عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
*الوسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*
قوله تعالى
( وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً (10)) الحاقة
*قوله ( وَالْمُؤْتَفِكَاتُ )*: المنقلبات؛ وهي قرى قوم لوط.
*قوله ( بِالْخَاطِئَةِ )*: أي بالخطيئة؛ وهي الكفر.
*قوله ( فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ )*: دعوا إلى أعظم طاعة؛ وهي توحيد الله، وإفراده بالعبادة.
فعصوا بأعظم خطيئة؛ وهي الشرك بالله؛ فذلك قوله ( بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ).
قال ابن كثير: وهذا جنس، أي: كل كذب رسول الله إليهم. كما قال ( كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ).
*قوله ( رَّابِيَةً )*: زائدة.
قاله الفراء، والقرطبي، ونجم الدين النيسابوري، وبيان الحق النيسابوري، والألوسي.
وبه السمين الحلبي، وإلايجي الشافعي، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، والطبري، والسمعاني، والسيوطي، والواحدي في ( الوسيط ، والوجيز ).
قال الإيجي الشافعي، والسيوطي، والألوسي: زائدة في الشدة.
وزاد السيوطي: على غيرها.
وزاد السمين الحلبي: على الأخذات.
وقال ابن حسنون السامري، وابن الهائم، والقاسم بن سلام: أي شديدة، بلغة حمير.
انتهى.
فالمعنى أخذهم الله أخذة، شديدة، عالية؛ زادت على عذاب الأمم.
ومنه الربا: أي الزيادة. يقال ربا عليهم: أي زاد.
ويقال أربيت: إذا أخذ أكثر مما أعطى من الربا.
قال سراج الدين النعماني: أي: عالية زائدة على الأخذات، وعلى عذاب الأمم.
يقال: ربا الشيء يربوا إذا زاد، ومنه الربا.
قال الزجاج: تتزيد على الأحْدَاثِ.
قال معمر بن المثنى: نامية زائدة شديدة من الربا.
قلت (عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَمَاآتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُوعِندَ اللَّهِ ): قال القصاب: أي لا يزيد كما يزيدالزكاة.
قال ابن قتيبة: أي ليزيدكم من أموال الناس.
قال الطبري: أي فلا يزداد ذلك عند الله، لأن صاحبه لم يعطه من أعطاه مبتغيا به وجهه.
وهذه الآية في الهدية وشبهها؛ وسيأتي بيان آية الروم مفصلا ( إن شاء الله ).
وقوله ( فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ): وربت: قال الراغب: أي: زادت زيادة المتربّي. قال النحاس: وربت أي زادت.
وقال ابن قتيبة: ( أَخْذَةً رَابِيَةً ): عالية مذكورة.
وقال الماتريدي: أي: عالية؛ حيث علت أبدانهم.
وقال البغوي ،والخازن، وغيرهما: نامية.
قلت ( عبدالرحيم ): ولا منافاة بين هذه الأقوال؛ فهي زائدة، عالية، نامية؛ والكل يشمله معنى الزيادة؛ ومنه قوله تعالى ( فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ) قال أبو بكر السجستاني، وابن الهائم: أي عاليًا على الماء. وقال الزجاج: أي: طافياً عالياً فوق الماء. وقال النحاس: أي طالعا عاليا.
قال الراغب الأصفهاني: رَبَا: إذا زاد وعلا.
قال الزمخشري: "رابية" شديدة زائدة في الشدة، كما زادت قبائحهم في القبح. يقال: ربا الشيء يربو.
_____________
المصدر:
أنظر:
النكت الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام للقصاب، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، اللغات في القرآن لعبدالله بن حسنون السامري، لغات القبائل الواردة في القرآن للقاسم بن سلام، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للنحاس، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، تفسير الطبري، تفسير البغوي، تفسير القرطبي، الكشاف للزمخشري، تفسير ابن كثير، روح المعاني للألوسي، تفسير الجلالين، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، اللباب في علوم الكتاب لسراج الدين النعماني.
- كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ*:00966509006424
قوله تعالى
( وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً (10)) الحاقة
*قوله ( وَالْمُؤْتَفِكَاتُ )*: المنقلبات؛ وهي قرى قوم لوط.
*قوله ( بِالْخَاطِئَةِ )*: أي بالخطيئة؛ وهي الكفر.
*قوله ( فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ )*: دعوا إلى أعظم طاعة؛ وهي توحيد الله، وإفراده بالعبادة.
فعصوا بأعظم خطيئة؛ وهي الشرك بالله؛ فذلك قوله ( بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ).
قال ابن كثير: وهذا جنس، أي: كل كذب رسول الله إليهم. كما قال ( كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ).
*قوله ( رَّابِيَةً )*: زائدة.
قاله الفراء، والقرطبي، ونجم الدين النيسابوري، وبيان الحق النيسابوري، والألوسي.
وبه السمين الحلبي، وإلايجي الشافعي، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، والطبري، والسمعاني، والسيوطي، والواحدي في ( الوسيط ، والوجيز ).
قال الإيجي الشافعي، والسيوطي، والألوسي: زائدة في الشدة.
وزاد السيوطي: على غيرها.
وزاد السمين الحلبي: على الأخذات.
وقال ابن حسنون السامري، وابن الهائم، والقاسم بن سلام: أي شديدة، بلغة حمير.
انتهى.
فالمعنى أخذهم الله أخذة، شديدة، عالية؛ زادت على عذاب الأمم.
ومنه الربا: أي الزيادة. يقال ربا عليهم: أي زاد.
ويقال أربيت: إذا أخذ أكثر مما أعطى من الربا.
قال سراج الدين النعماني: أي: عالية زائدة على الأخذات، وعلى عذاب الأمم.
يقال: ربا الشيء يربوا إذا زاد، ومنه الربا.
قال الزجاج: تتزيد على الأحْدَاثِ.
قال معمر بن المثنى: نامية زائدة شديدة من الربا.
قلت (عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَمَاآتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُوعِندَ اللَّهِ ): قال القصاب: أي لا يزيد كما يزيدالزكاة.
قال ابن قتيبة: أي ليزيدكم من أموال الناس.
قال الطبري: أي فلا يزداد ذلك عند الله، لأن صاحبه لم يعطه من أعطاه مبتغيا به وجهه.
وهذه الآية في الهدية وشبهها؛ وسيأتي بيان آية الروم مفصلا ( إن شاء الله ).
وقوله ( فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ): وربت: قال الراغب: أي: زادت زيادة المتربّي. قال النحاس: وربت أي زادت.
وقال ابن قتيبة: ( أَخْذَةً رَابِيَةً ): عالية مذكورة.
وقال الماتريدي: أي: عالية؛ حيث علت أبدانهم.
وقال البغوي ،والخازن، وغيرهما: نامية.
قلت ( عبدالرحيم ): ولا منافاة بين هذه الأقوال؛ فهي زائدة، عالية، نامية؛ والكل يشمله معنى الزيادة؛ ومنه قوله تعالى ( فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ) قال أبو بكر السجستاني، وابن الهائم: أي عاليًا على الماء. وقال الزجاج: أي: طافياً عالياً فوق الماء. وقال النحاس: أي طالعا عاليا.
قال الراغب الأصفهاني: رَبَا: إذا زاد وعلا.
قال الزمخشري: "رابية" شديدة زائدة في الشدة، كما زادت قبائحهم في القبح. يقال: ربا الشيء يربو.
_____________
المصدر:
أنظر:
النكت الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام للقصاب، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، اللغات في القرآن لعبدالله بن حسنون السامري، لغات القبائل الواردة في القرآن للقاسم بن سلام، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للنحاس، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، تفسير الطبري، تفسير البغوي، تفسير القرطبي، الكشاف للزمخشري، تفسير ابن كثير، روح المعاني للألوسي، تفسير الجلالين، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، اللباب في علوم الكتاب لسراج الدين النعماني.
- كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ*:00966509006424