عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
*الوسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*
قوله تعالى
( وَتَرَى الشَّمسَ إِذا طَلَعَت تَزاوَرُ عَن كَهفِهِم ذاتَ اليَمينِ وَإِذا غَرَبَت تَقرِضُهُم ذاتَ الشِّمالِ وَهُم في فَجوَةٍ مِنهُ ذلِكَ مِن آياتِ اللَّهِ مَن يَهدِ اللَّهُ فَهُوَ المُهتَدِ وَمَن يُضلِل فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرشِدًا ) الكهف: 17
*قوله [ تزاور]*: تميل، وتتنحى، وتنحرف.
والأصل تتزاور؛ فخفف بإدغام التاء في الزاي، أو حذفها.
والمعنى: تميل الشمس، وتتنحى، وتنحرف عن كهفهم يمينا وشمالا.
ويقال: بئر زوراء: أي مائلة الحفر.
ويقال: في هذه الأرض زَوَر: إذا كان فيها اعوجاج.
والكل من الزور.
ومنه "زاره" إذا مال إليه.
وسمي الكذب زورا لميله عن الحق.
ومنه ( واجتنبوا قول الزور ). قال الواحدي، وابن أبي زمنين، وجماعة: يعني الشرك بالله.
قال السمين الحلبي: سمي الصنم زورًا لأنه ميل به عن الحق.
انتهى كلامه.
ولعل هذا ما حمل يحيى بن سلام على تأويل قوله ( وطهر بيتي ) قال: من قولالزور.
قال مقاتل: يعني الكذب وهوالشركفي الإحرام.
وقال السمعاني، والسمرقندي: الكذب.
قال النحاس: والمعاني متقاربة وكل كذب زور وأعظم ذلك الشرك والذي يوجب حقيقة المعنى.
قال الزجاج: الزور الكذب، وقيل إنه ههنا الشرك بالله، وقيل أيضا شهادة الزور.
وهذا كله جائز.
انتهى كلامه.
ومنه قوله تعالى ( وَالَّذِينَلَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ): قال يحيى بن سلام، وابن أبي زمنين، والسمعاني: أي الشرك.
وحكاه مكي عن الضحاك.
والماوري عن ابن زيد ( عبدالرحمن ).
قال الزجاج: والذي جاء فيالزورأنهالشركبالله.
*قوله [ذات اليمين]*: ناحيته؛ أي جانب اليمين.
*قوله [وإذا غربت تقرضهم]*: تقرضهم: تتركهم، وتدعهم - تعدل عنهم وتجاوزهم.
*قوله [ذات الشمال]*: جهة الشمال.
والمعنى: أنهم كانوا لا تصيبهم شمس البتة؛ لأنها تتركهم وتتجاوز عنهم؛ لا في أول النهار، ولا آخره؛ طالعة، وغاربة؛ كرامة لهم.
قال ابن جزي الغرناطي: كي لا تحرقهم الشمس.
*قوله [وهم في فجوة منه]*: فجوة: أي متسع، وفضاء، وفرجة.
والمعنى: في متسع، وفضاء من الكهف؛ ينالهم برد الريح ونسيمها.
قال بيان الحق النيسابوري: وإنما كان هذا لئلا يفسدهم ضيق المكان بعفنه.
*قوله [ذلك]*: المذكور؛ من التزاور والقرض.
*قوله [من آيات الله]*: دلائل قدرته؛ التي يعتبر بها، ولطفه بأصحاب الكهف.
*قوله [من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل]*: أي من يضلله الله ولم يرشده.
*قوله [فلن تجد له وليا مرشدا]*: وليا: معينا موفقا؛ يرشده للهدى؛ وقد تولى عنه الولي_ جل ذكره.
___________
المصدر:
أنظر:
باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، تفسير الطبري، تفسير البغوي، الوجيز للواحدي، تفسير القرطبي، التصاريف ليحيى بن سلام، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، تفسير النسفي، التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الغرناطي، التصاريف ليحيى بن سلام، تذكرة الحفاظ الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي.
- كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*
قوله تعالى
( وَتَرَى الشَّمسَ إِذا طَلَعَت تَزاوَرُ عَن كَهفِهِم ذاتَ اليَمينِ وَإِذا غَرَبَت تَقرِضُهُم ذاتَ الشِّمالِ وَهُم في فَجوَةٍ مِنهُ ذلِكَ مِن آياتِ اللَّهِ مَن يَهدِ اللَّهُ فَهُوَ المُهتَدِ وَمَن يُضلِل فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرشِدًا ) الكهف: 17
*قوله [ تزاور]*: تميل، وتتنحى، وتنحرف.
والأصل تتزاور؛ فخفف بإدغام التاء في الزاي، أو حذفها.
والمعنى: تميل الشمس، وتتنحى، وتنحرف عن كهفهم يمينا وشمالا.
ويقال: بئر زوراء: أي مائلة الحفر.
ويقال: في هذه الأرض زَوَر: إذا كان فيها اعوجاج.
والكل من الزور.
ومنه "زاره" إذا مال إليه.
وسمي الكذب زورا لميله عن الحق.
ومنه ( واجتنبوا قول الزور ). قال الواحدي، وابن أبي زمنين، وجماعة: يعني الشرك بالله.
قال السمين الحلبي: سمي الصنم زورًا لأنه ميل به عن الحق.
انتهى كلامه.
ولعل هذا ما حمل يحيى بن سلام على تأويل قوله ( وطهر بيتي ) قال: من قولالزور.
قال مقاتل: يعني الكذب وهوالشركفي الإحرام.
وقال السمعاني، والسمرقندي: الكذب.
قال النحاس: والمعاني متقاربة وكل كذب زور وأعظم ذلك الشرك والذي يوجب حقيقة المعنى.
قال الزجاج: الزور الكذب، وقيل إنه ههنا الشرك بالله، وقيل أيضا شهادة الزور.
وهذا كله جائز.
انتهى كلامه.
ومنه قوله تعالى ( وَالَّذِينَلَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ): قال يحيى بن سلام، وابن أبي زمنين، والسمعاني: أي الشرك.
وحكاه مكي عن الضحاك.
والماوري عن ابن زيد ( عبدالرحمن ).
قال الزجاج: والذي جاء فيالزورأنهالشركبالله.
*قوله [ذات اليمين]*: ناحيته؛ أي جانب اليمين.
*قوله [وإذا غربت تقرضهم]*: تقرضهم: تتركهم، وتدعهم - تعدل عنهم وتجاوزهم.
*قوله [ذات الشمال]*: جهة الشمال.
والمعنى: أنهم كانوا لا تصيبهم شمس البتة؛ لأنها تتركهم وتتجاوز عنهم؛ لا في أول النهار، ولا آخره؛ طالعة، وغاربة؛ كرامة لهم.
قال ابن جزي الغرناطي: كي لا تحرقهم الشمس.
*قوله [وهم في فجوة منه]*: فجوة: أي متسع، وفضاء، وفرجة.
والمعنى: في متسع، وفضاء من الكهف؛ ينالهم برد الريح ونسيمها.
قال بيان الحق النيسابوري: وإنما كان هذا لئلا يفسدهم ضيق المكان بعفنه.
*قوله [ذلك]*: المذكور؛ من التزاور والقرض.
*قوله [من آيات الله]*: دلائل قدرته؛ التي يعتبر بها، ولطفه بأصحاب الكهف.
*قوله [من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل]*: أي من يضلله الله ولم يرشده.
*قوله [فلن تجد له وليا مرشدا]*: وليا: معينا موفقا؛ يرشده للهدى؛ وقد تولى عنه الولي_ جل ذكره.
___________
المصدر:
أنظر:
باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، تفسير الطبري، تفسير البغوي، الوجيز للواحدي، تفسير القرطبي، التصاريف ليحيى بن سلام، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، تفسير النسفي، التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الغرناطي، التصاريف ليحيى بن سلام، تذكرة الحفاظ الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي.
- كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*