معاني وغريب القرآن

إنضم
17/08/2016
المشاركات
680
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية
*الوسيط في تفسير معاني وغريب القرآن*

قوله تعالى
( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ): الإنسان: 1

*قوله ( هَلْ أَتَى )*: معناه: قد أتى.
قاله الطبري، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، والفراء، والزجاج، ومكي والقرطبي، وسراج الدين النعماني، وصديق حسن خان.

وردَّ ذلك غيرُ واحد من أهل العلم؛ فقيل: "هل" استفهام على ظاهرها؛

قال أبو السعود: قال قُطْرُب: أي قد جاءك يا محمد حديث الغاشية؛ وليس بذاك بل هو استفهام أريد به التعجيب.

وقال القصاب: يذهب ناس إلى أن (هل) بمعنى "قد" أتى على الإنسان.
وليس هو عندي كذلك، بل هو - والله أعلم - على ظاهره.

قال الألوسي: والمختار أنه للاستفهام.
انتهى كلامه.

قلت ( عبدالرحيم ): وذهب جمع غير قليل إلى أن معنى قوله تعالى ( هل أتى ) بمعنى: قد أتى.

وبه قال مقاتل، وغلام ثعلب، والسمرقندي، وابن أبي زمنين، والماوردي، والواحدي، والسمعاني، وابن فَضَّال المُجَاشِعِي في النكت، والإيجي الشافعي.

وهو ظاهر كلام أبي الهلال العسكري؛ في الوجوه والنظائر.

وظاهر كلام الزركشي في البرهان.

وظاهر كلام سراج الدين النعماني في اللباب.

وظاهر صنيع مقاتل في تفسيره.

وظاهر صنيع جلال الدين المحلي في الجلالين.

و حكاه القرطبي عن الكسائي، وسيبويه.

و حكاه العسكري في الوجوه عن الزجاج.

و حكاه الواحدي عن الأخفش.

قال المبرد: "هل" في هذا الموضع بمعنى: قد.
حكاه أبو الهلال العسكري.

قال الفراء: "وهل" قد تكون جحدا، وتكون خبرا.

قال الطبري _ عند تأويله للآية ( هل آتى ) _: وهل في هذا الموضع خبر لا جحد.

وقال ابن الأنباري: وهذا معروف عند اللغويين أن تأتي «هل» معبرة عن «قد».
حكاه ابن الجوزي في زاد المسير.

قلت ( عبدالرحيم ): وتأتي "هل" في القرآن على عدة معان؛
تأتي بمعنى: "ما"، "قد"، "ألا"، "الاستفهام".
فمن معانيها الجحد، والخبر( التحقيق)؛ والامثلة كثيرة؛

ولو علت همتي لذكرت جميعها_ بحوله وطوله تبارك وتعالى_ لكني سأقتصر في هذا المضمار؛ على ما جاء في معنى الخبر( التحقيق)؛

فمن ذلك قوله تعالى ( هل أتى قوله تعالى ( وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ): أي قد أتاك.
قاله مقاتل، والسمرقندي، والسمعاني، وابن الجوزي، وبه قال البغوي، وجلال الدين المحلي.

قال السمرقندي: قد أتاك خبر موسى.

قال جلال الدين المحلي: "وهل" قد.

لكن السمين الحلبي قال في الدر: وهذا غلط؛ لأنه كما قدمت لك في ( هل أتى ) أنها لا تكون بمعنى: قد.

وقوله ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ): قال غلام ثعلب، والواحدي، والسمرقندي، وابن أبي زمنين، وابن الجوزي، وجلال الدين المحلي: أي قد أتاك.

و حكاه الماوردي في النكت عن قطرب.

و كذلك حكاه الواحدي في البسيط عن الأخفش.

قال النسفي: "هل" بمعنى: قد.

وقوله ( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ): قال سراج الدين النعماني: أي قد أتاك.

وقوله ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ): يعني قد أتاك.
قاله مقاتل، وابن أبي زمنين، والعز بن عبدالسلام.

وقوله ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ): أي قد أتاك.
قاله مقاتل، والطبري، والنسفي، والخازن.

وقال الزمخشري، والبيضاوي: قد عرفت.

أفاده ابن قتيبة في تأويل المشكل.

قوله ( على الْإِنْسَانِ ): الإنسان هاهنا: آدم - عليه السلام.
قاله ابن فَضَّال المُجَاشِعِي في النكت، والقرطبي،
وبه قال الطبري، والبغوي، والأصبهاني في إعراب القرآن.

قال ابن الجوزي في زاد المسير: هذا قول الجمهور.

وقيل: جميع الناس.

*قوله ( حينٌ )*: الحين الساعة. ومنه ( أو تقول حين ترى العذاب ).

*قوله ( لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا )*: لَا يُذْكَرُ ولا يعرف أوَلَا يُدْرَى مَا اسمه وَلَا مَا يُرَادُ بِهِ، يريد: كَانَ شيئا ولم يكن مذكورا.
قاله البغوي.

قال الراغب: أي لم يكن شيئا موجودا بذاته، وإن كان موجودا في علم الله تعالى.
______________
المصدر:
النكت في معاني القرآن الكريم وإعرابه لابن فَضَّال المُجَاشِعِي، النكت والعيون للماوردي، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للفراء، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير مقاتل، تفسير الطبري، تفسير البغوي، تفسير السمعاني، تفسير القرطبي، تفسير الجلالين، تفسير الألوسي، البسيط للواحدي، تفسير البيضاوي، الكشاف للزمخشري، تفسير الخازن، البرهان في علوم القرآن للزركشي، النكت للقصاب، اللباب لسراج الدين النعماني، تفسير العز بن عبد السلام، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي، تفسير أبي السعود، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، جامع البيان للإيجي الشافعي، إعراب القران للأصبهاني.

- كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
*للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*
 
عودة
أعلى