الإيمان؛ لشدة تمكنهم وقربهم من المسلمين؛ توعدهم بدركة أسفل من الكفار؛ لأن أذى الكفار كان ظاهرا ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ).
انتهى
قال الزمخشري: فإن قلت: لم كان المنافق أشد عذابا من الكافر؟ قلت لأنه مثله في الكفر، وضم إلى كفره الاستهزاء بالإسلام وأهله ومداجاتهم ( مداراتهم ).
وقال الزمخشري _ في موضع آخر _: وسماهم المنافقين، وكانوا أخبث الكفرة وأبغضهم إليه وأمقتهم عنده لأنهم خلطوا بالكفر تمويها وتدليسا، وبالشرك استهزاء وخداعا. ولذلك أنزل فيهم ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار).
قوله تعالى ( هي حسبهم ): قال السمرقندي: تكفيهم النار جزاء لكفرهم.
قال ابن عطية: ﺃﻱ ﻛﺎﻓﻴﺘﻬﻢ ﻭﻛﺎﻓﻴﺔ ﺟﺮﻣﻬﻢ ﻭﻛﻔﺮﻫﻢ ﻧﻜﺎﻟﺎ ﻭﺟﺰﺍﺀ.
قال الزجاج: أي كفاية ذنوبهم كما تقول: عذبتك حسب فعلك، وحسب فلان ما نزل به، أي ذلك على قدر فعله.
قال البقاعي: ﺃﻱ ﻛﺎﻓﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ، ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻗﺪ ﻳﺘﺠﻮﺯ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪﻩ ﻓﺮﺝ قال الله ( ولعنهم الله ).
قوله «ولعنهم الله»: أبعدهم عن رحمته.
قاله ابن عطية، والسمعاني، والإيجي الشافعي، والسيوطي.
قال أبو السعود: ﺃﻱ ﺃﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﺃﻫﺎﻧﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺎﺳﻢ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺈﻳﺬﺍﻥ ﺑﺸﺪﺓ ﺍﻟﺴﺨﻂ ﻣﺎﻟﺎ ﻳﺨﻔﻰ.
قلت ( عبدالرحيم ): فيه اشارة إلى قوله تعالى في عموم الكافرين ( ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق ): فالمنافقون من جملة الكفار، ربحوا بالإسلام في الدنيا من قسم الغنائم، وحماية دماءهم وأمولهم، ولكنهم خسروها في الآخرة قال الله ( ألا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ).
قوله «فاستمتعتم»: أيها المنافقون.
قوله «بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم »: ﻭﺳﻠﻜﺘﻢ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ.
قاله البغوي.
قال السمرقندي: يقول: انتفعتم أنتم بنصيبكم من الآخرة في الدنيا، كما استمتع الذين من قبلكم من الأمم الخالية.
قال السمعاني: باتباعكم الشهوات، وقيل: معنى الآية: رضوا بنصيبهم من الدنيا عن نصيبهم من الآخرة.
قوله «وخضتم»: في الباطل والطعن في النبي صلى الله عليه وسلم.
قاله السيوطي.
قال الواحدي: في الطعن على النبي صلى الله عليه وسلم كما خاضوا في الطعن على أنبيائهم.
ويقال: كذبتم الرسول كما كذبوا رسلهم.
حكاه السمرقندي.
قوله تعالى ( حبطت أعمالهم ): أي بطلت.
قاله ابن قتيبة، وأبو بكر السجستاني، وأبو حيان، وابن الهائم، وغلام ثعلب.
وزاد غلام: وسقطت.
قوله «وأولئك هم الخاسرون»: يعني: في الآخرة.
قاله السيوطي.
قال السمعاني: معناه كما حبطت أعمالهم وخسروا كذلك حبطت أعمالكم وخسرتم.
___________
المصدر:
تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، غريب القرآن لابن قتيبة، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، معاني القرآن للزجاج، تفسير ابن أبي حاتم، تفسير السمرقندي، تفسير البغوي، المحرر الوجيز لابن عطية، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، الكشاف للزمخشري، الوجيز للواحدي، تفسير السمعاني، جامع البيان للإيجي الشافعي، تفسير أبي السعود، تفسير الجلالين.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك: 00966509006424
قوله تعالى
( أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14)يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ(15)أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ(16)) البلد
قوله *( ذي مسغبة )*: ذي مجاعة.
والسغب : الجوع . والساغب الجائع.
قوله *( يتيما ذا مقربة )*: أي قرابة.
يقال: فلان ذو قرابتي وذو مقربتي.
يعلمك أن الصدقة على القرابة أفضل منها على غير القرابة.
قوله *( أو مسكينا ذا متربة )*: الذي ليس له مأوى إلا التراب.
___________
المصدر:
تفسير الطبري، تفسير القرطبي.
كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
قوله *( وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا )*: أي قريب قريبا.
قاله أبو بكر السجستاني.
قال ابن قتيبة: أي لا يسأل ذو قرابة عن قرابته.
والمعنى: لا يسأل قريب عن قرابته، لاشتغاله بنفسه.
قاله ابن الجوزي.
قال الطبري: أي : لا يسأل القريب عن حاله، وهو يراه في أسوأ الأحوال، فتشغله نفسه عن غيره.
قوله *( يُبَصَّرُونَهُمْ )*: أي يعرفونهم.
قاله ابن قتيبة.
قال ابن الجوزي: أي يعرف الحميم حميمه حتى يعرفه، وهو مع ذلك لا يسأل عن شأنه، ولا يكلمه اشتغالا بنفسه.
قال الخضيري: يشاهد بعضهم بعضا، ويعرفه ولا يكلمه.
____________
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير الطبري، السراج في بيان غريب القرآن للخضيري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك: 00966509006424
ﻗﺎﻝ ابن عباس السنة: ﺍﻟﻮﺳﻨﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻧﺎﺋﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻨﺎﺋﻢ.
حكاه نافع بن الأزرق.
قال ابن الهائم: السنة: ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﺱ، ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺎﻟﻂ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺻﺎﺭﻧﻮما.
قوله ( يؤوده ): يثقله. والوأد الثقل.
ومنه قوله تعالى ( وإذا الموؤدة سئلت ): الجارية يثقلها أبوها بالتراب.
___________
المصدر:
أنظر: مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله بن عباس رضي الله عنه، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك: 00966509006424
قوله تعالى
( يوم يكون الناس كالفراش المبثوث ) القارعة 4
قوله ( المبثوث ): المنتشر.
ومنه قوله تعالى ( وزرابي مبثوثة ): أي بسط منتشرة كثيرة في مجالس أهل الجنة.
_________
المصدر
أنظر: تفسير المشكل لمكي القيسي، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني،التبيان لابن الهائم، السراج في بيان غريب القرآن للخضيري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك: 00966509006424
قال الطبري: وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب قول من قال : عني بذلك : تعالت عظمة ربنا وقدرته وسلطانه.
قوله *( وأنه كان يقول سفيهنا )*: وهو إبليس.
قاله الطبري، ورواه عن قتادة، ومجاهد.
قال ابن أبي زمنين: ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ ﻣﻨﻬﻢ.
قوله *( شططا )*: أي جورا وكذبا.
قاله ابن أبي زمنين.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى
( فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط ): قال الطبري:يقول: ولا تجُر، ولا تسرف في حكمك، بالميل منك مع أحدنا على صاحبه.
قال ابن فورك: ﺍﻟﺸﻄﻂ: ﺍﻟﺴﺮﻑ ﻓﻲ ﻇﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ.
____________
المصدر:
مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله بن عباس، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، تفسير الطبري، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير ابن فورك، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك: 00966509006424
قوله *(عزين)*: عن يمينك يا محمد، وعن شمالك متفرّقين حلقا ومجالس، جماعة جماعة، معرضين عنك وعن كتاب الله.
__________
مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، تفسير الطبري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك: 00966509006424
*أي*: ثمرها قريب المتناول، يتناول على كل حال؛ من قيام وقعود ونيام، واحدها قطف.
قال البراء بن عازب : أي قريبة ، يتناولها أحدهم ، وهو نائم على سريره . وكذا قال غير واحد.
حكاه ابن كثير.
__________
المصدر:
التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، تفسير ابن كثير.
تفسير معاني وغريب القرآن.
للاشتراك: 00966509006424
قال قتادة: أبقاها الله تذكرة وعبرة وآية، حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة، وكم من سفينة قد كانت بعد سفينة نوح قد صارت رمادا.
رواه الطبري.
قوله *( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ )*:يعني حافظة عقلت عن الله ما سمعت.
قاله الطبري.
قال ابن الهائم: أي تحفظها أذن حافظة، من قولك: وعيت العلم، إذا حفظته.
___________
المصدر:
أنظر: التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، تفسير مقاتل، تفسير البغوي، تفسير الطبري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك: 00966509006424
يعني: امتحنا أهل مكة بالقحط والجوع.
قاله الواحدي في الوجيز، وبه قال السيوطي.
قلت ( عبدالرحيم ): يشيران_ رحمهما الله_ إلى دعاء النبي على قريش؛ كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف».
قال أبو حيان في البحر المحيط: أخبر تعالى بما حل بهم من الابتلاء بالقحط والجوع بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف».
انتهى
قوله *«كما بلونا أصحاب الجنة»*: وهي البستان المشتمل على أنواع الثمار والفواكه.
قاله ابن كثير.
قال ابن قتيبة: أي حلفوا ليجذن ثمرها صباحا؛ ولم يستثنوا.
قوله *«مصبحين»*: أي: ليقطعنها قبل أن يخرج المساكين.
قاله السمرقندي.
وذُكر: أن أباهم كان إذا أراد أن يصرم النخل، اجتمع هناك مساكين كثيرة.
قال ابن كثير:أي حلفوا فيما بينهم ليجذن ثمرها ليلا؛ لئلا يعلم بهم فقير ولا سائل ، ليتوفر ثمرها عليهم ولا يتصدقوا منه بشيء.
قال السيوطي: وقت الصباح كي لا يشعر بهم المساكين فلا يعطونهم منها ما كان أبوهم يتصدق به عليهم منها.
قال النسفي: داخلين في الصبح قبل انتشار الفقراء حال من فاعل ليصرمنها.
قوله *«ولا يستثنون»*: يعني: لم يقولوا: إن شاء الله تعالى.
قاله الجرجاني، والسمرقندي، والقرطبي؛
وبه قال الواحدي في البسيط، والوجيز.
وهو قول البغوي، والنسفي.
وحكاه ابن الجوزي: عن الأكثرين.
قال السيوطي: في يمينهم بمشيئة الله تعالى والجملة مستأنفة، أي وشأنهم ذلك.
وقال مجاهد: معناه: لا يقولون إن شاء الله، بل عزموا على ذلك عزم من يملك أمره.
حكاه أبو حيان في البحر، وحكاه غير واحد عن مجاهد.
قلت ( عبدالرحيم ): وهنا يأتي أهمية الاستثناء الوارد ذكره في قوله ( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا * إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ): فهذا الذكر المبارك؛ كم قضى الله به الحوائج؛ الذي بيده مقاليد السموات والأرض _ جل ذكره _؛ فكم ممن عزم على أمر، وتألى على الله أن يفعل؛ فحيل بينه وبين عزمه؛ فضلا عن فعله.، ولا يخفى عليك ما يكون من يأجوج ومأجوج من هدمهم للسور؛ وذلك بعد قولهم: إن شاء الله. كما عند ابن حبان من حديث ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: (ﻳﺤﻔﺮﻭﻥﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺎﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﺍ ﺷﻌﺎﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻧﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻏﺪﺍ ﻓﻴﺮﺟﻌﻮﻥ ﻭﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺪﺗﻬﻢ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻏﺪﺍ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﺮﺟﻌﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻮﻩ ﻑﻳﺤﻔﺮﻭﻥﻩ ﻓﻴﺨﺮﺟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ) ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:(ﻓﻴﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺣﺼﻮﻧﻬﻢ). صححه الألباني. في الصحيحة.
فقوله( ولا يستثنون ): كأن الحال_ والله أعلم_ إذا استثنوا ما حصل لهم ما حصل من بشاعة العقاب؛ ولكنهم ما فعلوا، وغدوا ظنا منهم أنهم قادرين؛ فجاؤوا مسرعين على غضب. لذا قال الله بعدها_وتدبر جيدا_ (وغدوا على حرد قادرين ): قال مجاهد: على جدّ قادرين في أنفسهم. رواه الطبري. وقال قتادة: غدا القوم وهم محردون إلى جنتهم، قادرون عليها في أنفسهم. رواه ابن جرير.، وقال السدي وسفيان:"على حرد"على غضب. والحرد الغضب. قاله ابن كثير.
فلا تغفل عن هذا الذكر يا عبدالله،
وما حصل لنبي الله سليمان عنا ببعيد؛ فقد أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال سليمان بن داود نبي الله: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة، كلهن تأتي بغلام يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه - أو الملك -: قل: إن شاء الله، فلم يقل ونسي، فلم تأت واحدة من نسائه إلا واحدة جاءت بشق غلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولو قال: إن شاء الله، لم يحنث،
وكان دركا له في حاجته".
قلت: اللهم إلا الدعاء؛ فلا يشرع فيه الاستثناء؛ كما عند البخاري من حديث أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني،
فإنه لا مستكره له ".
وهنا خطأ شائع مع الأسف الشديد؛ يدعو الداعي لك بكذا وكذا؛ ثم يقول: إن شاء الله. أو تدع أنت له فيقول: آمين إن شاء الله. ولا يخفى أن التأمين دعاء. وفي الصحيحين عنأبي هريرةرضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفرلي إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة ، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه .
وسيأتي ( إن شاء الله ) مزيد كلام عند تفسير سورة الكهف.
انتهى
وقيل: لا يستثنون من المساكين.
حكاه الماوردي في النكت.
قوله *«فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون»*: فأصابها أمر من ربك.
قال السيوطي، وغيره: نار أحرقتها ليلا.
وقال ابن عباس: عذاب من ربك.
حكاه في النكت والعيون.
وقال ابن كثير:أي أصابتها آفة سماوية.
قوله «فأصبحت »*: فصارت الجنة.
قاله النسفي.
قوله *« كالصريم»*: الصريم: الرماد الأسود بلغة جذيمة.
حكاه ابن عطية، والقرطبي عن ابن عباس.
إلا أن القرطبي ذكره بلغة: خزيمة.
قال الطاهر بن عاشور: وقيل الصريم : الرماد الأسود بلغة جذيمة أو خزيمة.
قال مقاتل: أصبحت يعني الجنة سوداء مثل الليل.
قال السيوطي: كالليل الشديد الظلمة، أي سوداء.
قال ابن قتيبة: أي سوداء كالليل محترقة. و "الليل" هو: الصريم؛ و "الصبح" أيضا: صريم. لأن كل واحد منهما ينصرم من صاحبه.
وقيل: أصبحت وقد ذهب ما فيها من الثمر، فكأنه قد صرم، أي قطع وجذ.
حكاه أبو بكر السجستاني، وابن قتيبة.
قال النسفي: كالليل المظلم أي احترقت فاسودت أو كالصبح أي صارت أرضا بيضاء بلا شجر وقيل كال صرومة أي كأنها صرمت لهلاك ثمرها.
______
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، تفسير مقاتل، تفسير السمرقندي، النكت والعيون للماوردي، البسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، تفسير البغوي، تفسير الطبري، المحرر الوجيز لابن عطية، تفسير القرطبي، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير النسفي، البحر المحيط لأبي حيان، تفسير ابن كثير، تفسير الجلالين، التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك: 00966509006424
يعني: امتحنا أهل مكة بالقحط والجوع.
قاله الواحدي في الوجيز، وبه قال السيوطي.
قلت ( عبدالرحيم ): يشيران_ رحمهما الله_ إلى دعاء النبي على قريش؛ كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف».
قال أبو حيان في البحر المحيط: أخبر تعالى بما حل بهم من الابتلاء بالقحط والجوع بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف».
انتهى
قوله *«كما بلونا أصحاب الجنة»*: وهي البستان المشتمل على أنواع الثمار والفواكه.
قاله ابن كثير.
قال ابن قتيبة: أي حلفوا ليجذن ثمرها صباحا؛ ولم يستثنوا.
قوله *«مصبحين»*: أي: ليقطعنها قبل أن يخرج المساكين.
قاله السمرقندي.
وذُكر: أن أباهم كان إذا أراد أن يصرم النخل، اجتمع هناك مساكين كثيرة.
قال ابن كثير:أي حلفوا فيما بينهم ليجذن ثمرها ليلا؛ لئلا يعلم بهم فقير ولا سائل ، ليتوفر ثمرها عليهم ولا يتصدقوا منه بشيء.
قال السيوطي: وقت الصباح كي لا يشعر بهم المساكين فلا يعطونهم منها ما كان أبوهم يتصدق به عليهم منها.
قال النسفي: داخلين في الصبح قبل انتشار الفقراء حال من فاعل ليصرمنها.
قوله *«ولا يستثنون»*: يعني: لم يقولوا: إن شاء الله تعالى.
قاله الجرجاني، والسمرقندي، والقرطبي؛
وبه قال الواحدي في البسيط، والوجيز.
وهو قول البغوي، والنسفي.
وحكاه ابن الجوزي: عن الأكثرين.
قال السيوطي: في يمينهم بمشيئة الله تعالى والجملة مستأنفة، أي وشأنهم ذلك.
وقال مجاهد: معناه: لا يقولون إن شاء الله، بل عزموا على ذلك عزم من يملك أمره.
حكاه أبو حيان في البحر، وحكاه غير واحد عن مجاهد.
قلت ( عبدالرحيم ): وهنا يأتي أهمية الاستثناء الوارد ذكره في قوله ( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا * إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ): فهذا الذكر المبارك؛ كم قضى الله به الحوائج؛ الذي بيده مقاليد السموات والأرض _ جل ذكره _؛ فكم ممن عزم على أمر، وتألى على الله أن يفعل؛ فحيل بينه وبين عزمه؛ فضلا عن فعله.، ولا يخفى عليك ما يكون من يأجوج ومأجوج من هدمهم للسور؛ وذلك بعد قولهم: إن شاء الله. كما عند ابن حبان من حديث ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: (ﻳﺤﻔﺮﻭﻥﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺎﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﺍ ﺷﻌﺎﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻧﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻏﺪﺍ ﻓﻴﺮﺟﻌﻮﻥ ﻭﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺪﺗﻬﻢ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻏﺪﺍ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﺮﺟﻌﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻮﻩ ﻑﻳﺤﻔﺮﻭﻥﻩ ﻓﻴﺨﺮﺟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ) ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:(ﻓﻴﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺣﺼﻮﻧﻬﻢ). صححه الألباني. في الصحيحة.
فقوله( ولا يستثنون ): كأن الحال_ والله أعلم_ إذا استثنوا ما حصل لهم ما حصل من بشاعة العقاب؛ ولكنهم ما فعلوا، وغدوا ظنا منهم أنهم قادرين؛ فجاؤوا مسرعين على غضب. لذا قال الله بعدها_وتدبر جيدا_ (وغدوا على حرد قادرين ): قال مجاهد: على جدّ قادرين في أنفسهم. رواه الطبري. وقال قتادة: غدا القوم وهم محردون إلى جنتهم، قادرون عليها في أنفسهم. رواه ابن جرير.، وقال السدي وسفيان:"على حرد"على غضب. والحرد الغضب. قاله ابن كثير.
فلا تغفل عن هذا الذكر يا عبدالله،
وما حصل لنبي الله سليمان عنا ببعيد؛ فقد أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال سليمان بن داود نبي الله: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة، كلهن تأتي بغلام يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه - أو الملك -: قل: إن شاء الله، فلم يقل ونسي، فلم تأت واحدة من نسائه إلا واحدة جاءت بشق غلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولو قال: إن شاء الله، لم يحنث،
وكان دركا له في حاجته".
قلت: اللهم إلا الدعاء؛ فلا يشرع فيه الاستثناء؛ كما عند البخاري من حديث أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني،
فإنه لا مستكره له ".
وهنا خطأ شائع مع الأسف الشديد؛ يدعو الداعي لك بكذا وكذا؛ ثم يقول: إن شاء الله. أو تدع أنت له فيقول: آمين إن شاء الله. ولا يخفى أن التأمين دعاء. وفي الصحيحين عنأبي هريرةرضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفرلي إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة ، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه .
وسيأتي ( إن شاء الله ) مزيد كلام عند تفسير سورة الكهف.
انتهى
وقيل: لا يستثنون من المساكين.
حكاه الماوردي في النكت.
قوله *«فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون»*: فأصابها أمر من ربك.
قال السيوطي، وغيره: نار أحرقتها ليلا.
وقال ابن عباس: عذاب من ربك.
حكاه في النكت والعيون.
وقال ابن كثير:أي أصابتها آفة سماوية.
قوله «فأصبحت »*: فصارت الجنة.
قاله النسفي.
قوله *« كالصريم»*: الصريم: الرماد الأسود بلغة جذيمة.
حكاه ابن عطية، والقرطبي عن ابن عباس.
إلا أن القرطبي ذكره بلغة: خزيمة.
قال الطاهر بن عاشور: وقيل الصريم : الرماد الأسود بلغة جذيمة أو خزيمة.
قال مقاتل: أصبحت يعني الجنة سوداء مثل الليل.
قال السيوطي: كالليل الشديد الظلمة، أي سوداء.
قال ابن قتيبة: أي سوداء كالليل محترقة. و "الليل" هو: الصريم؛ و "الصبح" أيضا: صريم. لأن كل واحد منهما ينصرم من صاحبه.
وقيل: أصبحت وقد ذهب ما فيها من الثمر، فكأنه قد صرم، أي قطع وجذ.
حكاه أبو بكر السجستاني، وابن قتيبة.
قال النسفي: كالليل المظلم أي احترقت فاسودت أو كالصبح أي صارت أرضا بيضاء بلا شجر وقيل كال صرومة أي كأنها صرمت لهلاك ثمرها.
______
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، تفسير مقاتل، تفسير السمرقندي، النكت والعيون للماوردي، البسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، تفسير البغوي، تفسير الطبري، المحرر الوجيز لابن عطية، تفسير القرطبي، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير النسفي، البحر المحيط لأبي حيان، تفسير ابن كثير، تفسير الجلالين، التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك: 00966509006424
قوله *«يقولون»*: يعني: منكري البعث.
قاله الواحدي في الوجيز.
قوله *«أئنا لمردودون في الحافرة»*: أنعود أحياء بعد الموت، وترد أجسامنا إلى حالتها الأولى كما كانت في أول الأمر؟!
قال ابن فورك: فردوا في الحافرة أي ردوا كما كانوا أول مرة.
قال ابن أبي زمنين: أي: في أول خلقنا.
قال مقاتل: يقولون أإنا لراجعون على أقدامنا إلى الحياة.
قال الراغب الأصفهاني: مثل لمن يرد من حيث جاء، أي: أنحيا بعد أن نموت.
قال ابن قتيبة: أي إلى أول أمرنا. يقال: رجع فلان في حافرته، وعلى حافرته. أي رجع من حيث جاء.
عن ابن عباس: أئنا لنحيا بعد موتنا، ونبعث من مكاننا هذا.
رواه الطبري.
قال أبو جعفر ابن جرير: أئنا لمردودون إلى حالنا الأولى قبل الممات، فراجعون أحياء كما كنا قبل هلاكنا، وقبل مماتنا.
وقيل: الحافرة: الأرض التي جعلت قبورهم، ومعناه: أإنا لمردودون ونحن في الحافرة؟ أي: في القبور، وقوله: في الحافرة على هذا في موضع الحال.
حكاه الراغب الأصفهاني.
قوله *«قالوا تلك»*: أي رجعتنا إلى الحياة.
قاله السيوطي.
قوله *«إذا كرة»*: رجعة.
قاله السيوطي.
قوله *«خاسرة»*: قالوا مستهزئين: لو صح الأمر كما تقول يا محمد_ صلى الله عليه وسلم_ بأننا مبعوثون خلقا جديدا بعد الموت؛ تلك إذا رجعة خاسرة؛ نخسر فيها؛ لأنهم وعدوا بالنار، وخسروا كل شيء.
قال أبو بكر الجزائري: وهي بالنسبة إليهم كذلك إذ سيخسرون فيها كل شيء حتى أنفسهم كما قال تعالى ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين ).
قوله *«فإنما هي زجرة واحدة»*: فأعلمهم الله بأن بعثهم يسير عليه؛ فقال ( فإنما هي زجرة واحدة ): يعني صيحة واحدة. قال الله ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ) إلى قوله ( فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ). وقال ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ): إلا كبعث نفس واحدة.
قال مكي في الهداية: إنما هي صيحة واحدة، وهي النفخة، ينفخ في الصور فإذا هؤلاء المكذبون بالبعث بظهر الأرض أحياء.
قوله «فإذا هم»: أي كل الخلائق.
قاله السيوطي.
قوله «بالساهرة»: وجه الأرض.
قاله ابن قتيبة، والزجاج، والواحدي، والبغوي، وغيرهم.
وزاد الواحدي: بعد ما كانوا في باطنها.
قلت ( عبدالرحيم ): قوله تعالى ( فإذا هم بالساهرة ): أي بوجه الأرض. فيه إشارة إلى سرعة وقرب القيامة بالنسبة لعمر الدنيا؛ فلما أنكروا بعثهم و رجوعهم إلى حافرتهم على حالهم الأول كما قال تعالى ( كما بدأنا أول خلق نعيده )، قالوا مستبعدين ذلك ( أئنا لمردودون في الحافرة )، فإذا بهم يتفاجؤون بسرعة القيامة فيجدون أنفسهم على وجه الأرض. ونظيره قوله تعالى ( يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا*نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما): قالوا ذلك من هول ما رأوا.
انتهى.
قوله ( بالساهرة ): قال قتادة: بأعلى الأرض، بعدما كانوا في بطنها.
وهو قول ابن جبير والضحاك وابن زيد.
حكاه مكي في الهداية.
وعن سفيانقال: أرض بالشام .
رواه الطبري.
وعن قتادة: هي جهنم.
حكاه البغوي.
قال الواحدي في البسيط: ﻳﻌﻨﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺄﺭﺽ، ﻭﻇﻬﺮﻫﺎ. ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ( ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ).
قال مكي في الهداية: والعرب تسمي الفلاة وظهر الأرض" ساهرة "، لأن فيها نوم الحيوان وسهرهم، فسميت بما يكون فيها.
____________
المصدر:
المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للزجاج، تفسير مقاتل، تفسير ابن فورك، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير البغوي، تفسير الطبري، الكشاف للزمخشري، تفسير الجلالين،أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك: 00966509006424
قوله *«يا أيها المدثر»*: أي المتدثر بثيابه.
قاله أبو حيان، وابن الهائم.
قال ابن قتيبة: المتدثر ثيابه إذا نام. فأدغم التاء في الدال.
قال السيوطي: أي المتلفف بثيابه عند نزول الوحي عليه.
قوله *«قم»*: من نومك.
قاله الماوردي في النكت والعيون.
قوله *«فأنذر»*: قومك عذابَ ربك.
قاله الماوردي في النكت.
قال السيوطي: خوِّف أهل مكة النار إن لم يؤمنوا.
قال الإيجي: تركَ المفعول للتعميم.
قوله *«وربك فكبر»*: عظم ربك عن إشراك المشركين.
قال الإيجي الشافعي: خصص ربك بالتكبير، والتعظيم.
قوله *«وثيابك فطهر»*: عن النجاسة، أو قصرها خلاف جر العرب ثيابهم خيلاء فربما أصابتها نجاسة.
قاله السيوطي.
قال ابن قتيبة: أي طهر نفسك من الذنوب. فكنى عنه بثيابه: لأنها تشتمل عليه.
قال ابن عيينة: لا تلبس ثيابك على كذب، ولا فجور، ولا غدر، ولا إثم. البسها: وبدنك طاهر. قال: وقال الحسن: يطيب أحدهم ثوبه، وقد أصل ريحه!
وقيل: وقلبك فطهر، فكنى بالثياب عن القلب. وقال ابن عباس: لا تكن غادرا فإن الغادر دنس الثياب.
حكاه ابن الهائم.
وعن محمد بن سيرين ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: اغسلها بالماء.
و قال ابن زيد: كان المشركون لا يتطهرون، فأمره أن يتطهر، ويطهِّر ثيابه.
قال الطبري: وهذا القول الذي قاله ابن سيرين وابن زيد في ذلك أظهر معانيه، والذي قاله ابن عباس، وعكرمة وابن زكريا قول عليه أكثر السلف من أنه عُنِيَ به: جسمك فطهر من الذنوب، والله أعلم بمراده من ذلك.
قوله *«والرُّجز»*: يعني الأوثان.
قاله مقاتل، ويحيى بن سلام، وابن الهائم، وابن قتيبة، ومكي، وابن أبي زمنين، والواحدي.
وزاد ابن أبي زمنين: لا تعبدها.
وزاد الواحدي: فاهجر عبادتها وكذلك كل ما يؤدي إلى العذاب.
وحكاه ابن الجوزي عن ابن عباس. ومجاهد، وعكرمة وقتادة، والزهري، والسدي، وابن زيد.
قال الإيجي الشافعي: الأصنام.
وحكاه ابن فورك عن ابن عباس.
قال الزجاج: بكسر الراء، وقرئت بضم الراء، ومعناهما واحد. وتأويلهما اهجر عبادة الأوثان.
قال الطبري: ومعنى الكلام: والأوثان فاهجر عبادتها، واترك خدمتها.
قال ابن قتيبة: سمّاها رجزا- والرّجز: العذاب- لأنها تؤدّي إليه.
قال صديق حسن خان: وإنما سمي الشرك وعبادة الأوثان رجزا لأنها سبب الرجز.
وقيل: والظلم فاهجر.
حكاه الماوردي في النكت.
قوله *«فاهجر»*: أي دُم على هجره.
قاله السيوطي.
____
المصدر:
التصاريف ليحيى بن سلام، تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لابن قتيبة، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، معاني القرآن للزجاج، تفسير مقاتل، تفسير الطبري، تفسير ابن أبي زمنين، النكت والعيون للماوردي، تفسير ابن فورك، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، زاد المسير لابن الجوزي، جامع البيان للإيجي الشافعي، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، تفسير الجلالين.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك:00966509006424
قال ابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب: سور المعارج:
ويقال لها: سورةسألسائل، ويقال لها: سورة الواقع. وهي مكّيّة كلّها بإجماعهم.
*قوله {سَأَلَ}:* استدعى، وطلب.
قال أبو حيان في البحر: وقرأ الجمهور:"سأل"بالهمز: أي دعا داع، من قولهم: دعا بكذا إذا استدعاه وطلبه، فالباء على أصلها.
قلت (عبدالرحيم): والسؤال: الطلب،
ومنه قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ فيها رَواسِيَ مِن فَوقِها وَبارَكَ فيها وَقَدَّرَ فيها أَقواتَها في أَربَعَةِ أَيّامٍ سَواءً لِلسّائِلينَ﴾ [فصلت: 10]، للسائلين: للطالبين الرزق.
قال القاسمي في محاسن التأويل: للطالبين للأقوات والمعايش.
ومنه: {قال قد أوتيت سؤلك يا موسى}: قال النسفي في مدارك التنزيل: اعطيت مسئولك فالسؤال الطلبة، فعل بمعنى مفعول، كخبر بمعنى مخبوز سولك بلا همز أبو عمرو.
ومنه: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ}:أي طلبنعجتكالتي أنت أحوج إليها ليضمها إلى نعاجه أي مع استغنائه عن هذا الضم.
قاله القاسمي في محاسن التأويل.
ومنه: {يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}:
يَسْئَلُهُ: أي يطلبونه الرزق والمغفرة ومالا غنى لهم عنه، فلا يستغني عنه أحد؛ فالكل محتاج مفتقر إليه - جل ذكره -.
ومنه: في الحديث «إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ» (١). فقوله "وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ": أي كثرة الطلب.
*قوله {سائِلٌ}:* من الكفار.
قال ابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب: "السائل": النضر بن الحارث، حين قال {فأمطر علينا حجارة}.
قلت (عبدالرحيم): يشير إلى قوله: ﴿وَإِذ قالُوا اللَّهُمَّ إِن كانَ هذا هُوَ الحَقَّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائتِنا بِعَذابٍ أَليمٍ﴾ [الأنفال: 32]، وجاء الخطاب بصيغة الجمع: لأنهم راضون بقوله فهم شركاء؛ ألا ترى أنه قال: {فعقروا الناقة}، مع أن القاتل واحد، كما قال: {فتعاطى فعقر}؛ فهم بإقرارهم ورضاهم شركاء في الإثم؛ لأن الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم.
*قوله {بِعَذابٍ واقِعٍ}:* واقِع:ٍ أي كائن، ونازل بهم لا محالة؛ وحدهم دون غيرهم.
يريد: رغبوا في العذاب واستعجلوه، ولا قبل لهم ولا لأحد بعذاب الله.
وإنما قالوا ذلك استهزاء وسخرية على عادة المشركين؛ كما قال - في غير ما آية -: ﴿قالوا يا نوحُ قَد جادَلتَنا فَأَكثَرتَ جِدالَنا فَأتِنا بِما تَعِدُنا إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقينَ﴾ [هود: 32].
ولكن يؤخر عنهم لأجل مكتوب: ﴿وَيَستَعجِلونَكَ بِالعَذابِ وَلَولا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ العَذابُ وَلَيَأتِيَنَّهُم بَغتَةً وَهُم لا يَشعُرونَ﴾ [العنكبوت: 53].
قال السمعاني في تفسيره: وَقَوله: {وَاقع} أَي: كَائِن حَاصِل فِي حق الْكَافرين، وَذَلِكَ يَوْم الْقِيَامَة يَقع بهم ذَلِك لَا محَالة.
قال العليمي في فتح الرحمن: {بعذاب واقع} أي: عن عذاب نازل على من ينزل.
وفي اللباب لسراج الدين النعماني: أيبعذابنازل لأجلهم.
انتهى
فمعنى قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}: دعا داع بعذاب واقع.
قاله الزجاج في معاني القرآن، والفراء في كتاب فيه لغات، وابن قتيبة في تأويل المشكل، والواحدي في الوجيز، وابن جزي الغرناطي في التسهيل، والجلال المحلي في الجلالين، والخطيب في السراج المنير، وغيرهم.
إلا أن الفراء قال: معناه: دعا داع بعذاب، ودعا عن عذاب واقع، العرب تقول: سأل عن العذاب، وبالعذاب، والعذاب، والمعنى واحد، كما تقول: سألتك عن الرجل، وبالرجل، والرجل، وأنت تريد: عن حاله، وسألت به.
قال السمعاني في تفسيره: ومعناه: دَعَا دَاع، وَالْتمس ملتمس عذَابا من الله تَعَالَى.
قال الزمخشري في الكشاف: ضمن سأل معنى دعا، فعدى تعديته، كأنه قيل: دعا داع بعذاب واقع من قولك: دعا بكذا. إذا استدعى وطلبه. ومنه قوله تعالى: {يدعون فيها بكل فاكهة}.
المعنى الإجمالي للآية، من كتاب "المختصر في التفسير"
﴿سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ﴾ [المعارج: 1].
دعا داعٍ من المشركين على نفسه وقومه بعذاب إن كان هذا العذاب حاصلاً، وهو سخرية منه، وهو واقع يوم القيامة.
...................
(١): رواه البخاري في صحيحه، من حديث المغيرة من شعبة - رضي الله عته -.
............................
*جمعه، ورتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة؛ المصري المكي. +966509006424*