عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
*الوسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*
قوله تعالى
( فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ) فصلت: 38
*قوله ( فإن استكبروا )*: أي الكفار.
قاله الواحدي ( وجيز ).
وبنحوه قال السيوطي.
قال البغوي: إن استكبروا عن السجود.
*قوله ( فالذين عند ربك )*: يعني الملائكة.
قاله الطبري، وابن أبي زمنين، والبغوي، والنسفي، السمرقندي، والواحدي، وبه مقاتل، والنحاس، ومكي، والسمعاني، وصديق حسن خان، السيوطي.
قلت ( عبدالرحيم ): قوله "عند ربك" فيه دليل على فوقية الله، وعلوه، وأنه في السماء، إذ لا يماري أحد أن الملائكة في السماء.
وقد أشار القصاب ( 360 هجري ) إلى هذا المعنى الدقيق؛ عند تأويله لهذه الآية_ رحمه الله _
قلت: ولكنه أخطأ، وأصاب في الوقت عينه؛
استدل بها أن الله في السماء؛ فأصاب، وأخطأ لما أثبت بها الجهة، والمكان، والحد؛ وهذه الألفاظ لم ترد في كتاب، ولا سنة، وتفتح بابا لأهل الأهواء.
انتهى
*قوله ( يسبحون )*: يصلون.
قاله صديق حسن خان، والفراء، وابن قتيبة، ومكي، والسيوطي. وبه قال مجاهد في تفسيره. وغيرهم.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله ( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ): أي من المصلين.
قاله الزجاج، ويحيى بن سلام، وابن قتيبة، وأبو بكر السجستاني، والسمعاني، ومكي في ( الهداية، والمشكل )، والسيوطي في برهانه، وبه قال الواحدي،
وحكاه الجرجاني، والنحاس عن ابن عباس.
و حكاه الماوردي في النكت عن ابن مسعود.
قال يحيى بن سلام: وهو تفسير السدي.
قال القصاب: واتفق المفسرون فيما أعلم على أن قوله في يونس: (فلولا أنه كان منالمسبحين أنه منالمصلين.
قلت: لم يتفقوا؛ لأن من المفسرين من قال: أي القائلين: سبحانك، ومنهم من قال: قوله: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. وهو قول سعيد بن جبير.
ولعل يأتي في حينه ( إن شاء الله ).
و منه قوله ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَطُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ): فسبح: أي فصل.
قاله الفراء، ومقاتل، والواحدي ( في الوجيز ) .
وتمام ما قال مقاتل: يعني وصل بأمر ربك.
قال ابن عباس:فصليا محمد لربك.
حكاه الثعلبي.
وقوله ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ): قال الواحدي ( في البسيط ): والمعنى: صل حمدا لله تعالى، والتسبيح يكون بمعنى الصلاة؛ لأن الصلاة لله تعالى تنزيه له عن الشريك.
*قوله ( له بالليل والنهار )*: أي دائما.
قاله الايجي الشافعي.
*قوله ( وهم لا يسأمون )*: لا يسأمون: لا يملون.
قاله أبو بكر السجستاني، والفراء، والنحاس، وابن الهائم، والسيوطي، والألوسي، والواحدي ( ووجيز ).
وزاد الألوسي: ذلك.
وزاد الواحدي: ويفترون.
قال الراغب الأصفهاني: السآمة: الملالة مما يكثر لبثه، فعلاكان أو انفعالا.
قال أبو بكر السجستاني: يملون، ولايسأمون، ولايفترون. كله بمعنى واحد.
قال ابن عباس: الملائكة لايفترون ولايملون عن العبادة.
حكاه نافع بن الأزرق.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًاأَوْكَبِيرًاإِلَىٰ أَجَلِهِ ): ( لاتسأموا ) قال غلام ثعلب، وابن قتيبة، والنحاس: أي لا تملوا.
وبه قال أبو بكر السجستاني.
ومنه ( لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُمِنْدُعَاءِ الْخَيْرِوَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ): لا يسأم: لا يمل.
قاله خلق لا يحصون؛
منهم النحاس، والزجاج، والتستري، والسمرقندي، والطبري، والواحدي، ومقاتل.
وزاد مقاتل، والسمرقندي: الكافر.
وزاد الزجاج: الخير الذي يصيبه، وإذا اختبر بشيء من الشر يئس وقنط.
_______________
المصدر:
ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، التصاريف ليحيى بن سلام، مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله بن عباس، النكت للقصاب، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي،غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، تفسير مقاتل، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، تفسير السمرقندي، تفسير التستري، تفسير الطبري، تفسير الألوسي، الوسيط البسيط، الوجيز للواحدي، تفسير مجاهد، تفسير السمعاني، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، النكت والعيون للماوردي، الكشف والبيان للثعلبي، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير البغوي، تفسير النسفي، تفسير الجلالين.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*
قوله تعالى
( فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ) فصلت: 38
*قوله ( فإن استكبروا )*: أي الكفار.
قاله الواحدي ( وجيز ).
وبنحوه قال السيوطي.
قال البغوي: إن استكبروا عن السجود.
*قوله ( فالذين عند ربك )*: يعني الملائكة.
قاله الطبري، وابن أبي زمنين، والبغوي، والنسفي، السمرقندي، والواحدي، وبه مقاتل، والنحاس، ومكي، والسمعاني، وصديق حسن خان، السيوطي.
قلت ( عبدالرحيم ): قوله "عند ربك" فيه دليل على فوقية الله، وعلوه، وأنه في السماء، إذ لا يماري أحد أن الملائكة في السماء.
وقد أشار القصاب ( 360 هجري ) إلى هذا المعنى الدقيق؛ عند تأويله لهذه الآية_ رحمه الله _
قلت: ولكنه أخطأ، وأصاب في الوقت عينه؛
استدل بها أن الله في السماء؛ فأصاب، وأخطأ لما أثبت بها الجهة، والمكان، والحد؛ وهذه الألفاظ لم ترد في كتاب، ولا سنة، وتفتح بابا لأهل الأهواء.
انتهى
*قوله ( يسبحون )*: يصلون.
قاله صديق حسن خان، والفراء، وابن قتيبة، ومكي، والسيوطي. وبه قال مجاهد في تفسيره. وغيرهم.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله ( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ): أي من المصلين.
قاله الزجاج، ويحيى بن سلام، وابن قتيبة، وأبو بكر السجستاني، والسمعاني، ومكي في ( الهداية، والمشكل )، والسيوطي في برهانه، وبه قال الواحدي،
وحكاه الجرجاني، والنحاس عن ابن عباس.
و حكاه الماوردي في النكت عن ابن مسعود.
قال يحيى بن سلام: وهو تفسير السدي.
قال القصاب: واتفق المفسرون فيما أعلم على أن قوله في يونس: (فلولا أنه كان منالمسبحين أنه منالمصلين.
قلت: لم يتفقوا؛ لأن من المفسرين من قال: أي القائلين: سبحانك، ومنهم من قال: قوله: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. وهو قول سعيد بن جبير.
ولعل يأتي في حينه ( إن شاء الله ).
و منه قوله ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَطُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ): فسبح: أي فصل.
قاله الفراء، ومقاتل، والواحدي ( في الوجيز ) .
وتمام ما قال مقاتل: يعني وصل بأمر ربك.
قال ابن عباس:فصليا محمد لربك.
حكاه الثعلبي.
وقوله ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ): قال الواحدي ( في البسيط ): والمعنى: صل حمدا لله تعالى، والتسبيح يكون بمعنى الصلاة؛ لأن الصلاة لله تعالى تنزيه له عن الشريك.
*قوله ( له بالليل والنهار )*: أي دائما.
قاله الايجي الشافعي.
*قوله ( وهم لا يسأمون )*: لا يسأمون: لا يملون.
قاله أبو بكر السجستاني، والفراء، والنحاس، وابن الهائم، والسيوطي، والألوسي، والواحدي ( ووجيز ).
وزاد الألوسي: ذلك.
وزاد الواحدي: ويفترون.
قال الراغب الأصفهاني: السآمة: الملالة مما يكثر لبثه، فعلاكان أو انفعالا.
قال أبو بكر السجستاني: يملون، ولايسأمون، ولايفترون. كله بمعنى واحد.
قال ابن عباس: الملائكة لايفترون ولايملون عن العبادة.
حكاه نافع بن الأزرق.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًاأَوْكَبِيرًاإِلَىٰ أَجَلِهِ ): ( لاتسأموا ) قال غلام ثعلب، وابن قتيبة، والنحاس: أي لا تملوا.
وبه قال أبو بكر السجستاني.
ومنه ( لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُمِنْدُعَاءِ الْخَيْرِوَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ): لا يسأم: لا يمل.
قاله خلق لا يحصون؛
منهم النحاس، والزجاج، والتستري، والسمرقندي، والطبري، والواحدي، ومقاتل.
وزاد مقاتل، والسمرقندي: الكافر.
وزاد الزجاج: الخير الذي يصيبه، وإذا اختبر بشيء من الشر يئس وقنط.
_______________
المصدر:
ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، التصاريف ليحيى بن سلام، مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله بن عباس، النكت للقصاب، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي،غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، تفسير مقاتل، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، تفسير السمرقندي، تفسير التستري، تفسير الطبري، تفسير الألوسي، الوسيط البسيط، الوجيز للواحدي، تفسير مجاهد، تفسير السمعاني، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، النكت والعيون للماوردي، الكشف والبيان للثعلبي، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير البغوي، تفسير النسفي، تفسير الجلالين.
كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*