معاني وغريب القرآن

إنضم
17/08/2016
المشاركات
680
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية
*البسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
(وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) سورة ص.

*قوله ( وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَان )*: أعطينا لداود سليمان.
قاله السمرقندي، والطبري.

قال ابن عطية: الهبة والعطية بمعنى واحد.

*قوله ( نِعْمَ الْعَبْدُ )*: مدح لسليمان.
قاله صديق حسن خان، والشوكاني، وأفاده الواحدي (وسيط).

وقيل: مدح لداود.

قال الطبري: يقول نعم العبد سليمان.

*قوله ( إِنَّهُ أَوَّابٌ )*: رجاع.
قاله ابن قتيبة، والزجاج، والطبري، وابن أبي زمنين، ومكي ( هد ) وغيرهم.

وزاد ابن قتيبة: تواب.

وزاد الزجاج: والأواب الكثير الرجوع.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ): قال أبو حيان في البحر: والأواب الرجاع إلى طاعة الله.

*قوله ( إذ )*: أي اذكر ما صدر عنه وقت.
قاله صديق حسن خان، والشوكاني.

وزاد الشوكاني: عرض الصافنات الجياد عليه بالعشي.

*قوله ( عرض عليه )*: على سليمان_ عليه السلام.

*قوله ( بالعشي )*: والعشي ما بعد زوال الشمس إلى غروبها.
قاله اليحصبي السبتي.

قال الأزهري الهروي في الزاهر: والعشى عند العرب ما بين أن تزول الشمس إلى أن تغرب كل ذلك عشى.

قال صديق حسن خان: والعشي من الظهر أو العصر إلى آخر النهار.

قال الخليل في العين: والعصر: العشي.
وبه قال الأزهري في تهذيب اللغة.

قال الحربي في غريب الحديث: آخر النهار.
وبه قال النسفي.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ) قال السمرقندي: كأنهم لبثوا في قبورهم مقدار عشية، وهو قدر آخر النهار.

قال السمعاني: أي: أول نهار أو آخر نهار، فأول النهار من طلوع الشمس إلى ارتفاعها، وآخر النهار من العصر إلى غروبها.

فائدة، وتنبيه:

العشي: غير العِشاء. لأن العشي وقت صلاة الظهر، والعصر. والعشاء: أول ظلام الليل؛ وقت صلاة المغرب، والعشاء. ومنه قولهم: العِشاءان،

قال الأزهري في تهذيب اللغة: فإذا غابت الشمس فهو العشاء.

وقوله ( وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ): قال القرطبي: وذلك من حين تزول الشمس إلى أن تغيب.

قال البغوي: والعشي ما بين زوال الشمس إلى غروب الشمس ومنه سمي صلاة الظهر والعصر صلاتي العشي.
انتهى كلامه.

قلت: وفي الحديث: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي، إما الظهر، وإما العصر...) شطر من حديث رواه البخاري، ومسلم، من حديث أبي هريرة. واللفظ لمسلم.
انتهى

*قوله ( الصافنات )*: أي الخيل، التي تقف وتثني سنبك [ طرفُ الحافِرِ، والسُّنْبُكُ من كل شيءٍ أَوَّلُهُ] إحدى الرجلين، وهي أجود الخيل.

قاله غلام ثعلب؛ عدا ما بين المعقوفتين.

قال البقاعي: أي الخيول العربية الخالصة التي لا تكاد تتمالك بجميع قوائمها الاعتماد على الأرض اختيالا بأنفسها وقربا من الطيران بلطافتها وهمتها وإظهارا لقوتها ورشاقتها وخفتها.

قال الطبري: والصافنات: جمع الصافن من الخيل، والأنثى: صافنة.

قال البغوي: هي الخيل القائمة على ثلاث قوائم وأقامت واحدة على طرف الحافر من يد أو رجل.

قال الخضيري: لنجابتها وخفتها.

قال ابن قتيبة: والصافن في كلام العرب: الواقف من الخيل وغيرها.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ): قال الكفوي في الكليات: قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهن.

ومنه ما حكاه الفراء، والنحاس من قراءة ابن مسعود ( فاذكروا اسم الله عليها صوافن ): قال الفراء: وهي القائمات.

قلت: ولأن السنة أن تذبح الإبل قائمة على ثلاث؛ معقولة يدها اليسرى.

*قوله ( الجياد )*: السراع.
قاله ابن فورك، ومقاتل، وابن الجوزي، والطبري، وابن أبي زمنين، والثعلبي، والسمعاني، والعز بن عبدالسلام، والنسفي، وابن كثير، والشوكاني، وأفاده الجصاص.

وبه قال مجاهد في تفسيره.

وزاد ابن الجوزي: في الجري.

وزاد ابن فورك: من الخيل.

وقيل: الجياد: أي الحسانجمع (جيد).
حكاه القاسمي.

قال البقاعي: أي التي تجود في جريها بأعظم ما تقدر عليه.

قال الإيجي: جمع جواد وهو المسرع في سيره.

قال السيوطي: جمع جواد؛ وهو السابق؛ إذا استوقفت سكنت وإن ركضت سبقت.

وقيل: الطوال العناق مأخوذ من الجيد وهو العنق لأن طول أعناق الخيل من صفات فراهتها.
حكاه الماوردي في النكت والعيون.

*قوله ( فقال )*: سليمان.
قاله السيوطي.

قال صديق حسن خان: اعترافا بما صدر منه وندما عليه وتمهيدا لما يعقبه من الأمر بردها وعقرها والتعقيب باعتبار آخر العرض الممتد دون ابتدائه.

*قوله ( إني أحببت )*: آثرت.
قاله ابن الهائم، والماوري، والفراء، والزجاج، وأبو بكر السجستاني، والسمعاني، والإيجي، والسمرقندي، والواحدي(ج).

وزاد الفراء: حب الخيل.

وقال السيوطي، وسراج الدين: أردت.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ): قال الألوسي: أي تؤثرونها على الآخرة.

*قوله ( حب الخير )*: أي الخيل.
قاله ابن قتيبة، والزجاج، والواحدي(ج) والسيوطي، ، وسراج الدين، وبه قال الراغب، والإيجي، وصديق حسن خان.

قال السمعاني: وأما الخير؛ فأكثر المفسرين على أنها الخيل في هذه الآية.

وفي قراءة ابن مسعود: حب الخيل.
حكاه الماوردي في النكت.

وقيل: المال.

قلت( عبدالرحيم ): وهو ضعيف بدليل السياق؛ اللهم إلا ما قاله الواحدي_ رحمه الله_

حيث قال في الوسيط: يعني الخيل، والخيل مال، والخير بمعنى المال كثير في التنزيل.

قال الفراء: والخير في كلام العرب.

قال أبو بكر السجستاني: وسميت الخيل الخير لما فيها من المنافع.
وبنحوه ابن قتيبة.

قال الراغب: فمعناه: أحببت الخيل حبّي للخير.

قلت ( عبدالرحيم ): وجماع ذلك ما نطق به أفصح ولد آدم_ صلوات الله وسلامه عليه_ قال: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) رواه البخاري من حديث عروة البارقي ( صحابي )، ومسلم من حديث ابن عمر.

*قوله ( عن ذكر ربي )*: عن الصلاة.
قاله البغوي، السمرقندي، وغيره، وأفاده الجصاص، ويحيى بن سلام، وبه قال مكي في ( الهداية ).

قال يحيى بن سلام، والبغوي، والسيوطي، والسمرقندي: صلاة العصر.
وزاد يحيى بن صلام: خاصة.

قلت ( عبدالرحيم ): لأن الصلاة أعظم الذكر؛ ومنه قوله ( فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) قال القرطبي: فالصلاة هي الذكر . وقد سمى الله تعالى الصلاة ذكرا في قوله ( فاسعوا إلى ذكر الله ). انتهى كلامه

*قوله ( حتى توارت )*: الشمس.
قاله الواحدي(ج)، والسيوطي، وبه قال أبو عبيدة معمر بن المثنى، والإيجي الشافعي، والفراء، والزجاج، والسمرقندي.

وزاد الإيجي: ومرور ذكر العشي دال على الشمس.

وقال مكي(هـ): أي: توارت الخيل، فسترها جدر الإصطبلات.

*قوله ( بالحجاب )*: أي غربت.
قاله السمرقندي، والواحدي(ج).

قال الراغب الأصفهاني: الشّمس إذا استترت بالمغيب.

وقال ابن مسعود: حتى توارت الشمس بالحجاب.
حكاه الجصاص.

قال البغوي، وسراج الدين النعماني، والسيوطي: أي استترت بما يحجبها عن الأبصار.

قال الخازن: أي استترت الشمس بالحجاب.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ): قال نجم الدين النيسابوري: ساترا لهم عن إدراكه.

وقوله ( فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا )*: قال مكي: أي سترا يسترها عن الناس.

قال الواحدي (ج): تتستَّر به عنهم.

قال الطبري: فاتخذت من دون أهلها سترا يسترها عنهم، وعن الناس.

قال السمرقندي: ضربت وأرخت من دونهم سترا.

وقوله (فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ): أي من وراء ستر. قاله السمعاني، مكي، والطبري، وغيرهم.

وقوله ( وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ ): يعني ستر. قاله مقاتل، والتستري، والسمرقندي، والعز بن عبدالسلام، وغيرهم.

وقوله ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ): كما كلم موسى_ عليه السلام_. قاله النحاس، والزجاج، وابن قتيبة، والواحدي(ج).

قلت: وسمي حجاب المرأة حجابا؛ لأنه يسترها؛ بخلاف ما اشتهر؛ من إطلاقهم الحجاب على من سترت شعرها، وكشفت وجهها.

*قوله ( ردوها )*: أي قال سليمان عليه السلام: ردوا.
قاله البقاعي.

*قوله ( علي )*: أي ردوا علي هذه الخيل التي عرضت علي؛ فشغلتني عن الصلاة.

قال صديق خان: من تمام كلام سليمان أي أعيدوا عرضها علي مرة أخرى.

*قوله ( فطفق )*: أقبل، وجعل، وطلب، وعمد، وأخذ.

قال عبدالله بن حسنون السامري يعني فعمد. بلغة غسان.

وقال البقاعي: أي أخذ يفعل.

قال ابن قتيبة، والبغوي: أقبل.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ) : أقبلا، وعمدا، وجعلا يرقعان، ويلزقان الورق.
قال الزركشي في برهانه: وبلغة غسان: عمدا.

قال الفراء: وقوله ( وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ ): هو في العربية: أقبلا يخصفان وجعلا يخصفان.

قال مكي ( هـ ): ومعنى( طفقا ): جعلا.

*قوله ( مسحا )*: أي يمسح مسحا بالسيف. أي أقبل، وأخذ؛ بنشاط، وغيرة لله؛ يقطع أعناقها وأرجلها؛ يذبحها ذبحها؛ وقد كان شديدا في ذات الله؛ مهيبا من غير تجبر.

قال البقاعي: أي يوقع المسح - أي القطع - فيها بالسيف إيقاعا عظيما.

قال الخليل الفراهيدي ( في العين ): والمسح: ضرب العنق؛ تمسحه بالسيف مسحا.

وقال الأزدي ( في جمهرة اللغة ): ومسحت الْعُضْو بِالسَّيْفِ إِذا قطعته.

قال الإيجي: يقطعهما؛ لأنها شغلته عن ذكر الله تعالى يقال: مسح علاوته، إذا ضرب عنقه.

*قوله ( بالسوق )*: جمع ساق.
قاله السيوطي.

قال غلام ثعلب: السيقان.

*قوله ( والأعناق)*: أي ذبحها وقطع أرجلها تقربا إلى الله تعالى حيث اشتغل بها عن الصلاة.
قاله السيوطي.

قال البغوي: وكان ذلك مباحا له وإن كان حراما علينا.
___________________
المصدر:
اللغات في القرآن لعبدالله بن حسنون السامري، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، معاني القرآن للأخفش، اللباب لسراج الدين النعماني، تفسير السمرقندي، المحرر الوجيز لابن عطية، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، تفسير الطبري، تفسير النسفي، تفسير مقاتل، البحر المحيط لأبي حيان، فتح القدير للشوكاني، مشارق الأنوار على صحاح الآثار لليحصبي، الزاهر للأزهري، تهذيب اللغة للأزهري، العين للخليل بن أحمد الفراهيدي، غريب الحديث للحربي، تفسير السمعاني، تفسير الجلالين، تفسير القرطبي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، السراج في بيان غريب القرآن للخضيري، الكليات للكفوي، تفسير ابن فورك، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير العز بن عبد السلام، تفسير ابن كثير، أحكام القرآن للجصاص، محاسن التأويل للقاسمي، جامع البيان للإيجي الشافعي، البرهان في علوم للزركشي، النكت والعيون للماوردي، تفسير الألوسي، تفسير مجاهد، التصاريف ليحيى بن سلام، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، تفسير الخازن، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، جمهرة اللغة للأزدي.

- كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*
 
عودة
أعلى